الطالب: "فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل"
الشيخ: أثبتوا بلا تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل، فأثبتوا و مع إثباتهم لم يبتلوا بما ابتلي به ا لمشبّهة، الذين شبّهوا مع الإثبات، و مع تنزيههم لم يعطّلوا بل أثبتوا الصفات و لم يعطّلوها، بل نزّهوا الله عن المخلوقات و أثبتوا له الصفات على حدّ قول الله عزّ و جل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)، نعم.
الطالب: "و لم يتعرّض مع ذلك أحد منهم إلى تأويل شيء من هذا"
الشيخ: نعم، يعني ما تعرضوا للتأويل، ما قالوا كما قال يعني من يحكي مذهب الأشاعرة "و كلّ لفظ أوهم التشبيه أولّه و فوّض و رم تنزيها"، نعم.
الطالب: "و رأى أجمعهم إجراء الصّفات كما وردت"
الشيخ: "و رأى أجمعهم" كلّ الصحابة، يعني كلامه يعني يتكلّم عن الصّحابة، أي إجراءها كما وردت يعني على حسب ما فهموها و على حسب ما تقتضيه اللّغة، و هو نفس الكلام الذي قاله مالك رحمة الله عليه "الإستواء معلوم و الكيف مجهول"، و هم مفوّضة بالكيف و ليسوا مفوّضة بالمعنى، نعم.
الطالب: "و لم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى و على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه و آله و سلم سوى كتاب الله و لا عرف أحد منهم شيئا من الطرق الكلامية و لا مسائل الفلسفة"
الشيخ: يعني هذه طريقة السلف يعني الصّحابة يعوّلون على الكتاب و السنة و لا يعرفون الطرق الكلامية و لا الفلسفة و إنّما هذه أمور جاءت من بعد، هذه من محدثات الأمور، هذه من الأمور التي قال الرسول صلى الله عليه و سلم : "فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين" ، هذا كلام المقريزي المتوفى سنة ثمان مائة و خمس و أربعين في كتابه " الخطط و الآثار في تاريخ مصر" و هو كلام جميل كلام واضح يبيّن الطريقة التي كان عليها أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلّم و لا شكّ أنّ الخير كلّ الخير ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلّم لأنّ الرسول قال : "من كان على ما أنا عليه و أصحابي" و هذا هو الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و أمّا الأمور المحدثة فهذه من الأشياء التي قال فيها "و إياكم و محدثات الأمور" و هي من الأشياء الداخلة في قوله "فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" و أرشد عليه الصلاة و السلام عند هذا الإختلاف إلى اتباع الكتاب و السنة فقال "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" ثمّ ذكر بعد ذلك حدوث الفرق المختلفة، حدوث القدرية ثمّ الخوارج ثمّ المرجئة و الجهمية و المعتزلة و ذكرهم ثمّ ذكر إنتشار مذهب الأشاعرة و كونه مخالف لما كان عليه سلف الأمّة الذين هم أصحاب رسول الله صلوات الله و سلامه و رضي الله تعالى عليهم و أرضاهم، نعم