فمن جعل هدي السلف واجتهادهم في العبادة نصب عينيه، ازدرى عمله ونفسه، ثم رجع عليها باللوم والتوبيخ، فكدها عسى أن تفلح، ومن هوى الدعة والراحة تنجو.
وقد يظن ظان أن ذلك بعيد في مثل زماننا الذي كثرت فيه الملهيات وليس كذلك، فقد رأيت جمعاً من إخواننا يختم كل يوم ختمة في أكثر العشر، بل أدركت أحد الصالحين يختم ختمة في كل يوم من رمضان، فإذا دخلت العشر ختم كل يوم ختمتين .
فإن قيل ألا يتعارض ذلك مع ما رواه أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه.
فالجواب: أنه لا تعارض بينهما، وعلينا أن نفهم السنة بفهم سلف الأمة لأننا سلفيون بحمد الله، والسلف غلبوا جانب القراءة في رمضان على التفقه فيه، قال ابن رجب في لطائف المعارف: و إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان و هو قول أحمد وإسحاق و غيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره.ا.هـ
يا ليتنا - إخواني - نجعل هذا الشهر الكريم مدرسة نروض فيها نفوسنا على الطاعات من قراءة قرآن وقيام وصيام، فبعد رمضان تستمر نفوسنا على هذه الطاعات، فإن الأنفاس قليلة معدودة، فكل يوم يذهب يقللها ويدني من الأجل .
اللهم أصلح نفوسنا وزكها، فقد أفلح من زكاها، وبلغنا شهر رمضان وأعنا فيه على القيام بمراضيك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://www.islamancient.com /
27/8/1430 هـ