كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء1 لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي

من زيد بن محمد بن هادي المدخلي، إلى صاحب الفضيلة الشيخ/ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء -حفظه الله-.
السلام عليكم ورحمة الله.......
بعد التحية: يسرني أن أبعث إليكم رسالة مخطوطة: "الإرهاب وآثاره في الأفراد والأمم" وبِها ملحق "نداء مفتوح لأهل المكتبات العامة والخاصة" وإنني لأرغب من فضيلتكم الاطلاع عليهما وكتابة ما ترونه من توجيه بإضافة شيء أو حذف شيء لأنني أريد نشرهما لمسيس الحاجة إلى نشر محتوياتِهما -حسب علمي- وهو الشيء الذي أقدر على تقديمه كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الله على المنهج السلفي الذي يعتمد أهله على نصوص الكتاب والسنة في كل باب من أبواب العلم والعمل بالفهم الصحيح -حفظكم الله ورعاكم-.

أخوكم في الله ومحبكم فيه
زيد بن محمد بن هادي الـمدخلي

موضوع: تتمة الموضوع الجمعة أغسطس 21, 2009 9:06 pm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ........
وبعد:
فقد قرأت الرسالة المشار إليها أعلاه مع ملحقها فوجدتُها رسالة قيمة ونصيحة ثَمينة تَمس الحاجة إليها وليس لي عليها ملاحظات سوى تصويبات مطبعية يسيرة وبعض إضافات قليلة تجدها في أمكنتها -إن شاء الله- وفقك الله وزادك علمًا نافعًا وعملاً صالِحًا، ونفع بما قلته وكتبته وأثابك عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه أخوك ومحبك
صالـح بن فوزان بن عبد الـله الفوزان
22/5/1417هـ

تقريظ فضيلة الشيخ
علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد: فقد تيسر لي قراءة هذه الرسالة الموسومة بـ "الإرهاب وآثاره على الأفراد والأمم" فوجدتُها رسالة قيمة ونصيحة صادقة تستحق القراءة الفاحصة للاستفادة مِمَّا حوته من معلومات تَمس الحاجة إليها لاسيما الشباب المحب للإسلام ونصرته وإعلاء كلمته، كما قام أسلافهم بذلك مترسمين خطى علماء السلف الصالح، في عقيدتِهم وعبادتِهم وسلوكهم وأخلاقهم، في معاملاتِهم ودعوتِهم وحكمهم بين الناس بِما أنزل الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والقلم لدفع شبه المضللين وبيان الحق والثبات عليه فليس الحق بكثرة الأتباع، وقد قال الله : %وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ$ [يوسف:103].
وإنَّما الحق ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله وإن قل أتباعه، وهذا يبين فساد القاعدة المصادمة بعمومها للنصوص الشرعية وهي قولهم: "نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" ولهذا فَقَد جمع هؤلاء في صفوفهم -الرافضي الذي يسب الصحابة ويكفرهم، والصوفي الغارق في صوفيته وما حوته من بدع وضلالات حتى قال التيجاني:
ومن يحبني ومن يراني

في جنة الخلد بلا بُهتان

وإنه أخذ ورده المسمى بالفاتح من الرسول يقظة لا منامًا.

موضوع: تتمة التقريظ الجمعة أغسطس 21, 2009 9:11 pm

وقال الرفاعي: إن الرسول أخرج له يده الشريفة فقبلها أمام تسعين ألفًا.
ولهذا مدح أصحاب هذه القاعدة الطريقة الرفاعية، كما جاء التمثيل لذلك في هذه الرسالة وقد أحسن صاحب الرسالة في ربطه الأفكار القديمة المنحرفة التي جرَّت الناس على المهالك عن طريق الإرهاب الفكري وهو الأخطر على الأمة وشبابِها من الإرهاب الحسي؛ لأن ذلك الإرهاب الفكري هو الذي دعاهم إلى تنفيذ الإرهاب الحسي.
وخير أمثلة حية لذلك: هو عمل الخوارج ثُمَّ الرافضة، ثُمَّ المعتزلة وما حدث منهم في عهد المأمون والمعتصم، واعتناقهما فكرة القول بخلق القرآن، والدعوة إلى هذه الضلالة، ثُمَّ تنفيذ ذلك على المخالف بالحبس والضرب والقتل؛ لأن أهل الباطل لا يرحمون الخلق حينما تكون السلطة لهم.
وأما أهل السنة والجماعة الذين يريدون هداية الخلق ودعوتَهم إلى الخير، لا يطلبون من المخالف إلا العودة إلى الحق، ثُمَّ العفو عنه، كما حدث من الإمام أحمد فقد عفا عن الذين نكلَّوا به وحللهم من فعلهم، بل ودعا لهم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام بن تيميه في الفتاوى (ج12/489).
وكذلك شيخ الإسلام بن تيمية عفا عن الرفاعية بعد دحض باطلهم ودعواهم دخول النار بعد إيذائهم له، وإنما طلب منهم أن يعودوا إلى الحق.
ثُمَّ إن الأفكار المعاصرة من إرهاب فكري وما ينتج عنه من إرهاب حسي -كما ذكرت أمثلته في هذه الرسالة- هي امتداد لذلك الفكر السابق، فقد سمعنا وتلقينا أسئلة من الشباب المتحمس للإسلام ونصره، قولهم: إن العلماء المشهورين المعروفين بالعلم والفضل مع الحرص على ما يصلح الأمة قالوا: هؤلاء، إنَّهم لَم يفقهوا من العلم إلا علم الحيض والنفاس ولَم يكونوا على مستوى عصرهم من فهم الواقع وما تحتاجه الأمة من حلول لمشاكلهم وما ينْزل بِهم من أعدائهم، وقد تلقوا ذلك تصريْحًا وإيحاءً مما يسمى بفقه الواقع.
وقد ظن الشباب أن هذا فتح جديد على الحركيين المعاصرين، ولذلك فإني أدعو الشباب لقراءة النص التالي في الجزء الثاني من كتاب الاعتصام للشاطبي (ص239) قال: "وروي عن إسماعيل بن علية قال: حدثني اليسع قال: تكلم واصل بن عطاء يومًا -يعني: المعتزلي- فقال عمرو بن عبيد: أَلاَ تسمعون؟ ما كلام الحسن وابن سيرين -عندما تسمعون- إلا خرقة حيض ملقاة.
ثُمَّ قال: روى أن زعيمًا من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه، فكان يقول: إن علم الشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل امرأة".
وهذا يوضح لكل ذي بصيرة أن الأفكار المعاصرة هي القديمة بعينها، صيغت بأسلوب التضليل المعاصر حتى ظنها الشباب الحركي من الفتوحات الجديدة.
كما تجد داعية آخر يقول في كتاب له أسماه "خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية" الطبعة الثانية عام 1406هـ تحدث فيه عن مناهج الجامعات وخص جامعته التي درس فيها بمزيد من النقد وشيوخها الذين درسوه وأحسنوا إليه.
فمما قاله عن المناهج في الجامعات: "وألغوا أبواب الحيض والنفاس في الجامعات عن الذكور وعلموها للإناث وكفى".
وأقول: إنه يفهم من كلامه هذا: أن الغرض من أحكام الحيض والنفاس هو معرفة الطهارة التي هي النظافة فقط، أما متى يحل للحائض الصلاة والصوم والأمور المباحة الأخرى والطلاق والعدة وبقية الأحكام الشرعية والمتعلقة بالنكاح والميراث، -فلا حاجة للقاضي في المحكمة الشرعية الذي يفصل في مثل هذه القضايا إليها.
وقال في (ص 78) عن أبرز شيوخه -بل شيوخ العصر-: "لقد كان لهذا الرجل الذي لَم تقع عيني على أعلم منه بكتاب الله مكتبة متنقلة، ولكنها طبعة

موضوع: تتمة التقريظ الجمعة أغسطس 21, 2009 9:14 pm

قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح".
أتدري من هو هذا الشيخ؟ إنه فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب "أضواء البيان".
وأعود إلى هذه الرسالة فأقول: إنَّها تستحق النشر لما حوته من معلومات قيمة يستفيد منها الشباب الباحث عن الحق، وما ورد فيها من أمثلة لا يخالف منهج السلف.
وقد سئل شيخ الإسلام بن تيمية وكذا ابن الصلاح عن "الغزالي" فقال: أما هو فقد أفضى إلى ما قدم.
وقال عنه ابن تيمية: إنه مات وصحيح البخاري على صدره.
قالا: وأما ما في كتبه من الضلال فيجب بيانُها للناس حتى يحذروا ما فيها.
وهكذا فإن الأمثلة التي ذكرها صاحب الرسالة لتحذير الشباب مما في تلك الكتب من الأخطاء -لاسيما المبتدئ الذي لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل- من خير الأمثلة.
ثُمَّ إن ما وجد فيها من حق فهو -بحمد الله- موجود في الكتب السليمة من الباطل.
فلا حاجة لنا إلى تصفية الماء العكر، والماء الصافي السلسبيل بين أيدينا.
نسأل الله لنا وللشباب الهداية والتوفيق، وللكاتب -وفقه الله- الأجر والثواب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتبه طالب عفو ربه
علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
والمدرس بالمسجد النبوي
12/7/1417هـ

» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء2لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 5لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي