منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-7f7110b59c كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-4d203bdcc7 كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-7f7110b59c كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-4d203bdcc7

 

 كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 10:18 pm

. (ت) الخروج على الأئمة كما فعلت الخوارج الحرورية مع الخليفة الراشد علي بن أبي طالب .
(ث) القول بخلود أهل الكبائر من أهل التوحيد في النار إن ماتوا قبل التوبة كما قالت الخوارج فيهم.
(ج) اعتقادهم الفاسد الجائر بأنه يجب على الله  فعل الأصلح فالأصلح للعباد، فإن لَم يفعل ذلك يكون ظالِمًا لهم وهذه جرأة خطيرة على الله، غير أن القوم لا يبالون بالأخطار المترتبة على معتقداتِهم الفاسدة لجهلهم بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأحكامه العادلة وشرعه الكريم المطهر.
(ح ) الوقوع في بغض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم والنيل منهم والإزراء بِهم وذلك كالحكم على بعضهم بالفسق كقول واصل بن عطاء: "ولو شهدت عندي عائشة وعلي وطلحة على باقة بقل لَم أحكم بشهادتِهم"( ).
ومثل قول واصل قال عمرو بن عبيد: "لو أن عليًّا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته". وفي رواية: "والله لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير على شراك نعل ما أخذت بشهادتِهم".
كما صرح بعض أئمتهم -كالنظام- بالتطاول بالشتم والذم على الأفاضل من أصحاب رسول الله S كأبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود -رضي الله عنهم أجمعين- وعلى النظام ما يستحق هو ومن كان على شاكلته من المتقدمين والمتأخرين ممن ولغ في أعراض الأخيار من أصحاب رسول الله وممن أكل لحومهم التي حرم الشرع الكريم ذكرها بسوء بل أمر باحترامها والترضي والترحم على أصحابِها الذين لا يُكِنّ لهم البغض والحقد إلا منافق معلوم النفاق أو جاهل مقلد لأولئك الذين امتلأت صدورهم وقلوبُهم بغضًا وغلاًّ وحسدًا لأولياء الله في كل زمان ومكان.
وحقًّا إن لنا لتسلية في الآية الأخيرة من سورة الفتح: %مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... الآية$ [الفتح: من الآية29]. وفي قول رسول الله S فيما يرويه عن ربه: ((من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب))( ) الحديث.
إن هذه المخالفات لأهل السنة والجماعة ضرب واضح جلي من ضروب الإرهاب الفكري الخلفي؛ لما فيه من محاربة الحق وأهله؛ ولما فيه من التلبيس والتضليل على من قل نصيبه من العلم الشرعي والفقه في الدين.
ولقد تطور هذا الإرهاب الفكري واشتد خطره عندما تبنته السلطة في الدولة العباسية وفي خلافة المأمون الذي سلك طريقًا غير مأمون بسبب ما زينه له شياطين الإنس والجن من حاشيته أرباب الفكر الاعتزالي القائلين بما مضى تدوينه، حتى قال المأمون بن هارون الرشيد بما قالوه مخالفًا جميع الخلفاء العباسيين والأمويين من قبله، وعمم المأمون إلى جميع الأقطار لينشروا القول بخلق القرآن، ونفي الصفات.
وعلى العموم، نشر الفكر الاعتزالي المشئوم، وألزم به العلماء والوجهاء والأعيان، ومن أبى فسيكون عرضة للأذى الذي لا يطيقه إلا الكمل من الرجال كالإمام أحمد، ومحمد بن نوح وأحمد بن نصر اللذين ماتا في الفتنة.
ومن الناس من أجاب مكرهًا ومنهم من أجاب مقلدًا ومنهم من أبى أن يجيب لمعرفته بأن ما دعا إليه المأمون وبطانته -كابن أبي داود ومن معه من دعاة الضلال ومبتغي الفتنة- بدع وضلالات.
وذلك الإباء كله نصرًا للحق وحراسة للعقيدة السلفية وإرضاء للرب ورحمة بالخلق صغيرهم وكبيرهم وأحرارهم وعبيدهم وذكورهم وإناثهم، واستمرت المحنة بعد عهد المأمون إلى عهد المعتصم والواثق من خلفاء الاعتزال، حتى أتى المتوكل فأعلن رفع المحنة على إثر مناظرة جرت بين يديه بين الإمام أحمد الذي أعز الله به السنة وبين خصومه الذين باءوا بسخط من الله.
ومن عجيب ما نقل عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- حينما قال له عمه إسحاق بن حنبل: يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابك وقد أعذرت فيما بينك وبين الله وبقيت في السجن والضيق. فقال الإمام أحمد: يا عم إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟‍! ثُمَّ ذكر حديث خباب الذي قال فيه: ((شكونا إلى رسول الله S وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟! فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثُمَّ يأتي بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون))( ).
قلت: وهكذا يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.
ثُمَّ هكذا انتشر الإرهاب الفكري مؤيدًا بالإرهاب الحسي في هذه الحقبة من الزمن، أي: من عام 218-234هـ؛ لينال الإرهابيون من منهج السلف ما يشاءون من القضاء عليه والإزراء بأهله، ويأبى الله إلا أن ينصر هذا المنهج الحق وأهله ولو كره الإرهابيون الذين يريدون من وراء تصرفاتِهم الإرهابية علوًّا في الأرض وفسادًا والله لا يحب المفسدين.
للظلم عواقبه الوخيمة وعلى الباغي تدور الدوائر.
إن الذين تَمالئوا على إلحاق الأذى بإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل -رحمه الله- ومن معه -وما ثبت معه إلا قليل- لهم قصة عجيبة في الإرهاب الفكري وهم يلاحقون الإمام أحمد بالأذى في مجلس الخليفة الواثق بالله الذي فكر فيما دعا الناس إليه، بل أجبرهم على القول به وهو القول بخلق القرآن، لقد هَمَّ الخليفة بترك الخوض في هذه القضية بل هَمَّ أن ينادي في الناس بالكف عنها، فانبرى له أهل الإرهاب الفكري -خصوم الإمام أحمد من بداية المحنة إلى نِهايتها- وقالوا للخليفة الواثق: إن الذي ندعو الناس إليه لهو الحق فلا تمت سنة قد أحييتها ولا تعطل دينًا قد أقمته.
واجتهدوا في الإرهاب الفكري والإمعان في التضليل حتى أقنعوا الخليفة الواثق بحسن ما دعا إليه هو ومن قبله في عهد المأمون، الذي قلت قبل قليل: إنه سلك طريقًا غير مأمون بسبب من غره واستجهله من أهل الإرهاب الفكري.
أعود لأسطر القصة ذات العبرة والعظة التي نوهت عنها آنفًا فأقول: قال أبو محمد اليمني( ): روى التميمي قال: حدثني الثقة عن محمد بن وهب قال: كنت مؤذنًا للمتوكل بالله قبل أن يلي الخلافة فلما وليها أنزلني في حجرة من حجره الخاصة، فجلس ذات يوم في مجلسه الذي كان يسمى المربع، وقام ودخل بيتًا له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه -وقد أجري فيه الماء يعلو على البيت وأسفله وحيطانه ينقلب فيه، يراه من هو داخل كأنه جالس في جوف الماء، وقد فرش له من قباطي مصر ومساندها ومخادها والأرجوان، فدخل فجلس في مجلسه وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان، وعبيد الله بن يحيى بن خاقان، وعن يساره بغاء الكبير ووصيف وأنا واقف في زاوية البيت اليمنى مما يليه وخادم بعضادة الباب واقفًا؛ إذ ضحك المتوكل ولزم القوم سكوتًا.
فقال: ألا تسألوني مم ضحكت؟.
قالوا: مما ضحك أمير المؤمنين أضحك الله سنك؟.
قال: أضحكني أني كنت ذات يوم واقفًا على رأس الواثق بالله وقد قعد الخاصة في مجلسي هذا الذي أنا جالس وأنا قائم؛ إذ قام من مجلسه حتى جاء فدخل البيت الذي أنا دخلته فجلس في مجلسي هذا ورمت الدخول إليه فمنعت فوقفت حيث الخادم واقف، فجلس ابن أبي دؤاد في مجلسك يا فتح، وجلس محمد بن عبد الملك الزيات في مجلسك يا عبد الله، وجلس إبراهيم بن إسحاق في مجلسك يا بغاء، وجلس نجاح فِي مجلسك يا وصيف، فقال الواثق بالله: لقد فكرت فيما دعونا الناس إليه من أن القرآن مخلوق وسرعة إجابة من أجابنا، وشدة خلاف من خالفنا حتى حملنا من خالفنا على السوط والسيف والضرب الشديد والحبس الطويل فلم يرعه ذلك ولَم يرد إلى قولنا، فوجدت من أجابنا رغب فيما في أيدينا فأسرع إلى إجابتنا رغبة منه فيما عندنا، ووجدت من خالفنا منعه ورعه من إجابتنا فصبر على ما ناله من الضرب والقتل والحبس، فوالله لقد دخل في قلبي من ذلك أمر شككت فيه وفي محنة من نمتحنه وعذاب من نعذبه في ذلك حتى لقد هممت بترك ذلك والخوض في الكلام فيه، ولقد هممت بالنداء بذلك، وأكف الناس بعضهم عن بعض.
فبدأ ابن أبي داود فقال: الله الله يا أمير المؤمنين أن تميت سنة قد أحييتها وأن تعطل دينًا قد أقمته فلقد جهد الأسلاف من قبلك فما بلغوا فيه ما بلغت، فجزاك الله عن الإسلام خير ما جزى أولياءه عن أوليائه.
فأطرق ساعة مفكرًا في ذلك أمر ينقض عليه قوله ويفسد عليه مذهبه ثُمَّ قال: والله يا أمير المؤمنين إن هذا القول الذي نحن عليه وندعو الناس إليه لهو الدين الحق الذي ارتضاه الله لأنبيائه ورسله وبعث مُحمَّدًا S به ولكن الناس عموا عن قبوله


عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:48 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: التتمة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 10:21 pm

فقال الواثق: فإني أريد أن تباهلوني على ذلك.
فقال ابن أبي داود: ضربه الله بالفالج في دار الدنيا قبل الآخرة إن لَم يكن ما قال أمير المؤمنين حقًّا من أن القرآن مخلوق.
وقال إبراهيم بن إسحاق: وإلا فأنتن الله ريحه في دار الدنيا حتى يهرب منه كل قريب وحميم إن لَم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًّا من أن القرآن مخلوق.
قال: فدخل عليهم نجاح وهم في ذلك فأخذوه على البديهة فسألوه عن ذلك.
فقال: يغرقه الله في البحر إن لَم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًّا من أن القرآن مخلوق.
قال الواثق: فأحرق الله يديه في نار الدنيا قبل الآخرة إن لَم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًّا من أن القرآن مخلوق.
قال المتوكل: أخبرت أنه لَم يدع أحد منهم على نفسه إلا استجاب الله دعوته في نفسه، فأما ابن أبي داود فضربه الله بالفالج، وأما ابن الزيات فإنه أقعد في تنور حديد وسمرت يداه بمسامير من حديد، وأما إبراهيم بن إسحاق فإنه مرض مرضه الذي مات منه وأقبل يعرق عرقًا منتنًا حتى هرب منه الحميم والقريب فكان يلقى عليه في النهار عشرين غلالة ويؤخذ منه مثل الحرقة فيرمى بِها في الدجلة لا ينتفع بِها من شدة نتنها، وأما نجاح فإنه ابتنيت عليه ذراعًا فِي ذراعين حتى مات فيه.
وأما الواثق فإنه كان رجل يحب النساء ويكثر الجماع، فوجه يومًا إلى ميخائيل المطبب فدعا به فدخل عليه وهو نائم في مستسرق له وعليه قطيفة خز فوقف بين يديه فقال له: يا ميخائيل ابغ لي دواء يزيد في الباءة، فقال له: يا أمير المؤمنين: بدنك فلا تَهده، فإن كثرة الجماع يهد البدن لاسيما إذا تكلف الرجل ذلك، فاتق الله الذي إليه مصيرك في بدنك، وأبقِ عليه فليس بذلك عوض فقال: لابد منه. ورفع القطيفة عنه فإذا بين فخذيه وصيفة قد ضمها إليه كأنَّها فلقة قمر فقال: ويلك من يصبر عن مثل هذه. فقال له: ولابد لك من ذلك، فعليك بلحم السبع فخذ منه قدر رطل ويغلى لك غليات بخل خمر عتيق فإذا جلست على شرابك أمرت فوزن لك منه وزن ثلاثة دراهم فتنتقل به على شرابك في ثلاث ليال فإنك تجد فيه بغيتك، واتق الله في نفسك ولا تشرب منه ولا يجوز لما أمرتك به قال: فلهي عنه أيامًا فبينما هو ذات ليلة جالس على شرابه وذكره فقال: علي بلحم السبع الساعة.
فأخرج له سبع من الجب وذبح من ساعته فأخذ من لحمه ثُمَّ أمر فأغلي له بخل وقدم له وأقبل ينتقل به على شرابه، فأتت الأيام والليالي واستسقى منه بدنه فأجمع الأطباء أن لا دواء له إلا أن يسجر له تنور بحطب زيتون حتى يمتلئ جمرًا، فإذا امتلأ جمرًا أخرج من جوفه وألقي على ظهره ثُمَّ يحشى في الرطبة -يعني: القصب- ويقعد فيه ثلاث ساعات من النهار، فإذا استسقى ماء لَم يسقه منه، فإذا مضت ثلاث ساعات كوامل أخرج منه وأجلس جلسة منتصبة نحو ما أمروا به فإذا أصابه ريح الهواء ووجد لذلك ألَمًا شديدًا وطلب أن يرد إلى التنور لَم يرد إليه حتى تمضي ساعتان من النهار، وإذا مضى ساعتان من النهار جرى ذلك الماء من بدنه وخرج من مجرى البول، وإن أسقي ماء أو رد إلى التنور كان تلف منه.
ثُمَّ إنه أمر له بتنور واتخذ له وسجر بحطب الزيتون حتى امتلأ جمرًا ثُمَّ أخرج منه وجعل على ظهره وحشي بالرطبة وأعري وأجلس فيه فأقبل يصيح ويستغيث ويقول: أحرقتموني أسقوني ماء. وقد وكل به من يمنعه من الماء فلا يدعه أن يقوم من موضعه الذي أُقعد فيه، ولا يتحرك، فتنفط بدنه كله، وصار نفخات مثل البطيخ وأعظم، فتركوه على حاله إلى أن مضت له ثلاث ساعات من النهار ثُمَّ أخرج، وقد كاد أن يحترق أو يقول القائل في رأي العين: إنه محترق، فأجلسه المطببون، فلما وجد روح الهواء أقبل إليه الألم والوجع وأقبل يخور كما يخور الثور يقول: ردوني إلى التنور، فإني إن رددت سكنت.
فاجتمع نساؤه وخاصته فلما رأوا ما به من شدة الألم والوجع وكثرة صياحه، فرجو أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور فردوه إلى التنور فلما وجد مس النار سكن صياحه فتفطرت النفخات التي خرجت من بدنه وخمدت وبرد في جوف التنور فأخرج من جوف التنور محترقًا أسود كأنه الفحم فلم تمض به ساعة حتى مات، ونعوذ بالله من سخطه وعذابه في الدنيا والآخرة"( ) اهـ.
وحقًّا ما قاله ربنا : %إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ  يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ$ [غافر:51-52].
والله أكبر، إن في هذه الآية لتسلية لكل من أوذي في الله وهو ساع في نصرة الحق على علم وبصيرة ومنهج سلفي أصيل مصدره كتاب الله العزيز وسنة رسوله S.
وحقًّا ما قاله سبحانه في حق من يمكرون بأوليائه ويتربصون بِهم الدوائر:
%وَيَمْكُرُون وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ$ [الأنفال: من الآية30]، %وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ  فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ$ [النمل:50، 51]. ويقينًا أن هذه الآيات لتدل أيضًا بِمنطوقها على سوء عاقبة من مكر بأحد من أولياء الله السائرين على نَهج السلف سواء كان في عصر الإمام أحمد -رحمه الله- أو في عصر من كان قبله أو بعده كل بحسب حاله وظاهر وباطن أعماله %وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا$.
ومما ينبغي أن يعلم أن العلماء الربانيين والفقهاء السلفيين في كل زمان ومكان يختبرون الناس بمواقفهم من العلماء السلفيين أهل الحديث والأثر، فمن كان من أنصارهم ومحبيهم فهو صاحب سنة ومن كان ممن يلمزهم أو ينتقصهم فهو صاحب هوى وبدعة ويحذرونه ويحذرون منه.
وإننا لنرى ونسمع في زماننا هذا فرقًا وأحزابًا في الجزيرة وخارجها يعلنون بغضهم لكل طالب علم سلفي العقيدة والمنهج والطاعة لمن له حق الطاعة، بل ويلمزونَهم بكل نقيصة، تارة بالعمالة وتارة بالمداهنة وأخرى بعدم الغيرة على شريعة الإسلام، وما نقموا منهم إلا لأنَّهم سائرون على نَهج السلف من أصحاب رسول الله S ومن عرف منهجهم حق الفهم واتبعهم فيه أكمل اتباع، ولَم يسلك مسلك الخوارج الذين جعلوا من أصول دينهم الخروج على الأئمة بما تحمل كلمة الخروج من معنى، فإلى الله المشتكى.
7- ثُمَّ ظهرت فرقة إرهابية تدعي حب آل البيت، هي من أخبث الفرق على الإطلاق ومن أشدها إرهابا بعقائدها الفاسدة وأفكارها المنحرفة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة لا في أصوله ولا في حقوقه ولا في فروعه، بل إنَّها تخالف المسلمين في كل شيء -ألا وهم الروافض الذين يجمعون لمن سواهم بين الإرهابيين الحسي والفكري.
وذلك أمر مسلم به لدى العقلاء العلماء إلا عند قادة "الإخوان المسلمون".
كما قد بينته في غير هذا الموضع بل وبينه غيري ممن أنار الله بالحق بصائرهم واصطفى بِهداه بواطنهم وظواهرهم.
فإن قلت: كيف تم ويتم لهذه الفرقة ذات الفرق المتعددة الإرهاب بالفكر المنحرف؟.
فسأقول لك: إن الأمر واضح، وذلك يكون بالسعي في تضليل الناس بإيراد نصوص مكذوبة على رسول الله S، أو ضعيفة غير مقبولة أو بتأويل نصوص صحيحة تأويلاً باطلاً، وفي جميع ذلك صد للخلق عن قبول الحق وحرب لأهله.
وكم لذلك من صور وأمثلة منها:
( أ ) دعواهم العريضة أنَّهم هم الفرقة الناجية المنصورة أتباع النبي S ومن عداهم هالكون وفي مقدمة الهالكين أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- بل وسائر الصحابة الغر الميامين، إلا بضعة نفر منهم فإنَّهم غير هالكين.
واسمع إلى ما نقله ابن المطهر الحلي( ) عن شيخه الطوسي( ) أنه سئل عن المذاهب فقال: بحثنا عنها وعن قول الرسول S: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية والباقي في النار)). وقد عين  الفرقة الناجية والهالكة في حديث آخر صحيح متفق عليه وهو قوله: ((مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق))( ) فوجدنا الفرقة الناجية هي الفرقة الإمامية لأنَّهم باينوا جميع المذاهب الَّتِي قد اشتركت في أصول العقائد( ).
فانظر -رحمك الله- أي إرهاب أعظم تأثيرًا على النفوس من هذا الإرهاب الفكري الذي يحسبه من لا يعلم شيئًا أنه هو الحق فيتبعه خشية أن يعدل عنه فيكون من الفرق الهالكة.
أقول: ولا شك أن هذا النوع من الإرهاب الفكري أشد على النفوس من وقع النبل وضرب السيوف في المقاتل، ولقد رد على قائله الإمام تقي الدين بن تيمية -رحمه الله- ردًّا قويًّا مطولاً في كتابه( ) منهاج السنة من عدة أوجه.
ومن جملة ما قال: "أن قوله S في حديث الافتراق عن الفرقة الناجية، وهي:


عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: هامش التتمة السابقة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء    4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 10:23 pm

(1) هو الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي عالم الشيعة وإمامهم ومنظرهم وهو الذي رد عليه بحق الإمام تقي الدين ابن تيمية في كتابه المعروف بالرد على الرافضي.
(2) هو محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي كانت له منْزلة من هولاكو حيث كان وزيرًا له استغل منصبه في التنكيل بأهل السنة والإساءة إليهم والتشفي منهم كان مولده سنة 597 هـ ووفاته 672 هـ ببغداد، انظر شذرات الذهب 5/339.
(3) هذا حديث موضوع من اختلاق الرافضة الذين أرادوا تلبيسًا على الأمة نسجوا كلامًا وجعلوا له إسنادًا مظلمًا.
(1) ابن المطهر الحلي منهاج الكرامة مطبوع من كتاب منهاج السنة (1/95 ط. المدني).
(2) انظر منهاج السنة (3/ 444-448) طبعة جامعة الإمام بتحقيق من محمد رشاد سالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 5لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 8 لسماحةالشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 9لسماحةالشيخ العلامة زيد المدخلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف :: منتدى الوعظ والإرشاد الديني-
انتقل الى: