منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-7f7110b59c كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-4d203bdcc7 كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-7f7110b59c كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي G5g5-4d203bdcc7

 

 كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 10:39 pm

فخذ مثلاً من الأحزاب المتحزبة، والجماعات المتحركة، والمنظمات المتكتلة، حزب التحرير، وحزب التوحيد الإسلامي، وجماعة التكفير والهجرة، والجماعة القرآنية، وجماعة شباب محمد، وجماعة الجهاد، وجماعة الإخوان، وجماعة التبليغ، وجماعة الجبهة الإسلامية، وجماعة جبهة الإنقاذ.
وكل حزب من هذه الأحزاب له فكر وخطوط ومنهج ابتكرها ونظمها مؤسسه ودعاته، وكل جماعة من تلك الجماعات لها كذلك أفكار متعددة، ومناهج مختلفة، وأساليب خاصة غير أن تلك الأفكار وتلك المناهج والأساليب لَم تستمد من نصوص الوحيين، وإنما مصدرها الهوى الذي يعقبه الردى، والتقليد الأعمى الذي يزحزح صاحبه عن الطريق الأسمى، مع العلم أن كل حزب من تلك الأحزاب يدعي أنه هو صاحب الحق ورجاله رجال الجهاد في سبيل رفع راية الإسلام.
وهكذا تلك الجماعات ذات العدد، كل جماعة تدعي أنَّها هي الطائفة الناجية، وأن المتخلف عنها والمتخذ غير سبيلها من الفرقة الهالكة.
وسبب هذا التخرص: هو ما أسلفته مرارًا أن هؤلاء الأحزاب وتلك الجماعات، لَم يزنوا مناهجهم وتحركاتِهم بميزان الشرع الشريف، ولَم يفهموا القسط في شأن الدعوة الصحيحة إلى شريعة الإسلام التي ورثها العلماء الربانيون السائرون على نَهج السلف الصالح عن الرسل والأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
ولما كان هذا شأن أولئك الأحزاب والجماعات، فإن أنشطتهم الدعوية لَم تثمر خيرًا تنتفع به الأمة، بل الذي حصل هو العكس وذلك بشهادة الواقع الذي يعلم تفاصيله أهل الحكمة والبصيرة.
ورغم ذلك فإن لأفكارهم ومناهجهم -على اختلاف اتجاهاتِهم- تأثيرًا على قلوب وعقول كثير من الشباب ذكورًا وإناثًا، وذلك لكثرة الدعايات الصادرة منهم في وسائل النشر من تأليف الكتب وإصدار النشرات وإلقاء المحاضرات والندوات بواسطة الكاسيت، وكلها تلهب المشاعر فيثور أهلها فيركبون متن عمياء ويخبطون خبط عشواء استجابة لنداءات زعمائهم ومنظريهم، ولو ترتب على ذلك شيء من سفك الدماء وانتهاك الأعراض وانتشار الفوضى في الأرض، وهم مع ذلك يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا، وكفى بذلك إرهابًا حسًّا ومعنًا.
وأما الإرهاب الفكري الصادر عن أشخاص مرموقين، ولكنهم من خصوم المنهج السلفي وأهله، فسأضرب له أمثلة لأفراد امتلأت الدنيا بأفكارهم، وتغنى السذج من الشباب وأمثالهم -بل وقادتُهم- بأقوالهم، وأضفوا عليهم الهالات من المدح فقط، ضاربين بأعداد كثيرة من البدع والمخالفات الصادرة منهم عرض الحائط بدون ذكر لها ولا تحذير منها ولا بيان لشرها وأضرارها.
ومن أولئك الأشخاص:
1- سيد قطب ويكفي ما كتبه( ) عن عقيدته وفكره الشيخ العلامة عبد الله ابن محمد الدويش -رحمه الله-، وما كتبه( ) العلامة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-، وأكتفي هنا بإيراد ثلاثة أمثلة من إرهاب سيد قطب الفكري الذي أصاب به في المقاتل من قل نصيبه من العلم وساء فهمه للفروق بين دعاة الحق المنير وبين دعاة التضليل والتلبيس الخطير.
المثال الأول: قال سيد قطب -بعد كلام كثير خطير يتضمن تكفير الأمة القاطنة على وجه الأرض- ما نصه:
( أ ) إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: هامش التتمة السابقة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 10:40 pm

(1) في كتابه المورد الزلال في أخطاء تفسير الظلال.
(2) في عدد كثير من كتبه بالأخص منها كتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" وكتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله S".
(1) في ظلال القرآن (4/2122 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: التتمة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 11:01 pm

قلت: وكم لهذا الموضوع من نظائر في كتبه، تراجع لها كتب الردود الَّتِي أحلت عليها آنفًا.
(ب) وقال وهو يتحدث عن وجوب الاعتزال عن مجتمعات الأرض الجاهلية، ومن َثَّم اعتزال المساجد الواقعة فيها: "اعتزال معابد الجاهلية، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد نحس فيها بالاعتزال عن المجتمع الجاهلي"( ).
فانظر -رعاك الله- ما تضمنته هذه الفقرة ( أ ) من الحكم بالتكفير الصريح العام لمن على وجه الأرض في زمانه.
وبعد النظر والتأمل ألا ترى أنه يحق لطالب العلم المنصف أن يعتبر هذا التصريح بذلك الحكم إرهابا فكريًّا واضحًا للبشرية وتلبيسًا عليها وتحذيرًا لها من أن تعتقد إسلام حاكم أو محكوم على وجه الأرض، أو أن تعتقد صحة قول يعارض ذلك الحكم أو دليل يناقضه.
ومتى اعتقدت شيئًا من ذلك، فإنَّها تعتبر خارجة عن نطاق الحق وغارقة في حمأة الباطل فالويل لها ثُمَّ الويل.
وعليه فكم من الشباب في عدم نضوجهم علمًا وحكمة وعقلاً هنا وهناك تراهم يبحثون جادين عن منهج يعيشون بحياتِهم في ظله، فإذا بأيد تتخطفهم وتسمم أفكارهم بفكر سيد وأمثاله في العقيدة والمنهج ،بالإضافة إلى وضع العديد من كتب سيد قطب في أيديهم بل ووضع كتب من تخرج من مدرسته أو اتفق معه في الفكر والاتجاه والمنهج، فاعتنقوا ما أقنعوا به، وبُيِّنَ لهم من قبل المنظرين المروجين أنه المنهج الحق، وما سواه لا يمثل حقيقة الإسلام ولا يتفق مع منهج الرعيل الأول -كما زعموا وبئس ما زعموا- وعندئذ نذروا نفوسهم في ممارسة هذا المنهج فهمًا ونشرًا ودفاعًا مهما كان الحال والمآل.
(ج) ثُمَّ انظر أيها القارئ المنصف مرة أخرى إلى هذا الإرهاب الفكري المنفر من عمارة بيوت الله في ديار الإسلام بالصلاة والذكر فيها حيث سماها "سيد" معابد جاهلية واعتبر الصلاة في البيوت فرضًا محتمًا، ولا ندري إلى أي مدى؟! بينما شريعة الإسلام على العكس من فكر سيد هذا، فقد قال الله  -وقوله الحق-: %إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ولَم يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ$ [التوبة:18].
وقال تعالى: %فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ  رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ  لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ$ [النور:36-38].
فقد سمى الله بيوته ومحل صلوات المسلمين مساجدًا وبيوتًا، وأكرم بِها من بيوت لا كالبيوت؛ لما لها من الشرف العظيم؛ ولما فيها من الخير العميم.
لذا فقد مدح الله عمَّارها -عمارة حسية ومعنوية- بالإيْمان به وباليوم الآخر، وإقامة الصلاة -بِمَا تحمل إقامة الصلاة من معنى- وإيتاء الزكاة، كما وصفهم بخشيته ورتب على ذلك هدايته -جل وعز-.
هذا ما دلت عليه آية "التوبة".
أما ما دلت عليه آيتا النور؛ فهو تعظيم بيوت الله وبيان جلالة قدرها وأنَّها بنيت للصلاة والذكر الشرعي فيها، ووصف عمارها بأن قلوبَهم معلقة بِها لا يؤثرون عليها شيئًا إذا حان أوقات الصلوات، بل يتركون الاشتغال بالمال والولد والمتاع من أجل عمارتِها؛ لشدة خوفهم من عقوبة الله -الَّتِي تترتب على تضييع الفرائض والواجبات- في يوم القيامة الذي جعله الله للجزاء على الأعمال: %فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ$ [الزلزلة:7، 8].
هذا قدر المساجد في صريح القرآن بخلاف قدرها في فكر سيد قطب حيث سماها "معابد جاهلية"، وأما اقتراح "سيد" على أتباعه أن يصلوا الصلوات الخمس في بيوت العصبة المؤمنة وهم أتباعهم؛ فهو مخالف لنصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: %وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ$ [البقرة: من الآية43] وذلك في المساجد في حال الإقامة وفي حال السفر أيضًا عند الإمكان.
وأما من السنة فالأدلة على وجوب صلاة الجماعة في المساجد فكثيرة جدًّا منها ما رواه مسلم في صحيحه وغيره من حديث ابن أم مكتوم  قال: ((قلت: يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني فهل تجد لي رخصة أصلي في بيتي. قال: تسمع النداء. قلت: نعم. قال: لا أجد لك رخصة)). فدلالة الحديث على وجوب صلاة الجماعة في المساجد في غاية الوضوح ،إذ لو لَم تكن صلاة الجماعة في المساجد واجبة لرخص النبي S لهذا الأعمى الذي أدلى بعدة مسوغات أن يصلي في بيته، وإذ كان الأمر كذلك فقد سقط فكر "سيد" واستقام شرع الله الذي لا يجوز أن يعارض بزبالة أذهان الرجال ونحاتة أفكارهم.
والخلاصة: أن سيد قطب قد غلا غلوًّا فاحشًا في تكفير الدول عمومًا في عصره والمجتمعات المسلمة على حد سواء ولَم يظهر في كتاباته استثناء دولة ما أو مجتمع ما، مكررًا ذلك في مواضع من كتبه.
وذلك إرهاب فكري خطير، وبيانه: أن من اقتنع بِمَا اقتضاه هذا الفكر وقرره صاحبه فإنه يرهب رهبة شديدة من مخالفته فيرضى به ويسلم، وتلك قاصمة الظهر والسقطة في ظلمات البحر. فاللهم سلم.
المثال الثاني: هو ما قاله سيد قطب في حق الخليفة الراشد عثمان بن عفان : ".. ونحن نميل إلى اعتبارخلافة علي  امتدادًا طبيعيًا لخلافة الشيخين قبله وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما لذلك نتابع الحديث عن عهد علي ثُمَّ نعود للحديث عن الحالة أيام عثمان"( ).
كان هذا الكلام امتدادًا لحديث سيد عن رجوع عمر بن الخطاب عن رأيه في موضوع التفرقة في العطاء إلى رأي أبي بكر إلى أن وصل أن رأي علي مطابق لرأي الخليفة الأول إلى أن وصل إلى الموبقة التي سطرها في حق عثمان ، ومن هو يا ترى عثمان عند علماء المسلمين السائرين على نَهج السلف وعوامهم تبع لهم في مراتب الدين ومعالم الإسلام على كلمة سواء.
أقول باختصار: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي أمير المؤمنين الخليفة الراشد، ذو النورين، بشره النبي S بالجنة على بلوى ستصيبه، استحت منه ملائكة الرحمن، واستحى منه سيد ولد عدنان، زوجه النبي S بابنتيه رقية وأم كلثوم واحدة تلو الأخرى -رضي الله عنهم أجمعين- وجهز جيش العسرة تجهيزًا كاملاً وقد قال النبي S: ((من جهز جيش العسرة فله الجنة))( ) كما قال عنه: ((إنه من أشبه أصحابي بي خلقًا))( )، كما قال أيضًا في حقه: ((تَهيج فتنة كالصياصي فهذا ومن معه على الحق)). قال الراوي: فذهبت أخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان ( ).
وكم لعثمان من فضائل وخصائص ومزايا تراجع لها كتب التراجم والسير، توفي  على أيدي الغدر والخيانة سنة 35 في شهر ذي الحجة عن عمر بلغ بضعًا وثمانين سنة وكانت خلافته اثنتي عشر سنة كلها خير وبركة وعدل وحكمة، حتى جاء الأشرار فقتلوه وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.
أقول: هذا عثمان بن عفان عند من يعرف الفضل لأهل الفضل وهم أهل السنة والجماعة في كل زمان ومكان، وقد رأيت قدره عند سيد وشيعته حيث اتَّهموه بأنه باكر الإسلام الناشئ بالتمكين للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام وأن روح الإسلام قد انحرفت في عهده، وأن خلافته فجوة بين الشيخين وعلي بن أبي طالب إلى غير ذلك من الاتِّهامات الباطلة التي لا تصدر إلا ممن كان في قلبه غل لعثمان ذي النورين -رضي الله عنهم أجمعين-.
وقد قال تعالى: %وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيْمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا... الآية$ [الحشر: من الآية10]. فأي إرهاب أعظم من هذا التهوين من شأن من عظم الله ورسوله قدره في نصوص الكتاب والسنة.
المثال الثالث: قال سيد( ) في حق معاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: إن معاوية وعمرًا لَم يغلبا عليًّا لأنَّهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرُّف النافع في الظرف المناسب ولكن لأنَّهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح( ).
وتعليقي على هذا الإرهاب الفكري الذي فتح به سيد أبواب الطعون المحرمة في أصحاب رسول الله S لفاقدي العلم الشرعي والإيْمان ألا وهم الروافض أصحاب الكفر الصريح والفسوق والعصيان هو قول الله تعالى: %مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا$ [الفتح:29].
فإن هذه الآية الكريمة ثناء من الله  على أصحاب رسول الله S جميعهم وأن من انتقص واحدًا منهم فقد ارتكس في شرور المآثم كما روى أبو عروة بن الزبير من ولد الزبير قال: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله S فقرأ مالك الآية %مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ$ حتى بلغ: %يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ$، فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله S فقد أصابته هذه الآية، ذكرها الخطيب أبو بكر.
قال القرطبي -رحمه الله-: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن انتقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين( ) إ هـ.
وقال القرطبي أيضًا وهو يدافع عن عقبة بن عامر  ويرد على من اتَّهمه بالضعف ما نصه: "فمن نسبه أو واحدًا من الصحابة إلى الكذب فهو خارج الشريعة، مبطل للقرآن، طاعن على رسول الله S، ومتى ألحق واحدًا منهم تكذيبًا فقد سب؛ لأنه لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب.
ولقد لعن رسول الله S من سب أصحابه فالمكذب لأصغرهم ولا صغير فيهم داخل في لعنة الله الَّتِي شهد بِها رسول الله S وألزمها كل من سب واحدًا من أصحابه أو طعن عليه"( ) اهـ.
وقال ابن المبارك -رحمه الله-: "أصل اثنين وسبعين هوى أربعة أهواء، فمن هذه الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى، القدرية والمرجئة والشيعة والخوارج،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: التتمة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 11:04 pm

فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا على أصحاب رسول الله S ولَم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم فقد خرج من التشيع أوله وآخره، ومن قال: الإيْمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره، ومن قال: الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة، ولَم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوراج"( ) اهـ.
وإذا كان الأمر كما علمت فقارن أيها القارئ الفطن بين منطوق هذه النصوص والآثار حيال أصحاب رسول الله S وبين السب المقذع والشتم الموجع الصادر من سيد قطب على معاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- كما زعم سيد، وحاشاهما من تلك الرزايا والنقائص التي أطلقت على شخصين من فساق الناس لأنكرها العقلاء فكيف بإطلاقهما على صحابيين جليلين لهما من المناقب والخصائص والفضائل ما حفظته للأمة كتب التراجم والسير.
والحمد لله ثُمَّ الحمد لله الذي رزقنا محبة أصحاب نبيه S وطهر قلوبنا من الغل لهم وصان ألسنتنا من الولوغ في أعراضهم المحترمة.
وإننا لنطمع أن يحقق الله لنا ما قاله نبينا محمد S: ((المرء مع من أحب)). ورحم الله الإمام القرطبي حيث قال: "قلت: والصحابة كلهم عدول أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة"( ).
2- ومنهم: محمد سرور بن نايف زين العابدين صاحب مجلة السنة والبيان وغيرهما من النشرات، وكم في إصداراته من الإرهاب الفكري وقصد الإطاحة بمن قل نصيبهم من الفقه في علوم الشريعة على العموم، وفي فقه الاعتقاد ومنهج الولاء والبراء والدعوة والجهاد في سبيل الله على وجه الخصوص.
هذا الرجل -هداه الله- رشح نفسه إمامًا وموجهًا وناقدًا قبل أن يشهد له عاقل أنه أهل لذلك، ويمكن أن ينطبق عليه المثل المعروف "من دخل في العلم وحده خرج وحده" وهو الذي يقصده العوام من الناس بقولهم: "من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه" وهذا يقال في حقه على سبيل الفرض -لأن حسن الظن به وبأمثاله ليس محمودًا- أنه يريد حقًّا في كتاباته ومؤلفاته فإذا به يتردى في المآثم والشرور وقبيح الفعل وقول الزور، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، وهذه قاصمة الظهر.
محمد سرور هذا ترك ديار المسلمين من زمن بعيد حيث ضاق صدره من المكث فيها فهجرها وهاجر منها واختار لنفسه الإقامة بين أظهر المشركين في بريطانيا بدون حرج ولا نظرة حكيمة فيما سيعود عليه وعلى نسله من الأبناء والأحفاد ذكورًا وإناثًا في تلك البلاد في الحال والاستقبال.
ومن الطبيعي أن من سكن أرض قوم خضع لقانون أهلها طوعًا أو كرهًا، وكم من النصوص قد جاء فيها التحذير من مجامعة المسلم للمشركين كقوله S: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا يا رسول الله لِمَ؟ قال: لا تراءى نارهما))( ). وهذا الحديث وإن كان مرسلا إلا أنه يشهد له ما جاء في المسند وسنن النسائي وابن ماجه بإسناد حسن من حديث بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله S قال: ((لا يقبل الله  من مشرك بعد ما أسلم عملاً، أو يفارق المشركين إلى المسلمين))( )، كما يشهد له ما جاء في المسند من حديث جرير بن عبدالله: ((أنه حين بايع النبي S أخذ عليه أن لا يشرك بالله شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، وينصح المسلم، ويفارق المشرك))( ). وغير هذه النصوص جاءت بمعناها وكلها يشهد بعضها لبعض ويعضد بعضها بعضًا وهي من قسم المقبول قطعًا والحمد لله.
ودلالة هذه النصوص وما في معناها من نصوص أخر على تحريم السكنى بين أظهر المشركين بل والقرب منهم ظاهرة بحيث لا تتراءى ناراهما، وذلك لما يترتب على مجامعة الكفار والمشركين من توقع الفساد في الدين والخلق.
وإذا كان هذا شأن المذكور محمد سرور، فإننا لا نملك له شيئًا إلا النصح الذي أوجبه الله على القادرين عليه قدرة شرعية لمن يفتقر إليه كذلك.
فنقول للأخ محمد سرور: الواجب عليك بنصوص الشرع لا بمجرد الفكر ما يأتي:
( أ ) أن ترحل من ديار النصارى إلى خير بقعة من ديار المسلمين، لكي تأمن فيها على دينك الذي هو عصمة أمرك وتأمن على عرضك ومالك، وتأمن فيها على سلامة فطر نسلك من الأبناء والأحفاد ذكورًا وإناثًا، وتضمن لنفسك -بحول الله- عندما تعرض لك مشكلات الحياة التحاكم إلى شرع الله بدلاً من التحاكم إلى القوانين الوضعية التي يعتبر الرضا بِها والتفضيل لها على حكم الشرع تحاكمًا إلى الطاغوت والجاهلية كما هو الحال في مقر إقامتكم ذات الطول والعرض ونسأل الله أن تكون قريبة الانتهاء.
(ب) كما يجب عليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحًا من هجومك المشين على نصوص الشرع المبين المتعلقة بشأن العقيدة التي هي أصل الدين، وقاعدته المثلى وحبله المتين.
(ج) ويجب عليك أيضًا أن تحترم العلماء الربانيين والفقهاء السلفيين والحكام المسلمين الذين كثر هجومك عليهم في كل وقت وحين وتكرر منك إلصاق النقائص والعيوب بِهم وتوالى تشهيرك بمثالبهم على غير منهج أهل السنة والجماعة، كل ذلك بدون مسوغ مقبول ولا دليل تستند إليه معقول بل استندت واعتمدت في صنيعك على سوء الظن الذي ترفضه نصوص الشرع وترده مسلمات النقول والعقول.
فراجع نفسك يا عبد الله وألجمها بلجام التقوى وانْهها عن الغي والهوى، ولا ترسلها في مياديين الباطل تتحرك وتصول به وتجول، فإنك ميت عن قريب وفي قبرك مقعد ومسئول.
واعلم أن حقوق العباد من دماء وأموال وأعراض لا يترك الله منها شيئًا لكمال عدله، فتب إلى الله من كل ذنب، وبالأخص تخلص من حقوق العباد مادام باب التوبة مفتوح والعذر عند الله وعند الناس مقبول.
ولعل قائلاً من هنا أو هناك يقول: ما وجه تخصيصك هذه الأمور الثلاثة بالذكر، وما مدى علمك بِها وأن محمد سرور لا يزال متلبسًا بِها ومصرًّا عليها وما الأدلة التي يمكن أن تستند إليها والحجج التي تعتمد عليها علمًا أن محمد سرور في بلاد النصارى مقيم وأنت في جزيرة العرب وبينكما من الأميال ما الله أعلم به؟.
فأقول: إجابة على هذا التساؤل المتوقع:
أما الأمر الأول: وهو إقامة محمد سرور ومن هو على شاكلته من المسلمين في بلاد الكفر إقامة استيطان فلا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان فهو لا يحتاج مني إلى سرد أدلة تثبته.
وأما عرضي على المذكور ومن كان مثله ليعودوا إلى خير بقعة من ديار الإسلام فهذا هو الواجب عليه وعلى أمثاله ممن اتخذوا ديار الكفار والمشركين ديار إقامة لهم بل وفضلوا الإقامة فيها بدون ضرورة معتبرة شرعًا تستدعي الرخصة المستثناة من العزيمة التي دلت عليها النصوص السالفة الذكر ألا وهي تحريم الإقامة بين أظهر الكفار والمشركين ومجامعتهم ولقد توعد الله  من أسلم وهو مقيم في بلاده بلاد الكفر وهو قادر على الهجرة منها فلم يهاجر قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا  إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً  فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:97-99].
فإذا كان الله لَم يعذر من أسلم في بلده وهي بلد كفر في بقائه فيها وهو قادر على الفرار بدينه إلى ديار الإسلام فكيف بمن يسافر من ديار الإسلام إلى ديار الكفر والشرك طوعًا واختيارًا ويجعلها دار إقامة ويخضع لقوانينها.
وبِهذه المناسبة أجدني مضطرًّا إلى شيء من التفصيل فيما يتعلق بالسفر من ديار الإسلام إلى ديار الكفر والشرك وما يتعلق بالبقاء فيها والإقامة بين ظهراني أهلها.
فأقول: الأصل في ذلك التحريم ولا يجوز السفر ولا الإقامة بين أظهر الكفار والمشركين إلا لحاجة وضرورة، ثُمَّ إن الحاجة والضرورة تقدران بقدرهما في الشرع وإذا كان الأمر كذلك فلا يخلو السفر إلى ديار الكفار والمشركين أو الإقامة بين أظهرهم من عدة أمور:
الأمر الأول: أن يكون سفر المسافر أو إقامته مما يترتب عليه مصالح يعود نفعها على الإسلام والمسلمين في أمر الدنيا والدين فسفره وإقامته هناك مباحة مادامت الحاجة ماسة والضرورة موجودة مع وجوب الاستقامة على دينه جملة وتفصيلاً وإقامته لشعائره التعبدية بكل سرور واعتزاز؛ إذ بصنيعه هذا يحوز رضا الله ثُمَّ إنه يحقق الدعوة إلى دين الإسلام بقوله وفعله من خلال التطبيق العملي.
ويدخل في هذا الصنف من ترسلهم الدولة الإسلامية لتمثيلها في تلك الدول لتحقيق مصالح تضطر الدولة الإسلامية إلى تحقيقها.
والأمر الثاني: أن يكون الباعث على السفر أو الإقامة في ديار المشركين مقاصد شخصية فردية كالسفر للعلاج أو لطلب الرزق من وجوه الحلال، أو لطلب تخصص في علم من العلوم المباحة التي تدعو الحاجة إليها، فهؤلاء جميعًا يباح لهم السفر أو الإقامة إذا كانت هذه المطالب لا توجد إلا في بلاد الكفار والمشركين.
فإذا ما انتهت المهمة وقضيت الحاجة وجب عليهم العود إلى ديار الإسلام التي يرفرف عليها علمه وتطبق فيها شعائره وأحكامه بدون خوف ولا قلق، ويلزم هؤلاء أيضاً ما يلزم الصنف الأول حيال دينهم الحق من إقامة شعائره على الوجه الشرعي المرضي، ومن الاعتزاز به ودعوة الناس إليه مع إظهار محاسنه -وكله محاسن- بالقول والعمل، فإذا فعلوا ذلك فقد حققوا حسنيين: دعوة الخلق إلى الدخول في الدين بأقوالهم وأفعالهم، وقضاء الحاجة الدنيوية كالتجارة أو العلاج أو طلب علم مباح.
الأمر الثالث: أن يكون الباعث على السفر إلى ديار الكفار والمشركين أو الإقامة في ديارهم هو قصد السياحة الترفيهية على النفوس الأمارة بالسوء وربَّما وصل الأمر بِهذا الصنف من الناس إلى ممارسة أعمال إجرامية لا يليق بمسلم ولا مسلمة أن ينقلوا أقدامهم إليها أو يشدوا الرحال ليشاهدوا مرتكبيها، فهذا الصنف يحرم عليهم السفر إلى أرض الكفار كما تحرم عليهم الإقامة بين أظهرهم وقد يكتنف هذا السفر من البداية إلى النهاية من السوء والفحشاء اللذين لا يرضاهما الله لعباده المؤمنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: التتمة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 11:06 pm

هذا بالإضافة إلى أن الأصل في السفر والإقامة بين أظهر الكفار: التحريم، ولا يباح إلا لضرورة شرعية أو مصلحة راجحة كما أسلفت آنفًا، ولا ضرورة شرعية تبيح لهذا الصنف السفر أو الإقامة هنالك ولا مصلحة من قريب أو بعيد من وراء السفر المذكور أو الإقامة المذكورة بل العكس هو الواقع المحقق.
الأمر الرابع: أن يكون الباعث على السفر إلى ديار الكفار والإقامة فيها مطلب من مطالب النفس التي انعكست عليها حقائق الأمور بداية ونِهاية بسبب أمراض الشبهات والشهوات فأحب هذا الصنف من الناس المقام بين أظهر المشركين واطمأنوا به، متذرعين بالدعوة إلى نشر الإسلام هناك كـ"محمد سرور" ومن على شاكلته في استحسان المقام بين أظهر أهل الشرك والكفر ولو اختلف معه في الفكر والمنهج.
إن هؤلاء القادرين على الانتقال من بلاد الكفر إلى خير بلدة من ديار الإسلام -كما أسلفت- لا عذر لهم في البقاء بدينهم وأعراضهم وذرياتِهم وأحفادهم وأموالهم في ديار الكفر، وإذا كانوا حريصين على نشر دعوة الإسلام فعليهم أن يتعلموا فقه الدعوة إلى الإسلام على النهج السلفي ويتخلصوا من المنهج التكفيري الذي ربَّما يصدر منهم على من هم خير منهم معتقدًا وفقهًا ومنهجًا وسلوكًا، كعلماء السعودية وحكامها، والله من ورائهم محيط.
فإذا فقهوا شأن الدعوة إلى الإسلام غاية ووسيلة على منهج أهل الحديث والأثر حقيقة لا ادعاء فلينطلقوا مبلغين دعوة الإسلام لمن كتب الله أن تبلغه من أهل الملل الأخرى وهم عازمون على العودة إلى ديار الإسلام، ينطلقون من دياره مبشرين ومنذرين ثُمَّ يعودون إليه.
وليس من طريقتهم بناء الفلل والمنتديات ولا سكنى الفنادق ذات الحدائق والساحات كما هو صنيع من أطلقوا على أنفسهم أنَّهم دعاة الإسلام هناك، ممن لَم يطب لهم المقام في ديار الإسلام، بل لَم يسلم من همزهم ولمزهم وسخريتهم صفوة علماء الإسلام وحكام دولته كما سيأتي بيانه من كتبهم ونشراتِهم ذات الإرهاب الفكري والتلبيس المتعمد، الملبس بكساء الغيرة على شريعة الإسلام واحترام مقدساته.
هذا فيما يتعلق بسفر محمد سرور ومن على شاكلته إلى بلاد الكفار وإقامتهم فيها باطمئنان ونظرتِهم إلى جميع بلدان المسلمين نظرة مقت وسخط بدون تفريق ولا تفصيل بين بلد وآخر.
وقد جر هذا الحديث إلى الحديث عن حكم السفر إلى بلاد المشركين والإقامة فيها بالتفصيل كما رأيت.
وأما الأمر الثاني من الأمور المقترحة على الأخ محمد سرور: فهو وجوب التوبة من هجومه المشين على نصوص الشرع المبين المتعلقة بشأن العقيدة التي هي أصل الدين وقاعدته المثلى وحبله المتين، ذلك أنه ثبت واشتهر عن محمد سرور قوله في بعض مؤلفاته: "أن نصوص العقيدة الإسلامية نصوص جفاف". والمعلوم أن نصوص العقيدة الإسلامية هي نصوص الكتاب والسنة المتلقاة عن الله والمبلغة من رسول الله S.
فهو بِهذا الهجوم المشين على نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بأصل الدين وقاعدته قد زل زلة منكرة تغضب الله وتغضب الصالحين من عباد الله، واستنكرها واستخبثها طلبة العلم السلفيين وفي مقدمتهم بل من أشدهم استنكارًا لَهَا صاحب السماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز المفتي العام للملكة العربية السعودية -رحمه الله تعالى- وذلك حينما سئل عن حكم هذه المقولة وحكم قائلها وحكم الكتاب الذي دونت فيه؟.
فأجاب: إن اعتقاد أن نصوص الكتاب والسنة جفاف؛ ردة عن الإسلام، وأن الكتاب الذي دونت فيه هذه العبارة يجب أن يمزق ويحرق.
كما سئل عن المقالة المذكورة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان فأجاب بنحو ما أجابه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز واعتبر قائلها جاهلاً بنصوص الشرع؛ لأنه صاحب أفكار وليس بصاحب فهم للنصوص، وحذر من هذا النوع الذين رشحوا أنفسهم أئمة وموجهين للدعاة ومنظرين لهم، والحال أنَّهم يجهلون فقه الدعوة وسيلة وغاية، كما استنكر تلك المقالة الظالمة كل صاحب سنة قويْمة وعقيدة سلفية سليمة في داخل بلادنا وخارجها حين بلغته، ثُمَّ هلل وحوقل وحسبل واعتبرها من منكر القول وزوره.
وأما الأمر الثالث من الأمور التي تَمَّ التنبيه لمحمد سرور عليها: فهو وجوب احترام العلماء الربانيين والفقهاء السلفيين والحكام المسلمين، ذلك لأنه يصب جام غضبه وسخطه بين آونة وأخرى على هؤلاء في الديار السعودية، ويلصق بِهم كل نقيصة، ويطلق عليهم من فلتات لسانه وطغيان قلمه ما لا يليق بمسلم أن يطلقه على أخيه المسلم.
وحيث إن الدعوى لا تثبت إلا بالبينة عليها فاسمع إليه وهو يقول عن صفوة العلماء في الديار السعودية وكبارهم ومن وافقهم في المنهج السلفي والمشرب الصافي النقي من علماء المسلمين، قال وهو متكئ على أريكته في ديار الكفر مقسمًا الدعاة الإسلاميين على حد تعبيره إلى أصناف: "وصنف آخر يأخذون ولا يخجلون، ويربطون مواقفهم بمواقف سادتِهم، فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجيز هذا العمل، ويقيمون النكير على كل من يخالفهم، وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث الرافضة وانحراف مناهجهم وعداواتِهم لأهل السنة، وإذا انتهى الخلاف سكت العبيد وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أعطيت لهم، هذا الصنف من الناس يكذبون ويتحسسون، يكتبون التقارير ويفعلون كل شيء يطلبه السادة منهم، وهؤلاء قلة -والحمد لله- ودخلاء على الدعوة والعمل الإسلامي، وأوراقهم مكشوفة وإن أطالوا لحاهم وقصروا ثيابَهم، وزعموا أنَّهم حماة للسنة، ولا يضر الدعوة الإسلامية وجود هذا الصنف من الناس فالنفاق قديْم، وكان على عهد رسول الله S في المدينة المنورة"( ) اهـ.
أقول: أسمعت يا أخي المسلم ما سطره محمد سرور في حق صفوة علماء الدنيا في زمننا هذا -في المملكة العربية السعودية وحكامها الذين يستحقون من كل فرد من أفراد الخلق كل محبة وتقدير واحترام-؟! لقد حكم في هذا المقطع من هذيانه على العلماء بالنفاق حيث ربطهم بالمنافقين في العهد النبوي الذي فضح القرآن أسرارهم وكشف خبثهم الذي امتلأت به قلوبُهم، كما حكم على العلماء الأجلة بما دلت عليه آية براءة: %اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ$ [التوبة: من الآية31].
وقل بربك أي إرهاب فكري أخطر من هذا الإرهاب لمن قل نصيبه من معرفة العلم والعلماء، وضعف فهمه عن الفرق بين المؤمنين والمنافقين وبين ما يصرفون العبادة لله ،ومن يصرفونَها لغير الله؟!.
وأي غل للذين آمنوا أعظم من هذا الغل الذي انطوى عليه قلب محمد سرور ولفظه لسانه وجرى به قلمه؟!.
وأي حقد وحسد أبلغ مما رأيت لحملة الشرع وحراس العقيدة ونجوم الهداية؟!.
أقول: إنه لينطبق على صاحب هذه المقالة الكاذبة الجائرة قول الله -تبارك وتعالى-: %وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا$ [الأحزاب:58].
كما ينطبق بحق عليه قول الرب  في الحديث الإلهي الذي رواه النبي S من حديث أبي هريرة : ((من عادى لي وليًّا فقد آذنته بحرب))( ) الحديث، وقوله S: ((من أهان السلطان أهانه الله))( )، وفي رواية: ((من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله)).
وما في معنى هذه النصوص كثير، غير أن الرجل صاحب منهج تكفيري لا يبالي بتعدي الحدود وهضم الحقوق وعكس حقائق الأمور والجهر بالسوء من القول، والتلبيس على من يمكن أن ينطلي عليه تلبيسه من الناس وكم له من أتباع وأنصار سوف يحكم بينهم وبين خصومهم أهل الحق الواحد القهار. %مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ$
ومن المصائب المضحكة من إرهابه الفكري وتلبيسه المضلل المبكي في آن واحد ما أورده محمد سرور في نشرة جديدة( ) من نصوص استدل بِها على أن الشيخ/ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي عادى ويعادي جميع أولياء الله ووالى ويوالي الظالمين بانحيازه إليهم في اعتداءاتِهم المستمرة على أولياء الله وحملة راية الهدى والصلاح. فقد أورد آية من سورة المائدة: %إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ$ [المائدة:55، 56]. %وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ $ [التوبة:71].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Empty
مُساهمةموضوع: هامش التتمة السابقة   كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم  الجزء   6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2009 11:08 pm

(1) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع وله ألفاظ أخر.
(2) أخرجه الترمذي في باب الفتن (رقم2225) وقال عنه: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
(1) في العدد السادس والخمسين من السنة 83، ذو الحجة عام 1416هـ وموضوع المنشور: السلفية بين الولاة والغلاة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 6لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 4لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 5لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 8 لسماحةالشيخ العلامة زيد المدخلي
» كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 9لسماحةالشيخ العلامة زيد المدخلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف :: منتدى الوعظ والإرشاد الديني-
انتقل الى: