أفكار الخوارج ومذاهبهم وأثرها على عقول الشباب

والصلاة والسلام على سيدنا محمدا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان

أما بعد
:

إن الإرهاب قد ظهر خطره للقاصي والداني فحتى بعض المتأثرين والمنظرين لهذا
الفكر قد تراجعوا بعدما تحققوا إن الإسلام يبرأ من الإرهاب وانه يدمر
ويهلك الحرث والنسل وانه إفساد في الأرض وانه نابع من عقيدة الخوارج التي
حذرنا الإسلام منها فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من
ضئضئ هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون
أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم
لأقتلنهم قتل عاد وفي رواية: له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم
وصيامه مع صيامهم وفي رواية: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان
سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية قال البربهاري رحمه الله في
شرح السنة :ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد شق
عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة الجاهلية وقال الشهرستاني في
العلل والنحل : كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة
يسمى خارجياً سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو
كان بعدهم على التابعين بإحسان إلى يوم الدين والأئمة في كل زمان.
ويقول العلامة ابن باز رحمه الله:دين الخوارج والمعتزلة الخروج
على ولاةالأمر وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت مصيبة

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وأما قول بعض السفهاء: انه لا تجب
علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة فهذا خطأ وهذا غلط
وهذا ليس من الشرع في شيء بل هذا مذهب الخوارج الذين يريدون من ولاة
الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء.
وقد أخذ بعض الحركات المنحرفة بفكر الخوارج وخاصة جماعة التكفير والهجرة
والتي تأثر بها بعض شباب الإسلام فقاموا بأعمال منكرة لا يقرها دين ولا
عقل ولا أعراف وللأسف حمل وزر هذا الفكر في الوقت الحاضر ابن لادن
والظواهري وأبي محمد المقدسي وسعد الفقيه ونحوهم وقد قال ابن باز رحمه
الله:إن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض ويتحرى طرق الشر الفاسدة
وخرج عن طاعة ولاة الأمر.
ويقول في مجلة البحوث الإسلامية : ونصيحتي للمسعري
والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم وان
يكفوا وان يتوبوا إلى الله مما سلف منهم.
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في الإجابات المهمة في المشاكل
الملمة : السؤال: لا يخفى عليكم تأثير أسامة بن لادن على الشباب في
العالم فالسؤال هل يسوغ لنا أن نصفه انه من الخوارج لاسيما انه يؤيد
التفجيرات في بلادنا وغيرها؟
الجواب: كل من اعتنق هذا الفكر ودعا إليه وحرض عليه فهو من الخوارج بقطع
النظر عن اسمه وعن مكانه فهذه قاعدة إن كل من دعا إلى هذا الفكر وهو
الخروج على ولاة الأمور وتكفير واستباحة دماء المسلمين فهو من الخوارج
وهنا أنبه شباب الإسلام إلى أمرين مهمين: وهو ما يتلقونه من جهتين:

ـ جهة الدعاة والكتاب والكتب والمجلات والأشرطة والمطويات والنشرات: فليس
كل ما يسمعه ويقرأه الشاب مقبول، فهناك صنف من دعاة الضلالة الذين يقومون
بإثارة الشباب وحثهم على الخروج على ولاة أمرهم وتحريضهم على مجتمعهم وأمن
بلادهم، وقد حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:دعاة إلى أبواب
جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول صفهم لنا فقال: هم من
جلدتنا ويتكلمون بألستنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ فقال: تلزم
جماعة المسلمين وإمامهم" متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وفي بيان كبار العلماء حول التفجيرات
الإرهابية بتاريخ 11/6/1424هـ: فإن المجلس يحذر من دعاة الضلالة والفتنة
والفرقة الذين ظهروا في هذه
الأزمان قلبوا على المسلمين أمرهم وحرضوهم على معصية ولاة أمرهم والخروج
عليهم
وذلك من أعظم المحرمات يقول النبي صلى الله عليه وسلم: انه ستكون وهنات
فمن أراد أن يفرق أمره هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف
كائناً من كان اخرجه مسلم

ـ الجهة الثانية: ما يطلع عليه الشباب من وسيلة الانترنت، فهذه الوسيلة
فيها خير وشر فهي سلاح ذو حدين، قد يستخدمه المسلم لما فيه خير دينه ووطنه
وأمنه ومجتمعه وولائه، وقد يستخدمه بعضهم للشر والفتنة، ثم يجب على الشباب
الحذر من كثير منالفتاوى المضللة والأخبار المكذوبة ونقل الإشاعات المغرضة
في هذه الوسيلة.
فأحذر أخي المسلم من ذلك فليس كل ما يكتب في هذه الوسيلة صحيحة بل فيها حق وباطل.

فأحذر أخي المسلم من ذلك فليس كل ما يكتب في هذه الوسيلة صحيحة بل فيها حق وباطل.
وليكن أخذك للحق من مصادره الصافية من العلماء الربانيين ومن نحا نحوهم ممن هم على منهج السلف
الصالح.

وأضيف يقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق في كتاب بيان للناس :
التكفير هو الحكم على الإنسان بالكفر وهذا الحكم خطير لخطورة آثاره
ولذلك نهى الإسلام عن التعجل به وعن تقريره إلا بعد التأكد من وجود أسبابه
تأكدًا ليس فيه أدنى شبهة ولأن يُخطئَ الإنسان في العفو خير من أن
يُخطئَ في العقوبة والكافر إذا أفلت من عقوبة الدنيا فلن يُفلت من عقوبة
الآخرة .

ذلك أن الإيمان والكفر محلهما القلب ولا يطَّلع على ما في القلوب غير
الله سبحانه وليست كل القرائن الظاهرة تدل يقينًا على ما في القلب
فأكثر دلالتها ظنية والإسلام نهى عن اتباع الظن في أكثر من نص في القرآن
والسنة وطَلَبَ الحجةَ والبرهان على الدعوى وبخاصة في العقائد
وتطبيقًا لذلك نَعَى على أسامة بن زيد قَتْلَه لرجل ألقَى إليه السلام .

وأمَر بالتبين فقال سبحانه : (يا أيها الذين آمَنوا إذا ضرَبتم في سبيلِ
اللهِ فتَبَيَّنوا ولا تقولوا لِمن أَلقَى إليكم السلامَ لستَ مؤمِنًا
تَبتَغُون عَرَضَ الحياةِ الدنيا فعندَ اللهِ مَغانمُ كثيرةٌ كذلك كنتم
مِن قبلُ فَمَنَّ اللهُ عليكم فتَبَيَّنوا إن اللهَ كان بما تعملون
خبيرًا) فقد كرر الأمر بالتبيُّن لأهميته ولم يقبل الرسول عليه الصلاة والسلام اعتذار أسامة وقال له: هَلاّ شَقَقتَ عن قلبه ،
هذا : وموقف النبي من ذلك موضَّح في شرح النووي على صحيح مسلم بخصوص القصاص والدية والكفارة .

وقال تعالى في حادثة أخرى : (يا أيها الذين آمَنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ
فَتَبَيَّنوا أن تُصيبوا قومًا بجَهَالةٍ فتُصبِحوا على ما فعَلتم نادمين) ونزلت كما رواه أحمد وغيره بسند جيد في الوليد بن عقبة
الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لقبض الزكاة من الحارث بن ضِرَار الذي استَبطَأ وصولَ عامل الرسول ليقبضها فسار هو وجماعة بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقابلهم الوليد ولم يتبين أمرهم فرجع وأخبر
الرسول بأن الحارث منعه الزكاة وأراد قتله ، فأمر الرسول بتوجيه جيش إليه ولما علموا حقيقة الأمر عاد الجميع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبروه فنزلت الآية .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كفَّر الرجلُ أخاه فقد باء بها
أحدُهما وفي رواية : أيُّما امرئ قال لأخيه : يا كافر باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه وفي رواية : من دعا رجلاً بالكفر أو
قال : عدوَّ الله وليس كذلك إلا حار عليه أي رجع (رواها مسلم) ويقول
أيضًا :ثلاثٌ من أصل الإيمان الكَفُّ عمن قال : لا إله إلا الله لا
نُكفِّرُه بذنب ولا نُخرِجُه من الإسلام بجهل (رواه أبو داود وحكاه
أحمد في رواية ابنه عبد الله قال الشوكاني : سكت عنه أبو داود والمنذري وفي إسناده مجهول وأخرجه أيضًا سعيد بن منصور وفيه ضعف وله شواهد.
إن الكافر الحقيقيَّ انعقد قلبه على الكفر واقتَنَع به ولا شبهةَ له فقد
قال الله فيه : (ولكنْ مَن شرَح بالكفرِ صَدرًا) أي اقتَنَع
به واستراح له .

إن الحدود تُدرَأُ بالشبهات ومنها عقوبات لا تصل إلى درجة القتل فكيف نتعجل بالحكم على رجل بالكفر دون أن نتأكد منه؟

نُسب إلى الإمام مالك رضي الله عنه أنه قال : من صدَر عنه ما يَحتمل
الكفرَ من تسعة وتسعين وجهًا ويَحتمل الإيمانَ من وجه حُمل على الإيمان ورُوي عنه أنه قال : إنما كَفَّ رسولُ الله عن
المنافقين ليبيِّن لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه .

وعمر رضي الله عنه قال : إن ناسًا كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما
ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهَرَ لنا خيرًا أَمِنَّاه وقَرَّبناه وليس
لنا في سَريرته شيء الله يحاسبه في سَريرته ومن أَظهَرَ لنا سُوءًا لم
نَأمَنْهُ ولم نُصَدِّقْه وإن قال إن سَريرته حسنة (رواه البخاري) .

وعن أبي سعيد الخدري قال : بعث عليٌّ وهو باليمن إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بذُهَبية فقسمها بين أربعة فقال رجل : يا رسول الله اتق
الله فقال : ويلك أو لستُ أحقَّ أهل الأرض أن يَتقيَ اللهَ ثم
ولَّى الرجل فقال خالد بن الوليد : ألاَ أضرب عنقه ؟ فقال صلى الله عليه
وسلم : لا لعله أن يكون يصلي فقال خالد : وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما
ليس في قلبه يا رسول الله فقال له صلى الله عليه وسلم : إني لم أُومَرُ
أن أَنقِّبَ عن قلوب الناس ولا أَشُقَّ بطونَهم مختصر من حديث متفق عليه

لقد قال صلى الله عليه وسلم في الأخذ بظواهر المسلمين وحسن الظن بهم :من شَهِد أن لا إله إلا الله واستقبَل قبلتَنا وصلَّى صلاتَنا
وأكَل ذبيحتَنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم (رواه
البخاري) .

ونهى عن قتال مَن لهم مسجد أو يؤذَّن فيهم فعن أنس رضي الله عنه قال
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قومًا لم يَغْزُ حتى
يُصبِحَ فإذا سَمِعَ أذانًا أَمسَكَ وإذا لم يَسمَعْ أذانًا أغار بعد
ما يُصبِحُ (رواه البخاري) وفي رواية : وسمع رجلاً يقول : الله أكبر الله
أكبر فقال : على الفطرة ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال : خرَجتَ من النارِ (رواه مسلم) وعن عصام المُزَني قال : كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا بعث السرية يقول : إذا رأيتم أو سمعتم مناديًا فلا
تقتلوا أحدًا(رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه) .
يقول الشوكاني : فيه دليل على جواز الحكم بالدليل لكونه صلى الله عليه
وسلم كَفَّ عن القتال بمجرد سماع الأذان وفيه الأخذ بالأحوط في أمر
الدماء لأنه كَفَّ عنهم في تلك الحال مع احتمال ألاّ يكون على الحقيقة

فهل غابت هذه النصوص عمن يسارعون إلى الحكم بالكفر على الناس بالرغم من
وجود الظواهر التي تجعل الإنسان على الأقل يتحرج عن إساءة الظن بهم ويرمي
مجتمعهم كله بالكفر وفيه المساجد مفتوحة والأذان مرفوع بأعلى الأصوات ؟
هدانا الله جميعًا سواء السبيل
فلا يجوز التعجل بتكفير الناس والمجتمع إلا بعد اليقين الجازم من وجود
أسباب الكفر وموجباته لكن الإيمان والكفر محلهما القلب ولم يأمرنا
الله سبحانه بالبحث عن نوايا الناس وضمائرهم وإنما بتفويض أمرهم إليه
تعالى

اللهم ألف بين قلوب المسلمين واهدهم سبل السلام وجنبهم الفتن والفواحش
والآثام إنك ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على محمد خير الأنام وآله
وصحابته ومن تبعهم بإحسان.
امين يارب

بقلم : المدير العام

مع تحياتي لاخوتي في منتدى الاعتصام الطالبين للعلم والصابرين المحتسبين و المتمسكين بنهج الصحابة الاخيار في زمن الفتن اقل ما يقال عن الملتزم فيه الا القابض على الجمر

نسال الله عزوجل الثبات على الايمان والاخلاص في العمل

تحياتي الخاصة للاخوة المداومبن على الردود ومتابعة المواضيع بأ قلامهم الصارمة الاخ الفارس والاخ ابو عبيدة طارق وكل الاخوة على ادارة المنتدى والقائمون على الاشراف

بارك الله فيكم وجعلها الله في ميزان حسناتكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع: شكروتقدير السبت أكتوبر 31, 2009 2:55 pm

جزاك الله خيرا اخي الكريم على هدا الموضوع الطيب والمهم جدا والشكر لك موصول على حسن الظن باخيك وجعلنا الله جميعا من الهداة المهتدين الناصرين لدينه الدابين عن حياضه ان شاء الله

موضوع: رد على السبت أكتوبر 31, 2009 7:15 pm

بسم الله و الحمد لله الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه

اولا اشكر الاخ المدير العام علي هذا الموضوع المهم و الخطير في نفس الوقت

ثانيا ما قدمته من فتاوى لاهل العلم الموثوق في علمهم مرجع موثوق لنا ان شاء الله

ثالثا هذا رد الشيخ جمال ابو فريحان الحارثي حفظه الله على اخ بخصوص حديث النبي في اخراج الكفار من جزيرة العرب

و الذي كان قب بضهع ايام في غرفة الزاد النبوي

من هنا http://www.4shared.com/file/144963764/5d19e026/___.html

و اعتذر لاني لم اتمكن من تسجيل الرد كله

اخوك أبو عبيدة طارق

تبع .....

» البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة تأليف: الشيخ / علي بن محمد ناصر الفقيهي
» فضل قتال الخوارج فضيلة الشيخ علي بن يحي الحدادي
» وصف أسامة بن لادن بأنه من الخوارج الشيخ صالح الفوزان
» قصة الخوارج مستوفاة من حين خروجهم على علي _رضي الله عنه_ إلى آخر من كان من أمرهم.-
» التذكير بمخاطر سفر الشباب إلى العراق