بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،،
فإن العدل والإنصاف من غير إفراط ولا تفريط يحبه الله ويرضاه قال تعالى وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . وإن الإفراط والغلو في الشرع محرم أشد من حرمة التفريط والجفا ؛ لذا غلظت الشريعة أمر الخوارج وأهل البدع بما لم تغلظ مثله في العصاة من أهل الشهوات ، وإن لهذا حكماً من أهمها أن الغلو والإفراط تقبله كثير من النفوس المتعاطفة دينياً ؛ لأنه مصبوغ بصبغة الدين والغيرة عليه، ما لم يكن المرء محصناً بالعلم أو بعدم الخروج عن أقوال كبار أهل العلم .
وقد حذر ربنا سبحانه من الغلو المؤدي إلى ترك الحق فقال يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقّ وإن من كتب الغلو والإفراط كتاب " الكواشف الجلية في تكفير الدولة السعودية " لمؤلفه أبي محمد المقدسي ( عصام البرقاوي ) . ووصفي له بالغلو والإفراط دعوى أدعوك إلى النظر في برهانها ، وهو ما حوته دفتا هذا الكتاب – الذي بين يديك – من أدلة وحجج وحقائق ، ونقل عن أهل العلم الماضين والمعاصرين .
فإن ما دعا إليه وقرره مؤلف كتاب الكواشف الجلية من طعن وتكفير صريح لعلمائنا كالإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والإمام محمد بن صالح العثيمين وغيرهما من أئمة أهل السنة – رحم الله حيهم وميتهم – ، والتكفير لولاتنا – وفقهم الله لهداه – بل والتحريض على القتال والإفساد في بلاد الحرمين (السعودية ) – حرسها الله – من أعظم الإجرام لجمعه بين الإفساد الديني والدنيوي ؛ لذا كان من