منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري G5g5-7f7110b59c هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري G5g5-4d203bdcc7 هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري G5g5-7f7110b59c هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري G5g5-4d203bdcc7

 

 هل الغيرة تعني الحب؟ أ. شريفة السديري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري Empty
مُساهمةموضوع: هل الغيرة تعني الحب؟ أ. شريفة السديري   هل الغيرة تعني الحب؟              أ. شريفة السديري Emptyالأحد فبراير 07, 2010 5:50 pm


هل الغيرة تعني الحب؟
أ. شريفة السديري


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أُقَدِّم أولاً شُكري الجزيل للقائمين على هذا الموقع، نسأل الله أن يُثيبهم ويجزيهم خير الجزاء.

وسؤالي هو كما في العنوان: هل الغيرة تعني الحب؟

وأعني بذلك غيرة الرجل على المرأة، والعكس، فعندما يقول الرجلُ للمرأة: أنه يغار عليها، ولا يستطيع أن يتعامَل مع ذلك الشعور، ولا يقول لها: أنه يحبها بصراحة، فهل نستطيع أن نقول: إن تصريحه - أو حتى التلميح بإحساسه بالغيرة - يعتبر حبًّا لها؟

وشَكَر الله لكم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ومرحبًا بكِ عزيزتي في رحاب الألوكة.
بقدْر قِصَر سؤالكِ، إلا أن إجابته مُعَقَّدة جدًّا؛ خاصة أنك لم تذكري لنا أي تفاصيل عنكِ، أو عن هذا الشخص؛ تساعدنا على تحديد الإجابة، وجعْلها واضحة أكثر بالنسبة لك.

لذلك؛ سأذكر لكِ كل شيء، وأترك لكِ استنتاج الإجابة التي تبحثينَ عنها.

في البداية: علينا أن نعرفَ أن الغَيْرة مثل أي شعور فطري آخر لدى الإنسان، له دوافعُه وأسبابه، ففي بعض الأحيان تكون عاطفةً Attitude، وفي بعض الأحيان تكون انفعالاً Emotion، والانفعال: هو حالة توتُّر تعتري الإنسانَ، تصحبها تغيُّرات فسيولوجية، ومظاهر جسمية، ويكون قصير المدى، أما العاطفة، فهي شعورٌ عام، تتضمن أكثر مِن انفعال، وتكون طويلة المدى.

وتختلف في كونِها عاطفة أو انفعالاً حسب الموقف الذي تظهر فيه.

وهي موجودة منذ القِدَم؛ حيث يُقال: إن أحد شعراء الجاهلية كان يشتهر بالغَيْرة الشديدة، فلما تزوَّج كان يسير هو وزوجته في الطريق، فرأى رجلاً ينظُر إليها فطلَّقَها، وحين لامَهُ أصحابُه؛ قال لهم:
سَأَتْرُكُ حُبَّهَا مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ وَذَاكَ لِكَثْرَةِ الشُّرَكَاءِ فِيهِ
إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى طَعَامٍ رَفَعْتُ يَدِي وَنَفْسِي تَشْتَهِيهِ
وَتَجْتَنِبُ الأُسُودُ وُرُودَ مَاءٍ إِذَا كَانَ الكِلاَبُ وَلَغْنَ فِيهِ

ثم نراها مَوْجودة في عهْد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه - رضي الله عنهم - فعن جابر بن عتيك: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من الغيرة ما يحب الله، ومنَ الغيرة ما يبغض الله، وإن منَ الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغَيْرة التي يحبها الله فالغَيْرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة... الحديث))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.

والغيرة في الريبة تعني: أن يَغار الرجلُ إن رأى مِن محارمه شيئًا محرَّمًا يُغضب الله، والغيْرةُ في غير الريبة تعني: أن يغار الرجلُ على محارمه من أمْرٍ مباح، كأن يغار على أمِّه فلا يُنكحها إنْ هي أرادتْ، وذلك مما يبغضه الله؛ لأن ما أحلَّهُ الله ليس لأحد أنْ يحرِّمه.

وعن عمار بن ياسر عن رسول الله قال: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الدَّيُّوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر))، قالوا: يا رسول الله، أما مدمنُ الخمر فقد عرَفْناه، فما الديُّوث؟ قال: ((الذي لا يُبالي من دخَل على أهْلِه.. الحديث))؛ رواه الطبراني.

وهنا نجد أنَّ الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام - قد حثَّ على الغيْرة المحمودة، ونهى عن غَيْرِها، وهناك الكثير من الصحابة الذين نقرأ في آثارهم قصص غيْرتهم الشديدة على زوجاتهم ومحارمهم.

ولنرجع إلى الشكل الأصلي للغيرة الذي نراه عند الأطفال، فنحن نرى الطفلَ يغار عندما يشعر بالتهديد، فنراه يغار من الأخ الأصغر؛ لأنه شعر بأنه تهديدٌ له، وأنه سَيُفْقِده مكانته لدى والديه، لذلك فإن أحدَ دوافع الغيْرة هو التهديد أو الخوف من فَقْد المكانة، وهذه غالبًا ما تكون في الحبِّ غير الثابت، أو الذي ليس له قاعدةٌ شرعية يسْتنِد عليها، فحينها يكون الشخصُ غير واثق في استمرارية هذا الحب، فيخاف من فقْده لأهون سبب، فتراه يغار على الطرف الآخر من أمور ليستْ منطقيَّةً غالبًا، ويفتعل معه المشاكلَ لأتْفَهِ الأسباب، وكل ذلك لأنه يشعر بالتهديد مِن أن ينتهيَ هذا الحب الذي لا أساس له يستند عليه ويقوِّيه، أو مظلة تحميه.

وهناك أشكال كثيرةٌ ومتعددة للغيْرة؛ منها ما هو جيد وإيجابي، ومنها ما هو سيئ وسلبي، فهناك غيرة منبعها حب التملُّك؛ حيث قال بعض الباحثين: إن الغيرة عبارة عن: انفعال مركَّب مِن حب التملُّك والشعور بالغضَب؛ لأن عائقًا ما وقَفَ دون تحقيق غاية يريد الشخص الوصول إليها.

ولكي أُقَرِّب لكِ المعنى: تخيَّلي أن شخصًا يريد أن يحصلَ على وظيفةٍ معينةٍ بشدة، إلا أنه لم يحصلْ عليها؛ لأنه لا يجيد استخدام الحاسوب، فبدل أن يتعلَّم الحاسوب يصبح غاضبًا وحاقدًا على كلِّ شخص يجيد استخدام الحاسوب؛ لأنه يغار منهم ومِن قدرتهم التي لا يملكها، ومَنَعَتْه من الوصول لوظيفة أحْلامه، وهذا الشخص غالبًا لا يعترف بغَيْرته؛ بسبب ما تتضمنه من شعورٍ بالإخفاق، ولأن الإنسان عادة لا يتقبَّل الشعور بالخَيْبة أو النقص.

وهناك غيرة منبعُها الشعور بالتهديد - كما سبَق وذكرنا - وهناك غيرة منبعُها الحبُّ الصافي الخالص، وهي التي تكون بين الأزواج المتحابين، الذين يجمعهم الودُّ والمحبة، والمودةُ والألفة، وهي غَيْرة معتدلة عقلانية، تزيد الحبَّ ولا تنقصه، وتجعله أقوى وأعمق.

وهناك الغيرة المرَضية القائمة على الأوْهَام والضلالات التي لا أساس لها من الصحة، وهي ما نُسميه أحيانًا: الشك المرَضي.

وغيرها الكثير من الأمور التي تدفَعنا للغَيْرة، وذلك بسبب تعقُّدها، وبالتالي تَتَعَدَّد مظاهرها واختلافها، والغيرة إنْ لَم تُروضْ وتُهذَّب، فقد تدفعُنا لارتكاب الحماقات؛ لأنها غالبًا ما تكون مصْحوبة بالكُرْه والحقْد، والرغبة في إيذاء الشخص الذي يُثير الغَيْرة في النفس.

وهناك مَن يقول: إنه لا حُبَّ بدون غيْرة، وإن الغيرة مبعثُها الحقيقي هو شدة الحب والاهتمام، لكن هذا فقط إن كان الحبُّ شرعيًّا، أما إن كان حبًّا غير شرعيٍّ، أو علاقة، أو حتى مجرد إعجاب بين رجل وامرأة، فأعتقد وقتها أن الغيرة لا تكون طبيعية، بل تميل لأن تكون غيرة تحت تأثير التهديد أو الخوف من فقْد هذا الحب، وهو أمرٌ مزعج؛ لأن الحب بهذه الطريقة فُرَص استمراره ونجاحه ضعيفة جدًّا، ثم تأتي الغيرةُ وما تجرُّه معها من مشاكل لحب مهزوز وضعيف أصلاً، فتجعله أكثر عُرْضة للانهيار.

ناهيك عن كوْن العلاقة بين أيِّ رجل وامرأة محرمة وغير مقبولة شرعًا إلا في إطار الزواج، وهو الذي سماه الله - سبحانه - في مُحكم تنْزيله: الميثاق الغليظ، وهذا الميثاقُ الغليظ قادرٌ على تحمُّل المشاكل والهزَّات والصدامات التي تحصل بين الأزواج في بداية حياتهم وعلاقتهم، بعكس العلاقات غير الشرعية التي تَكُونُ - مهما طالتْ مدتُها وتوطدت العلاقة بين طرفيها - ضعيفةً؛ لأن المظلة التي تحميها مفْقودةٌ، فلا يرضى عنها عُرف ولا دين.

في النهاية، وحتى لا أكون قد أهملتُ سؤالك، فإنني سأُجِيبك بقدْر ما عرفتُ أو شعرتُ من سؤالك، فإذا كان هذا الشخص غريبًا عنكِ، ولا تربطك به صلة قرابة، وليس من محارمك، وأخبرك أنه يغار عليكِ، ولم يصرحْ بحبِّه - فإن هذا قد يكون حبًّا، وقد لا يكون، وهذا يرجع إلى خلفيَّة هذا الشخص وأفكاره وتربيته، وغيرها من الأمور، لكن أنصحك بأن تصدِّيه ولا تُفكِّري في تلميحاته، وإن استطعتِ أن تقطعي علاقتك به وتجعليها رسمية لأقصى درجة، فإن كان صادقًا في حبِّه، تقدَّمَ لطلَب الزواج منك، وإلا فإنه منَ الأفضل أن تقطعي صلتك به نهائيًّا، حتى وإن كان يحبك، فغالبًا ما تكون مشاعر الحب والعاطفة في العلاقات التي لا يحيطها إطار الزواج متأجِّجة وثائرة وقوية، بعكس المشاعر والعواطف بعد الزواج، وهذا طبيعيٌّ؛ لأنَّ الشيطان هو الذي يُؤَجِّجها ويُقَوِّيها بين الطرفين حتى يوقعهما في الحرام؛ وذلك مصْداق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)).

هذا ما فهمته من سؤالك عزيزتي، وعُذرًا إن لم أنجحْ في إجابة تساؤلاتكِ، أو إن كان توقُّعي لحالتك خاطئًا، ولا تَتَرَدَّدِي في مُراسلتي إن أردتِ أن تُوَضِّحي لي شيئًا غاب عنْ فَهْمي، أو تطلبي مني إيضاح شيء لم تفهميه.

وفَّقك الله عزيزتي، ورزقك كل خير وسعادة وبركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل الغيرة تعني الحب؟ أ. شريفة السديري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب في الله
» اروع قصص الحب
» الحب من طرف واحد مرض!!!
» علامات الحب - طوق الحمامة لإبن حزم - 12-
» الكلام في ماهية الحب في رسالة طوق الحمامة -11-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف :: منتدى المرأة المسلمة-
انتقل الى: