السائل : بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : في هذه الليلة الطيبة من ليالي هذا شهر المبارك ، سوف يحصل لقاء مع فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي و نظراً لظروف الشيخ الصحية سوف يقتصر على بعض الأسئلة .
السؤال الأول : ما هي السبل الكفيلة لنشر الدعوة السلفية في فلسطين ؟ و بأي شيء نبدأ في تعليم الناس العقيدة الصحيحة ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
الحقيقة أن نشر العقيدة الصحيحة - السبل الكفيلة بنشرها - هي لا بد أن تكون مؤيدة من السلطة الموجودة ، و الآلات التي توصل الكلام ، توصله إلى الغير ، تكون موجودة أيضاً ؛ فإذا توفر هذان الأمران فإنه في هذه الحالة يكون التعليم تكون له ثمرته و فائدته ، و نسأل الله عز وجل أن يهيأ لكم الأمرين جميعاً .
و إن أهم ما يجب أن يعلمه أهل الجهل هو معرفة أساس الدين و أصله و قاعدته ، أولاً : التوحيد الذي كلفت به الرسل ؛ و كل رسول لا يبدأ بشيء غير التوحيد ، فإذا اسقرأنا كتاب الله عز وجل و ما جاء في إخبار الله عز وجل عن رسله و كيف كان خطابهم كل رسول لأمته نجد أن كل منهم يقول : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } و قد أخبرنا الله عز وجل بأن جميع الرسل أيضاً كلهم كلفوا بهذا كما قال سبحانه و تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ النحل : 36 ] و كما قال سبحانه و تعالى: { و َمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 25 ] .
إذن فالأساس للدين ؛ هو الذي ينبغي أن يُبدأ به و ينبغي أن يتعلمه الناس ، و عليكم بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وكذلك ما كتب من رسائل ، تلك الرسائل بينت أساس التوحيد فعليكم بتعليمها للناس حتى يعرفوا عقيدتهم .
السؤال الثاني : فضيلة الشيخ كيف تقرؤون واقع فلسطين الحالي ؟ و هل الجهاد في فلسطين هو جهاد صحيح ؟ و ماذا يصنع الفلسطينيون حيال اعتداءات اليهود المتكرره على مقدراتهم ؟
الشيخ : على كل حال وضع الفلسطينيين معروف بأنهم ظلموا بأن أحتلت أرضهم و سفكت دمائهم و انتهكت أعراضهم و جرّفت مزارعهم و أخذت أموالهم و منعوا من أن يؤدوا عبادة ربهم في الوضع الذي ينبغي أن يكون ، و هذا كله حاصل عليهم ، فعليهم أن يتوكلوا على الله و أن يجاهدوا ، و لكن ينبغي لهم في هذا الوضع أن يتقوا الله في أنفسهم و أن يعودوا إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و يجمعوا كلمتهم على الحق ، و إذا اجتمعت كلمتهم على الحق فهم جديرون بعد ذلك أن يكون لهم نصرة إن يسر الله سبحانه وتعالى لهم الجهاد على ذلك ، و الإختلاف الحاصل بسبب الحزبيات التي هي موجودة على الساحة ، هذا مما يعرقل ، فينبغي رفض تلك الحزبيات جميعاً و الإجتماع على كتاب الله ، على ما قرره كتاب الله و ما قررته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 92 ] { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } [ المؤمنون : 52 ] فينبغي للفلسطينيين أن يرفضوا جميع الحزبيات ، التي كل حزب منها يريد أن تكون السيطرة له و أن يكون هو المتصدر في هذا الأمر و يجتمعوا كلهم على كلمة لا إله إلا الله محمداً رسول الله و يحكموا شرع الله في وضعهم ، نعم
السؤال الثالث : يقول ؛ هل السلام المزعوم ؛ هل هو من الشرع ؟ وهل عدم قبوله هو من الخروج على ولي الأمر ، و مدعاة للفتنة ؟
الشيخ : السلام إن حصل بأمر جدي من الفلسطينيين ؛ بشرط أن لا يكون فيه هضم لحقوق المسلمين ، بل تكون حقوقهم مضمونه ، و يتمتعون في جهتهم بحقوقهم ، و دولتهم تكون مستقلة فهذا ربما يقال كما قيل : حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا لم يمكن إخراجهم من فلسطين فإنه يكون هذا أقل ما يمكن أن يحصل للفلسطينيين أما بدون هذا فلا حول ولا قوة إلا بالله ، نعم
السؤال الرابع : يقول السؤال ؛ هل يجوز محاباة إحدى الحزبيات لإستظهار الدعوة ؟
الشيخ : الدعوة لابد أن يكون فيها رفض للحزبيات جميعاً ، و يعودون إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله يعودون إلى التوحيد ، إلى أساس التوحيد ، يحكمون القرآن و يحكمون السنة و ينهجون المنهج السلفي الصحيح ، إذا اجتمعوا على هذه الكلمة و إلا فلا .
سائل آخر : شيخ [ ... ] جماعات منتشرة و كأن زمام الأمور لا [ ... ] هؤلاء الجماعات ، فهل يجوز مهادنتهم و الدخول معهم مع نشر المذهب و التحبب بالمذهب السلفي ؟
الشيخ : و الله إذا كان مثلاً لا يجدون لهم سبيلاً إلا ذلك ؛ فلعله يقال كما قيل : حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، و إلا فالحقيقة أن الواجب على هؤلاء كلهم أن يرفضوا حزبياتهم و يعودوا إلى الحق إلى التوحيد إلى السنة ، يحكموا شرع الله في أنفسهم و في ما هو بينهم .
السؤال الخامس : يقول ؛ هل تعتبر حماس ولاة أمر بالنسبة لنا ، كونهم هم الحكومة و هل يجب طاعتهم و عدم التكلم ببدعهم و ضلالاتهم من باب عدم استغابة الحكام ؟
الشيخ : حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل .
السؤال السادس : يقول ؛ هل الخروج على الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس ، طالما أن الموظفين لم يستلموا رواتبهم منذ شهر ؟
الشيخ : على كل حال هم يطالبون برواتبهم ، و يطلبون منهم أن يفسحوا لهم المجال على الأقل في الدعوة السلفية ، و أن لا يعارضوهم في الدعوة السلفية ، بل يتركون لهم حرية الدعوة إلى الله عز وجل ، ولا يمنعوهم من ذلك ، ولا شك أن أصحاب الحزبيات هؤلاء معروف عنهم أنهم إذا صارت لهم السلطة فهم لا يريدون أحد أن يتكلم في سلطتهم الحزبية ، نعم .
السؤال السابع : يقول ؛ ما هو حكم الشرع بالإضراب القائم في فلسطين و خاصة في ما يتعلق بالمدارس و المستشفيات ؟
الشيخ : الإضراب ليس من الشرع الإسلامي ، الإضراب ليس من الشرع الإسلامي و إنما هو من الأوضاع التي أخذت عن الكفار .
السؤال الثامن : يقول ؛ من أخطر على الإعتقاد الصحيح هل هي حماس الإخوانية ، أم فتح العلمانية ، من أخطر من هاتين الجماعتين ؟
الشيخ : كلاهما خطير ، كلاهما خطير .