بدأ خطبة العيد بالتكبير ــ لعبد القادر الجنيد
--------------------------------------------------------------------------------
بدأ خطبة العيد بالتكبير
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد فهذه إحدى مسائل كتابي "أحكام العيد والأضحية" أفردتها للفائدة والتذاكر مع إخواني، حيث قلت:
المسألة الخامسة عشرة / بدأ الخطبة بالتكبير:
بدأ خطبة العيد بالتكبير جرى عليه عمل السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ
فقد ثبت عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ـ رحمه الله ـ أنه قال:
(( يكبر الإمام على المنبر يوم العيد، قبل أن يخطب تسع تكبيرات، ثم يخطب، وفي الثانية سبع تكبيرات )).
وقد ساقه الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني"(3/277) منسوباً إلى سعيد بن منصور بسند صحيح.
وعبيد لله هذا، قال عنه الإمام ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ:
هو أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى.اهـ
وقال الإمام ابن حبان ـ رحمه الله ـ:
وهو من سادات التابعين.اهـ
وقال إسماعيل بن أمية ـ رحمه الله ـ وهو من أتباع التابعين:
(( سمعت أنه يُكَبر في العيد تسعاً وسبعاً )) رواه عبد الرزاق ( 3/290) بسند صحيح في باب التكبير في الخطبة.
ونسبه بعض المعاصرين إلى عامة أهل العلم.
وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وابن أبي ذئب وابن المنذر وغيرهم.
بل جاء في مذاهب الأئمة الأربعة أنه يسن، نص عليه غير واحد.
وقال العلامة ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كتابه "الفروع"(2/141-142):
ويسن أن يستفتح الأولى بتسع تكبيرات (وم) نسقاً (و).. والثانية بسبع (وش) ..قال أحمد: وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: إنه من السنة.اهـ
وقد قال في مقدمة "الفروع"(1/64):
فعلامة ما أجمع عليه (ع) وما وافقنا عليه الأئمة الثلاثة أوكان الأصح في مذهبهم (و) وخلافهم (خ)...اهـ
وتابعه على ذكر اتفاقهم العلامة عبد الرحمن القاسم ـ رحمه الله ـ في "حاشية الروض المربع"(2/551).
وقال جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي ـ رحمه الله ـ في "مغني ذوي الأفهام"(7/350مع غاية المرام):
يكبر (و) في الأولى نسقاً، وسن (خ) تسعاً، وأكبر (وش) في الثانية سبعاً.اهـ
وعلى التكبير في الخطبة بوب جماعة كثيرة من أهل الحديث في مصنفاتهم، ولم يذكروا إلا التكبير عن السلف، ولم يذكروا عن أحد خلاف ذلك.
ولم يمر بي بعد بحث طويل وسؤال لأهل العلم، ومذاكرة مع إخواني عن أحد من السلف، ولا الأئمة المتقدمين أنه قال بخلاف ذلك.
والله تعالى أعلم.
وينظر أيضاً:
الأم (1/3659) والأوسط (4/286) وأحكام العيدين للفريابي (141-142) والمجموع (5/28) والحاوي (2/493) ورد المحتار ( 3/58) وحاشية الخرشي (2/301) والفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/250) والإنصاف ( 2/430) والأشباه والنظائر للسيوطي (2/221) والدرر السنية (5/64ـ65) وزاد المعاد (3/431-432) والسيل الجرار (1/195).
وكتبه عبد القادر بن محمد الجنيد.