: نصائح لطالب العلم في باب الردود
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
هذه بعض النصائح لطالب العلم الذي يريد الرد على من انحرف في العقيدة أو المنهج
1-أولا قبل أن تتكلم إعلم أن هذه أعراض لا تجوز غيبتها إلا بحق فعليك أن تتق الله فيما تقول أو تكتب وأن تتكلم بعلم وبالدليل لابجهل وهوى .
2-تثبت من الكلام الذي تريد الرد عليه أنه لصاحبه المردود عليه أو أن الشخص الذي تريد جرحه قد صدر عنه فعلا ما يجرح به .
3-تثبت من صدق اللفظة التي تقولها أو ترد بها على المخالف واضبطها قدر الإمكان حتى لو سألت عنها عرفت مخارجها الصحيحة .
4-واذكر في حال ردك -دوما- قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8
5-اكس ألفاظك في ردك ما استطعت إلى ذلك سبيلا مراعيا فيه حال المردود عليه إن رأيت فيه قبولا للنصح والتوبة وأردت تأليفه بخلاف المعاند فقد تكون الشدة هي المناسبة لحاله ومن اشتد على المخالف فله سلف
وقد جاء عن بعض أهل الحديث المتقدمين بعض الألفاظ الشديدة لمخالفيهم ، وقد يكون التلين مع المخالف ليس لأجله ولكن لأجل أتباعه ولأجل قبول الحق والمقصود مراعاة باب : دفع المفاسد وجلب المصالح ومتى يقدم أحدها على الآخر .
6-لا تشغل نفسك بالردود دون الإهتمام بالعلم الشرعي وبالأخص من كان في بدء أمره في الطلب وإن استدعى الأمر الكثرة من عالم بهذا الباب فلا حرج فقد عرف عن بعض أهل العلم الإكثار من الردود والله أعلم .
7-لو سئلت عن شخص وكان بعض الحاضرين من أتباعه : ما حال فلان : فيمكن أن تبين أخطاءه وتترك الحكم لهم فتقول مثلا : قال فلان كذا في كتاب كذا وقال : كذا في كتاب كذا ..أو في شريط كذا واجتهد أن تكون خافظا لألفاظه تماما -وإلا فاجتهد أن لا يختلف المعنى -
8-ولايكن علمك كله سماعات فقط دون تثبت فتسأل مثلا عن فلان : فتقول قال كذا وكذا فيقولون ما مصدرك في نقلك هذا ؟ فتقول : سمعتهم يقولون كذا وقد يثبتون لك خطأ قولك وأنه لم يقل تلك المقولة فحينها يسقط في يديك ولا تدري ما تقول والله المستعان .
9-راع الزمان والمكان حين ترد على المخالف .
10-راع حال السائلين وتنوعهم ومحاولة معرفة أهدافهم من أسئلتهم ويعرف هذا غالباب بالقرائن فمن السائلين من يكون سؤاله سؤال استفهام لاغير فلا تهجم عليه بالجواب بشدة ولكن بالتي هي أحسن للتي هي أقوم
ومن السائلين من يسأل لأجل التعنت وإفحام المخاصم أو استعداء الناس على الراد أو له مآرب أخرى سيئة فمثل هذا السكوت عن الجواب خير من جوابه أو رده بالطريقة المناسبة لحاله .
11-ليكن هدفك في الردود رضا الله والدار الآخرة ولتعلم أنك مسؤول عن الكلمة التي تخرجها وأنها إن خرجت لاترجع أبدا وستملكك ولن تملكها إلا إذا كنت لم تخرجها بعد فراع ماتقول وأعد للسائلين عن كلمتك جوابا بل إجابات وأدلة .
12-تخلق بالأخلاق الحسنة في ردودك وتواضع لله ولاتتكبر ولاتقلد من كان فظا في ردوده أو من كان متساهلا فيها .
13-فرق بين الرد على عالم سني أو على مخالف من أهل البدع فيقال مثلا في العالم السني : أخطأ في هذه المسألة ولايتابع فيها وفي مثل هذا قال الذهبي : ومن لايهم ؟! أو يقال : تنغمر سيئاته في بحار حسناته -والمقصود أخطاؤه -وليس معنى الرد على عالم سني أنه من باب الطعن فيه فهذا شيء وذاك شيء آخر بخلاف المبتدع فلا تزيده بدعته إلا ضلالا .