منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة G5g5-7f7110b59c الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة G5g5-4d203bdcc7 الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة G5g5-7f7110b59c الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة G5g5-4d203bdcc7

 

 الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى الحلقة الثالثة والأخيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة Empty
مُساهمةموضوع: الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى الحلقة الثالثة والأخيرة   الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية  الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى   الحلقة الثالثة والأخيرة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2009 7:46 pm











[ إخوة الإيمان والآن نقدم لكم شرح بعض الآثار السلفية مع فضيلة الشيخ المحدِّث العلامة زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ]


السائل: الشيخ زيد؟
الشيخ:نعم.
السائل:حياك الله ، كيف حالك شيخنا؟
الشيخ:الحمد لله.
السائل:طيب بخير؟ صحتكم؟
شيخ نحن شباب سلفي من الجزائر عندنا بعض الآثار نود عرضها عليكم إن أمكن إن شاء الله تعالى.
الشيخ: تفضل.
السائل: هذه الآثار في باب إمتحان الناس في عقائدهم.
الأثر الأول: قال الذهبي: قال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن الفضل القحطاني ، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن حسين فسألاه عن حديث الإفك رواه الفروي عن مالك فحانت منه التفاتة فقال له الزعفراني أبا إسحاق تحدّث الزنادقة قال ومن الزنديق؟ . قال هذا ، إن أبا حاتم الرازي لا يحدث حتى يمتحن.
فقال أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث والإمتحان دين الخوارج ومن حضر مجلسي فكان من أهل السنة سمع ما تقرَ به عينه ومن كان من أهل البدعة يسمع ما يُسخَن الله به عينه ، فقاما ولم يسمعا منه.
تفضل شيخنا.
الشيخ: ما هو المطلوب؟
السائل: يعني هذا الأثر يستفاد منه كما هو ثابت عن أبي حاتم الرازي رحمه الله أنه كان يمتحن.
الشيخ:ماذا ؟ السائل : يعني نريد التوفيق بين إمتحان الناس في عقائدهم وكلامه الأخير يعني الإمتحان دين الخوارج ، يعني متى يكون الإمتحان ومتى لا يكون جزاكم الله خيرا؟
الشيخ: على كل حال كل مقام له مقال ، وما دعت إليه الحاجة كإمتحان بعض الأئمة سنة السلف ، وقد كان في عهد الإمام أحمد رحمه الله ، يمتحنون الناس بالإمام أحمد ، فمن كان على طريقته ومنهجه عقيدة وسلوكا ومنهجا فهو من أهل السنة ومن رأوا منه مخالفة أو معاداة أو جفاء للإمام أحمد عرفوا بأنه من أهل البدعة.
إذا كان من أجل التثبت ويتقي الإنسان شر أصحاب البدعة أن يختبر منهم بأهل السنة لا حرج عليه.
السائل: ما شاء الله ، أُكْمِلُ عليك باقي الآثار شيخنا؟
الشيخ: أيْوه.

الأثر الثاني : قال الذهبي : أخبرنا إسحاق أنبأنا ابن خليل أنبأنا التميمي أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن أحمد حدثنا سعيد ابن عيسى سمعت مهدي بن هلال يقول أتيت سليمان فوجدت عنده حمادٌ بن زيد ويزيد بن زريع وبِشر بن مفضل وأصحابنا البصريين فكان لا يحدّث أحدا حتى يمتحنه فيقول له : الزنى بقدر؟ . فإن قال نعم إستحلفه إن هذا دينك الذي تدين الله به فإن حَلِفَ حدَّثه خمسة أحاديث. تفضل شيخنا.
الشيخ: على كل حال كما سبق قضية الإمتحان في محلها إذا دعا الداعي إليها فللعالم أن يمتحن وإن لم تدع الحاجة إليها ممن يعرف أنهم أصحاب سنة فلا يمتحنهم الإمتحان ليست قاعدة مطَردة يتمسك بها كل شخص وتكون لكل شخص وإنما الأصل أن الناس على فطرتهم وعلى سنة ، وإذا ظهر للإنسان شيء من أصحاب البدع وأراد أن يتأكد من بدعهم وما هم عليه أهم على سنة أو بدعة لا حرج أن يمتحنهم كما أسلفت.
السائل: بارك الله فيك يا شيخنا ، يا شيخ هل يمكن مثلاً في واقعنا ، في هذا الزمان من مثل من يطعن في علماء أهل السنة والجماعة أمثال : الشيخ فالح الحربي{!!!} ، والشيخ ربيع والشيخ النجمي ، ثم يتستروا ربما يجالس من كان هذا حالهم ، فإذا أراد أن يخالطنا نحن نريد أن نعرف إعتقاده في هؤلاء الأئمة كما كان يعمل السلف يعني يختبرون الناس بالإمام أحمد أو أهل موصل بمعافى ابن عمران أو بإسحاق بن راهويه أو بعبد الرحمن بن مهدي كما هو ثابت عن السلف فإن أثنوا عليهم فهم من أهل السنة وإن قدحوا فيهم وتكلموا فيهم بسوء فهم أهل بدعة فهل نستطيع أن نعمل مثل عملهم وكما انتهج سلفنا الصالح رحمهم الله من تكلم في إمامنا أحمد بن يحي النجمي والشيخ العلامة فالح الحربي والشيخ عبيد الجابري وغيرهم في هذا الزمان ممن تصدوا لأهل البدع وحملوا سيوفهم على أعناقهم يعني نختبرهم بهؤلاء، فهل يكون هذا صحيحا شيخنا؟
الشيخ: إذا ظهر لكم من أنهم هذا حالهم يجالسون أهل البدع ويأنسون إليهم أو حصل عندكم شك فيهم فلا حرج أن تختبروهم لتكونوا على بصيرة بالنسبة لهم ، إما أن يظهر لكم أنهم من أهل السنة وإذا رأيتموهم يعتادون أهل البدع بالمجالسة والمؤانسة فتعلمون حينئذ بأنهم ليسوا على منهج أهل السنة وعندهم لبس كثير إذ ادَّعوا أنهم على منهج السلف لأن السلف يبذلون النصيحة لأهل البدع، فإن استجابوا فذاك ، وإن لم يستجيبوا هجروهم وابتعدوا عن مجالستهم وكرروا لهم النصيحة ، فالقضية هذه ما إنتهت بعهد السلف، قضية الإختبار والإمتحان، ما إنتهت بعهد السلف بل هي باقية ولكن إذا حصل في هذا الزمن ما حصل لأولئك الأسلاف في بعض المبتدعة لا حرج أن يسأل السلفي اليوم ويختبر بمن هم على السنة كمن ذكرت الشيخ أحمد بن يحي النجمي، الشيخ فالح، الشيخ ربيع ، الشيخ عبيد ، فهؤلاء أهل سنة وأهل دعوة إلى السنة ، فالذي يريد أن يجرحهم ما عرف المنهج ، أو أنه ما وُفِّقَ للإستقامة على المنهج الصحيح، فيجب عليهم أن يرحموا أنفسهم، ويتركوا التذبذب، لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، وتمييع الدعوة إلى الله ، يجالس أهل البدع ويضحك معهم ويسمع منهم ويسمعون منه ثم يأتي إلى السلفيين ويكون الحال كذلك هذا لا يصلح.



��¹™™



السائل:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل:يعني شيخنا عندنا بعض الآثار الواردة عن الإمام المبجل أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني ، نود أن نعرف ما تحمله من معان في فقه السلف نعرضها عليكم ، من بينها:

الأثر الأول: ما ذكره ابن الجوزي في مناقب أحمد قال: ((وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة وكلامه محمول على النصيحة للدين))
الشيخ:على كل حال الإمام أحمد رحمه الله هو من علمتم إمام أهل السنة في عصره ومن بعد عصره ، وكان ابتلي وامتحن بسبب تمسكه بالسنة هذا شيء ، والشيء الثاني أن الإمام أحمد إذا تحرى فيمن يتعلق بالحلال والحرام والاعتقاد ونحو ذلك ، هذا هو الطريق الصحيح ، التحري فيما يتعلق بما جاء عنه ، فيما يتعلق بالاعتقاد والحلال والحرام يكون شديدا في هذه المواضع لأهميتها وأهمية شأنها لئلا يضل فيها الناس ، وكونه يتكلم في أهل الأخطاء أو أهل البدع ، فهذا لا شك وقد جاء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله قال على الإمام أحمد لما سأله السائل وقال له يا إمام يا أبا عبد الله إنه يثقل عليّ أن أقول فلان كذا وفلان كذا ، فقال له:" إذا سكتَ أنت وسكتَ أنا والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق للجاهل" ، فيرى أن الكلام في أهل البدع والضلالات أفضل من نوافل الصوم والإعتكاف والصلاة، الإمام أحمد ، فلا شك أنه شديد على أهل البدع ولكن شدته في محيط الشرع ، ليس من أهل الغلو ولا من أهل التفريط شدة في حدود الشرع الشريف لا يتجاوز ذلك.
السائل: نعم يا شيخ.

الأثر الثاني: وقال علي بن أبي خالد قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله: (( إن هذا الشيخ لشيخ حضر معنا هو جاري وقد نهيته عن رجل ويجب أن يسمع قولك فيه حارث القفير - يعني حارثا المحاسبي -وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة وقلت لي لا تجالسه فما تقول فيه ؟ . فرأيت أحمد قد أحمرّ لونه وانتفخت أوداجه وعيناه وما رأيته هكذا قط ، ثم جعل ينتفض ويقول : ذاك فعل الله به وفعل ، لا يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه ، أويه أويه أويه ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه ، فقال له الشيخ يا أبا عبد الله وجعل يقول:لا يغرك خشوعه ودينه ، ويقول لا تغتر بتنكيس رأسه فإنه رجل سوء ، ذاك لا يعرفه إلا من خبره ، لا تكلمه ولا كرامة له ، كل من حدث بأحاديث رسول اللهصلى الله عليه وسلّموكان مبتدعا تجلس إليه ؟ لا ولا كرامة ولا عين ، وجعل يقول ذاك ذاك)).
الشيخ:هذا حق ثابت عن الإمام أحمد وله مأخذ وله مآخذ على المحاسبي صاحب الخطرات وهو كان يحذر منه خشية أن يقع الناس فيما وقع فيه المحاسبي ، فكان يحذر منه أصحابه وجلساءه ويبين لهم أنه وإن كان صاحب عبادة وصاحب حديث وصاحب خشوع ، إلاّ أنه من أهل البدع ، فأهل البدع لا كرامة لهم إنما الكرامة لأهل السنة وإن قلّ علمهم ، فكلام الإمام أحمد حق والقصة صحيحة ، وكذا يجب أن يكون الحال في أهل السنة إذا ظهر لهم صاحب البدعة وعرفوا بدعته التي يدعو إليها وينطوي عليها أن يحذروا منه الناس حتى لا يقع الناس فيما وقع فيه من البدع والضلال ، فإن كان منطوي على بدعته لا يدعو إليها وعلم ذلك من علمه وجب عليه أن ينصحه ، فإن إستجاب فالحمد لله وإلاّ حذر منه ، هذا هو الذي الإمام أحمد كان يسلكه ويسلكه غيره من أهل السنة في زمنه ومن بعد زمنه.
السائل: نعم يا شيخ.
الأثر الثالث: وقال الإمام أحمد أيضا: ((فمن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف)).
الشيخ: فيه بيان ودعوة للمسلمين عموما وطلاب العلم خصوصا أن يتمسكوا بالآثار والمراد بالآثار ما ثبتت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعن أصحابه الكرام وعن أئمة العلم في القرون المفضلة ، فالتمسك بالآثار حديث ، ما أثر عن الصحابة وأئمة العلم من القرون المفضلة خير من التقليد للآخرين وخير من التقليد ، أئمة أخطأوا وقعوا في خطأ، أو من يحسنون به الظن وهو على غير منهج شرعي ، فهذا هو الواجب تتبع الآثار وفهم معانيها والاعتصام بها وترك التقاليد التي تخرج بالإنسان عن محيط الشرع وسنة السلف.
السائل: نعم يا شيخ ، شيخنا هل يستفاد من هذا الأثر الرد على الذين يخالفون العلماء في أحكامهم وتجريحهم للأشخاص بدعوى أنهم لا يقلدون العلماء؟
الشيخ: هؤلاء ما فرقوا بين التقليد وبين ما يقوله العلماء من الشرع الشريف فالعلماء الذين هم أهل الاجتهاد ينظرون في نصوص الكتاب والسنة ويفهمون الأحكام ويقيسون النظير بالنظير ، يجتهدون في النوازل ، وهؤلاء الذين يعلقون عليهم ويدعون بأنهم هم أحرار وهؤلاء أحرار ، وأولئك مجتهدون وهؤلاء مجتهدون ، هذا قياس غير صحيح ، فهم غير سليم ، فإذا قال العلماء قولهم سواء في النوازل أو في الأحكام لا يجوز لطلاب العلم الصغار أن يقولوا هم مجتهدون ونحن مجتهدون لأن طالب العلم الصغير ما بلغ رتبة الاجتهاد حتى يجعل نفسه قرينا لعالم كبير السن ، مجرَب له قدم راسخة في العلم عقيدة وشريعة ، هذا من سوء الفهم يصل طالب العلم لهذا الحد ، فيخالف كبار العلماء ثم هو يعتبر نفسه صاحب إجتهاد وصاحب فهم صحيح أحسن من غيره.
السائل: نعم يا شيخ.

الأثر الرابع: قال ابن بطة رحمه الله تعالى: حدثني أبو صالح محمد بن أحمد ، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن الوليد العكبري قال حدثني ابن أبي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال كتب رجل إلى أبي عبد الله رحمه الله كتابا يستأذن فيه أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ويحتج عليهم ، فكتب إليه أبو عبد الله: ((بسم الله الرحمن الرحيم ، أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور ، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم أنهم يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ وإنما الأمور بالتسليم والإنتهاء إلى ما كان في كتاب الله وسنة رسول الله في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم فإنهم يلبسون عليك وهم لا يرجعون ، فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم)).
الشيخ: حق ، الكلام حق لأن أهل البدع يضرون من يجالسهم ويزخرفون القول ويلبسون على الناس يخلطون بين الحق والباطل وبين السنة والبدعة ، لذا أئمة العلم كالإمام أحمد وغيره يحذرون من مناظراتهم ومجالستهم وأخذ العلم عنهم لخطرهم على المسلمين ، وهذا التحذير ينصبَ على بعض الحالات وبعض الأشخاص ، ففي بعض الحالات لا يصلح لك أن تجلس مع أهل البدع ولا تسمع منهم ولا تناظرهم كما كان يفعل بعض السلف ثم غشي مجلسه بعض أهل البدع والأهواء فقال أحرَج عليك إلا قمت من مجلسي ، إما أن تقوم إما أن أقوم ، قال له أريد أن أقرأ عليك آية واحدة قال و لا واحدة. فمنعه.
ومن ناحية أخرى بعض العلماء ناظر المبتدعين وجادلهم وأقام عليهم الحجة ، فمنهم من إستجاب له واستمع لنصيحته فأنقذه الله ، ومنهم من أعرض وتولى فقامت عليه الحجة ، فعلى كل حال تعرفون قصة ابن عباس رضي الله عنهما في مناظرته للخوارج إقتنع بقوله آلاف منهم ، وأعرض آلاف أيضا فلا تمنع مناظرتهم منعا مطلقا ، ولا تباح مجالستهم إباحة مطلقة ولكن بحسب الحال ، بحسب المقام وبحسب الحاجة ، يكون الوصل والهجر والمناظرة وإقامة الحجة بحسب الحاجة التي يمكن أن تبرأ بها الذّمة وأن ينقذ بها الغريق في البدعة والأهواء.
السائل: نعم ياشيخ ، شيخ وهل إقامة الحجة والمناصحة والمناقشة تكون لمن رسخت قدمه في العلم أو تكون لعوام السلفيين لأن بعضهم يخالطهم هؤلاء المبتدعة بدعوى أنه يناصحهم ولكن بضاعتهم في العلم قليلة ، فما جوابكم؟
الشيخ: إذا كانت بضاعته في العلم قليلة فيرشد إلى العالم ، إذا يريد أن يشارك في الدعوة ويسهم فيها يرشد إلى العلماء الذين عرفوا بغزارة العلم والفهم الصحيح والعقيدة المستقيمة والمنهج السليم ، أما هو فقد ينقطع بحجته لقلة بضاعته في العلم ، قد ينقطع أمام المبتدع وصاحب الهوى الذي يلبس عليه فيخلط بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال والسنة والبدعة ، كما هي طريقة أهل الأهواء والبدع ورحم الله الرازي قال: "إن صاحب البدعة إذا أراد أن يدعو إلى بدعته لا يدعو الناس فيعلمهم البدعة ابتداء وإنما يدخل معهم ويتحدث عن السنة ويرغب في السنة ، فإذا اطمأن إليه الناس أدخل عليهم البدعة" ، فهذه طريقة الخيانة والغش ، وقد قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: «من غشنا فليس منا» سواء في الدنيا أو في الدين.

السائل: نعم يا شيخ ، إذن لا يحق لهم شيخنا أن يجالسوهم بدعوى أنهم يناصحونهم؟
الشيخ: من قلّ علمه لا يصلح للمناظرة.
السائل: والمجالسة أيضا شيخنا؟
الشيخ: والمجالسة تؤثر عليه أكثر ، ولكن إذا أراد أن ينصح لهم، فليقل لهم إتصلوا بالعلماء وخذوا منهم القول الحق بالدليل ولا يسعكم بعد ذلك الجدل والإعراض عن نصيحة...
السائل: نعم يا شيخ.

الأثر الخامس: شيخنا ، يقول الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله: ((إذا رأيت من ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاعلموا أنه زنديق وذلك بأن الكتاب حق والسنة حق وإنما أدّى إلينا الكتاب والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّموهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا وليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة)).
فيا شيخ نريد أن نعلم هل هذا النص ينطبق على هؤلاء الذين يأتون بألفاظ سيئة في حق الصحابة ثم هم لا يدرون هذا قدح أم لا ، بحيث أن العلماء حكموا على أنها ألفاظ سيئة وقدح في الصحابة مثل من يقول : (أن عمر يمثل الرأي البشري الظلوم الجهول) أو يقول : (أن أسامة بن زيد تحرك بجسمه دون علمه) ، ويقول في معاوية بن أبي سفيان : (أنه كان بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب نزعة عرق) ، فهل هذه الألفاظ السيئة التي يأتي بها هؤلاء ينطبق عليهم هذا النص؟
الشيخ: أقول أولا : كلام أبو زرعة الرازي رحمه الله حق ، وكلام تؤيده النصوص في الكتاب والسنة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم كلهم عدول وليسوا بمعصومين من الخطأ فقد يحصل الخطأ من بعضهم ، ولكن لا يبيح الشرع أحدا أن يتكلم فيهم بما أخطأوا فيه وأن يتنقصهم وأن يسيء بهم الظنون وأن يصفهم بالصفات التي لا تليق بجنابهم، وذلك لأن من هدي أهل السنة أنهم يذكرون فضائلهم ومناقبهم ومحاسنهم ويسكتون عمّا شجر بينهم ولا ينتقصون أحدا منهم أبدا بشيء وقع فيه أو بما لم يقع فيه، فكلام أبو زرعة الرازي رحمه الله وهو إمام من أئمة أهل السنة وأهل الحديث في الجرح والتعديل كلام حق ، لا يجوز لأحد اليوم ولا قبل اليوم ولا بعد اليوم أن يتكلم في أحد ، واحد من أصحاب النبيصلى الله عليه وسلّم لا في علي ومعاوية ولا في حسان بن ثابت ولا عمرو بن العاص ولا في أي شخص منهم لا يجوز له أن يتكلم بسوء، ومن فعل ذلك فإنه تنطبق عليه عبارة أبو زرعة الرازي.

السائل: الله أكبر ، يكفي هذا يا شيخ؟
الشيخ: يكفي نعم.
السائل: بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأحسن الله إليك ونسأل الله أن يبارك في عمركم وأن يبارك في علمكم وجزاكم الله خيرا. والسلام عليكم.
الشيخ: سجلت أم لا ؟
السائل: نعم سجلت .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى الحلقة الثالثة والأخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله تعالى الحلقة الثانية
» الدرر السنية في شرح بعض الآثار السلفية الشيخ العلامة : أحمد بن يحى النجمي رحمه الله الحلقة الأولى
» قصة مارية القبطية قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
» الذب عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
» أولئك سيرحمهم الله :: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف :: منتدي الرد علي اهل الاهواء و البدع-
انتقل الى: