سأل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ورعاه في شرح أصول السنة لإمام السنة والجماعة أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ص( 109) : ـ
السؤال الأول : هل من يرد تفسير ابن عباس في قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون ) [المائدة : 44] ، ويقول الآية على إطلاقها ولا يجوز تخصيصها والحاكم بغير ما أنزل الله كافر مطلقاً ، هل يعتبر هذا الرجل من الخوارج ؟
الجواب : لا شك أن هذا مسلك الخوارج ، فالذي يخالف أئمة التفسير وعلى رأسهم ابن عباس ويخالف أئمة الحديث والسنة و أئمة العقيدة والمنهج السلفي في مثل هذه الأحكام الخطيرة ، وهذه الأصول العظيمة ، فلا شك أنه قد اختار طريقاً غير طريقة أهل السنة والجماعة ومنهجاً غير منهج أهل السنة والجماعة وغير منهج الراسخين في العلم .
فيجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله تعالى ، فابن عباس ترجمان القرءان وحبر هذه الأمة ، وسلّم له كبار الصحابة ، سلّموا له بإمامته وجلالته وفقهه في دين الله عز وجل ، وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بالفقه في الدين رضي الله عنه ، وسار على نهجه أئمة الإسلام المعتبرين ، وخالفه الخوارج في تفسير هذه الآية وغيرها .
وليس بغريب من أهل البدع أن يخالفوا الصحابة ؛ بل أن يخالفوا الكتاب والسنة ، نعم وأنا أذكر أن الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وصف الخوارج بأنهم " أحداث الأسنان سفهاء الأحلام " ( البخاري رقم 3611. ومسلم رقم 1066 ) . عرفتم ، والذين يفسرون الآن سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول " هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء الأحلام " البخاري رقم 7058) .، الآن يقولون الشباب ، الشباب ، الصحوة ، أهلكوا الأمة أدخلوها في دوامة في متاهة في العقائد ، في الأحكام ، في الدماء ، في الأموال ، أهلكوا الأمة دينا ودنيا ، فأنا أرى أن هذا الحديث بعضهم يحمله على بني أمية ؛ ولكن أرى أنه يلتقي مع حديث وصف الخوارج بأنهم " أحداث الأسنان سفهاء الأحلام " ، فلو تناول شبابا من قريش لا يفلت منه غيرهم ، فإن الحديث ـ كما قلت لكم ـ يلتقي مع حديث وصف الخوارج بأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، عقولهم سخيفة ، ومن سخفهم أنهم لا يعبأون بتفسير الصحابة ولا بفقه الصحابة ولا بفقه علماء الأمة ولا بأئمة أهل السنة ، شقوا لهم طريقاً؛ بل نقول : ساروا مسار أولئك الخوارج الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بأنهم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ، قالوا : الغويلم والغليم يطلق على ناقص العقل والدين ، هؤلاء هذه صفاتهم بصراحة .
فنسأل الله أن يعافي الأمة من شرهم ، العلماء عندهم جواسيس وعملاء وو ...الخ ونفروا الناس من العلماء وربطوهم بسفهاء الأحلام أحداث الأسنان وبأئمة البدع والضلال من الخوارج والروافض . ) انتهى كلامه حفظه الله تعالى