منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
القضاء والحكم والفرق بينهما G5g5-7f7110b59c القضاء والحكم والفرق بينهما G5g5-4d203bdcc7 القضاء والحكم والفرق بينهما G5g5-7f7110b59c القضاء والحكم والفرق بينهما G5g5-4d203bdcc7

 

 القضاء والحكم والفرق بينهما

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فقيرة الى الله
إداري
إداري
فقيرة الى الله


انثى عدد الرسائل : 254
السٌّمعَة : 7
نقاط : 662
تاريخ التسجيل : 27/06/2009

القضاء والحكم والفرق بينهما Empty
مُساهمةموضوع: القضاء والحكم والفرق بينهما   القضاء والحكم والفرق بينهما Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2009 8:52 pm

القضاء والحكم والفرق بينهما
وفرق بين الحكم والقضاء وجعل المضاء للحكم والعدل للقضاء، فإن حكمه سبحانه يتناول حكمه الديني الشرعي وحكمه الكوني القدري، والنوعان نافذان في العبد، ماضيان فيه، وهو مقهور تحت الحكمين قد مضيا فيه ونفذا فيه‏.‏ شاء أم أبى، لكن الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته، وأما الديني الشرعي فقد يخالفه‏.‏
ولما كان القضاء هو الإتمام والإكمال، وذلك إنما يكون بعد مضيه ونفوذه، قال‏:‏ ‏ «عدل فيَّ قضاؤك‏» ‏ أي الحكم الذي أكملته وأتممته ونفذته في عبدك عدل منك فيه، وأما الحكم فهو ما يحكم به سبحانه وقد يشاء تنفيذه وقد لا ينفذه، فإن كان حكماً دينيًّا فهو ماض في العبد، وإن كان كونيًّا‏:‏ فإن نفذه سبحانه مضى فيه، وإن لم ينفذه اندفع عنه، فهو سبحانه يقضي ما يقضي به، وغيره قد يقضي بقضاء ويقدر أمراً ولا يستطيع تنفيذه، وهو سبحانه يقضي ويمضي، فله القضاء والإمضاء‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ « ‏عدل فيَّ قضاؤك » يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه‏:‏ من صحة وسقم، وغنى وفقر، ولذة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوز وغير ذلك‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏ «‏وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» ‏‏‏الآية‏:‏ 30 من سورة الشورى‏‏، وقال‏:‏ ‏ «‏وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور» ‏‏‏الآية‏:‏ 48 من سورة الشورى‏‏، فكل ما يقضي على العبد فهو عدل فيه‏.‏
«‏فإن قيل‏» :‏ فالمعصية عندكم بقضائه وقدره، فما وجه العدل في قضائها‏؟‏ فإن العدل في العقوبة عليها غير ظاهر‏.‏
قيل‏:‏ هذا سؤال له شأن ومن أجله زعمت طائفة أن العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته، قالوا‏:‏ لأن الظلم هو المتصرف في ملك الغير والله له كل شيء، فلا يكون تصرفه في خلقه إلا عدلاً‏.‏
وقالت طائفة‏:‏ بل العدل أنه لا يعاقب على ما قضاه وقدره، فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم أنه ليس بقضائه وقدره فيكون العدل هو جزاؤه على الذنب بالعقوبة والذم إما في الدنيا وإما في الآخرة‏.‏
وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبين القدر، فزعموا أن من أثبت القدر لم يمكنه أن يقول بالعدل‏.‏ ومن قال بالعدل لم يمكنه أن يقول بالقدر، كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد وإثبات الصفات، فزعموا أنه لا يمكنهم إثبات التوحيد إلا بإنكار الصفات، فصار توحيدهم تعطيلاً وعدلهم تكذيباً بالقدر‏.‏
وأما أهل السنة فهم مثبتون للأمرين، والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له، وهذا قد نزه الله نفسه عنه في غير موضع من كتابه، وهو سبحانه وإن أضل من شاء وقضى بالمعصية وألغى على من شاء فذلك محض العدل فيه لأنه وضع الإضلال والخذلان في موضعه اللائق به، كيف ومن أسمائه الحسنى ‏ «‏العدل » الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق، وهو سبحانه قد أوضح السبل، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأزاح العلل، ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله‏.‏ ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه فهذا فضله، وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلى بينه وبين نفسه، ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه، فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله، وهذا نوعان:‏
«أحدهما‏:» ‏ ما يكون جزاء منه للعبد على إعراضه عنه، وإيثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه وتناسي ذكره وشكره فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه‏.‏
«ثانيهما‏:» ‏ ألا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية، ولا يشكره عليه، ولا يثني عليه بها ولا يحبها فلا يشاؤها له لعدم صلاحيته محله‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏ «‏وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين» ‏‏‏الآية‏:‏ 53 من سورة الأنعام‏‏، وقال‏:‏ ‏ «‏ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم» ‏‏‏الآية‏:‏ 23 من سورة الأنفال‏‏، فإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان في محض العدل، كما إذا قضى على الحية بأن تقتل وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلاً فيه، وإن كان مخلوقاً على هذه الصفة‏.‏
وقد استوفينا الكلام في هذا في كتابنا الكبير في القضاء والقدر‏.‏
والمقصود‏:‏ أن قوله ‏:‏ ‏ « ماض في حكمك عدل في قضاؤك‏ » ‏ رد على الطائفتين‏:‏ القدرية الذين ينكرون عموم أقضية الله في عباده ويخرجون أفعال العباد عن كونها بقضائه وقدره، ويردون القضاء إلى الأمر والنهي، وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله‏:‏ ‏ «‏عدل في قضاؤك‏» ‏ فائدة، فإن العدل عندهم كل ما يمكن فعله والظلم هو المحال لذاته، فكأنه قال‏:‏ ماض ونافذ فيَّ قضاؤك، وهذا هو‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ « ‏أسألك بكل اسم ‏.‏‏.‏‏.» ‏ إلى آخره، توسل إليه بأسمائه كلها ما علم العبد منها وما لم يعلم، وهذه أحب الوسائل إليه، فإنها وسيلة بصفاته وأفعاله التي هي مدلول أسمائه‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ «‏أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري‏» ‏ الربيع‏:‏ المطر الذي يحيي الأرض‏.‏ شبه القرآن به لحياة القلوب به، وكذلك شبهه الله بالمطر وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الإضاءة والإشراق، كما جمع بينهما سبحانه في قوله‏:‏ ‏ «‏أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية‏.‏‏.‏‏.‏» ‏‏‏‏الآية:‏ 17 من سورة الرعد‏، في قوله‏:‏ ‏ «‏مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم» ‏‏‏الآية‏:‏ 17 من سورة البقرة‏‏، ثم قال‏:‏ ‏ «‏أو كصيب من السماء» ‏الآية‏:‏ 19 من سورة البقرة‏‏، وفي قوله‏:‏ ‏ «‏الله نور السموات الأرض مثل نوره‏.‏‏.‏‏.‏» ‏ الآيات الآية‏:‏ 35 من سورة النور‏، ثم قال‏:‏ ‏ «‏ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه» ‏ الآيات ‏‏الآية‏:‏ 43 من سورة النور.
فتضمن الدعاء أن يحيي قلبه بربيع القرآن وأن ينور به صدره فتجتمع له الحياة والنور‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏ «‏أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها» ‏‏‏الآية‏:‏ 122 من سورة الأنعام.
ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه إلى القلب؛ لأنه قد حصل لما هو أوسع منه، ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها، ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فإنها أحرى ألا تعود‏.‏ وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب ذلك‏.‏ والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم، والله أعلم‏.‏


الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس
إداري
إداري
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 1160
السٌّمعَة : 13
نقاط : 2574
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

القضاء والحكم والفرق بينهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: القضاء والحكم والفرق بينهما   القضاء والحكم والفرق بينهما Emptyالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:39 pm

جزاك الله خيرا أختيي الكريمة على هذا الموضوع الرائع وبارك ي جهودك أمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القضاء والحكم والفرق بينهما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدب السلفي والوقاحة الحزبية...بين ابن كثير رحمه الله وسيد قطب ..وقصتي بينهما
» مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس كلمة للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى
» رسالة في القضاء و القدر للشيخ ابن العثيمين رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى أبنـــاء السلــــــــف :: منتدى الوعظ والإرشاد الديني-
انتقل الى: