ماذا ينقمون من الشيخ )
أما أعداء أبي عبد الرحمن فنقول لهم كما قال الشاعر:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ونقول كذلك (للريمي والمهدي والبيضاني وعقيل وعبد الله بن غالب ) ومن تنكر لهذا الإمام هل هذا الإحسان الذي تقدمونه لشيخكم جئتموه لا علم عندكم فعلمكم ودرسكم ثم تنكرتم له ولكن كما قيل
أعلمه الرماية كل يوم
فلما استد ساعده رماني
أن أبا عبد الرحمن لم يسلم منكم وهو في قبره زعمتم انكم ترثونه في قصائدكم وفي الحقيقة أنكم جعلتم أبياتكم سلماً لكي تطعنوا فيه.
قلت في أبياتك يا ابن غالب إن أبا عبد الرحمن شديد وأنه أزرى به التشهير في نصحيته وأنه كان لا يدرك ما يكيد له الماكرون وفي الحقيقة أنه عندك لا يفقه الواقع وإنما عبرت بعدم الإدراك ولم تعبر بعدم فقه الواقع لأن الناس عرفوكم بهذه الكلمة القبيحة و عرفوكم بمنهجكم السروري النتن
قلت في أبياتك التي تحمل في طياتها الطعن المشين في أبي عبد الرحمن رحمه الله
وبالغ في نقد التحزب وارتأى
أمورا ولم تسلم من الخلط والنكر
وكان على بعض الرؤى غير مدرك
خطورتها أوما يكيد ذوو المكـــر
له كتب مملوءة بنفائـــس
وأخرى بها شيء من المد والجـزر
ولا ضير إن شانه في النقد شدة
وازرى به التشهير في النصح بالجهر
أقول: إن الشدة على أهل البدع تعتبر منقبة
وليست مثلبة يا ابن غالب وإنما الذي جعلكم تفهمون هذا الفهم المنكوس المعكوس منهجكم الردئ ومجالستكم لأهل البدع تريدون موازنة ورفقاً بأهل الباطل وإليكم بعض الأثار عن سلفنا في شدتهم على أهل البدع لعلكم تنتفعون بها
قال: الامام الذهبي رحمه الله في ترجمة حماد بن سلمة ت 167 قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في الفاروق له: قال أحمد بن حنبل إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام فإنه كان شديداً على المتبدعة.
قال : القاضي شريك بن عبد الله النخعي الكوفي ت 177 قال معاوية بن صالح الأشعري : سألت أحمد بن حنبل عن شريك فقال: كان عاقلاً صدوقاً محدثاً وكان شديداً على أهل الريب والبدع .
وهذا الأمام أبو عبد الله الشافعي رحمه الله قال عنه الإمام البيهقي : وكان الشافعي رحمه الله شديداً على أهل الإلحاد والبدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم .
قال أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن عمر بن هارون البلخي كان عمر بن هارون شديداً على المرجئة وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم
وقال أبو الحسين الفراء في ترجمة الشريف أبي جعفر عبد الخالق بن موسى ت 470 وكان شديداً على المتبدعة
وقال في ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن مندة ت 470 كان شديداً على أهل البدع مبايناً لهم.
فالخلاصة أنكم بعيدون عن منهج سلفكم الصالح كل البعد والإ فهم كما ترون يثنون على من كان شديداً على أهل البدع ويرون ذلك منقبة له لكن أنتم لا ترضون بهذا وإن كان منهج سلفكم لأنكم ترون أن الزمان تغير وأن اللين مع المبتدعة لا بد منه هذا هو منهجكم وتريدون من أبي عبد الرحمن أن يذكر محاسن الجماعات .
ويتعاون معها عملاً بقاعدتكم التي تدعون إليها نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.
رحم الله أبا عبد الرحمن قال لنا في بعض دروسه : جائني حسن حيدر ومحمد البيضاني قالا لا تتكلم في الأخوان المسلمين فقلت لهما لا تكثروا ولا تقللوا ما أنا تارك لهم.
أقول إن هذا يعتبر سوء أدب من طالبين مع شيخهما.
أولا يعلم هؤلاء جميعاً أن الشيخ مقبلاً يعتقد أن الذب عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقمع أهل البدع يعتبر جهاداً.
ولذلك قال رحمه الله في وصيته ولعله قد قدر لله أن أموت على فراشي وكنت أرغب أن يختم لي بالشهادة مع الدعوة والحمد لله على ما قدر الله على أنه قد قال غير واحد من العلماء أن الرد على أهل البدع بمنزلة الجهاد في سبيل الله بل أفضل من الجهاد في سبيل الله .
وعلى كل فلستم ضارين أبا عبد الرحمن بكلامكم وأنما أردنا أن نبين لكم منهجاً وطريقاً صار عليه سلفكم حتى تعودوا إليه وتتركوا طرقاً سنها لكم المعاصرون الجهال كأمثال الصاوي – والمسعري – وسرور – عودوا إلى رشدكم أما أبو عبد الرحمن فقد أسس داراً مؤصلة قواعدها الكتاب والسنة تخرج منها السلفيون يبينون الحق للناس من الباطل ونسأل الله ان يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.