مختصر في البحوث العلمية وطرقها
1-إما على طريقة المحدثين فتقول مثلا :
كتاب كذا ثم تحته تبويبات
كتاب الطهارة :
باب : الوضوء ثلاثا
باب : المضمضة من كف واحد
باب : الإستنثار باليسار
وتجعل تبويباتك فقهية قدر الإمكان وهذا يتأتى لك من خلال الدراسة والخبرة أيضا وتستفيد بحوثك هذه مباشرة من الكتاب الكريم وتفسيره كالطبري وابن كثير والبغوي وأضواء البيان –هذه تفاسير سلفية ويمكن تستفيد من القرطبي –وهو أشعري في المعتقد –في الأحكام حيث جمعها لك في موطن واحد وهكذا من الجصاص وابن العربي وكلاهما أشعريان لكن في الأحكام الفقهية تستفيد مما نقلاه وبالأخص في مذاهبهم
ثم تنظر للسنة كالكتب الستة والدارمي وغيرها .
فتبدأ بالبخاري وتبويباته حول مواضيعك ثم تنتقل لمسلم وتخرج مااتفق فيه مع البخاري ثم ماانفرد عنه وتبوب لتلك الأحاديث ويمكن أن تستفيد من تراجمهم الفقهية وبالأخص البخاري والنسائي ثم تنتقل لأبي داود وتستفيد من نقله الخلاف فقد يقول باب من قال استقبال القبلة في الخلاء ثم يبوب فيقول باب : من قال باستدبارها وهكذا ..وتفعل نفس الفعل السابق ثم تنتقل للترمذي وتستفيد من فقهياته هناك ومانقله عن المحدثين ثم النسائي وتستفيد من تبويباته الفقهية ثم ابن ماجة وهكذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي وتنقل من هذه الكتب ماصح في الباب حاصرا للصحيح دون الضعيف وقد تبين الضعيف لشهرته بين الناس لتحذرهم منه وهذا يكون : إما بجهدك إن كان لديك علم وإلمام بالتحقيق أو تنقل عن العلماء المتقدمين أو المتأخرين ممن تثق فيهم لأنهم والحمد لله قد كفوك الجهد ولست ملزما بأحدهم كالألباني أو غيره فكلهم علماء والحمد لله إلا مااحتجت إليه من الأحاديث ولم تجد من خرجه فقد تجتهد بنفسك أو تعطي من هو أعلم منك يحققه والله الموفق .
وتستفيد من تبويبات المحدثين وبالأخص البخاري ففقهه كما قيل في تراجم أبوابه ومثله النسائي وتستفيد الخلافيات من مثل أبي داود وكذا الترمذي وتستفيد من الترمذي النص على خلافيات العلماءوتجده غالبا آخر كل حديث .
وتستفيد أقوال المحدثين وغيرهم أيضا من كتاب الأوسط – وهو لم يكتمل فقط للجنائز في خمس مجلدات والإشراف –خرج حديثا كاملا – وتستفيد من شرح السنة للبغوي وطريقته في التبويبات طريقة أهل الحديث ويمكن تستفيد منه طريقته في البحث وذلك لما تقرأ منه كثيرا يكون لك فيه دربة وكذا الآثار للطبري والسنن والآثار للبيهقي وكذا شرح الآثار ومشكل الآثار كلاهما للطحاوي وكذا المحلى مع الحذر الشديد منه وكما قيل : (احذر من الثور قرنيه )ولاتقرأ فيه إلا مقارنا مع الكتب الأخرى قبل أن تقع في جمود ظاهريته .
وتنظر بعد ذلك : كتب الخلاف مثل التحقيق لابن الجوزي والإفصاح لابن هبيرة وبداية المجتهد-مع الإنتباه له فقد ينص على أن القول للحنابلة ويكون من أقوالهم ولكن ليس الراجح عندهم فيلزمك حينئذ الذهاب لكتب الفتوى المعتمدة في كل مذهب ومن أهم الكتب في المذاهب الأربعة : المغني والمجموع وترتيب الشرائع ومواهب الجليل ونحوها مع الإفادة من كتب ابن تيمية وابن القيم وكذا الثقات في عصرنا كابن باز والألباني واللجنة وابن عثيمين والفوزان ومقبل وغيرهم وهكذا ... (وقد فصلت تلك الطريقة في مقال قديم والله الموفق )
2- والطريقة الأخرى هي ماتسمى بالفقه المقارن وهو المطلوب في الجامعات ونحوها
تنظر المسألة –وتحصر عناوينها –ثم تنظر كتب الفقهاء المهمة الموسوعية أولا
مثل المغني والمجموع والمبسوط وشروح المدونة وكتب ابن تيمية وابن القيم وثقات عصرنا
ونحوها وكتب الخلاف العالي ونحوها فتحصر الخلاف والأقوال في المسألة المبحوثة
وأدلة كل فريق والترجيح من خلال ماكتب هؤلاء الفقهاء
فتكتب مثلا مايلي :
في هذه المسألة قولان أو ثلاثة ونحوها
وتقول أدلة القول الأول
أدلة القول الثاني وهكذا
ثم أخيرا الراجح كذا
والله الموفق .