همزية الإصلاح في تشجيع الإسلام وأهله , والتمسك كل التمسك بأساسه وأصله
للشيخ / حافظ بن أحمد الحكمي (1342-1377هـ)
هذه قصيدة أنشأها في سنة 1368 هـ. بمناسبة تقسيم فلسطين ركز فيها على وجوب الاعتصام بالوحيين
وإقامة فرض الجهاد ورفع علمه لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
حمدًا بلا حد ولا إحصاء
ثُمَّ الصلاة على النَّبِي محمد
والآل والصحب الكرام وتابعٍ
اعلم بأن الله جل جلاله
في سابق العلم الذي هو وضعه
لكنه في الأرض أهبط آدما
ولربنا في ذاك أبلغ حكمة
والرسل أرسل كل آخر فترة
ليبين الرحمن متبعي الهدى
وتدور دائرة الدمار على رءو
المعرضين عن الكتاب وذكره
وأعز ربي رسله والمؤمنـ
حتى استتم بناؤهم بمحمد
فهـو الرسول إلى الخلائق كلهم
ما لامرئ أبدًا الخروج عن شريـ
لم يقبض المولى تعالى روحه
وأتم نعمته وأكمل دينه
ومضى وأمته بأقوم منهج
هذا وقد قال الرسول وقوله
كانت بنو يعقوب فيهم أنبيا
بالأمر بالمعروف إن تركوا كما
وأنا ختام المرسلين وليس من
لكن حواريي الدعاة لسنتي
يحيون آثاري ويلتزمونَها
فتفهموا وتعقلوا وتدبروا
يجدون فيكم ذي الصفات فتشكروا
حتى يجيء من المهيمن أمره
فيه تفاسير الأئمة أنَّهم
وهم الجماعة حيث لَم يتفرقوا
وهم الذين وجوههم تبيض إذ
وقضى تعالى ربنا إن لَم يزل
يهدي بحق من يزيغ عن الهدى
فتصدر الصديق وهو إمامهم
فانظر سوابقه وقوة عزمه
وبحق الفاروق شمر بعده
وتلاه ذو النورين ما زالت مآ
وقفا أبو السبطين لكن قام عنـ
لكنه ما زال طول حياته
حتى قضى منها على الجزء الخطيـ
والتابعون لهم بحق بعدهم
فأولئكم خير القرون وليس هم
وقضوا على البدع المضلة كلها
فتحوا البلاد مشارقًا ومغارباً
صبروا على البأساء والقهر وكا
والله ما غلبوا العباد بكثرة
لكن بدين راسخ وعزيمة
وكما ترى أحيوا البلاد بعدلهم
إذ ركبوه من الكتاب وسنة الـ
فتحوا البلاد ببأسهم وبعلمهم
ثم الجهابذة الأفاضل بعدهم
ومن التجهم والهوى والاعتزا
كأئمة التفسير والتحديث والـ
كأبي حنيفة، مالك، والشافعـ
وأولى الصحاح الغر والسنن الحسا
الحافظون على الخلائق دينهم
هم ناصروا دين الهدى بإحاطة
وهم الرجوم لكل صاحب بدعة
مثل الرجوم من النجوم لكل مسـ
عملوا بِما علموا وقاموا جهدهم
سنية أثرية نبوية
ما أطلقت من بدعة إعصارها
في كل جيل أو مكان أو زما
وأتى بقرن سابع من هجرة
أعني بذاك الحبر أحمد من إلى
كم هاجم البدع الضلال وأهلها
وقواعد التحريف هدَّ أصولها
بمعاول النقل الصحيح وفطرة العـ
ولـه جهاد ليس يعهد مثله
لما القرامطة الطغاة تجبروا
فأبادهم ربي وأيد حزبه
وكذاك سنته بنصر عباده
وتلاه تلميذ له ابن القيم الـ
وأئمة قد قارنوا لكن هما
الله يجزيهم على إيْمانِهم
وبقرن ثاني عشر ما استحكمت
وعبادة الأشجار والأحجار والـ
ولكل قوم في الأنام وليجة
ويعظمون وينحرون لها بنحـ
وبِها جهارًا أنزلوا حاجاتِهم
شركًا صريحًا معلنين به
وتجاهر بعظائم ومآتم
وفعال سوء ليس يمكن حصرها
فأتى الإمام محمد الحبر الرضا
يدعو إلى دين الهدى ببصيرة
يتلو براهين الكتاب وسنة الـ
بأتم تبيان وأخلص نية
ما زال بين الناس هذا دأبه
حتى استنار وأشرق التوحيد في
من أرض نجد كان مطلع نوره
وأتاح رب العرش من ألطافه
لبوا لدعوته وشدوا أزره
يدعون للتوحيد ثُمَّ لسنة
فبعلمه وببأسهم كان انتشا
حتى غدا في كل قطر عصبة
لكن أتى من بعد ذلك محنة
فالنور تارات يضيء ويختفي
حتى أتاح له الإلة إمامنا
فأشاد للتوحيد أعلى معهد
وأقام طلاب العلوم منادياً
قوموا لنشر العلم في أوطانكم
قوموا بتبيان الكتاب فإنه
إياكموا أن تكتموه فإن ذا
إني أقلد كل ما في ذمتي
ويقول يا ربي إذا وليتهم
هذي مقالته فمن ينكر عليـ
يا رب فأنصره وأيد حزبه
واجمع شتات المسلمين وألـ
واجعل على الكفار دائرة الردى
هل تسمعون معاشر العلماء ألا
وأخص نجدا والرياض أخصها
يا طالبي علم الشريعة فانْهضوا
انحو بِهم نحو الصراط المستقيـ
كيف انتصار المسلمين وجهلهم
فإلى متى هذا الجمود ألم تروا
طلب الجماهير الصنائع فارتقوا
أفلا ترقون العباد بدينهم
لا تركنوا لمآكل ومشارب
ما حقنا الإخلاد في الدنيا وزخـ
بل حقنا أن نستعين بذلك الـ
يا قوم والله العظيم لقد أتى
قال الرسول وكان أصدق قائل
كان ابتدا الإسلام جاء بغربة
أنتم بأعصر غربة الإسلام طو
المصلحون إذا سواهم أفسدوا
يا إخوتاه اسعوا إذا ما فرصة
ما دمتم في صحة وتفرغ
لا تُهملوا أغلى وأعظم نعمة
هذا جهاد ليس دون جهاد أهـ
فإذا اهتدى كل الرعايا وانجلت
فهناك فاغزوا من أردتم تنصروا
وعليكم بالاجتماع فإنَّما
إن التفرق للفضائل مغلق
ما كان نصر الله صدر الأمة الـ
إلا بتأليف المهيمن بينهم
أو لَم تروا لما تفرق أمرهم
حتى انتهى الأمر العظيم كما تروا
خطب جليل فادح ومصائب
أضحى أولو الإسلام بين عدوهم
وأشد من ذا لو يفكر عاقل
كون العباد جميعهم عن كل ذا
هذا وقبل دعاء كل المسلميـ
فاخصكم يا معشر العرب الحما
وأخص سكان الجزيرة مهبط الـ
الفاتحين جميع أرض الله في
بعلومكم حقًّا وأيديكم قضى
حتى استقام معززًا وموقراً
فلتنهضوا أنتم وكل المسلميـ
يا أمة الإسلام طال رقادكم
واستحكم الداء العضال عليكم
فمتى نرى استيقاظكم من نومكم
أو لَم تروا أعداءكم قد أصبحوا
وبكم أحاطوا من جميع جهاتكم
ويحاولون جميعهم دين الهدى
أترون قط عدوكم حزب اليهو
ما قدر قيمتهم بقيا المسخ
قد كان يكفينا همومـا بينهم
لم يوقدوا أبدًا لحرب نارهم
ضربت عليهم ذلة أبدا ومسـ
ما كان القرد والخنـزير أن
والله ما إدخالكم للقدس من
إلا مكيدة ماكر بالمسلميـ
يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وديـ
أطمعتموا في النصح من أعدائكم
يا طامعًا يجني القتاد وشوكه
هيهات جمع النار والما بل وهبـ
أو لَم تروا تقسيمهم أوطانكم ؟
فضلاً عن الدين الحنيف وعدلـه
أترون فوضنا إليهم أمرنا ؟
أم نحن حاكمنا إلى طاغوتِهم
لكن رأوا في المسلمين تأخراً
فاستضعفوهم ثُمَّ قالوا بينهم
بغيًا ونمنمة العلوج من اليهو
حسبوا حمى الإسلام لقمة آكل
والله ما سم الأساود شربة
كلا لئن لَم ينتهوا عن غيهم
ليصبحن بكل سهم صائب
ولتردفن جحافل بجحافل
وكتائب تقفو الكتائب ترتدي
مثل الجبال الراسيات وكالغيو
باعوا من المولى النفوس بجنة الـ
لم يستقيلوها ولا طلبوا الخيا
لا يطلبون سوى الشهادة كلهم
ويقودهم جيش الملائكة العلى
لا تحسبن الله خاذل دينه
لا تحسبوا الإمهال إهمالاً فأمـ
لا تعجزوا الرحمن شيئًا أن تفو
فالله مظهر دينه وعباده
ووثوقنا بالله أعظم عدة
إياه نعبد وحده وبه استعا
وإليه نفزع في الشدائد والبلى
يا رب فارزقنا الثبات على الهدى
واسلك بنا نَهج النجاة ونجنا
واجعل كتابك يا كريم إمامنا
وانصر على الأعداء حزبك إنَّهم
رامو بنا السوأى بسوء مكائد
واردد عليهم كيدهم في بيدهم
أظهر على الأديان دينك جهرة
واجعل لوجهك خالصًا أعمالنا
ثم الصلاة على الرسول وآلـه
لله والي الحمد والنعماء
من جاءنا بالملة السمحاء
لهمو بنهج السنة الغراء
قد ماز من يشقى من السعداء
وكتابه الأزلي باستقصاء
ثُمَّ ابتلاه بأكبر الأعداء
وأتم عدل في نفوذ قضاء
تترى بذكر الوحي والأنباء
ممن يروم عبادة الأهواء
س الكافرين الضلل البؤساء
والسالكين مسالك الإغواء
ـين جميعهم بالنصر والإنجاء
أكرم به للرسل ختم بناء
مِمَّـن تقـل بسيطـة الغبــراء
ـعته ونور طريقه الوضاء
حتى أشاد الدين بالإعلاء
ولخلقه أداه أي أداء
وعلى محجة هديه البيضاء
حق بلا شك ودون مراء
ء تسوسهم بالوحي والأنباء
ينهونَهم عن منكر السفهاء
بعدي نبي للخليقة جائي
الآخذين بمنهجي وهدائي
فأولئكم في أمتي خلفائي
وتذكروا يا معشر العلماء
أولا فجدوا في ذرى العلياء
أي وعده دار الفنا بفناء
لا شك أهل السنة الغراء
شيعًا إلى بدع ولا أهواء
تسود قطعًا أوجه البعداء
للدين منهم قائم بدعاء
ومجدد لمحجة البيضاء
بعد النَّبِي وأول الخلفاء
أيام تلك الردة الشنعاء
إذ للخلافة قام بالأعباء
ثره على رغم من الدهماء
ـد تفرق وإراقة لدماء
يسعى لنار الشر بالإطفاء
ـر وقد مضى في زمرة السعداء
قاموا بتبليغ وحق أداء
بحثالة وصبابة لإناء
بالهدم والإبطال والإجلاء
بالصبر في البأساء والضراء
نوا في احتدام البأس أسد لقاء
أو عدة مع كثرة الأعداء
ووثوقهم بالله واستكفاء
أحيوا القلوب بوضع خير دواء
هادي البشير وكان أي شفاء
فتحوا القلوب بحكمه وضياء
في محنة القرآن والأسماء
ل تجاهرًا وتجمهر الأعداء
ـفقه الجلي وأئمة القراء
ـي وأحمد ذي الصبر في البأساء
ن وغيرهم من مسندي الأنباء
والرافعون له أعز لواء
وحماية وولاية وبراء
من كل دجال وذي إغواء
ترقٍ كمـا قـد صـح فِي الأنباء
لله بالشكران للنعماء
ليسوا أولى زيغ ولا أهواء
إلا ابتداها القوم بالإطفاء
ن هم شجى بحناجر الأعداء
علم به يؤتم في الظلماء
عبد الحليم نمى بدون مراء
بدلائل الوحيين خير ضياء
أعظم به هدمًا لشر بناء
ـقل السليم ولين ذي الأعداء
إلا بعصر السادة الخلفاء
وعتوا وكادوا الدين بالأسواء
وأذاقهم خزيًا وشر بلاء
معلومة الإنجاز والإمضاء
معرف في الأبحاث باستيفاء
برزا بنصر السنة الغراء
وجهادهم في الله خير جزاء
فتن الورى بعبادة الأهواء
ـأوثان بل عبدوا عيون الماء
يرجونَها في الجهر والإخفاء
ـر سوائب يؤتى بِها لوفاء
من جلب خيرات ودفع بلاء
بلا خوف من المولى ولا استحياء
وتآمر بالسوء والفحشاء
يأتونَها جهرًا بدون خفاء
بين الخليقة صارخًا بدعاء
وكمال علم كاشفًا لغطاء
ـهادي لنهج الملة السمحاء
وأشد عزم بل وحسن بلاء
ودعاؤه بالجهر والإخفاء
تلك العصور الخمل الظلماء
وبه استنار مجاور والنائي
آل سعود له برفع لواء
أهلا بدعوته وبالوزراء
والنفي للأنداد والشركاء
ر الحق بعد تدرس وخفاء
يدعون للتوحيد خير دعاء
وزعازع الأعداء واللؤماء
أخرى فبين إضاءة وخفاء
عبد العزيز الأكرم الأباء
وأذل ما للدين من أعداء
لهمو هلموا معشر القراء
إني لكم كالأب للأبناء
ميثاق مولانا على العلماء
من موجبات الفقر والبلواء
أعناق أهل العلم والأمراء
أمرًا فمن تبعاته أمراء
ـنا نقلها نأتيه بالشهداء
والدين أظهره على الأعداء
ـف بينهم يا أرحم الرحماء
لا بل جميع دوائر الأسواء
تصغون نحو مقالتي وندائي
وأخص آل الشيخ باستدعائي
وادعوا عباد الله باستهداء
ـم ورفض كل طريقة عوجاء
عن دينهم في غفلة عمياء
طمع العدو وشدة البأساء
فيها بلا حد ولا إحصاء
ليروا منار الحق دون خفاء
وملابس ومتاع دار فناء
رفها وجيفة ميتها العفناء
ـعرض القليل إلى مقام بقاء
مصداق ما قد صح في الأنباء
والله في جهر وفي إخفاء
وتعود غربته كحين بداء
بى يا أولي الألباب للغرباء
والسالكون لمنهج السعداء
سنحت فإن الغبن بالإبطاء
بل قدرة إن ثُمَّ أهل إباء
بل بادروا بالشكر للنعماء
ـل الكفر بل أبدى لدى العقلاء
عنهم طغاية غفلة الجهلاء
وتؤيدوا حقًّا على الأعداء
كان التفرق مدخل الخبثاء
لكنه مفتاح كل بلاء
ـمهدية الميمونة الصلحاء
والاجتماع بدون ما شحناء
كيف استمر تقهقر لوراء
من محنة إن كان فيكم رائي
متراكمات بل عضال الداء
مثل السفينة في اضطراب الماء
لكن فقدنا جملة العقلاء
في غفلة أو غفوة وسناء
ـن معممًا لجميعهم بندائي
ة الدين أنتم صفوة الأحياء
ـقرآن نورًا مشرقًا بضياء
صدر النبوة نَهضة الخلفاء
ربي لهذا الدين بالإعلاء
ولـه الأعارب أعظم الوزراء
ـن لدارس الآثار بالإحياء
حتى استطالت شرة الأعداء
ولعله يفضي إلى الإعياء
لتعالجوا ما نابكم من داء
يبغونكم سوًا وشر بلاء
طوفان نار الكفر لا بالماء
هدمًا ونور الله بالإطفاء
د الأمة الغصْبية البعداء
واللعنات بل والمقت والإخزاء
القى من العدوان والبغضاء
إلا رماهم الله بالإطفاء
ـكنة وما هم قط بالأكفاء
يلقى الأسود مبارزًا بلقاء
أرض الإلـه ومهبط الأنباء
ـن يروم منا أمة الحنفاء
ـنكم الحنيف بدون ما استخفاء
ويح المريد صداقة الأعداء
رطبًا، ومحتلبًا من الأسداء
ـات الأكالب ليس بالخلفاء
هل يستقر بأنفس العقلاء ؟
أفلم يكن من كل ذا ببراء
أم هم لنا أضحوا من الوكلاء ؟
حتى نقابل حكمهم برضاء
عن غزوهم ووقائع القدماء
ايتو نقسم منـزل الضعفاء
د المبعدين ببأس كل جلاء
يتمتعون بِها متاع هناء
بأمر منهم في لقا الهيجاء
وعتوهم وتمرد الخيلاء
وبكل داهية لهم دهواء
في تلوها أخرى بلا احصاء
بكتائب في غدوة ومساء
م الهائلات الهمل السمحاء
ـمأوى فأنفذها لهم بوفاء
ر فاربحن بصفقة السعداء
فالموت مثل الشهد للشهداء
دفعًا من المولى عن الحنفاء
وعباده يا معشر الغوغاء
ـر الله فيكم نافذ الإمضاء
توه فرارًا من نفوذ قضاء
وعد عليه محقق الإيفاء
هو حسبنا في شدة ورخاء
نتنا ونصرتنا على الأعداء
ولـه علينا أسبغ النعماء
وعلى سلوك طريقه البيضاء
من شر كل ضلالة عمياء
ورسولك المقدام للحنفاء
خبطتهمو فتن من الأعداء
فاقصمهمو يا رب بالأسواء
وأبدهمو ربي عن البيداء
وشعاره فارفع بدون خفاء
بعبادة وولاية وبراء
والحمد للمولى بلا إحصاء