بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
ثم أما بعد:
أيها الأحبة: من ضمن أنشطة هذا المخيم الدعوي المبارك المقام إن شاء الله؛ المقام لأول مرة في غابة رغدان بمنطقة الباحة وضمن الأنشطة المتنوعة واللقاءات المتجددة؛ فإننا نحظى هذه الليلة بلقائنا مع فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب له الأجر والثواب، وأن يكتب له الخطى كما تجشم الصعاب للوصول إلى هذه المنطقة مساهمة في الدعوة إلى الله، مساهمة في نشر العلم النافع بمشيئة الله عز وجل.
وإننا جميعا نرحب بفضيلة الشيخ أجمل ترحيب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بعلمه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل مجالسنا ومجالسكم مجالس الذكر المنتفع بها، كما نشكر الحضور الذين أتوا إلى هذا المكان للمشاركة والاستفادة، ولله الحمد نحن نرى الإقبال كبير على هذا المخيم الذي نهدف من وراءه إلى نشر العلم الشرعي وإلى الدعوة إلى الله عز وجل، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
لا أطيل عليكم فالكل ينتظر كلمات الشيخ وتوجيهاته المباركة والاستفادة من علمه، فليتفضل مشكورا مأجورا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فلله الحمد والشكر أن هيأ لنا اللقاء بهذه الوجوه الطيبة وهؤلاء الإخوة الصالحين الناصحين المخلصين، كما نحسبهم إن شاء الله والله حسيبهم، وبعد:
فبناء على رغبة الإخوة القائمين على هذا المركز، وعلى هذا المخيم فإنني أتجاوب معهم؛ أتكلم قليلا عن حقيقة العلم، وثانيا عن فضله، وثالثا عن كيفية تلقيه وتعلمه، وقد طلب مني الاختصار لأجل الإجابة على الأسئلة.
وأعترف بأن المشائخ الحاضرين وكذا طلبة العلم لا يخفى عليهم شيء من أهمية هذا العلم، ولا يخفى عليهم موضوع العلم الذي يجب أن يطلبه المؤمن؛ ولكن من باب التذكير، وكذلك أيضا من باب حث طلبة العلم وحملته على أن يساهموا بشيء من الجهد يبذلوه في تعليم المسلمين وفي إزالة الجهل عنهم، وفي حث العالِمين على بث ما عندهم وعلى العمل به.
ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في أول ثلاثة الأصول: اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل؛ الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. الثانية: العمل به، الثالثة: الدعوة إليه، الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
ثم استدل بسورة العصر فإنها مشتملة على ذلك، واستدل بكلام البخاري بقوله: باب العلم قبل القول والعمل، واستدل بقول الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ؛ فهذا دليل على أن أول واجب هو العلم أي تعلم العلم، فأقول: ما المراد بهذا العلم الذي ورد الحث عليه؟ حقيقة العلم هو العلم الشرعي الذي هو ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي هو مستقى من الوحيين من الكتاب والسنة، وما تفرع عن ذلك من استنباطات العلماء، ومن الأدلة التي استدلوا بها وعللوا بها، فهذا حقيقةً هو العلم؛ ولذلك يقول ابن القيم -رحمه الله- في النونية:
العلـم قـال اللـه قال رسـوله
قال الصحـابة هم أولو العرفـان
مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة
بيـن النصـوص وبين رأي فلان
هكذا أخبر بأن العلم هو ما قال الله وما قال رسوله وما قال الصحابة، فكلام الله تعالى الذي في هذا القرآن هو منبع العلم وهو أصله، والذي يتعلمه يتعلم ألفاظه، ثم يتعلم معانيه كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون ذلك؛ كما قال عبد الله بن حبيب السلمي حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعا.