الدعوة إلى الله لها آداب خمسة مع خمس وسائل وخمس نتائج:
* من اداب الدعوة الى الله خمسة فهي:
أولا
الإخلاص لله والصدق مع الله وطلب ما عند الله تعالى ، يقول تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ البينة: من الآية5. وقد أخبر المعصوم عليه الصلاة والسلام أن من أول من تسعر بهم النار ثلاثة ومنهم: ( عالم تعلم العلم ليقال عالم وقد قيل ) وهو حديث صحيح رواه مسلم.
ثانيا
العمل بما يدعو إليه فإن مخالفة الفعل للقول فضيحة وعار ، قال سبحانه: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ البقرة:44.
ثالثا
اللين في تبليغ الدعوة , قال تعالى: ﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ طـه:44. ويقول سبحانه: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ). وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري ومسلم.
رابعا
التدرج في الدعوة والبدء بالأهم فالمهم، كما فعل عليه الصلاة والسلام في دعوته للناس ، وكما قال لمعاذ لما أرسله إلى اليمن فقال: ( إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ) متفق عليه.
خامسا
مخاطبة كل قوم بما يناسبهم وما يحتاجونه فلأهل المدن خطاب ، ولأهل القرى خطاب ، ولأهل البوادي خطاب ، وللمتعلم مقام وللجاهل مقام ، وللمجادل أسلوب وللمذعن أسلوب , قال تعالى: ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثير ).
* وسائل الدعوة خمس:
أولها
الدعوة الفردية وهي مخاطبة المدعو منفردا عن الناس إذا كانت المسألة تخصه.
ثانيها
الدعوة العامة في هيئة محاضرة ، أو موعظة وهي تنفع العامة وجمهور المسلمين.
ثالثها
الدرس الخاص بطلبة العلم كل في فنه وهذه مهمة العلماء القائمين بفنونهم.
رابعها
الدعوة بالمكاتبة والمراسلة والتآلف والهدايا وتقديم النفع للمدعو.
خامسها
الدعوة بالوسائل الحديثة الإعلامية واستغلالها في رفع كلمة الحق.
* نتائجها خمس:
أولها
إحراز منصب ورثة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فهم الدعاة الأوائل والمنائر السامقة في عالم الدعوة.
ثانيها
استغفار المخلوقات لمعلم الناس الخير حتى الحيتان في البحر كما صح به الحديث.
ثالثها
كسب أجور عظيمة بقدر أجور المدعوين فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( من دعا إلى سنة حسنة كان له من الأجر مثل أجور من تبعه دون أن ينقص من أجورهم شيئا ) رواه مسلم.
رابعها
انتقال الداعية من منزلة المدعو إلى منزلة الداعي فيؤثر في غيره ويتأثر بغيره من دعاة السوء.
خامسها
إمامته في الناس والاقتداء به ، فان الله عز وجل وصف الصالحين وذكر أنهم يدعون ويقولون , قال تعالى: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾ الفرقان: من الآية74.
* وفي رمضان تهيج مشاعر الدعاة وتنطلق ألسنتهم وتجود أقلامهم وترحب بهم المنابر لسماع دعوتهم وكلامهم .
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا وفقها في الدين.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.