بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،،،،، أما بعد:
فقد كثر اغترار الجهال ، ومن لا يدري من أهل العلم عن حقيقة الحال بالموريتاني الشنقيطي محمد حسن ولد الددو المبرز في قناة اقرأ والمجد ، فلما رأيت ما عنده من مخالفات عقدية شنيعة، عن مذهب أهل السنة أهل الحق بعيدة، استعنت الله في مناقشته في عدة جلسات ، فلما طالت أعدتها باختصار في جلسات قليلة أخرجت في شريطين مسجلين هي الآن موجودة في تسجيلات البينة ( بمدينة الرياض - حي السويدي - أمام المعهد العلمي(014493755 ) ولعلها - إن شاء الله - تنزيل قريباً في موقع الإسلام العتيق .
وإليك بعض ما عنده باختصار - ومن أراد المزيد فليرجع إلى الشريطين المسجلين -
الملاحظة الأولى/ زعمه أن القول بخلق القرآن كفر أصغر، ونسب هذا كذباً لمحمد بن نصر الخزاعي وللإمام ابن تيمية كما في قناة اقرأ برنامج فقه العصر ( 8/ 5 / 2007 م )
وقد نقل اللالكائي ( 1/176) في عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة ، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك قالا : ( أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم .. ) وساق عقيدة أهل السنة -إلى أن قال ( 1/78 )- : ( ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر ... ) .
وقال ابن تيمية( 17/ 74) :وإنما القول المتواتر عن أئمة السلف أنهم قالوا القرآن كلام الله غير مخلوق وأنهم أنكروا مقالة الجهمية الذين جعلوا القرآن مخلوقاً منفصلاً عن الله بل كفروا من قال ذلك والكتب الموجودة فيها ألفاظهم بأسانيدها وغير أسانيدها كثيرة مثل ( كتاب الرد على الجهمية ) للإمام أبى محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم و ( الرد على الجهمية ) لعبدالله بن محمد الجعفى شيخ البخارى و ( الرد على الجهمية ) للحكم بن معبد الخزاعي و ( كتاب السنة ) لعبدالله بن أحمد بن حنبل و ( السنة ) لحنبل ابن عم الإمام أحمد و ( السنة ) لأبى داود السجستاني و ( السنة ) للأثرم و ( السنة ) لأبي بكر الخلال ثم ذكر كتباً .........) ا.هـ
الملاحظة الثانية / زعمه الكبار أن أم سلمة وابن عباس -رضي الله عنهما- من المؤولة، وأنهما سلف للأشاعرة في التأويل كما في أول شرحه على كتاب التوحيد .
وهذا لا يصدر إلا من كاذب أو جاهلٍ جهلاً مركباً فحاشا هذين الصحابيين أن يكونوا لبدعة التأويل معتقدين .
قال ابن قدامة : وأما الإجماع فإن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على ترك التأويل بما ذكرناه عنهم وكذلك أهل كل عصر بعدهم ولم ينقل التأويل إلا عن مبتدع أو منسوب إلى بدعة والإجماع حجة قاطعة فإن الله لا يجمع أمة محمد عليه السلام على ضلالة ومن بعدهم من الأئمة قد صرحوا بالنهي عن التفسير والتأويل وأمروا بإمرار هذه الأخبار كما جاءت وقد نقلنا إجماعهم عليه فيجب اتباعه ويحرم خلافه ا.هـ
الملاحظة الثالثة / يوافق الأشاعرة في جعل الإرادة إرادة واحدة كونية، وفي أنه لا حق على الله،تأويلاً للقرآن والسنة على طريقة أهل البدع إذ قال تعالى (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) -كما في أوائل شرحه على كتاب التوحيد -.
الملاحظة الرابعة / لا يكفر بسب الله لذاته وإنما يرجعه إلى القصد والنية . -كما في فتاواه في موقعه -.
وهذا باطل مخالف لإجماع أهل السنة وموافق للمرجئة الضالة.
قال الإمام ابن تيمية في الصارم المسلول وذلك أن نقول: إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً ، وسواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم ، أو كان مستحلاً له ، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده ، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل ا.هـ
الملاحظة الخامسة / تهوين الخلاف مع المرجئة، والجبرية، والمنكرة للكلام اللفظي، والمؤولة القائلة بنفي أكثر الصفات، والمؤولة للاستواء بمعنى الاستيلاء، ثم دعا بعد ذلك أن يطبق مع هؤلاء القاعدة الإخوانية ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) من محاضرة فقه الخلاف للددو.
الملاحظة السادسة / دعا للتعايش مع الكفار الذين سماهم بالآخر، وأنه لا عداء إلا للحربي فقط، وأنه لا جهاد طلب، بل ودعا إلى احترام المبادئ الإنسانية المشتركة كالحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمساواة، وكلامه هذا فيما بين المسلمين والكفار .
كل هذا وزيادة قرره في مقال بعنوان ( التعايش مع الآخر ) نشره سلمان العودة في موقعه الإسلام اليوم !!.
الملاحظة السابعة / أنه صاحب علاقة جيدة مع الصوفية في بلاد أفريقية، بل وقرر أن الخلاف معهم كالخلاف في المسائل العقدية.. الخ ما قال .لقاء مع الددو بالمرصد.
ولا أظن حال التصوف في بلاد أفريقية خافياً عليك وأنه التصوف الغالي المشرك في توحيد الربوبية فضلاً عن غيره .
الملاحظة الثامنة / زعمه أن كل أئمة السنة كالإمام أحمد درسوا علم الكلام وأنهم لو لم يدرسوه لكان ضعفاً فيهم .قناة اقرأ (فقه العصر 22/5/2007م)
يا ولتاه أما يستحي من هذا الكذب الصراح على أئمة الإسلام النصاح .
كيف يفتري عليهم هذا، وهم مجمعون على تحريمه . قال الإمام ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله : أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم . - ثم قال ابن عبد البر- وقال - أي ابن خويز منداد المصري المالكي - في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها ...ا.هـ
الملاحظة التاسعة / جوّز شد الرحل إلى قبور الصالحين وإلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر - بهتاناً وزوراً- أنه لم يسبق أحد ابن تيمية إلى تحريم شد الرحل. كما ذكر ذلك في قناة اقرأ.(فقه العصر 3/7/2007م).
يا لله ما أجرأه، وعلى باطله ما أجلده.
الملاحظة العاشرة / جوّز تخصيص شهر ربيع أول بقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتهنئة بالمولد، وبتقصد السفر في يوم المولد إلى المدينة . كما ذكر ذلك في قناة اقرأ.(فقه العصر 3/7/2007م).
إلى آخر ما قال من الطوام العقدية العضال.
وقد جمعت في الدرس المسجل ضعفَيْ هذه الملاحظات مع التوثيق والعزو والمناقشة فمن أرادها فليرجع إليها.
فهل بعد هذا يدافع أحد من أهل السنة عن هذا المبتدع الضال .
لا إخال سنياً يغار على عقيدته السنية السلفية يصدّر هذا المبتدع ويبرزه بعد معرفته لبعض هذه البدع فضلاً عنها كلها .
ويا ليت شعري ماذا سيكون حال العلماء الذين يكونهم مثل هذا الجاهل بمعتقد أهل السنة السلفيين !
بل إني لأظنه سيضعف المحاضر العلمية في موريتانيا لأنه سيدخل عليهم ما يضعف إقبالهم على الحفظ وتعلم العلوم الشرعية كالسياسة والحركة الحزبية ونحو ذلك بحجة الاهتمام بالمسلمين والتأسي على جراحاتهم .
وألفت الأنظار إلى أن عند الرجل أوهاماً في عزوه للأحاديث، وأقوال الرجال، وحكاية الإجماعات كما أبنته في الرد الصوتي وسأبسطه أكثر- إن شاء الله- في رد مكتوب مفرد .
فاتقوا الله أهل السنة، والمنتسبون إليها، ولا يجرمنكم بغضكم لطائفة أو شخص أن تدافعوا عن هذا المبتدع المخالف لأصول أهل السنة فقد ثبت عند أبي نعيم في الحلية عن الإمام الفضيل بن عياض - رحمه الله - أنه قال : من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام .
فاحذروا الإعانة على هدم الإسلام بتعظيمه عند العوام، وحذروا منه ومن كل مبتدع أثيم لتعينوا على بناء الإسلام وثبات قوائمه .
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يجعل حبنا وبغضنا فيه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته