بمناسبة تعيين معالي الشيخ سليمان بن عبد الله أبا الخيل مديراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1- إليك قصيدي _ بالثناء المعطرِ
2- يهنّيكَ لا بالحِمْل. فالحِمْلُ مُثْقَلٌ
3- ولكنْ بأنْ كنتَ الذي وثقوا بِهِ
4- وأنتَ بإذن الله عندَ ظنونهمْ
5- ترعرعتَ في ظلِّ (العثيمينِ) حِقْبَةً
6- لنعمَ إمامُ الناسِ فقهاً وسُنَّةً
7- وصبرٍ على هذا الأنامِ ورحمةٍ
8- سقى قبرَهُ غيثُ السماءِ فطالما
9- ومن خيرِ آثارِ الإمامِ التي نرى
10- عرفتكَ محمودَ السجايا كريمها
11- رأيتك لا تزدادُ إلا تواضعاً
12- قوياً أميناً زادك الله رفعة
13- أبا الخيل فاركب ضُمّرَ الخيلِ واقتحمْ
14- وحقق منى قاداتِنا حينَ قَلَّدوا
15- وسددْ وقاربْ والتمسْ عونَ قادرٍ
16- وما خيّبَ الرحمنُ طالبَ عونِهِ
17- أبا الخيلِ هذا الصرحُ جاوزَ غيرَهُ
18- وفاز بتاجٍ زانَ مَفْرِقَ رأسِهِ
19- هنيئاً لهُ باسمِ الإمامِ محمدٍ
20- إذا لمحته العينُ هَلَّتْ شؤونُها
21- وما لي لا أبكي وفاءً لماجدٍ
22- حمى داعيَ التوحيدِ إذ جاءَ واحداً
23- فشقَّ شعاعُ الحقِّ عن ظلماتِهِ
24- وكم مصلحٍ إصلاحُه ظلَّ واقفاً
25- يداوي نفوساًً لا تَطيْبُ سِقامُها
26- فما كل نفسٍ بالنصيحةِ ترعويْ
27- هم الناسُ أبناءُ البسيطةِ مِثْلُهَا
28- وما دَعَوَا هذا الأنامَ لِبِدْعَةٍ
29- وسنةِ خيرِ الخلقِ سنةِ أحمدٍ
30- فقامَ بهمْ دينُ النبيِّ وأُبْطِلَتْ
31- وصار إلى الله الدعاءُ مُخَلَّصَا
32- وصارت إلى الله الذبائحُ بعدما
33- وَشِيْدَتْ بيوتُ الله حقاً وهُدِّمَتْ
34- وعُظِّمَ من شأنِ الدليلِ فلمْ يَعُدْ
35- ويا طالما رُدَّ الحديثُ لكونِهِ
36- وقُرِّبَ أهلُ الحقِ حباً ورحمةً
37- ولاقى أخو الأهواءِ بأساً وغِلظةً
38- فَذَكِّرْ بني هذا الكيانِ وآلَهُ
39- فخيرٌ لهمْ في قَفْوِ آثارِ مَنْ مضى
40- ولا تنفعُ الأسماءُ حبةَ خردلٍ
41- ورثت مواريثاً ثِقَالاً فَمَا يَكُنْ
42- وما كان فيها من سقيمٍ فداوهِ
43- وبَدِّلْ نظاماً قد تَقَادَمَ عَهْدُه
44- وأصغِ إلى شكوى بنيكَ فبعضُهُمْ
45- إذا حارَ مَدَّ الكفَّ في غَسَقِ الدُّجا
46- سمعت أنا بعض الشكاوى فخلتها
47- سأرو لكم بعضَ الذي صَكَّ مسمعي
48- يَلَذُّ بِهِ طعمُ القصيدِ فإنهُ
49- كثيراً أرىْ يشكو تفاهةَ قدرهِ
50- إذا قال لم يُسمعْ وإن ضاعَ حقُّهُ
51- يُقَدَّمُ فيهمْ ذو الوساطةِ لوْ يَكُنْ
52- ويُرمىْ قليلُ الحظِّ رَمْيَ نَفايةٍ
53- متى نرتقي إن كان ذو الجِدِّ آخِراً
54- كثيراً أرى يشكو زماناً مضيعاً
55- جداولُ خُطَّتْ بالحواسيبِ دونما
56- فأينَ احترامُ الوقتِ والوعدِ يا تُرىْ؟
57- وعذراً إذا كان انتقاديَ جارحاً
58- فما ليَ مِنْ ذنبٍ إذا ما تألموا
59- أُحبُّ بلادي يا سليمانُ فوقَ ما
60- أغارُ عليها أن تُمَسَّ بِسَيِءٍّ
61- أرى أنها خيرُ البلادِ طريقةً
62- بلادي تُعادى اليومَ من فَلَذاتِها
63- وحاكوا أساطيرَ الخيالِ بذمِّها
64- بلى. وسيجزي المفترينَ بعدلِهِ
65- بلادي تعاني من غَويٍّ مُضَلِّلٍ
66- وصمتٍ على هذا البلاءِ مهيمنٍ
67- سوى ثلة _لا نجحد الفضل أهله_
68- أبا الخيل أنت المرء من قبلُ لم تزلْ
69- وها أنت هذا اليومَ في رأسِ قلعةٍ
70- فَجيَِّشْ جيوشَ الفكرِ والعلمِ والنُّهىْ
71- إذا لم تكن هذي المعاقلُ مشرقاً
بذكركِ _ يمشي في حياءِ المقصِّرِ
أخو تَبِعاتٍ في الحياةِ ومحشرِ
أولو الأمرِ في هذا المقامِ الموقَّرِ
وأفضلُ مما أَمّلوا في التصور
ومن يتعاهدْ فانتظر خيرَ مَثْمَرِ
بذا العصرِ في خُلْق عَليٍّ مُطَهَّرِ
ورأيٍ سديدٍ في الحوالكِ مُبْصِرِ
سقى الناسَ من علمٍ نقيٍّ مُحَبَّرِ
(سليمانُ). فاذكرْ نعمةَ اللهِ واشكرِ
وَفيّاً على رغْمِ الزمانِ المُغيِّرِ
فطال لعمر الله فيك تَحَيُّري
ولا زلتَ تَرْقىْ في العُلى كلَّ منبرِ
بعزم إلى العلياء بادٍ و مُضْمَرِ
ذِمامَك عهداً حِمْلهُ غيرُ أَيسرِ
محالٌ علينا نيلُ ما لم يُقَدِّرِ
إذا ضمَّ صبراً في جميلِ تَدَبُّرِ
جلالةَ معنى في جلالةِ مَظْهَرِ
هو التاجُ. لا تيجانُ كسرى وقيصرِ
وِساماً. فَتِهْ ما شئتَ يا صرحُ وافْخَرِ
وأوجعُ دمعِ العينِ دمعُ التذكرِ
به نُصِرَ الإسلامُ نَصْرَ مُؤَزَّرِ
فآوى إلى أهلٍ وعزٍ و معشرِ
بِعُمْرٍ إذا ما عُدَّ غَيْرِ مُعَمَّرِ
يراوحُ لمّا لمْ يَفُزْ بغضنفر
إذا لم تُفَلّقْ هامُها وتُكَسّرِ
هلِ الأرضُ كلُّ الأرضِ مَلْمَسُها طَرِيْ؟!
بها الصخرُ، والسهلُ الذي غيرُ مُصْخِرِ
ولكنْ إلى وحيِ الكتابِ المُطَهَّرِ
على فَهْمِ أصحابِ النبيِّ المنوَّرِ
معالمُ شركٍ قدْ طغتْ منذُ أَعْصُرِ
وكان إلى غارٍ وجِنٍّ و مَقْبَرِ
أُريقتْ على الأوثانِ ساعةَ مَنْحَرِ
مزاراتُ أشياخِ الطريقِ المُزَوَّرِ
يُرَدُّ لرأيٍ مِنْ إمامٍ مُوَقَّرِ
يخالفُ نصَّ المذهبِ المتقَرِّرِِ
ولو كان من هندٍ وسندٍ وبربرِ
ولو كان من دارٍ وأهلٍ و معشرِ
فقدْ تَذْهَلُ الأذهانُ دون مُذَكِّرِ
على العهدِ لم يُخْلِفْ ولم يَتَنَكَّرِ
إذا كان تحتَ الاسمِ خِسَّةُ مَخْبَرِ
بها من صحيحٍ فاغتنمهُ وثَمِّرِ
بحسنى. وإلا فاشددِ القلبَ وابْتُرِ
طوتهُ اللياليْ بالجديدِ المُطَوَّرِ
يعاني طويلاً في فصولٍ وأشهرِ
إلى الله يدعو من فؤادٍ مُفَطَّرِ
أباطيلَ لكنْ قدْ تَكاثَرَ مُخْبِرِيْ
بِشَوْبِ خيالٍ كالبُهَارِ المُبَهِّرِ
سَمِيْجٌ على الأسماعِ إن لم يُبَهَّرِ
وما طعمُ عيشِ المرءِ إن لم يُقَدَّرِ
فأقربُ منهُ إبرةٌ وسْطَ أَبْحُرِ
حِماراً ولكنْ حظُّهُ غيرُ مُحْمِرِ
ولو كان في مِسْلاخِ زيد ومسعر
وذو العجزِ والإهمالِ غيرَ مُؤَخَّرِ
لأجلِ غيابٍ مِنْ شيوخٍ مُكرَّرِ
حسابٍ عليها. هكذا قال مُخْبِرِيْ
أم انّا وهبناه لغرب مشمِّر
مشاعرَ قومٍ غائبينَ وحُضَّرِ
هو الحقُّ مُرُّ الطَّعْمِ ليسَ بِسُكَّرِ
أحبَّ بثيناهُ جميلُ بنُ مَعْمَرِ
وأبذلُ جُهدي وهو جُهدُ المقصِّرِ
وأحرى بأنْ ترقى إلى كلِّ مَفْخَرِ
فكمْ طعنوا في الظهر منها بخنجر
أظنوه عند اللهِ غيرَ مُسَطَّرِ؟!
فمهلاً فما أقسى عقوبة مفتري
وأحمقَ مخدوعٍ بِهِ ومُغَرَّرِ
كأنْ لم يكنْ شيءٌ من الأمرِ منكرِ
على مُرِّ خِذلانٍ وألفِ مُكَدِّرِ
تصارعُ فكرَ الباطلِ المتهورِ
عليها المنى معقودةٌ عقدَ مَرْمَرِ
لدحضِ ضلالٍ فاتكٍ مُتَسَعِّرِ
لشمسِ الهدى فالليلُ جِدُّ مُعَمَّرِ
علي بن يحيى الحدادي
7/4/1428هـ
الرياض
