4) موقفان يدلان على ما وراءهما
الموقف الأول:
روى الشيخ عبد القادر شيبة الحمد هذا الموقف عن حسن البنا قال:
(بالنسبة للإخوان المسلمين أسسوا وأنا طالب في أولى ثانوي في الأزهر، وزار طنطا التي كنت أدرس فيها حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، وكانوا يبذلون كل جهد لجمع الطلاب معهم فجاءني عدد من الطلاب وألحوا علي لأحضر،وكان عدد الطلاب في طنطا ذلك الوقت قرابة(1000)طالب؛ولم يكن أحد منهم معفيا لحيته سواي وطالب آخر اسمه محمود عبد الوهاب،فكانت تلك علامة من علامات التدين فكانوا يحرصون على حضوري أشد الحرص،وبالتالي ألحوا على أن أحضر معهم محاضرة حسن البنا التي سيلقيها في حضرة جموع الطلاب الحاشدة.فجئت بعد صلاة العصر وبدأ يخطب، وكان رجلاً فصيحاً بليغاً مؤثراً، فأذكر أنه استمر من بعد صلاة العصر حتى غربت الشمس ولم يقم أحد لصلاة المغرب وانتظرت أن يوقفوا الخطابة لإقامة الصلاة ، فلم يفعلوا، ثم انتظرت قليلاً فقمت فصليت وحدي.ثم عندما انتهى حسن البنا من خطبته قام رجل متسماً بزي المشايخ وأخذ يثني على الشيخ البنا حتى بالغ في الثناء عليه، حتى جعله كأنه يقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الجالسين واعترض على الشيخ فقام البنا مرة أخرى وقال أبياتاً من الشعر منها:
إن الله قد جعل الأقل لنوره *** مثلاً من المشكاة والمصباح
إشارة إلى قوله تعالى في سورة النور{الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح......}إلخ الآيات..ومنذ ذلك اليوم (وأنا أخذت انطباعاً سيئاً عن جماعة الإخوان المسلمين) (1)
الموقف الثاني:
قال علي عشماوي وهو يحكي أحد لقاءاته بسيد قطب: وجاء وقت الجمعة، فقلت لسيد قطب: دعنا نقوم ونصلي، وكانت المفاجأة! أن علمت ولأول مرة أنه لا يصلي الجمعة، وقال :إنه يرى أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة (2)
ـــــــــ
(1) عن موقع صيد الفوائد قسم التعريف بالعلماء أعد الترجمة : وليد العلي.
(2) كتاب التنظيم السري لعلي عشماوي ص 112