الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله تعالى
[ إخوة الإيمان والآن نقدم لكم الحلقة الثانية من شرح بعض الآثار السلفية مع فضيلة الشيخ المحدِّث العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله تعالى]
الشيخ : نعم.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليك السلام ورحمة الله.
السائل : الشيخ عبيد؟
الشيخ : نعم.
السائل : حياكم الله.
الشيخ : وحياكم.
السائل : كيف حالك شيخنا؟
الشيخ : الحمد لله.
السائل : طيب بخير؟
الشيخ : بخير.
السائل : صحتكم؟
الشيخ : نشكر الله.
السائل : الحمد لله ، نحمد الله إليك... نحن شباب من الجزائر نود عرض بعض الآثار السلفية التي وردت عن أئمة أهل السنة والجماعة في باب الإمتحان وعدم مخاصمة أهل البدع.
الشيخ : القاعدة معروفة عند أهل السلف لا يخاصمون أهل البدع ، يُعرفون بارك الله فيك ببيان الحق ولا يتجادلون معهم ، لا يعقدون معهم حوارات ولا جلسات، يحصنون أنفسهم من هذا ، ولهذا قال قائلهم عن السلف: (( من عرض دينه للخصومة أكثر التنقل )) ، وكان محمد بن سيرين وتلميذه أيوب السختياني وغيرهما إذا أتاهم أهل البدع في مجالسهم قاموا ، والنقل بهذا متواتر عنهم أئمة السلف ، النهي عن مجالسة أهل البدع ومجادلتهم، ومخاصمتهم ، نعم ، أما الإمتحان ، فإنهم يُمتحنون بالفضلة يعني من وقعت فيه ريبة يمتحن يمتحن الناس بالفضلة يعني مثلاً سفيان بن عينية رحمه الله ، كان إذا أتاه ناس من [واصل] سألهم عن المعافى ابن عمران فإن أثنوا عليه خيرا قربهم ، وإن ذكروه بسوء أبعدهم . نعم ، هذا هو المنقول عن السلف.
السائل: شيخ : أقرأ بعض الآثار عليك ؟
الشيخ : لا هو هذا أقولك هو هذا ، هذه القاعدة بارك الله فيك حتى ما تطيل علينا ولا على نفسك ، هذه القاعدة ، وما دامت الآثار عندك عليك بهذا بارك الله فيك . هذه القاعدة يا ابني ...
السائل اقرأ عليك بعضها فقط شيخنا ، بعضها فقط ، حتى نفهمها الفهم السليم.
الشيخ : طيب لا بأس ، هات اثنين أو ثلاثة ، الوقت مشغول.
السائل : نعم إن شاء الله:
الأثر الأول : قال سهل بن عبد الله التستري وهذا كما ذكر الإمام القرطبي في تفسيره في المجلد السابع : ((عليكم بالإقتداء بالأثر والسنة فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلّم والاقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وأذلوه وأهانوه )).
، قال سهل : (( إنما ظهرت البدعة على أيدي أهل السنة لأنهم ظاهروهم وقاولوهم فظهرت أقاويلهم وفشت في العامة فسمعه من لم يكن يسمعه فلو تركوهم ولم يكلَموهم لمات كل واحد منهم على ما في صدره ولم يظهر منه شيئا وحمله معه إلى قبره )).
الشيخ : المقصود أن بعض الأغرار أو بعض المغفلين من أهل السنة خاصموا أهل البدعة وجالسوهم وحاوروهم فانتشرت البدع بسببهم ، نعم.
الأثر الثاني : وكتب رجل إلى أبي يسأله ، إلى أبي (أي إلى أحمد) يعني ولده صالح بن أحمد يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم فأملى عليَّ جوابه : (( أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور ، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ ، وإنما الأمر في التسليم والإنتهاء إلى ما في كتاب اللهجلّ وعلا ،ولا يَعْدُ ذلك ، ولم يزل الناس يكرهون كل محدث من وضع الكتاب أو الجلوس مع مبتدع لِيورد عليه بعض ما... )).
الشيخ : هو كالأول بارك الله فيك ، كالأول تماماً ، نعم ، لأن المجالسة معهم والخصومة معهم تظهر ما كان أهل البدع يخفونه. نعم ، فيتلقفه ضعفاء الإيمان والمغفلون فيظنونه سنة ، نعم.
الأثر الثالث : وفي ترجمة العباس بن غالب ، قال سألنا إمامنا عن أشياء منها قالت لأحمد بن عبد الله يا أبا عبد الله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم مبتدع فيه فأرد عليه فقال : (( لا تنصب نفسك لهذا ، أخبره بالسنة ولا تخاصم )).
الشيخ : هذا هو ، يعني مثلا إذا كان مبتدع ألقى شبهة فأنت لا تخاصمه قم وقل السنة ، كذا كذا ، واذكر الأدلة ولا تعرٍّض نفسك لخصومته ، بيَن للناس الحق ، وعلى سبيل المثال : لو أنك سمعت رجلا يقول : الرحمن على العرش استوى الإستواء هو إحكام القبضة وقوة الهيمنة ، فأنت تقوم تقول الإستواء على حقيقته إستواء يليق بجلال اللهجلّ وعلا ، أهل السنة يؤمنون به صفة من صفات الله ولا يؤولونه ، وهذا الذي سمعناه يعني تعرٍّف بذلك الشخص هذا الذي سمعناه هو من أقوال أهل البدع ، وتتركه ، لا تخاصمه ...
الأثر الرابع : عن أبي عمران موسى بن عبد الله...
الشيخ : يكفي ، يكفي هذا.
السائل : الأثر الأخير شيخنا بارك الله فيك ، الأخير.
الشيخ : طيب.
السائل : عن أبي عمران موسى بن عبد الله الطلسوسي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول : (( لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبّوا عن السنة )).
الشيخ : نعم ، لأنك أنت تقويهم بمجالستك لهم ، تقويهم ، وهم يتحيلون ويلبٍّسون على الناس ، أحيانا يظهرون السنة لإكتساب عواطف الناس ، فأنت لا تجالسهم ، المبتدع لا تجالسه ، أتركه ، نعم.
السائل : بارك الله فيك شيخنا ، جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك ، ونسأل الله أن يجعلك شوكة في حلوق المبتدعين وسيفا في أعناقهم.
الشيخ : الله المستعان.
السائل :والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
يتبع ....