الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: الرد على الغنيمان في قوله لاجرح ولاتعديل اليوم وفي قوله امتحان الناس بدعة للشيخ أبي عاصم عبد الله الغامدي حفظه الله الخميس ديسمبر 10, 2009 1:27 pm | |
| الرد على الغنيمان في قوله لاجرح ولاتعديل اليوم وفي قوله امتحان الناس بدعة
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
فلحاجة بيان هاتين النقطتين الجرح والتعديل وامتحان الناس ولتأثر بعض من يدعي السلفية بهذا ونشرها في الناس أحببت أن اعيد انزال هذا الرد على الغنيمان وبيان الحق في المسألتين والله الموفق
المسألة الأولى : الجرح والتعديل
الرد على الغنيمان في قوله بأنه لاجرح ولاتعديل اليوم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد:
فهذا سؤال من ضمن أسئلة وجهت للدكتور الغنيمان من قبل مجلة تسمى السمو وكان من ضمنها ابطاله لما للجرح والتعديل في عصرنا ولاشك في مخالفة هذا للمنهج السلفي الحق وإلا فكيف نميز السني من البدعي في هذا العصر ؟ والله المستعان وقد وضعت السؤال وجوابه ثم عقبت عليه بكلام كنت ذكرته من سنين حول تلك المسألة والله المستعان على مايصفون
قالت المجلة القطبية " السمو"
س8/ ينشر بعض الناس أن الواجب على طالب العلم أن يتعلم أولاً علم الجرح والتعديل ويقصدون به ، جرح وتعديل العلمــاء والدعــاة المعاصرين ، ومعرفة أحوالهم وأقوالهم والحكم على كل واحد منهم،فهل يصح هذا القول ، فيجب على المسلم أو طالب العلم تعلم ذلك،كعلم الجرح والتعديل في رواة الحديث ، وكيف أدركتم العلماء،هل كان هذا النهج شائعاً فيهم ، أم هو من تتبع عورات المسلمين؟
أجاب الغنيمان فقال :
ج8/ لا يصح هذا القول،فالجرح والتعديل خاص بالنقل عن النبي-صلى الله عليه وسلم-حتى يكون سالماً من الزيادة،والنقص والكذب،لأنه دين يجب أن يثبت فيه،أما القول في الناس لا سيما إذا كانوا مسلمين أو علماء فيجب أن يبنى على حسن الظن،لأننا مأمورون أن نحسن الظن بإخواننا ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً،ثم كذلك الواجب على المسلم،أن يسعى جهده ليزيل الأمور التي تحدث بين الإخوان،وبين الأرحام،وبين المسلمين عموماً،لا سيما التي تكون فيها مشاقة أو تكون فيها مباغضة أو مقاطعة،وقد أخبرنا النبي-صلى الله عليه وسلم-أن من أفضل الأعمال إصلاح ذات البين وهو أمر مرغوب فيه كثيراً.
وإفساد ذات البين هي الحالقة التي تحلق الدين،وتحلق حسنات الإنسـان وتحبطها وتهلكها.
ولا يقول بأن الجرح والتعديل واجب على طلبة العلم في العلمـاء والدعاة إلا جـاهل.
ومن المعلوم أن الحق إذا لم يقدم بأسلوب لائق في القول والفعل،فإنه سيقابل الشدة بأشد منها،وبذلك تحصل الشقة والفرقة ولن يحصل بذلكإلا الشر قطعاً،ولابد أن يكون الأمر كما قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسـن }والحسن يجب أن يكون بالأفعال التي تصدر منه،وبالأقوال التي يقولها.
وقد أمرنا الله تعالى بالاجتماع،ونهانا عن الافتراق،قال: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.
وقوله: {ولا تفرقوا} نهي لا يجوز ارتكابه،بل هو من المحرمات،وكذلك دواعيه ودوافعه يكون لها حكم المنهي عنه،والله عز وجل عند نية كل قائل ولســــانه فيجب أن يتقي الله تعالى جلا وعلا. لقاء مع مجلة السمو مع الشيخ الدكتور الغنيمان
http://saaid.net/leqa/23.htm
التعليق
أقول (أبو عاصم )وبالله التوفيق :
قد خالف الغنيمان الحق هنا وماعليه السلف من قبل ومن بعد وهذه مقالة كنت كتبتها من فترة قلت فيها :
هل لابد من الجرح والتعديل في عصرنا ؟مع الأدلة وأقوال العلماء ؟
نعم ؛ لابد منه في عصرنا ومادام أنه يوجد حق وباطل فلا بد من البيان :
أما الأدلة الدالة على جواز ذلك فقد ذكر النووي في الأذكار بعضها وهي :
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رجلاً استأذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: ((ائذنوا له بئس أخو العشيرة)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب .
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. قال، قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين.
وعن فاطمة بنت قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: ((وأما أبو الجهم فضراب للنساء)) وهو تفسير لرواية: ((لا يضع العصا عن عاتقه)) وقيل معناه: كثير الأسفار.
وعن زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد اللَّه بن أبي: لا تنفقوا على من عند رَسُول اللَّهِ حتى ينفضوا، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد اللَّه بن أبي فاجتهد يمينه ما فعل، فقالوا: كذب زيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل اللَّه تعالى تصديقي {إذا جاءك المنافقون} (المنافقين 1) ثم دعاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت، قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، قال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وكما هو معلوم فهذا مستثنى من الغيبة مع أمور أخرى استثناها العلماء وقد نظمها بعضهم فقال :
القـدح ليس بغيـبة في ستـة متـظـلم ومعرف ومحـذر ومجـاهر فسقاً ومستفت ومن طلب إلاعانة في إزالـة منكر
قال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير :
(الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على إمام المتقين، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس والله الموفق للصواب.
اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم )اهـ كلامه .
وقال شيخنا ابن باز رحمه الله : (قال شيخنا ابن باز بعد كلام قاله :
(...مع أن النقد من أهل العلم وتجريح من يجب جرحه من باب النصح للأمة ، والتحذير من بدعته أو انحرافه أمر متعين كما فعل علماء الإسلام سابقا ولاحقا ) الرسائل المتبادلة :297 كان هذا الكلام في عام 1393هـ وهو يومئذ : رئيس للجامعة الإسلامية بالمدينة .
- هل له ضوابط وإلا يمكن أن يتكلم فيه كل من هب ودب ؟
نعم ؛ له ضوابط فليس لكل أحد يتكلم كما شاء ومن تلك الضوابط المهمة :
-يجرح كل من جاء عنه خلاف السنة أو غش المسلمين أو لبس عليهم في دينهم
ونحوهم كم جاء عن غير واحد ومنهم الإمام أحمد كما سيأتي النقل عنه إن شاء الله ، وطعنهم في مثل إسماعيل بن عليه وكان من أهل الحديث والكرابيسي ويعقوب الفسوي وغير واحد ممن كانوا معروفون بالحديث .
- عليه بتقوى الله تعالى في جرحه أو تعديله والورع التام لأن هذه أعراض للمسلمين وليقل الحق ويعدل ولايتبع الهوى ولو كان على نفسه أو قريبه :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8) وقال أيضا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء:135) وقال أيضا : {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (الأنعام:152(
- لا يتكلم فيه كل أحد بل لابد من عالم ثقة متثبت عدل عارف بأسباب الجرح والتعديل وغيره ممن هو طالب علم فينقل عن العالم عند الإحتياج إليه لأنه لا يحسن معرفة أسباب الجرح والتعديل فقد يجرح من لا يستحق الجرح او يعدله وهو ليس أهلا وهذا مما اتفق عليه علماء الجرح والتعديل أعني كلام العالم الثقة العارف بأسباب الجرح والتعديل .
- لا يزيد على الجرح حتى يستبين وجه المآخذ عليه حتى لا يصبح من باب التفكه في الأعراض إلا إن كان له تعلق بالجرح المراد بيانه والله أعلم .
- لا يكثر منه حتى لا يعرف إلا به ويترك ما يجب أن يهتم به من العلم والتعليم .
- يراعي في جرحه جانب المصالح والمفاسد ويراعى حال المخاطبين أيضا فقد لا يجرح في وقت ما من قد يحتاج للجرح فعلا مراعيا بذلك المصلحة ومثله الهجر فلا يهجر مراعيا أمورا أخرى مثل أن يحتاج للتأليف أحسن من الهجر أو أن يكون ببلد مثلا أهل البدع فيه أكثر من أهل السنة فلا يقوى على الجرح (فلما سئل الإمام أحمد في بعض كتب المسائل عن هجرهم لأهل خراسان وفيهم البدع قال لا تقوون على ذلك).
- لا يطعن فيمن لا يقوى على الجرح وقد عرف عنه اتباع المنهج السلفي الحق بشرط أنه لا يطعن فيمن يرى الطعن في أهل الأهواء بل يؤيده ولكن يقول أنا لي أسباب مثلا.
فلا يقوى على ما يقوى غيره فهنا حسبنا أن نقول مؤمن ضعيف ومؤمن قوي وقد
وقد يكون له رؤية هنا من باب المصالح والمفاسد لكن ماأرى أن يكون هذا حاله
دائما فقد يصبح هذا السكوت له منهجا ولو لم يشعر بذلك وقد يتبعه طلابه على هذا شعروا أولم لا يشعروا فيتخذونه منهجا بخلاف ما رآه شيخهم .أما من يرى خطأ منهج التسمية فهذا ما أراه سلفيا والله أعلم إلا إن كان جاهلا بمنهج السلف فيعلم وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية : (أنه قد يتعين ذكر الأسماء عند الحاجة) .
- من عرف عنه الإستقامة على التوحيد والسنة فلابد أن يبين سبب جرحه ممن جرحه وهكذا لو طلب منه البيان لابد أن يبين أسباب جرحه له وهذا ما عليه العمل عند أهل الجرح والتعديل (وفي بعض ما كتب شيخنا ربيع في نصائحه تفصيل لذلك).
- يراعي العالم النصح والتأليف للقلوب والدعوة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ما استطاع لذلك سبيلا قال تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل:125) وعليه أن لا يسارع لجرحه إلا إن كان قد اشتهر عنه المخالفة للسنة وهو يصرح بها ولا يبالي بمن خالفه أو ممن عاند وأصر على باطله أو دعا إلى بدعته أو خرجت به البدعة للكفر والعياذ بالله. وفي مناقب ابن الجوزي نقل عن احمد رحمه الله أنه مع شدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة كان يتكلم على أناس من الأخيار إذا جاء عنهم ما يخالف السنة. قال ابن الجوزي: (وذلك محمول عندنا على النصح لدين الله ) قلت فكيف بمن ليسوا أخيارا أصلا وقد خالفوا السنة ؟.
- اذا اختلف عالمان في جرح شخص وتعديله وكلاهما ثقة نظر إلى أسباب الجرح
فإن كانت أسبابا صحيحة في الجرح عمل بها فإن تبين أن العالم الآخر قد تبين أسباب جرح الشخص المجروح وقال قد عرفتها وأجاب عنها فنصير إلى التعديل .وإن لم يذكر العالم أسبابا وهو معروف بالإستقامة فلا يلتفت للجرح .
- إن كان من جرح هو مجروح أصلا فلا يلتفت لجرحه ولا نعمى عين ولا كرامة له كما نقل ذلك الذهبي في الميزان في غير واحد ومنهم الأزدي أبو الفتح .
- ينظر تعارض جرح العالم الواحد فقد يكون له أسباب منها :
1-قول متقدم وقول متأخر فالمتأخر يقضي على المتقدم .
2- وقد يكون من باب تغير الإجتهاد فقد يكون مثلا المجروح بداية حسن السيرة
فعدله العالم ثم إنه تغير المجروح للأسوأ فتغير قول العالم فجرحه لقرينة .
3- وقد يكون ظن شيئا اجتهادا منه فظهر له خطؤه فيه فغير قوله .
4- وقد لا يظهر لنا سبب جرحه وقد لا يمكن لنا سؤاله كأن يكون قد مات مثلا
ولم نتمكن بحال الجمع بين قوليه فنقول تعارضا فتساقطا وننظر قول غيره
5- والجمع بين القولين المتعارضين ما أمكن أولى من إهمال أحدها فقد يكون جرحه لوجه وتعديله لوجه آخر فيراعى الوجهان .
6- وقد يكون أخطأ عليه قصدا أو لهوى أو لدنيا ونحو هذا فجرحه فوجب عليه أن يستسمحه ويتوب إلى الله منه في المكان الذي أخطأ عليه فيه فلو كان في ملأ
وجب أن يتوب في الملأ إلا إذا عفا عنه المجروح والله أعلم .
- ولو تعارض أقوال علماء الجرح والتعديل فيه نظر أقربها إلى الحق بالنظر في
القرائن والله أعلم .
- لا يجوز الطعن في جرح العالم الثقة أو تعديله لأنه كان عن اجتهاد منه إلا في حالة ما إذا كان أمر المجروح واضحا جليا ولم يكن للعالم سببا صحيحا يتوقف لأجله في جرح المجروح أو وضح له أمره ولازال معاندا بغير وجه حق يعذر فيه والا إن كان له وجه ولم يتبين له كغيره فلا يجوز والحالة هذه الطعن فيه بحال ولكن لا يتابع على خطئه ولا يشهر بحاله ويراجع في ذلك من عالم مثله ما أمكن .
- لا يلتفت للمتسرع في حكمه (مثل من يسمع من كل أحد فيجرح الشخص لأجل ذلك الناقل ولم يتثبت من نقله ) . أو من يتشدد في حكمه ولم يأت ببينة على قوله أو عرف عنه التساهل في حكمه أو من لا يعتد بحكم غيره ولا يبالي بذلك أبدا .
-يقول البعض : أن آخذ بمنهج بعض العلماء الذين لا يتكلمون في هذا الباب فهل هؤلاء على حق في حق أولئك العلماء ؟
فأقول : الحمد لله
لقد أخطأ هؤلاء الناس في فهم هؤلاء العلماء الأجلاء فكلهم –كسلفيون –يقولون بهذا الباب وقد بينا أنه إجماع فلا يجوز مخالفته فكيف لعالم سلفي يخالف هذا وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
(مع أن النقد من أهل العلم وتجريح من يجب جرحه من باب النصح للأمة ، والتحذير من بدعته أو انحرافه أمر متعين كما فعل علماء الإسلام سابقا ولاحقا ) الرسائل المتبادلة :297 كان هذا الكلام في عام 1393هـ وهو رئيس للجامعة الإسلامية بالمدينة .
وقال الشيخ ابن باز عن الإخوان والتيبليغ : (أنهم من الثنتين والسبعين فرقة) (كما هو في شريط معلوم في شرحه للمنتقى قبل موته بقليل ) وبسند صحيح عن الشيخ ابن عثيمين حدثنا به الشيخ الحركان : أنه قال عن تلك الفرقتين : (مبتدعة ) ولهذين الشيخين وغيرهما جهود طيبة في هذا الباب وكونهما لا يكثران فقد كان علماء الجرح والتعديل من قبل ؛ منهم: من أكثر الكلام في الرجال ومنهم من تكلم في الرجل والرجلين وهكذا –كما ذكره عنهم الذهبي –
وقد كان الشيخ ابن باز يرسل للشيخ ربيع كما مدون عنه في نسخ خطية : يسأله عن بعض الناس وكان يقول للشيخ تكلم وفي ابن باز إن أخطأ . ثم هم إن سئلوا عن أشخاص هل يسمع لهم أو لا ؟ ردوا وبينوا كما في جواب الشيخ ابن عثيمين عن سؤال الجزائريين المقاتلين هل يسمع لسفر وسلمان ؟ فقال : لا ؛ الخير الذي عندهما عند غيرهما .. إلى أن قال : لا تسمع لأهل الفكر الثوري (وهذا تعليل واضح بين والحمد لله رب العالمين ) أفيقال بعد ذلك أنهما لم يبنا ولم يتكلما ؟ ونحن نأخذ بمنهجهما فنقول : هذا هو منهجهما ولكن على التفصيل السابق
بقي أن يقال : أن من لم يقل بهذا الباب فنقول له لا تجعل تعليلاتك هو إتباع العلماء فقد بينا لك خطأ وخطل منهجك فيما سبق وإلا فقل : أنا لا أستطيع التبيين على كل حال وغيري يبين فجزاه الله خيرا ولكن لا أقول أنه ليس من منهج السلف فنقول : خيرا هذا جهدك والله يقول : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن16 ولكن لا تجعله منهجا فلابد في وقت أن تبين دون وقت وبالذات أمر المنهج وحينما قامت دعوة التبليغ قالوا : نسكت عن أمر الجهاد وإنكار المنكر حتى لا ننفر الناس فصار منهجا لهم عياذا بالله .
بقي أن يقال أخيرا : إن قلت أنا أتبع العلماء الكبار وهم لا يتكلمون وليس ما تفعلون من منهج السلف فليس هذا بقول سلفي فاحذر والله الموفق .
المسألة الثانية يقولون : شبهة امتحان الناس والرد عليها
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد
في لقاء مع الغنيمان في مجلة السمو -زعموا -
سئل السؤال التالي :
هل يجوز امتحان الناس في عقـائدهم؟
ج9/ كلا لم نؤمر بذلك ،والله عز وجل أمر رسوله-صلى الله عليه وسلم-أن يأخذ من المنافقين ما ظهر،وأن يعاملهم بالمعاملة الظاهرة،مع أن الله يقول: {تعرفهم بسيماهم}،ومع ذلك يعاملهم بالمعاملة الظاهرة،فكيف إذا كان ظاهر الإنسان أنه مسلم،ثم يعامل بهذه المعاملة السيئة،وكذلك أهل البدع،ولا يمتحنون أيضاً فنحن ما كلفنا إلا بالظاهر،لم نؤمر بالتنقيب عن قلوب الناس،هذا لا يجوز وامتحان الناس بدعة محرمة لا يجوز أن يمتحنوا،فيؤخذ منهم الظاهر،وتوكل سرائرهم إلى الله عز وجل،وهو الذي يحاسبهم،ولكن لو عرف شخص بدعة ودعا إليها،وعلم إنه داعية بدعة،يحذر من بدعته،التي يدعوا إليها،وثمة فرق ين الداعي،وبين الذي يفعل الشيء ويستتر. تم هذا في لقاء مع مجلة السمو مع الشيخ الدكتور الغنيمان
التعليق :
وأقول وللأسف فقد يردده بعض من ينتسب إلى السنة وأهلها هكذا بإطلاق دون تقييد
واطلاق الكلام هكذا فيه نظر فأهل السنة إن احتاجوا للإمتحان بالأشخاص فعلوا
وقد يكون في زمان دون زمان وفي مكان دون مكان وفي أمور معينة وهكذا
وسيأتي في النقول إن شاء الله مايدل على هذا والله الموفق
قال البربهاري
والمحنة في الإسلام بدعة
وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله:
" إن هذا العلم دين فانظرو
ا ممن تأخذون دينكم
ولا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون شهادته "
فانظر إن كان صاحب سنة
له معرفة صدوق كتبت عنه
وإلا تركته .
شرح السنة : 2/16
امتحان الناس بجملة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله :
قال البربهاري : وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك
وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله .
شرح السنة :10
امتحان الناس بجملة من التابعين :
قال البربهاري :وإذا رأيت الرجل يحب أيوبا وابن عون ويونس بن عبيد
وعبد الله بن ادريس الأودي والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بن زريغ
ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومالك بن أنس
والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنة .
شرح السنة :10
امتحان الناس بمن بعدهم :
قال البربهاري : وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال
وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة .
شرح السنة :10
امتحان أهل الموصل بالمعافى :
قال المزي : وقال مـحمد بنُ عبد الله الـحَضْرَمي : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونُس،
عن سُفـيان الثَّوريِّ، قال: امتـحنوا أهلَ الـمَوْصل بـالـمُعافـى بن عِمْران.
تهذيب الكمال : 18/185 تهذيب التهذيب : 5/ 566 سير أعلام النبلاء : 8/44
وقال المزي :وقال مـحمد بن أحمد بن أبـي الـمُثنّى عن أحمد بن يونُس: قال سفـيان:
امتـحنُوا أهل الـمَوْصل بـالـمُعافـى فَمن ذكره ـ يعنـي بخير ـ قلت:
هؤلاء أصحابُ سُنَّة وجماعة، ومن عابَهُ قلت: هؤلاء أصحاب بِدَع.
تهذيب الكمال : 18/185
وقال المزي : وقال بَشْر بن الـحارث عن أحمد بن يونُس:
كان سُفـيان إذا جاءهُ قَومٌ من أهلِ الـمَوْصل امتـحنَهُم بِحُب الـمُعافـى،
فإن رآهم كما يظن قَرَّبَهُم وأدْناهُم، وإلاَّ فلا.
تهذيب الكمال : 18/185
امتحان الناس بأحمد رحمه الله
قال المزي : قال ابن أبـي حاتـم : وسمعت:
أبـا جعفر مـحمد بن هارون الـمُخَرِّمِيِّ الغَلاَّس
يقول: إذا رأيتَ الرجل يقع فـي أحمد بن حنبل،
فـاعلـم أنه مُبْتَدِع.
تهذيب الكمال : 1/226
وقال المزي : قالَ أبو يَعْلَـى الـمَوْصِلِـي : سمعتُ:
أحمدَ بن إبراهيـم الدَّوْرقـيَّ
يقولُ: مَن سمعتـموه يذكر أحمد بن حنبل بسوءٍ،
فـاتهموه علـى الإسلام.
تهذيب الكمال : 1/226
وقال المزي : قال أبو الـحَسَن علـيُّ بن مـحمدٍ الـمَطِيْري :
سمعتُ أبـا الـحسن الطَّرْخاباذيَّ الهَمَذانـيَّ يقول:
أحمد بن حنبل محنةٌ به يُعْرَفُ الـمُسْلِـمُ من الزِّنْديقِ.
تهذيب الكمال : 1/226
وقال المزي : وقالَ أبو إسماعيـل عبد الله بن مـحمد بن علـيَ الأنصاريُّ الهَرَوِي :
أخبرنـي أبو حاتِـم أحمد بن الـحسن البَزّاز الفقـيه بـالري، قال:
سمعتُ إِلامامَ الـحسنَ بنَ علـيِّ بن جعفرٍ الأصبهانـيَّ الـحَنْبلـيَّ بـالري يقولُ:
سمعتُ أحمدَ بن مـحمدِ بن سَلِـيْـلٍ التَّـمِيْـميَّ الرازيَّ وَرَّاقَ عبد الرحمان بن أبـي حاتِـمٍ يقول:
سمعت ابن أبـي حاتِـم يقولُ: سمعتُ أبـي يقول:
إذا رأيتُـمُ الرجلَ يُحِبُّ أحمدَ بن حنبلٍ،
فـاعلـموا أنَّه صاحب سُنَّةٍ.
تهذيب الكمال : 1/226
امتحان الناس بحيى بن معين :
وقال أبو حاتِـم الرَّازي : إذا رأيتَ البَغْداديَّ يُحِبُّ أحمد بن حنبل
فـاعلـم أنه صاحبُ سُنّة،
وإذا رأيتَهُ يُبغض يحيـى بن مَعِين
فـاعلـم أنَّه كَذَّاب.
تهذيب الكمال : 20/220
وقال مـحمد بن هارون الفَلاَّس :
إذا رأيتَ الرَّجُل يقع فـي يحيـى بن مَعِين
فـاعلـم أنه كَذَّاب يضعُ الـحديثَ،
وإنـما يُبغضه لـما يُبَـيِّن من أمر الكَذَّابـين.
تهذيب الكمال : 20/220
الحكم على الرجل بالبدعة حين يثني على أهل البدع :
قال البربهاري :
وإذا رأيت الرجل يذكر المريسي
أو ثمامة وأبا الهذيل وهشام الفوطي
أو واحداً من أتباعهم وأشياعهم
فاحذره فإنه صاحب بدعة
وإن هؤلاء كانوا على الردة
واترك هذا الرجل الذي
ذكرهم بخير منزلتهم .
شرح السنة : 2/16
قلت (أبو عاصم )
واليوم فبمن نمتحن الناس عند الإحتياج إلى ذلك ؟
نمتحن أهل الأهواء ومن وافقهم :
بعلماء السنة كابن باز وابن عثيمين والألباني
والفوزان وكل من نهح منهج السلف
لأن كثيرين يدعون التمسك بالسنة
وهم أبعد مايكون عنها فاحتجنا
إلى أن نعرف آراءهم حول علماء أهل السنة
ولاشك فمن طعن في هؤلاء فهو مطعون فيه
عند جميع علماء السنة الثقات
فمنهم من تكلم عليهم:1-
1-صريحا : فمنهم من قال ابن عثميين وابن باز كفار
أقول : فماذا بقي بعد ذلك ؟ هل هذا من أهل السنة ؟
حاشا السنة وأهلها أن يكون هذا وأمثاله من أهلها .
2- ومنهم من لمز فيهم من طرف خفي : كمن قال :
أن من لم يكفر الحكام اليوم فهؤلاء من مرجئة العصر
3-ومنهم من سكت عنهم خوفا من أن
يتكلم فيه ويطعن في منهجه :
وهذ ا النوع لايرفع لهم رأسا ولايذكرهم
ولايعضد رأيه بأقوالهم ولايثني عليهم
أما السلفي الواضح البين منهجه فهذا الذي
لانحتاج لامتحانه إلا إن أبدى أقوالا تنكر عليه حول السنة وأهلها
والله المستعان وعليه التكلان | |
|