الحجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية
خلاصة الرسالة
مما سبق بيانه وتقريره ، يتلخص ما يلي :
· أولاً : أن وسائل الدعوة إلى الله تعالى توقيفية لا يحل لمرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يزيد فيها شيئاً لم يكن عليه عمل رسول الله r وصحابته الكرام .
والحجة في ذلك عموم الأدلة التي نصت على إكمال الدين وبيان كل شيء يقرب إلى الجنة ويباعد من النار .
وعموم الأدلة المحذرة من المحدثات في الدين والآمرة بلزوم الأمر العتيق .
ولسلامة الاستدلال بهذه الأدلة على المقصود ، أوردنا كلام بعض المحققين من العلماء فيها النص صراحة على المنع من إحداث أي وسيلة في الدعوة إلى الله تعالى ، اعتماداً على تلك العمومات من نصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة .
ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –
والشيخ حمود بن عبد الله التو يجري – رحمه الله تعالى –
والشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله تعالى - .
وهذا هو الذي نص عليه العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – حفظه الله تعالى – كما تقدم النقل عنه في هذه الرسالة ( ص 76-77 ).
وهو قول الإمام المحقق العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – حفظه الله تعالى - .
ومما يتأيد به هذا القول : شدة إنكار السلف لأي وسيلة محدثة ولو كان يجنى منها رقة القلب ودمع العين … ولو كانت (( نافعة ))على حد تعبير المعاصرين .
فإنكار السلف على القصاص وعلى أصحاب السماع المجرد عن الآلة معروف ومشهور لا يخفى علي أحدٍ .
· ثانياً : أن إحداث وسيلة في وسائل الدعوة يعتبر إحداثاً في الدين وخروجاً عن سبيل المؤمنين .
وما عرف إحداث الوسائل إلا عند أهل البدع والأهواء ، وعلى رأسهم : الصوفية . فهم سلف لمنادين بإحداث الوسائل المتلائمة مع العصر .
· ثالثاً : أن ما شوش بعض الأغمار من معرضة ما تقرر من توقيفية الوسائل : بما استجد في هذا العصر من آلات (( تقنية )) هو باطل مردود وقد كشفت هذه الرسالة ذلك ، وبينت أنه لا تعارض بين القول بتوقيفية الوسائل وبين استخدام هذه (( الآلات ))بشرط أن تكون هذه (( الآلات ) غير ممنوعة شرعاً .
أسأل الله عز وجل أن يجعل ما كتبته خالصاً لوجهه الكريم ، مقرباً لديه في جنات النعيم ، وأن يعم بنفعها إنه سميع مجيب قريب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .