ترجمة المؤلف
رحمه الله تعالى
1 – نسبه ومولده ونشأته:
هو العالم الجليل المدقق الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سلطان بن خميس الملقب كآبائه أبا بطين بضم الباء وفتح الطاء وهم من آل المغيرة من عائذ بطن من (عبدة) القحطانية ولد هذا العالم في روضة سدير في 20 من ذي القعدة سنة أربع وتسعين ومائة وألف من الهجرة في بيت علم وشرف ودين فرباه أبوه أحسن تربية فقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب وهو يافع.
2 – طلبه للعلم ومشايخه:
وشرع في طلب العلم في سن مبكرة، فقرأ على أبيه- وكان عالما جليلا من تلامذة الشيخ أحمد البسام- ولازم أباه ليله ونهاره وقرأ على محمد بن الحاج عبد الله بن طرد الحنبلي الدوسري لازمهما في الأصول والفروع والحديث، ثم سافر إلى شقراء فاستوطنها سكنا له ولازم علماءها ، ومن أبرزهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن حصين التميمي لازمه سنين في الأصول والفروع والحديث والتفسير وهو أكثر مشايخه نفعا له. كما قرأ على الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد العفالقي الأحسائي ثم المدني كما قرأ على العلامة الشيخ حمد بن معمر مؤلف الفواكه العذاب ولازمهما في الأصول والفروع والحديث. وفي العربية قرأ على أحمد العفالقي المتقدم وعلى حسين الجفري وأجازه بسند متصل بالحديث. وقرأ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (كما في روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوداث السنين للقاضي وعنوان المجد لابن بشر والسحب الوابلة لابن حميد باختصار وتصرف.
ص -21- في الدرعية على علمائها ومن أبرزهم عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجد في الطلب وثابر عليه، وكان مكبا على المطالعة حتى نبغ في فنون عديدة فصار مضربا للأمثال، ومن أوعية العلم والحفظ والفهم.
3 – تلامذته:
وقف المترجم له نفسه لنفع الخلق إفتاء وتدريسا فنفع الله به الأمة وتخرج عليه علماء وأئمة من أبرزهم محمد بن عبد الله بن حميد مؤلف السحب الوابلة وعثمان بن بشر مؤلف عنوان المجد وغيره وأحمد بن إبراهيم بن عيسى صاحب شرح نونية ابن القيم وتهديم المباني في الرد على النبهاني وغيرهما من المؤلفات النفيسة، وأبوه الشيخ إبراهيم بن حمد بن عيسى وصالح بن عيسى, وكان يستنيبه أحيانا على إمامة وخطابة الجمعة ومحمد بن عمر بن سليم وسليمان بن مقبل من قضاة بريدة , وعلي بن محمد الراشد قاضي عنيزة، وخلق كثير لا يحصيهم إلا الله. ومن عرف أن هؤلاء تلاميذه عرف منزلة الشيخ وقدره وقيمته.
4 – أعماله:
عينه الإمام سعود بن عبد العزيز قاضيا على الطائف وملحقاته عام 1220هـ وظل قاضيا فيها سنتين. قال ابن بشر 1/235: ولاه الإمام تركي قضاء الوشم ثم قاضيا في سدير مع الوشم وملحقاتها, فكان يقيم بعض الزمن بسدير وبعضه بالوشم ا.هـ . وقال القاضي في الروضة1/332: في عام 1248هـ عينه الإمام تركي قاضيا في عنيزة وفي عام 1250هـ بعد وفاة تركي عاد إلى الوشم وجلس للطلبة في شقراء . وانتهى الإفتاء والتدريس إليه فيها.
وقال ابن بشر2/69: وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين بعد الألف طلب رؤساء القصيم من الإمام فيصل أن يبعث إليهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين قاضيا في بلدانهم, ومدرسا لطلبة العلم في أوطانهم. وفي عام 1270غضب الشيخ على أهل عنيزة لقيامهم على أميرهم جلوى بن تركي فخرج
ص -22- متوجها إلى بريدة قاله ابن عيسى. قال: وفي هذه السنة رجع من عنيزة وبريدة إلى شقراء ا.هـ.
5 – صفاته:
كان آية في العدالة والنزاهة مسددا في أقضيته, وكان يبت في القضية واشتهر بفراسته التي لا تخطيء، وكان حازما في شؤونه إماما في كل العلوم كما قال ابن بشر: دمث الأخلاق مهيبا قليل الكلام لا يحب الشهرة وقورا له حزب من الليل لا يتركه كثير التلاوة حسن الخط مستقيما في دينه وخلقه سخيا يضرب به المثل بالكرم يصدع بكلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم. وكان ربعة من الرجال طلق الوجه أسمر اللون متوسط الشعر حسن الصوت.
6 – مؤلفاته:
ألف مؤلفات كثيرة مفيدة منها مختصر بدائع الفوائد ومختصر إغاثة اللهفان. وله حاشية على الزاد وشرح المنتهى وكتابان رد بهما على الملحد داود بن جرجيس هما الانتصار وتأسيس التقديس في الرد على ابن جرجيس. وله فتاوى ورسائل لو جمعت لجاءت أسفارا وله رسالة في تجويد القرآن.
7 – وفاته:
توالت عليه الأمراض وأرهقته الشيخوخة ، فوافته المنية مأسوفا على فقده في 7 من شهر جمادى الأولى من عام 1282هـ وحزن الناس لفقده وصُليَ عليه في جوامع نجد ورثي بمراثي عديدة. فرحمه الله ورضي عنه.