دروس وعظات وعبر لطلاب العلم من علاقتي مع الإمام الألباني عبر ما يزيد عن ربع قرن
الكاتب: علي رضا
لحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وعلى آله وصحبه ؛ وبعد :
فقد مر على أول لقاء لي بفضيلة شيخنا المحدث الإمام شيخ الإسلام - بحق - : محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وعلى آله وصحبه ؛ وبعد :
فقد مر على أول لقاء لي بفضيلة شيخنا المحدث الإمام شيخ الإسلام - بحق - : محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
( 35 ) عاماً ؛ قضيتها - بحمد الله تعالى - في الاستزادة من هذا العلم الشريف - علم الكتاب والسنة - فرأيت أن أفرد خواطري العلمية مع شيخنا رحمه الله تعالى في هذا المنبر - مع تثبيتها - حتى تكون نموذجاً لطلاب العلم تدفعهم وتشوقهم لمزيد من العناية بالعلم النافع - علم الكتاب والسنة - يرون فيها كيف تكون الصلة بالعلماء الربانيين حافزة ومشجعة للسير في هذا المضمار الطويل والشيق :
(( خواطري مع شيخنا الألباني )) 1 – 3
كان ذلك قبل تسع وعشرين سنة ( هذا تاريخ كتابة المقال قبل أكثر من ست سنوات ) ؛ إذ ذهبت مع أحد الأخوة إلى فندق الرحاب بجوار المسجد النبوي ، والتقينا الألباني في بهو الفندق ،
فذكر له الأخ الذي كان معي بأن هذا الشاب الصغير يريد أن يتعلم السلفية وما هو موقف المسلم من المذاهب الأربعة ؟
فجلس –رحمه الله – معنا قرابة الساعة ، وهو يشرح لنا السلفية وموقف المسلم من المذاهب الأربعة ، وقال لي : اقرأ كتاب
( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وعليك بكتب الحديث فأدمن النظر فيها ، وكان من ضمن ما نصحني باقتنائه ( المسند ) للإمام أحمد ، ومنذ ذلك الحين وأنا –بحمد الله تعالى – أحب الحديث وأهله والمصنفات فيه ، وكانت أول محاولة لي في ميدان البحث أن جمعت مرويات الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان من الكتب الستة ومسند أحمد والموطأ ، ثم خرجت الأحاديث
وقمت بإعطاء أحكام على الأسانيد ، ثم عرضت العمل على شيخنا مقبل الوادعي – رحمه الله – وكنت أستفيد من آرائه وتوجيهاته .
وكان شيخنا الألباني كلما جاء إلى المدينة حضرت مجلسه ، وكان أول مباحثة علمية جرت بيني وبينه حول حديث : ( لا تقتلوا أولادكم سراً ؛ فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه ) فأخبرته بأن فضيلته جود إسناده في ( الصحيحة ) 823 فذكر أن مداره على مهاجر بن أبي مسلم ، وقد روى عنه جماعة من الثقات ، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) !
ثم ضعف السند في ( غاية المرام ) 242 وقال بأن المهاجر بن أبي مسلم مجهول الحال ؛ لأن ابن أبي حاتم أورده في
( الجرح والتعديل ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وأن ابن حبان وثقه على عادته في توثيق الضعفاء والمجاهيل ؛ وقال الحافظ : مقبول – أي
عند المتابعة - وإلا فلين الحديث ، قال رحمه الله : ولم أجد له متابعاً فالحديث ضعيف !
فهز رأسه رحمه الله متأملاً فيما أقول ، وذكرت له أني خرجت الحديث في كتاب : ( أربعون باباًً في الطب من الأحاديث الصحاح والحسان ) – وهو أول أعمالي المطبوعة – ص104 .
ثم أرسلت لفضيلته : ( الثلاثيات ) و( صفة الجنة ) مع ابنيه : عبد المصور ومحمد ، ومن ثم اتصلت به وأخبرته ، ففرح جداً بتحقيق
( صفة الجنة ) لأبي نعيم الأصبهاني ، فقد خرج من عالم المخطوطات – التي كان رحمه الله يشير إليها – إلى عالم المطبوعات المشهورة !
ثم جرت بيننا اتصالات هاتفية كثيرة سألته بعدها عن رأيه فيما يكتبه علي رضا من تحقيقات ومقالات ومؤلفات ؛ فأثنى عليها وقال:
ما شاء الله ! يغلب عليها الصواب – مثلنا – وهي كتحقيقات البارزين في هذا المجال !
فحمدت الله كثيراً على هذه التزكية التي قل من يأخذها من فضيلته .
وقد كنت بعثت إلى أخينا الشيخ علي الحلبي برسائل بالفاكس عن بعض مقالاتي في الصحف ، ومنها مقال : ( كم ترك الأول للآخر )
الذي رددت فيه على المليباري ، فقرأها ثم سأله الحلبي عن رأيه ، فقال : والله جيدة ، وخاصة رده على المليباري هذا !
وقد كنت صححت حديث : ( لا تزوجوا النساء لحسنهن ...) متبعاً في ذلك ابن حزم في ( المحلى ) 11/ 122 وأوردت ذلك في
( الصناعة الحديثية عند ابن حزم ) – مع كتاب المجلى في تحقيق المحلى – ص223 برقم 157 زعماً مني أنه إسناد انفرد به ابن حزم !
ثم تبين لي وهمي ؛ فبعثت رسالة بالفاكس إلى أخينا الحلبي ، هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة المحدث الألباني – حفظه الله ونفع بعلمه الجميع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ، فقد وهمت في اتباع ابن حزم في
إسناد حديث : ( لا تزوجوا النساء لحسنهن ... ) ؛ إذ إنني أعلم أن الأفريقي هالك في غاية السقوط عند ابن حزم – كما في ( المحلى )
2/ 32 ، 147 ، 4 / 154 ، 7 / 357 - فمن المستبعد جداً أن يكون موجوداً في إسناد الحديث ثم يحتج به ابن حزم !؟
وهذا ما جعلني واثقاًً من كون الإسناد فيه متابعة سلمة بن شبيب للإفريقي ، ولكن :-
هذا مما يؤكد لأمثال المليباري أنكم – بحمد الله – من الذين من الله عليهم بالتوفيق لخدمة السنة المطهرة ؛ إذ إنني رجعت إلى ( مسند
البزار ) – البحر الزخار – ( 6 / 413 ) رقم ( 2438 ) فوجدت الإسناد هو نفسه الذي فيه الإفريقي ؛ فتأكدت من سقوط ذلك من إسناد( المحلى ) لابن حزم أو انتقال عينه – رحمه الله – من عبد الله بن يزيد المقرئ إلى عبد الله بن يزيد الحبلي وإسقاط الإفريقي
بينهما !!
فيبقى الحديث ضعيفاً كما حكم عليه الحافظ ابن حجر نفسه في ( مختصر زوائد البزار ) 1/ 333 رقم ( 528 ) وكما صنعتم – فضيلتكم – في ( الضعيفة ) 1060 فحكمتم على الحديث بالضعف ، ولعلي – إن شاء الله تعالى – مستدرك ذلك في ( تحقيقي للمحلى )
وفقكم الله ، وسدد خطاكم ، وختم لكم بحسن الخاتمة .
ابنكم : علي رضا بن عبد الله .
فلما انتهى أخونا الحلبي من قراءة الرسالة ، قال الألباني : جزاه الله خيراً ، ومثله ينفع الله به الناس إن شاء الله ، ثم بكى الإمام الألباني ، فسألت علياًً ؛ فقال : الشيخ رقيق وتذكر الموت فبكى .
(( دراسات علمية مع شيخنا الألباني )) 2 – 3
اقترح علي بعض المشايخ أن أجعل اسم هذه الحلقات - كما ترون - بدلاً من كلمة : خواطر؛ لاستخدام الحزبيين لها ؛ فأجبته لذلك لما في مخالفة هؤلاء القوم من الفوائد !
فمن الدراسات الجيدة مع فضيلة شيخنا الألباني ما دار بيني وبينه – رحمه الله – حول حديث : ( ما استجار عبد من النار سبع مرات في اليوم إلا قالت النار : يارب ! إن عبدك فلاناً قد استجارك مني فأجره ، ولا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قلت الجنة : يا رب ! إن عبدك فلاناً سألني فادخله الجنة ) .
فقد ذهبت إلى تضعيف سنده في ( صفة الجنة ) لأبي نعيم الأصبهاني رقم ( 67 ) ؛ لأن مداره على : يونس بن خباب ،وهو منكر الحديث كما قال البخاري ؛ بل قال الجوزجاني : كذاب مفتر ! ( صفة الجنة ) رقم ( 68 ) .
ثم وقفت – بعد ذلك – على تصحيح شيخنا للحديث في ( الصحيحة السادسة ) رقم ( 2506 ) ؛ إذ رجح رحمه الله أن يونس الذي
في إسناد أبي يعلى – المسند 11/ 54 رقم 6192 – إنما هو ابن يزيد الأيلي ، قال : ( لأن جرير بن حازم من المعروف أنه يروي عن يونس بن يزيد الأيلي كما تقدم ، فهذا هو ملحظ أولئك الحفاظ الذين صرحوا بصحة الحديث ، وأنه على شرط الشيخين ) .
ثم تكلم فضيلته على (علي رضا ) باعتبار أنه تسرع ورد على الحفاظ الذين صححوا الحديث ، وهم : المقدسي ، والمنذري ، وابن القيم ، وابن كثير !
وقد اتصلت فوراً بفضيلته وسألته عن سبب هذه القسوة في الرد علي ؟ فقال بالحرف الواحد :
كان هذا قبل أن نعرفك ؛ ثم تلطف معي كثيرًا وقال :
إن كثيراً من المتسرعين ممن نشئوا في هذا العلم يردون على كبار الحفاظ دون تريث وروية ؛ وأما أنت فإذا أصابك شيء من رشاش
كلامي فهي كالعملية الجراحية التي تسدد خطاك التي نرى فيها السداد – إن شاء الله – يستمر معك دائماً ، وأنا أستفيد من ملاحظاتك ،
ورجاع للحق إذا اتضح لي .
وقد كنت أخبرت فضيلته بأن حافظاًً مثل البوصيري في ( إتحاف الخيرة المهرة ) – المطبوع المسند برقم ( 8460 ) ومختصره برقم ( 7044 ) – قد جزم بأنه يونس بن خباب لا يونس بن يزيد !
فرد فضيلته قائلاً : إن الهيثمي ، والبوصيري ، وابن حجر ، كل هؤلاء نشئوا في هذا العلم ، ولم يصلوا إلى ما وصل إليه أولئك الحفاظ
الكبار .
ثم وقفت – بحمد الله تعالى وتوفيقه ومنه – على حافظ كبير ؛ بل هو إمام النقاد الحافظ الدارقطني الذي جزم بأن يونس هذا إنما هو ابن خباب كما بين ذلك بالتفصيل في ( العلل ) 11 / 188 – 190 رقم 2213 – فحمدت الله كثيراً على هذا التوفيق ، وعلمت يقيناً- لا ظناً- بأن البحث والتنقيب في بطون الكتب والمصنفات هي السبيل الأمثل لمعرفة الصواب في هذه الأمور ؛ وهكذا يضاف الدارقطني
- الذي هو أقدم وأعلم من جميع الحفاظ الذين ذكرهم الألباني بلا ريب - إلى قائمة المضعفين لهذا الحديث ، مع الهيثمي ، والبزار ، والبوصيري ، وعلي رضا- ولا فخر – ويظل الإسناد ضعيفاً جدًا ، فينقل من ( الصحيحة السادسة ) إلى ( الضعيفة السادسة)
أو غيرها من كتب شيخنا رحمه الله .
وقد أطلعت أخانا علي الحلبي على كلام الدارقطني ، فلعله أبلغ شيخنا بذلك ، والله أعلم .
تنبيه : في الحديث علة أخرى ، وهي الوقف على أبي هريرة رضي الله عنه : كذلك أخرجه الطيالسي في ( المسند ) برقم 2579
بإسناد قال عنه البوصيري نفسه : على شرط مسلم – المخطوط 3 / 23 – وقال عن الرواية المرفوعة : أبو يعلى والبزار بسند ضعيف لضعف يونس بن خباب .
وأقول : هو على شرط مسلم مع صحة السند ، ولله الحمد ، فإذا قلنا بأن له حكم الرفع ؛ لأنه مما لا يقال بالرأي ، فيكون حديثاً صحيحاً على شرط مسلم ، ولكن بلفظ : ( من قال : أسأل الله الجنة سبعاً ، قالت الجنة : اللهم ! أدخله الجنة ، ومن استعاذ من النار
سبعاً ، قالت النار : اللهم ! أعذه مني ) .
وهذه فائدة عزيزة جداً ، فلله الحمد عدد خلقه ، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته .
وقد ذكرت في ( صفة الجنة ) برقم ( 67 ) أن الحديث بلفظ : ( ما سأل رجل الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة : اللهم ! أدخله الجنة ، ولا استجار من النار إلا قالت : اللهم ! أجره مني ) قد صح من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه ، فمن أراد الزيادة فعليه براجعة المصدر السابق غير مأمور.
(( دراسات علمية مع شيخنا الألباني )) 3 – 3
الحقيقة أن ما علمناه شيخنا – رحمه الله – من شؤم التقليد ، هو الذي جعلني – بعد الله تعالى - أتتبع في تحقيقاتي الحديثية وتأليفاتي العلمية منهجه رحمه الله
في عدم التقليد ، وأن يكون في بعض تلك الكتابات بيان لبعض أوهام شيخنا رحمه الله ، فقد كان كثيراً ما يردد في كلامه معي ، أنه يستفيد من ملحوظاتي عليه ، وأنه رجاع إلى الحق إذا تبين له ذلك .
ووالله ! ما أنا وغيري من الذين ظهروا في ميدان البحث والتحقيق إلا حسنة من حسنات شيخنا رحمه الله ، فلولا الله ثم هو لما عرفنا السنة من البدعة ، ولا الصحيح من الضعيف ، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى مجدداً من مجددي هذا الدين ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) . انظر ( الصحيحة ) 599 .
فأقول وبه تعالى أستعين : روى الطبري في ( تهذيب الآثار ) – الجزء المفقود بتحقيقي – رقم ( 353 ) من طريق عمرو بن الهيثم أبي قطن ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاختة ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنوا عليه الصلاة .
قالوا : علمنا .
قال : قولوا : اللهم ! اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ! ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وأل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) .
هذا الإسناد الصحيح لو وقف عليه شيخنا رحمه الله لصحح الأثر الموقوف هذا ؛ ذلك لأنه خرجه في ( فضل الصلاة على النبي ) – صلى الله عليه وآله وسلم - لإسماعيل القاضي ص60 ثم قال : إسناده ضعيف ...! انظر ص 60 .
قلت : الصحيح في أمر المسعودي هو ما ذكره الحافظ العراقي بشأن التفصيل فيمن روى عن المسعودي قبل اختلاطه فيقبل ، وبعد الاختلاط فيرد !
وقال : وقد شدد بعضهم في أمر المسعودي ورد حديثه كله ؛ لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير . ثم ذكر كلام ابن حبان فيه بأنه لم يتميز حديثه القديم بحديثه للأخير فاستحق الترك ! انظر ( المجروحين ) 2 / 48 .
والصحيح التفصيل كما تقدم عن العراقي ، وهو ما اعتمده ابن الكيال في ( الكواكب النيرات ) ص64 – 65 ، وقال الحافظ ابن حجر : صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه : أن من سمع منه ببغداد ، فبعد الاختلاط ( التقريب ) 5130 .
وقد ذكر العراقي عمرو بن الهيثم – الراوي عن المسعودي - فيمن روى عنه قبل أن يقدم بغداد . ولعله لهذا صحح إسناده علاء الدين مغلطاي كما نقله السخاوي عنه في ( القول البديع ) ص49 وقال هو : إسناد الموقوف حسن .
وقد رواه الطبراني – أيضاً – من طريق الفضل بن دكين ، عن المسعودي به . ( المعجم الكبير ) 9 / 121 – 122 رقم 8594 .
وهذا إسناد صحيح أيضاً فإن أبا نعيم الفضل بن دكين ممن روى عن المسعودي قبل الاختلاط ، كما قال العراقي ، وأقره ابن الكيال .
وبتتبعي لتخريجات شيخنا الألباني ؛ فإني رأيته لا يفصل في شأن المسعودي ، فكأنه يميل إلى رأي ابن حبان ، ولو أنه رحمه الله فصل في المسعودي كما فصل في ابن لهيعة لكان هو الصواب إن شاء الله تعالى .
وهذا الأثر الموقوف رواه أيضاً من طرق أخرى ، عن المسعودي به : أبو يعلى في ( المسند ) 9 / 175 رقم 5267 ، وابن ماجة في ( السنن ) رقم 906 ،
والبيهقي في ( الدعوات الكبير ) رقم 157 ، وفي ( شعب الإيمان ) 2/ 208 رقم 1550 ، والدارقطني في ( العلل ) 5 / 15 رقم السؤال 682 ، وأبو نعيم في ( الحلية ) 4 / 271 ، والشاشي في ( المسند ) 2 / 89 – 90 رقم 611 ، وابن بشكوال ، والمعمري ، وعبد بن حميد ، وتمام ، وابن أبي عاصم ، والديلمي – كما في القول البديع ص49 - وأورده صاحب ( معجم المناهي اللفظية ) ص306 على اعتبار أنه حديث أو أثر ضعيف قال : والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم ؛ لكن الذكر بابه التوقيف ، والله أعلم .
قلت : الصواب أنه أثر صحيح ؛ لكن الأحاديث المرفوعة التي علمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيغ الصلاة عليه لا توجد فيها السيادة ، وهذا هو الأولى والأحرى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وختاماً أذكر آخر اتصال هاتفي لي مع محدث العصر رحمه الله فور علمي بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة السنة والحديث النبوي الشريف ، ولشدة مرض شيخنا استطعت – في المرة الخامسة – أن أجري معه الحوار التالي – والذي غاظ الحزبيين والحساد كثيراً - :
الألباني : السلام عليكم .
علي رضا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فضيلة الشيخ كيف حالكم ؟
الألباني : أهلاً وسهلاً ، أحمد الله إليك .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك يا فضيلة الشيخ .
الألباني : الله يحفظك ، أهلاًً وسهلاً مرحباً .
علي رضا : والله ! يا شيخ أنا كذا مرة أتصل ما استطعت أن أتحدث معكم ، و( حبيت إني أكون ) أول من يهنئكم بهذه الجائزة ، الله يجعلها – إن شاء الله –
نصراً مبينا ً بإذن الله تعالى ، وفي نفس الوقت تكون – أعني – أكبر حجر يلقم في أفواه هؤلاء الذين يطعنون في الشيخ الألباني ، فجزاكم الله خيراًً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك ؛ أولاًً : أنا أعتذر إليك ؛ لأنك حينما كنت تتصل كنت نائماً.
علي رضا : أخبروني .
الألباني : ولعلك تعلم أني مريض منذ أكثر من سنة .
علي رضا : الله يشفيكم ويطهركم – إن شاء الله – ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم .
الألباني : الله يبارك فيك ، هذا من جهتكم ، ومن جهة الجائزة فهي – الحقيقة – قيمتها ما أشرتم إليها آنفاً ؛ فلعلها تلقم حجراً لأعدائنا وخصومنا بالباطل .
علي رضا : بارك الله فيكم ، والله هذا هو الذي جعلنا – أعني – نحن نعرف أن القيمة المعنوية هي أهم شيء بارك الله فيكم .
الألباني : وهذا هو المهم ؛ ولهذا أنا قلت – حينما قدموا إلي – هذه البشارة ، قلت : اللهم ! لا عيش إلا عيش الآخرة .
علي رضا : الله أكبر.
الألباني : ونسأل الله أن تكون مقدمة بالنسبة لي ولكل محب لي : بشارة ومقدمة للجائزة الكبرى ليوم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
علي رضا : آمين – والله – آمين ، جعلنا الله وإياكم في فردوسه الأعلى يا فضيلة الشيخ .
الألباني : إن شاء الله ذلك ما أبغي .
علي رضا : الله يسلمك يا فضيلة الشيخ ؛ كنت ( ذكرت ) مرة : تحدثنا سوياً وسألتكم عن كتابات وتحقيقات ومقالات علي رضا - أعني شخصي الفقير -
وأثنيتم عليها ثناءً عطراً – بارك الله فيكم – الآن كثير من الحساد والمغرضين وغيرهم – يا شيخ – يقولون : الشيخ طعن فيك في ( الجزء السادس ) فهذا هو عندنا الجرح المفسر وما نقبل كلامك ( وما أدري أيش ) – كثير من هذا الكلام – فما تعليق فضيلتكم بارك الله فيكم ؟
الألباني : كما قلت آنفاً أنا الآن صحتي لا تناسبني ولا تمكنني أن أخوض هذه المعارك ، ولذلك أنا أعتذر عن الخوض في مثل هذه المسائل ، أخشى أن يكون لها ما بعدها ، وجسمي لا يتحمل ذلك .
علي رضا : أنا أعلم أعلم – بارك الله فيكم – يا شيخ .
الألباني : وفيكم بارك ، لكن لا يضيرك أن يتكلم الناس – هنا يسعل الشيخ -.
علي رضا : شافاكم الله وعافاكم وبارك فيكم .
الألباني : لا يضيرك أن يتكلم الناس بغير حق فيمن يتكلم بالحق ؛ فالله عز وجل ناصره ، كما هو وعده الصادق في مثل قوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) فعليك التزام المنهج السلفي ، ولتمض القافلة تمشي .
علي رضا : الحمد لله ، هذا هذا الذي أحببت أن أسمعه منكم فضيلة الشيخ ، وجزاكم الله خيراً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك .
علي رضا : وأنا والله – من محبتي لكم الشديدة – أحببت أن أكون أول المهنئين ، ولكن فيما بعد أخبرتني – زوجكم الكريمة – أن عندكم علماً بهذا .
الألباني : أي نعم . على كل حال جعلك الله دائماً مبشراً والوجه الذي يأتي دائماً بالخير .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك فضيلة الشيخ .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : الله يسلمكم ، الشيخ حمدي السلفي كلمته ويسلم عليك ويهنئك أيضاً .
الألباني : أيضاً بلغوني ذلك ، فجزاكم الله خيراً كثيراً .
علي رضا : الله يبارك فيك ما نبغي نطول عليك والله .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الألباني : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
تم هذا اللقاء في يوم 20 / 9 / 1419 هجرية .