بسم الله الرحمن الرحيم
الطائفة المنصورة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، أمَّا بعد :
( 1 )
فقد طُلب منِّي أن ألقي كلمةً عن عقيدة الطائفة المنصورة ؛ التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس )) وفي رواية : (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك )) وحيث أنَّ الكلمة المكتوبة تبقى وتستمر الإستفادة منها على مرِّ الزمن ، فقد فضَّلت أن أكتب ما يسره الله لعلَّ الله أن ينفع بذلك ، فأقول :
إنَّ الطائفة المنصورة هم الفرقة الناجية ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم الجماعة ، وهم الذين يسيرون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهذا لايستطيعه أحد غير أصحاب الحديث ؛ الذين يتبعون الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
أمَّا عقيدتهم فهم : -
1- يؤمنون بأنَّ الله واحدٌ أحد فردٌ صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وأنَّه هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، وهو الظاهر الذي ليس فوقه شـيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء ؛ خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، ثمَّ استوى على العرش .
2- يعلم ما كان وما يكون ؛ يعلم حركات العباد ، وسكناتهم ، وألحاظهم ، وألفاظهم ووساوس صدورهم ؛ قال تعالى : ) ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( [ ق : 16 ] .
3- يؤمنون بأنَّه كتب على العباد ما هم صائرون إليه من سعادة وشقاوة ، وإيمانٍ وكفر ، وطاعةٍ ومعصية ، وغنى وفقر ، وقوةٍ وضعف ، وصحةٍ ومرض ، وسيصير كلُّ عبدٍ منهم إلى ما هو مكتـوبٌ له أو عليه ، فالمؤمنون يهديهم الله بفضله ، والكافرون يضلهم الله بعدله ؛ وله فيهـم
الحكمة البالغة ، وله عليهم الحجة الدامغة ؛ لايظلم ربنا أحداً ، ولكنَّ الناس أنفسهم يظلمـون قال تعالى : ) إنَّ الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجـراً عظيمـا( [ النساء : 40 ] .
4- يؤمنون بأنَّ لله أسماءً حسنى ، وصفاتٍ عليا ؛ تليق بجلاله سبحانه وتعالى ، وأنَّ الواجب على العباد الإيمان بها على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه ، وأنَّ الواجب إمرارها كما جاءت من غير تحريفٍ ، ولاتأويلٍ ، ولاتشبيه ، ولاتعطيل ، ولاتكييفٍ ، ولاتمثيل ؛ بل يعتقدون معنى كل صفةٍ على ما تقتضيه في اللغة العربية على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه .
5- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الإيمان قولٌ ، وعمل ، واعتقاد ؛ قولٌ باللسان ، واعتقادٌ بالقلب وعمل بالجوارح ، وأنَّه يزيد وينقص ؛ يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، وأنَّ تارك العمل زنديقٌ غير صادقٍ في ادعائه الإسلام ؛ لأنًَّ الله سبحانه وتعالى ما ذكر الإيمان إلاَّ وذكر معه العمل الصالح ، وأنَّ تارك الصلاة كافرٌ كفراً يخرج من الملة للأدلة الدالة على ذلك ؛ منها قول الله سبحانه وتعالى : ) فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ( [ التوبة : 11 ] وقد اتفق الأئمة الثلاثة مالكٌ ، والشافعي ، وأحمد أنَّ تارك الصلاة يستتاب فإن تاب وإلاَّ قتل حداً على رأي الإمامين ؛ مالكٌ ، والشافعي ، وعن أحمد روايتان رواية كقول مالك ، والشافعي ، ورواية أنَّه يكفر بالترك ؛ فلذلك يقال بأنَّه يقتل كفراً أمَّا أبو حنيفة فإنَّه لايرى قتله ؛ وهو قولٌ شاذ ، وذلك ؛ لأنَّه يقول بالمذهب الإرجائي أي إرجاء الفقهاء ، ومن ادَّعى الإسلام ، ونطق بالشهادتين ، وترك العمل لم يكن صادقاً فيما ادَّعاه حتى يعمل ، وإن لم يعمل استتيب فإن تاب وإلاَّ قتل كما سبق بيانه .
6- وتعتقد الفرقة الناجية والطائفة المنصورة أنَّ الله يتكلم بكلامٍ قديم النوع حادث الآحاد ، وأنَّه كلَّم موسى عليه الصلاة والسلام من الشجرة ، وكلَّم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به من رواء حجاب ، والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله : ) قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مـددا ( [ الكهف : 109 ] ومنهـا قوله : ) وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثمَّ أبلغه مأمنه ( [ التوبة : 6 ] ومن ذلك أيضاً قوله : ) ولمَّا جاء موسى لميقاتنا وكلَّمه ربه قال ربِّ أرني أنظر إليـك ( [ الأعراف : 143 ] وكلامه صفةٌ من صفاته : لانقول خلقه في الشجرة كما تقوله بعض فئات الضلال ، ولانقول عبارةٌ عنه كما يقوله بعضهم بل نقول كلام الله ، وكلامه صفة لائقةٌ بجلاله سبحانه .
7- وتؤمن الطائفة المنصورة أنَّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوق منه بدا ، وإليه يعود ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى في ج12 / 487 : " المأثور عن أحمـد وعامة أئمة أهل السنة والحديث أنَّهم كانوا يقولون : من قال القرآن مخلوق فهو كافر ، ومن قال أنَّ الله لايرى في الآخرة ؛ فهو كافر ، ونحو ذلك ، ثمَّ حكى أبو نصر السجزي عنهم في هذا قولين :
أحدهما : أنَّه كفرٌ ينقل عن الملة ؛ قال وهو قول الأكثرين ، والثاني : أنَّه كفرٌ لاينقل ، ولذلك قال الخطابي إنَّ هذا قالوه على سبيل التغليظ ، وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء ، فأطلق أكثرهم عليه التخليد كما نقل ذلك عن طائفةٍ من متقدمي علماء الحديث ؛ كأبي حاتم ، وأبي زرعة ، وغيرهم ، وامتنع بعضهم من القول بالتخليد " انتهى ما أردت نقله بتصرفٍ يسير في أوله ، قلت : في نظري أنَّ القول بكفر من قال أنَّ القرآن مخلوق أنَّه كافرٌ كفراً يخرج من الملة بعد إقامة الحجة عليه ؛ هذا هو الحق إن شاء الله ؛ لأنَّه كذَّب الله في خبره حيث قال : ) وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ( والمقصود بكلام الله هو القرآن ، وكذلك قوله سبحانه : ) قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( وقد قام إجماع السلف من الصحابة ومن بعدهم من أئمة الهدى أنَّ القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود ؛ أنزله بعلمه ليتخذه العباد إماماً ؛ يعتقدونه ، ويعملون على ضوئه ؛ قال تعالى : ) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر ( [ القمر : 17 ، 22 ، 32 ] .
8- وتؤمن الطائفة المنصورة بوجوب التحاكم إلى الله عزَّ وجل ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ) وما اختلفتم فيـه من شيءٍ فحكمــه إلى الله ( [ الشورى : 10 ] وقوله سبحانه : ) فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسـول إن كنتـم تؤمنـون بالله واليوم الآخر ( [ النساء : 59 ] والرد إلى الله هو بالرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول هو بالرد إلى ما صحَّ من سنته صلى الله عليه وسلم على قواعد أهل الأثر ؛ سواءً كان ذلك في العقائد أو غيرها وأنَّه لايجوز لأحدٍ أن يدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحدٍ من الناس كائناً من كان ، وقد قال مالكٌ فيما أثر عنه : " ما منَّا أحدٌ إلاَّ ويؤخذ من قوله ويرد إلاَّ صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
ولنضرب لذلك مثلاً من الواقع الذي نعيشه : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أُمر أن تكون دعوته مبدوءةً بالتوحيد كما هي دعوة كل رسول قال تعالى : ) ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ( [ النحل : 36 ] وقد قرر مؤسس دعوةٍ معاصرة أن تكون دعوته ودعوة أتباعه إلى إعادة الخلافة الضائعة ، فأطاعه أتباعه في ذلك ، فأظهروا للناس أنَّهم يدعون إلى التنسك والعبادة ، وتسرَّروا ، وأبطنوا في دعوتهم الإطاحة بالدول الموجودة واحدةً تلو الأخرى حتى تعود الخلافة إلى ما كانت عليه سابقاً حسب زعمهم حتى يكون للمسلمين جميعاً خليفةٌ واحد ، ويقول الواحد منهم للسحابة : أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك ، وقد توصلوا إلى ذلك بأمور يطول شرحها .
والمهم أنَّ أولئك القوم عصوا أمر الله ، وأمر رسوله حين أمر الله ورسوله أن تكون الدعوة مبدوءةً بالتوحيد ، وأطاعوا ذلك المتحزب حين أمرهم بالدعوة إلى إعادة الخلافة ، والله أمر أن تكون الدعوة دينية ، وذلك المؤسس أمر أن تكون الدعوة سياسية ، والله تعالى أمر أن تكون الدعوة ظاهرة ، وذلك المؤسس أمر أن تكون الدعوة سرية ، والله جعل الشرك الأكبر محبطاً للعمل موجباً للخلود في النار ، وذلك المؤسس خصَّ بالمحاربة الفواحش ، وسكت عن الشرك الأكبر المخرج من الملة ، والله أمر بطاعة ولاة الأمر ، وعدم الخروج عليهم ، وذلك المتحزب أمر بالخروج على ولاة الأمر ، وأخذ السلطة من أيديهم ، وهكذا مخالفات لأمر الله ورسوله ، وطاعةٌ عمياء لأوامر مؤسس الحزب ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون .
9- وتعتقد الطائفة المنصورة ، وجوب طاعة ولاة الأمور ، وعدم الخروج عليهم ، والمنازعة لهم والكلام في المجالس العامة بما يعدُّ إثارةً عليهم أو انتقاصاً لهم أو تهويناً من شأنهم ، وأنَّ الواجب طاعتهم فيما لايكون معصيةً لله تعالى ، والصلاة ورائهم ، والقتال معهم ، ودفع الزكاة إليهم والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة منها :
( 1 )
حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين قال : (( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وعلى أثرةٍ علينا ، وألاَّ ننازع الأمر أهله إلاَّ أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان )) .
( 2 )
( 3 )
ومنها حديث ابن عباس في الصحيحين : (( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فإنَّه من خرج من الجماعة شبراً فمات إلاَّ مات ميتةً جاهلية )) وفي رواية : (( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )) .
ومنها حديث ابن عمر فيهما أيضاً : (( من خلع يداً من طاعة لقيَ الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية )) .
ومنها حديث عن أبي هريرة عند مسلم ، ومنها حديث عن أبي ذر ، ومنها حديث عن عوف بن مالك الأشجعي ، ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، ومنها حديث عن أمِّ سلمة ، ومنها حديث عن أبي سعيد الخدري ، وحديث عن عرفجة الأشجعي رضي الله عنهم جميعا ، وكلُّ هذه الأحاديث تنهى عن الخروج والمنازعة ، وتأمر بالسمع ، والطاعـة ومن خالفـها ، واستهان بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ التي فيها فهو مبطلٌ ، ومعتدٍ وظالم .
10- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الخوارج فرقة ضلالة ، وفئة إفساد ، وأنَّ الواجب على ولاة الأمور أن يتعقبوهم ، ويقتلوهم أينما حلُّوا ، وحيث ما وجدوا ، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود)) وفي رواية : (( قتل عاد )) وفي رواية : (( هم شر الخلق والخليقة )) وفي رواية : (( طوبى لمن قتلهم أو قتلوه )) وفي روايـة : (( شر قتلى تحت أديم السماء )) .
وإنَّ هذه الأوصاف التي وصف بها الخوارج ؛ الذين يخرجون على ولاة الأمر منطبقة على الذين ظهروا في هذا الزمن ، وهم الذين يسمَّون بالإرهابيين في الإصطلاح الجديد ، وهم جديرون بهذا الاسم ؛ لأنَّهم يستعملون الخداع ، والتورية ؛ فهم إذا قالوا نحن في أعناقنا بيعة لولي الأمر إنَّما يورُّون بذلك تورية ؛ وهم يقصدون أنَّ في أعناقهم بيعة لولي الأمر المنتظر ؛ الذي تنبثق عنه هذه الجماعة كما قال ذلك صاحب الجماعة الأم ، وهم يختلفون عن الخوارج القدامى بأنَّهم يستعملون النفاق والتقية ؛ فهم أخذوا من كل بدعة شرَّ ما فيها ، فأخذوا عن الخوراج القدامى الخروج ، واستباحة دماء المسلمين ، وأموالهم ؛ بناءاً على تكفيرهم لهم ، وأخذوا من أهل التشيع التقية ، وهي النفاق إلى غير ذلك من الأمور التي هي حاصلةٌ منهم ، ومعروفةٌ عنهم .
11- وتؤمن الطائفة المنصورة بأنَّه لايجوز لأحدٍ أن يكفِّر أحداً من المسلمين إلاَّ بما يوجب ذلك كأن يقع منه الشرك الأكبر أو يكفر بواحدٍ من أركان الإيمان الستة كإنكار يوم القيامة أو إنكار الملائكة أو غير ذلك مما هو ثابتٌ بالكتاب والسنة أو يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام ، وذلك أنَّ الله عزَّ وجل ذكر رابطة الإيمان بين المؤمنين المتقاتلين فقال تعالى : ) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ( [ الحجرات : 9 ] وقال : ) فمن عفي له من أخيه شيءٍ فاتباعٌ بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان ( [ البقرة : 178 ] ومن هنا يفهم من الآيتين أنَّ ارتكاب المعاصي لاتخرج من الإسلام ؛ سواءً كانت كبائر أو صغائر إلاَّ أن يستحلَّ حراماً مجمعاً عليه كالربا ، والزنى ، وشرب الخمر ؛ أي يستحله استحلالاً اعتقادياً ؛ أمَّا الفعل فلا يوجب كفراً ، وكذلك تحريم الحلال المجمع عليه .
12- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ تكفير المسلمين تترتَّب عليه أمورٌ مشينة ؛ وضارة بالمسلمين وهي استباحة دماءهم واستحلال أموالهم وأعراضهم ، وأنَّ من قال بذلك فإنَّه يحوِّل المجتمع الإسلامي إلى مجتمعٍ مضطرب لايجد أهله الراحة ، ولا الطمأنينة ؛ ليؤدوا عبادة ربهم في يسر وسهولة ؛ فلذلك يجب أن يحذر المسلمون من هذا المسلك الخطير ، وأن يبتعدوا عنه كلَّ البعد وأن يعلموا أنَّ من دعاهم إليه فقد دعاهم إلى ما يضرُّ بدنياهم وآخرتهم .
13- وتعتقد الطائفة المنصورة وجوب مجانبة أهل البدع ، والبعد عنهم ، وهجرهم بقدر الإمكان
_______________
سواءً كانوا خوارج أو شيعة أو جهمية أو معتزلة أو صوفية أو إخوانية أو سرورية أو قطبيـة أو تبليغية أو تحريرية أو غير ذلك من الأحزاب الجديدة ، وأنَّ الواجب على المسلم أن يبتعد عن هذه
الأحزاب وعن أصحابها خوفاً من أن يناله من معرَّتها ما يكون جارحاً في دينه ؛ وضارَّاً بمجتمعه نسأل الله أن يعصمنا من هذه الحزبيات ، ومن أصحابها ، وأن يقينا كيدهم ، وشرهم ؛ إنَّه ولي ذلك والقادر عليه .
14- وتعتقد الطائفة المنصورة وجوب الاعتراف بفضل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ، ومحبتهم لله ، ثمَّ لقرابتهم لنبيه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ) قل لا أسألكم عليه أجرا إلاَّ المودة في القربى ( [ الشورى : 23 ] أي إلاَّ أن تودوا قرابتي وتحبوهم من أجلي ؛ لذلك فنحن يجب أن نحبهم من غير غلوٍّ فيهم ، ولا اعتقاد لعصمتهم .
15- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّه يجب أن نحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونعرف لهنَّ حقَّهنَّ ، ونعتقد بأنَّهنَّ طيباتٍ طاهرات مطهَّرات ، ونبغض ، ونلعن من يرميهنَّ بالفاحشة بعد أن برأهنَّ الله منها ؛ بل ونعتقد كفره ؛ لقوله تعالى في سياق براءة عائشة رضي الله عنها ؛ وعن جميع أزواجه : ) الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرَّأون مما يقولون ( [ النور : 25 ] فهذه البراءة لعائشة رضي الله عنها ؛ وهي براءةٌ لجميع الأزواج المطهرات رضي الله عنهنَّ ، وأرضاهنَّ ، وأفضلهنَّ خديجة ، ثمَّ عائشة رضي الله عنهنَّ أجمعين .
( 1 )
16- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الواجب على كلِّ مسلم أن يعرف لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حقهم ، وفضلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) رواه البخاري ومسلم ، ويعتقدون وجوب الكفِّ عمَّا شجر بين الصحابة ، وعدم الخوض في ذلك ، ويعتقدون أنَّ أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكرٍ الصديق ، ثمَ عمر بن الخطاب ، ثمَّ عثمان بن عفان ، ثمَّ علي بن أبي طالب ، ثمَّ بقية العشرة ثمَّ أهل بيعة العقبة ، ثمَّ المهاجرون الأولون من أهل بدرٍ ، ثمَّ أهل بيعة الرضوان ، ثمَّ من أسلم وهاجر وقاتل قبل الفتح ، ثمَّ من أسلم وقاتل بعد الفتح ، ثمَّ صـغار الصحابة رضي الله عنهم جميعا .
( 2 )
17- وتعتقد الطائفة المنصورة فضل القرون الثلاثة المفضلة على غيرها من الأمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته )) إنَّ الواجب على كل مسلمٍ أن يعود إلى فهم الصحابة
_______________
رضوان الله عليهم للنصوص الشرعية ، ثمَّ إلى فهم علماء التابعين الذين أخذوا عن الصحابة ، ثمَّ إلى فهم علماء أتباع الأتباع ، ثمََّ أهل الحديث في كلِّ زمن لأنَّهم هم المنوَّه عنهم في قول الله تعالى : ) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولَّى ونصله جهنَّم وساءت مصيرا ( [ النساء : 115 ] فأي تفسيرٍ للقرآن أو شرحٍ للسنة لايؤثر عن الصحابـة ولا عن أهل الحديث من بعدهم فإنَّه باطلٌ ، ولايجوز المصير إليه ولا الأخذ به ، ولمَّا سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن الطائفة المنصورة قال : " إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟! " .
18- وتؤمن الطائفة المنصورة بعذاب القبر ونعيمه ، وقد جاء في الحديث أنَّ القبر روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النار إلاَّ أنَّ الحديث بهذا اللفظ فيه ضعف فهو عند الترمذي من طريق عطية العوفي ؛ وهو ضعيفٌ ، وعزاه في مجمع الزوائد 3 / 46 إلى الطبراني في الأوسط وقال فيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيـف ، ولكنَّه من حيث المعنى تشهد له أحاديث كثيرة وصحيحة ولفظه : عن محمد بن أحمد بن مدويه حدثنا القاسم بن الحكم العرني حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال : (( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون ؛ قال : أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى الموت ، فأكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقـول : أنا بيت الغربة ، وأنا بيت الوحدة ، وأنا بيت التراب ، وأنا بيت الدود ، فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر : مرحبا وأهلا ؛ أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري ؛ إلي فإذ وليتك اليوم ، وصرت إلي فسترى صنيعي بك ؛ قال : فيتسع له مد بصره ، ويفتح له باب إلى الجنة ، وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر : لا مرحبا ، ولا أهلا ؛ أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري ؛ إلي فإذ وليتك اليوم ، وصرت إلي فسترى صنيعي بك ؛ قال فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه ؛ فأدخل بعضها في جـوف بعض قال : ويقيض الله له سبعين تنيناً ؛ لو أنَّ واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ، ويخدشنه حتى يفضي به الحساب ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )) قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ؛ قال الإمام الألباني رحمه الله في _______________
سب الصحابة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ضعيف سنن الترمذي ص239 ضعيفٌ جداً ، وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 4990 لكن جملة : (( هادم اللذات )) صحيحة فانظر الحديث برقم 2409 قلت : عطية الوارد في سند الحديث ضعيفٌ جداً ؛ كان يقدِّم علياً على الكل ، وكان يجالس أبا سعيد الخدري ، فلمَّا توفي جالس الكلبي ، وكنَّاه أبا سعيد ، وكان يحدث عن الكلبي ؛ فإذا قيل من حدَّثك قال : حدثـني أبو سعيد ؛ يوهم أنَّه سعيد الخدري ؛ وهو يقصد الكلبي ؛ وهذه خيانة عظيمة .
قال الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي في العقيدة الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك ، والإيمان به ، ولانتكلم في كيفيته ؛ إذ ليس للعقل وقوفٌ على كيفيته لكونه لاعهد له به في هذه الدار ، والشرع لايأتي بما يحيله المعقول ، ولكنَّه يأتي بما تحار فيه العقول " .
( 2 )
( 1 )
19- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الله يبعث من في القبور ، ويجمعهم ليوم القيامة ، فتدنوا الشمس منهم ، ويصهرهم العرق ، فيلتمس المؤمنون الشفاعة ، فيأتون إلى آدم ، ثمَّ إلى أولي العـزم فكلهم يأباها حتى تصل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فيقول : أنا لها ، فيشفع في فصل القضاء ، وذلك هو المقام المحمود الذي وعده به ربه عز وجل في قوله : ) عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا ( [ الإسراء : 79 ] وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم يستأذن على ربِّه عزَّ وجل ؛ فيأذن له ، فإذا رأى ربَّه سجد سجدةً قدر جمعة ، ثمَّ يقال له : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفَّع ، فيقول : ربِّ أمتي أمتي ، فيأمر الله بفصل القضاء ، وأمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم هي أول أمةٍ يقضى بينها ؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة .
20- وتعتقد الطائفة المنصورة بما يحويه يوم القيامة من الوقوف ، والحساب ، وتطاير الصحف والميزان ، والصراط ، والجنة ، والنار ، وغير ذلك مما يجري في ذلك اليوم .
21- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الجنة والنَّار مخلوقتان الآن ، وأنَّهما خلقتا قبل خلق السماوات والأرض ، وأنَّهما لاتفنيان أبداً قال سبحانه وتعالى : ) فأمَّا الذين شقوا ففي النَّار لهم فيها زفيرٌ _______________
وشهيق * خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاَّ ما شاء ربك إنَّ ربَّك فعَّالٌ لما يريد * وأمَّا الذين سعدوا ففي الجنة ما دامت السماوات والأرض إلاَّ ما شاء ربك عطاءاً غير مجذوذ ( [هود 106 – 108 ] وقال تعالى في الجنة : ) أكلها دائمٌ وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ( [ الرعد : 35 ] وقال جلَّ وعلا في النار : ) ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنَّكم ماكثون ( [ الزخرف : 77 ] .
22- وتعتقد الطائفة المنصورة أنَّ الله يُرى في الآخرة يراه المؤمنون في عرصات القيامة ، ويرونه في الجنة حين يكشف الحجاب عن وجهه ، ويمكِّنهم من النظر إليه زيادةً في نعيمهم كما قال سبحانه وتعالى : ) للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ( [ يونس : 26 ] قال الإمام ابن كثير رحمة الله تعالى في تفسيره : " تشمل الزيادة تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وزيادة على ذلك أيضاً ، وتشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم ، وما أخفاه لهم من قرة أعين ، وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم ؛ فإنَّه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لايستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته ، وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق ، وحذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن سابط ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعامر بن سعد ، وعطاء والضحاك والحسن ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم من السلف والخلف " اهـ
وأخيراً هذا ما تيسر تدوينه في عقيدة أهل السنة والجماعة نسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهـه موافقاً لما صحَّ عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله ، وصحبه .
1 ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه و سلم :{ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم } ، وكذا في كتاب الإيمان باب نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وأخرج بنحوه أيضاً البخاري بدون ذكر لفظ الطائفة في كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وفي كتاب فرض الخمس باب قول الله تعالى ] فأن لله خمسه وللرسول [ وفي كتاب المناقب باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه و سلم آية فأراهم انشقاق القمر ، وفي كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة باب قول النبي r لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم ، وكتاب التوحيد باب قول الله تعالى : ] إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون [ .
2 ) الحديث أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الشهادات باب لايشهد على جور إذا شهد ، وأخرجه أيضاً الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة y ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه .
1 ) الحديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب فضائل الصحابة واللفظ له باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لو كنت متخذاً خليلاً )) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الفضائل باب تحريم =
1 ) أخرجه الإمام البخاري في كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سترون بعدي أموراً تنكرونها " وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية .
2 ) الحديث رواه البخاري في كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : {سترون بعدي أموراً تنكرونها } واللفظ الوارد في الشرح له وأخرجه مسلمٌ في كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن .
3 ) الحديث أخرجه الترمذي في سننه في كتاب الأمثال باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة وهو الباب الثالث من أبواب هذا الكتاب وقد صحح حديثه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي . وأخرجه الإمام أحمد في كتاب مسند الشاميين برقم 16718 و17344 وكذلك أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21835 عن الصحابي الجليل أبي مالكٍ الحارث الأشعري رضي الله عنه وكذلك أخرجه في مسند الأنصار برقم 21050 و 21051 بترقيم العالمية عن الصحابي الجليل أبي ذرٍّ رضي الله عنه .
1 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال ، وتحريم الخروج على الطاعة ، ومفارقة الجماعة .
2 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال ، وتحريم الخروج على الطاعة ، ومفارقة الجماعة .
3 ) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسند الأنصار بترقيم العالمية 21050 و21051 .
4 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب خيار الأئمة وشرارهم .
5 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول .
6 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك .
7 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب إذا بويع لخليفتين .
8 ) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب الإمارة باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع .
9 ) الحديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي كتاب فضائل القرآن باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تآكل به أو فخر به من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
10 ) الحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب ، وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع ، وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم .
11 ) الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى : ] وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً[ و أورده في كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع وفي كتاب تفسير القرآن باب قول الله تعالى :] وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم [ وفي كتـــاب التوحيد باب قوله تعالى] تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه[ و أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم .
12 ) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب الزكاة باب الخوارج شر الخلق والخليقة .
= 13 ) الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب قتال أهل البغي باب الخلاف في قتال أهل البغي ، وأخرجه أحمد عن أنس وغيره من الصحابة برقم 13362 و19172 و19433 طبعة مؤسسة قرطبة ، وقد صحح الحديث الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم 3668 وأشار إلى المشكاة برقم 3543 .
14 ) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن عن رسول الله باب ومن سورة آل عمران ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 908 و22237 و22262 وفي المعجم الكبير للطبراني برقم 8033 و8036 و8051 وفي مصنف عبد الرزاق برقم 18663 قال الألباني حديث حسنٌ صحيح انظر صحيح الترمذي في ج3 / 205 طبعة مكتبة المعارف وقال انظر إلى صحيح ابن ماجة برقم ( 176 ) .
1 ) رواية : " قدر جمعة " أخرجها ابن حبان في صحيحه في ج14 / 393 باب ذكر وصف قوله صلى الله عليه وسلم وأول شافع وأول مشفَّع من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، وأخرجه أحمد في مسند أبو بكر في ج1 / 4 برقم الحديث 15 ، وأصل الحديث في الصحيحين أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب ذرية من حملنا مع نوح إنَّه كان غفورا رحيما ، وفي كتاب التوحيد باب قول الله تعالى : (( لما خلقت بيدي )) وفي باب كلام الرب عزَّ وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
2 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الجمعة باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
كتبها
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي
1 / 4 / 1427 هـ