ابن حزم في (سير أعلام النبلاء) للذهبي (1)
ترجمة ابن حزم[1]
اسمه ونسبه:
هو: الإمامُ الأوحدُ، البحرُ، ذو الفنون والمعارف، الفقيهُ الحافظُ، المتكلِّمُ الأديبُ، الوزيرُ الظَّاهريُّ، صاحبُ التَّصانيف؛ أبو محمَّدٍ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد، الفارسيُّ الأصل، ثمَّ الأندلسيُّ القرطبيُّ اليزيديُّ؛ مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي ـ رضي الله عنه ـ المعروف بيزيد الخير[2]، نائب أمير المؤمنين أبي حفصٍ عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ على دمشقَ. فكان جده يزيد؛ مولىً للأمير يزيد أخي معاوية، وكان جدُّه خلف بن معدان هو أول من دخل الأندلس في صحابة ملك الأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المعروف بالدَّاخل[3].
مولده:
قال القاضي صاعد بن أحمد التَّغْلبيُّ (462هـ)[4]: كتبَ إليَّ ابنُ حزمٍ ـ بخطِّه ـ يقول: ولدتُ بقرطبةَ، في الجانب الشَّرقي، في رَبَضِ منية المغيرة، قبل طلوع الشَّمس، وبعد سلام الإمام من صلاة الصُّبح، ءاخر ليلة الأربعاء، ءاخر يومٍ من شهر رمضانَ المعظَّم ـ وهو اليوم السابع من نُوَنْيِر[5] ـ سنة أربع وثمانين وثلاث مئة، بطالع العقرب.
شيوخه:
وسمع في سنة أربع مئة وبعدها؛ من طائفةٍ، منهم:
1- يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود؛ عُرِفَ بابن وَجْه الجنَّة (304-402هـ)؛ صاحب قاسم بن أصبغ (340هـ)، فهو أعلى شيخٍ عنده.
2- ومن أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد الأمويِّ القرطبيِّ، ابن الجسور (401هـ).
3- ويونس بن عبد الله بن مغيث القاضي (338-429هـ).
4- وحُمَام بن أحمد القاضي (357-421هـ).
5- ومحمد بن سعيد بن محمَّد بن نبات الأُمويِّ القرطبيِّ (335-429هـ).
6- وعبد الله بن ربيع التَّميميِّ (330-415هـ).
7- وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر، أبي القاسم الهمدانيِّ الوهرانيِّ (338-411هـ)[6].
8- وأبي عمر أحمد بن محمد الطَّلْمَنْكيِّ (429هـ).
--------------------------------------------------------------------------------
9- وعبد الله بن يوسف بن نامي (348-435هـ).
10- وأحمد بن قاسم بن محمَّد بن قاسم بن أصبغ (430هـ).
وينزل إلى أن يروي عن:
11- أبي عمر بن عبد البرِّ (368-463هـ).
12- وأحمد بن عمر بن أنس العُذْريِّ (393-478هـ).
وأول سماعه من ابن الجَسور في حدود سنة أربع مئة[7].
وأجود ما عنده من الكتب ((سنن النَّسائيِّ)) يحمله عن ابن ربيع، عن ابن الأحمر؛ عنه. وأنزل ما عنده ((صحيحُ مسلمٍ)) بينه وبينه خمسة رجال، وأعلى ما رأيتُ له حديث بينه وبين وكيعٍ فيه ثلاثة أنفس.
تلاميذه:
حدَّث عنه: ابنُهُ أبو رافع الفَضْلُ (479هـ)[8]، وأبو عبد الله محمَّد بن فُتوح الحميديُّ (488هـ)؛ فأكثرَ، ووالد القاضي أبي بكرٍ ابن العربيِّ[9]، وطائفة.
وءاخر من روى عنه بالإجازة: أبو الحسن شُريح بن محمَّد الرعينيُّ الإشبيليُّ (539هـ)
نشأته:
نشأ في تنعُّمٍ ورفاهيَّةٍ، ورُزِقَ ذكاءً مفرطاً، وذهناً سيَّالاً، وكتباً نفيسةً كثيرةً. وكان والده من كُبَراء أهل قرطبة؛َ عمل الوزارة في الدَّولة العامرية، وكذلك وَزَرَ أبو محمَّد في شَبِيبَتِهِ.
وكان قد مهر أوَّلاً في الأدب والأخبار والشِّعر، وفي المنطق وأجزاء الفلسفة؛ فأثَّرت فيه تأثيراً لَيْتَهُ سَلِمَ من ذلك، ولقد وقفتُ له على تأليفٍ يحضُّ فيه على الاعتناء بالمنطق، ويقدِّمه على العلوم؛ فتألَّمْتُ له، فإنَّه رأسٌ في علوم الإسلام، متبحِّرٌ في النَّقل، عديم النَّظير، على يُبْسٍ فيه، وفَرْطِ ظاهِرِيَّةٍ؛ في الفروع لا الأصول.
--------------------------------------------------------------------------------
قيل إنَّه تفقَّه أوَّلاً للشَّافعيِّ، ثمَّ أدَّاه اجتهاده إلى القول بنَفْي القياس كلِّه؛ جَلِيِّه وخَفِيِّه، والأخذ بظاهر النَّصِّ، وعموم الكتاب والحديث، والقول بالبراءة الأصلِيَّة، واستصحاب الحال. وصنَّفَ في ذلك كتباً كثيرةً، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدَّب مع الأئمة في الخطاب؛ بل فَجَّجَ العبارة، وسَبَّ وجَدَّع، فكان جزاؤه مِنْ جنس فعله، بحيث إنَّه أعرضَ عن تصانيفه جماعةٌ من الأئمَّة، وهجروها، ونفروا منها، وأُحرقتْ في وقتٍ، واعتنى بها ءاخرون من العلماء، وفتَّشوها انتقاداً واستفادةً، وأخذاً ومؤاخذةً، ورأوا فيها الدُّرَّ الثَّمين ممزوجاً ـ في الرَّصْف ـ بالخَرَزِ المَهين؛ فتارةً يطربون، ومرَّةً يعجبون، ومن تفرُّده يهزَؤُون.
وفي الجملة؛ فالكمال عزيز، وكلُّ أحدٍ يُؤخذ من قوله ويترك؛ إلا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
منزلته العلمية:
وكان ينهض بعلومٍ جمَّةٍ، ويُجيد النَّقل، ويُحْسِنُ النَّظْمَ والنَّثْرَ. وفيه دِينٌ وخَيْر، (وتورُّعٌ، وتزهُّدٌ، وتحرٍّ للصِّدق)[10]، ومقاصدُهُ جميلةٌ، ومصنَّفاته مفيدةٌ، وقد زهد في الرِّئاسة، ولزم منزله؛ مُكِبَّاً على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قَبْلَنا الكبارُ:
قال أبو حامد الغزَّالي (505هـ) ـ رحمه الله ـ[11]: قَدْ وَجَدْتُ في أسماء الله تعالى كتاباً ألَّفه أبو محمَّد بنُ حزمٍ الأندلسيُّ؛ يدلُّ على عِظَمِ حِفْظِهِ، وسيلان ذِهْنِهِ.
وقال الإمام أبو القاسم صاعد بن أحمد: كان ابنُ حزم أجمعَ أهل الأندلس قاطبةً لعلوم الإسلام، وأوسعَهم معرفةً، مع توسعه في علم اللِّسان، ووُفور حظِّه من البلاغة والشِّعر، والمعرفةِ بالسِّيَر والأخبار. أخبرني ابْنُهُ الفَضْلُ أنَّه اجتمع عنده بخطِّ أبيه ـ أبي محمَّدٍ ـ من تواليفه؛ أربعُ مئةِ مجلَّدٍ، تشتمل على قريبٍ من ثمانينَ ألف ورقةٍ[12].
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبو عبد الله الحميديُّ[13]: كان ابنُ حزمٍ حافظاً، عالماً بعلوم الحديث وفقهه، مُسْتنبطاً للأحكام من الكتاب والسُّنَّة، متفنِّناً في علوم جمَّةٍ، عاملاً بعلمه، زاهداً في الدُّنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله من الوزارة وتدبير الممالك، متواضعاً، ذا فضائل جمَّة، وتواليف كثيرة في كلِّ ما تحقَّق به في العلوم، وجمع من الكتب في علم الحديث، والمصنَّفات، والمُسندات؛ شيئاً كثيراً، وسمع سماعاً جمَّاً. وما رأينا مِثْلَهُ ـ رحمه الله ـ فيما اجتمع له من الذَّكاء، وسُرْعَةِ الحفظ، وكرم النَّفْس، والتَّدَيُّن. وكان له في الأدب والشِّعر نَفَسٌ واسعٌ، وباعٌ طويلٌ، وما رأيتُ من يقول الشِّعر على البديهة أسرعَ منه، وشعره كثيرٌ؛ جَمعتُه على حروف المعجم.
وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عُمَر من وزراء المنصور محمَّد بن أبي عامر؛ مدبِّر دولة المؤيَّد بالله بن المستنصر المروانيِّ، ثم وزر للمظفَّر بن المنصور، ووَزَرَ أبو محمَّد للمُسْتظهر بالله عبد الرَّحمن بن هشام، ثم نَبَذَ هذه الطريقة، وأقبل على العلوم الشَّرعية، وعُني بعلم المنطق، وبرع فيه، ثم أعرضَ عنه.
قلتُ: ما أعرضَ عنه حتَّى زرع في باطنه أموراً، وانحرافاً عن السُّنَّة.
قال: وأقبل على علوم الإسلام حتَّى نال من ذلك ما لم ينله أحدٌ بالأندلس قبله.
وقد حَطَّ أبو بكر ابن العربيِّ على أبي محمَّدٍ؛ في كتاب: ((القواصم والعواصم))[14]، وعلى الظَّاهريَّة، ولم يُنْصِف القاضي أبو بكر ـ رحمه الله ـ شيخ أبيه في العلم، ولا تكلَّم فيه بالقِسْط، وبالغ في الاستخفاف به، وأبو بكر ـ فعلى عظمته في العلم ـ لا يبلغ رُتْبة أبي محمَّد؛ ولا يكادُ، فرحمهما الله، وغفر لهما.
--------------------------------------------------------------------------------
قال اليَسَعُ ابنُ حزمٍ الغافقيُّ (575هـ) ـ وذكر أبا محمَّدٍ ـ فقال: أمَّا محفوظه؛ فبحرٌ عجَّاج، وماءٌ ثجَّاجٌ، يخرج من بحره مَرجان الحِكَم، وينبت بثَجَّاجه ألفاف النِّعم في رياض الهِمم، لقد حفظ علوم المسلمين، وأربى على كلِّ أهلِ دِينٍ، وألَّف: ((الملل والنِّحَل)). وكان في صباه يلبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إلا بالسَّرير، أنشدَ المعتمدَ؛ فأجاد، وقصد بَلَنْسِيَةَ وبها المظفَّر أحدُ الأطواد. وحدَّثني عنه عمرُ بنُ واجب؛ قال: بينما نحن عند أبي ببَلَنْسِيَةَ، وهو يدرِّس المذهب، إذا بأبي محمَّدٍ بن حزم يَسْمَعُنا؛ ويتعجَّبُ، ثم سألَ الحاضرينَ مسألةً مِن الفقه، جُووب فيها، فاعترضَ في ذلك، فقال له بعض الحُضَّار: هذا العلمُ ليس مِنْ مُنْتَحَلاتِكَ! فقامَ وقَعَدَ، ودخل منزله فعَكَفَ، ووَكَفَ منه وابلٌ فما كَفَّ، وما كان بعدَ أشهرٍ قريبةٍ حتى قَصَدْنا إلى ذلك الموضع، فناظر أحسنَ مناظرةٍ، وقال فيها: أنا أتَّبِعُ الحقَّ، وأجتهدُ، ولا أتقيَّدُ بمذهبٍ.
أشهر مصنَّفاته:
ولابن حزم مصنَّفات جليلةٌ:
1. أكبرها كتابُ: ((الإيصال إلى فهم كتاب الخِصَال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام [وسائر الأحكام؛ على ما أوجبه القرءان] والسنة والإجماع))[15]، أورد فيه أقوال الصَّحابة فمن بعدهم في الفقه، والحجةَ لكلِّ قول، وهو كتاب كبير، [في] خمسة عشر ألف ورقة.
2. ((الخصال الحافظ لجمل شرائع الإسلام)) مجلدان.
3. ((المُجَلَّى))[16] في الفقه، (على مذهبه واجتهاده)[17]، مجلد.
4. ((المُحَلَّى في شرح المُجَلَّى بالحُجَج والآثار))[18] ثماني مجلدات، في غاية التقصِّي.
قال الشَّيخ عزُّ الدِّين بنُ عبد السَّلام (660هـ) ـ وكان أحدَ المجتهدين ـ: ما رأيتُ في كُتُبِ الإسلام في العلم مِثْل: ((المحلَّى)) لابن حزم، وكتاب: ((المغني)) للشَّيخ موفق الدِّين[19].
--------------------------------------------------------------------------------
قلتُ: لقد صدق الشَّيخ عز الدين، وثالثهما: ((السُّنن الكبير)) للبيهقيِّ (458هـ)، ورابعها: ((التَّمهيد)) لابن عبد البَرِّ. فمن حصَّل هذه الدَّواوين، وكان من أذكياء المُفْتين، وأدمن المطالعة فيها؛ فهو العالم حَقَّاً
5. ((حَجَّة الوداع))[20].
6. ((الإجماع))[21].
7. ((الإحكام لأصول الأحكام))[22]، في غاية التقصِّي [وإيراد الحجاج][23].
8. ((إظهار تبديل اليهود والنَّصارى للتَّوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمله التَّأويل))[24]؛ وهو كتاب لم يسبق إليه في الحسن.
9. ((الفَصْل في الملل والنحل))[25]، مجلدان كبيران.
10. ((التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية))[26]، مجلد.
11. ((نقط العروس))[27]، مجيليد.
وغير ذلك، ومما له في جزء أو كراس:
12. ((النبذ الكافية))[28].
13. ((النكت الموجزة في نفي الرأي والقياس والتعليل والتقليد))[29]، مجلد صغير
14. ((السِّير والأخلاق))[30].
وأشياء سوى ذلك[31].
---
[1] هذه الترجمة من: ((سير أعلام النبلاء)) 18/184- 212، الترجمة: (99)، و((تاريخ الإسلام)) (الطبقة: 46/ الترجمة: 168)؛ كلاهما للإمام شمس الدين الذَّهبيِّ (748هـ)، وسياق الكلام فيها له ـ رحمه الله ـ مِنَ: ((السِّيَر))، غير أنِّي عمدت إلى النص؛ فاختصرته، وهذَّبته، ورتبته، وعلَّقت عليه. (عبد الحق التركماني)
[2] أسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وشهد حُنيناً، وهو أحد الأمراء الذين ندبهم أبو بكر لغزو الروم، ولمَّا فتحت دمشق؛ أمَّره عمر عليها. توفي في الطَّاعون سنة (18هـ). ترجمته ومصادرها في: ((سير أعلم النبلاء)) 1/(68).
[3] لأنه حين انقرضت خلافة بني أمية من الدنيا، وقتل مروان الحمار، وقامت دولة بني العبَّاس؛ هرب هذا، فنجا، ودخل إلى الأندلس فتملكها، وتوفي سنة: (172هـ) ترجمته ومصادرها في: ((السِّير)) 8/(55).
[
--------------------------------------------------------------------------------
4] في: ((طبقات الأمم)) 86، وعنه: الحافظ أبو القاسم ابن بشكوال في: ((الصِّلة)) 2/417.
[5] وهو: نوفمبر ـ تشرين الثاني ـ سنة 994 من تأريخ النصارى.
[6] ذكر الذهبيُّ ـ رحمه الله ـ بعد هذا: ((عبد الله بن محمَّد بن عثمان))؛ وهو: أبو محمَّد الأسدي الأندلسي؛ كان محدِّثاً، ضابطاً، ثقةً. ذكره الذَّهبي ـ نفسه ـ في وَفَيات سنة: (364) من: ((تاريخ الإسلام)) (الطبقة: 37/ص:324)، فذِكْرُه في شيوخ ابن حزم وهمٌ، وإنَّما يروي عنه بواسطة شيخه: عبد الله بن ربيع؛ كما في مواضع من: ((المُحلَّى)).
[7] قاله الحميدي في: ((جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، وأسماء رواة الحديث، وأهل الفقه والأدب، وذوي النباهة والشِّعر)) الترجمة: (707).
[8] كان عنده أدب ونباهة وذكاء، وكتب بخطِّه علماً كثيراً. توفي ـ رحمه الله ـ بوقعة الزَّلاقة شهيداً. ((الصِّلة)) (997)، و((تاريخ الإسلام)) (الطبقة: 48/الترجمة: 296). ومن أبناء ابن حزم ـ أيضاً ـ: أبو أسامة يعقوب، قال ابن بشكوال في ((الصِّلة)): كان من أهل النباهة والإستقامة، من بيتة علم وجلالة. توفي سنة: (503هـ). ومنهم: أبو سليمان مصعب، ذكره ابن خير الإشبيلي في: ((فهرسته)) 2/456، ووصفه بالفقيه.
[9] هو العلامة الأديب، ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الإشبيلي، صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثمَّ ارتحل بولده أبي بكر، ومات بمصر في أول سنة: (493)، ورجع ابنه أبو بكر إلى الأندلس، وتوفي سنة: (543). قال الذهبي: وكان أبو محمَّد من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الظاهري، بخلاف ابنه القاضي أبي بكر؛ فإنَّه مُنَافِرٌ لابن حزم، مُحِطٌّ عليه بنفسٍ ثائرة. ترجُمتهما في: ((سير أعلام النبلاء)) 19/(68)، و20/(128).
[10] زيادة من ترجمة ابن حزم في: ((تذكرة الحفَّاظ)) 3/الترجمة: (1016)؛ للإمام الذَّهبيِّ ـ أيضاً ـ.
[11] في: ((شرح الأسماء الحسنى)) كما ذكر ابن حجر في: ((لسان الميزان)) 4/201.
[
--------------------------------------------------------------------------------
12] ((طبقات الأمم)) ص 76؛ ثمَّ قال صاعد الأندلسي ـ تعليقاً على هذا العدد ـ: وهذا شيء ما علمناه من أحدٍ كان في دولة الإسلام قبله؛ إلا لأبي جعفر بن جرير الطبريِّ؛ فإنَّه أكثر أهل الإسلام تأليفاً.
[13] في: ((جذوة المقتبس)).
[14] وقد أورد الذَّهبي كلامه بطوله، وهو في: ((العواصم من القواصم)) 2/336-337، تحقيق: عمَّار الطالبي.
[15] ذكره الحميدي في: ((الجذوة))؛ وتكملة العنوان منه، وقال: ((أورد فيه أقوال الصَّحابة والتَّابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه، والحجة لكل طائفة وعليها، والأحاديث الواردة في ذلك من الصَّحيح والسقيم بالأسانيد، وبيان ذلك كلِّه، وتحقيق القول فيه)). وهذا الكتاب مفقود، لم يعثر منه إلا على صفحات ضمن مجموع رقم: (4856) في مكتبة تشتيريتي، وذكر ءاربرِّي ـ في فهرس المكتبة المذكورة ـ أنَّها النُّسخة الوحيدة في العالم.
Arberry, Arthur John: The Chester Beatty library : a handlist of the Arabic manuscripts, Dublin, 1959. vol 5, p 119.
وقد اختصر بعض هذا الكتاب ابنه أبو رافع ليكمِّل به: ((المحلَّى)) ابتداءً من المسألة: (2029)، وحتى نهاية الكتاب، إذ توفي ابن حزم ـ رحمه الله ـ قبل إتمامه.
[16] ((المُجَلَّى بالاختصار))، وهو المتن الذي عمل عليه شرحاً سمَّاه بـ((المُحَلَّى)) وهو التالي. والمتن لا يوجد بمفرده، وأنا في صدد تجريده من: ((المحلَّى))؛ يسَّر الله تعالى إتمامه.
[17] زيادة من: ((تذكرة الحفَّاظ)).
[
--------------------------------------------------------------------------------
18] والأصحُّ في عنوانه: ((المحلَّى بالآثار في شرح المُجلَّى بالاختصار، على ما أوجبه القرءان والسُّنن الثَّابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)). طبع في مصر بالمطبعة المنيرية 1347 -1350هـ (1928-1931م)، حقَّق العلامة أحمد محمد شاكر ـ رحمه الله ـ الأجزاء الستة الأولى، وحقَّق الجزء السابع: الشيخ عبد الرحمن الجزيري ـ رحمه الله ـ، وأتمَّ تحقيقه الشيخ محمد منير أغا الدمشقي ـ رحمه الله ـ. وطبع بمصر ـ أيضاً ـ سنة 1972م بتصحيح حسن زيدان طلبة، ولم تشتهر هذه الطبعة، بل بقيت الطبعة المنيرية هي المتداولة المعتمدة، وجدَّدت بعض دور النشر في بيروت طبعها بطريقة التصوير (الأوفست)، وما زال الأمر كذلك؛ حتى تجرَّأ ورَّاق، جاهل، متعالم؛ على إعادة تنضيد الكتاب، فمسخه، وشوهه؛ باسم التحقيق (دار الفكر ببيروت: 1988). وقد بدأتُ بجمع مخطوطات الكتاب من مكتبات العالم، وشرعت في تحقيقه على منهج علميٍّ متكامل، ومن الله تعالى العون والتوفيق.
[19] الإمام الفقيه موفَّق الدِّين أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الدِّمشقي، ، المتوفى سنة 620 هـ. وكتابه: ((المغني)) من أعظم الكتب الفقهية الجامعة لمذاهب الأئمة الفقهاء، مع الاستدلال والتعليل والترجيح، بلغة علميةٍ أصوليَّةٍ ساميةٍ، وهو مطبوعٌ، متداولٌ، مشهورٌ.
[20] حقَّقه: ممدوح حقي، دمشق: دار اليقظة العربية، ط: 1/ 1956م، وط2/1966.
[21] طبع باسم: مراتب الإجماع، القاهرة 1357هـ/1938م؛ تصحيح: حسام الدين القدسي، في 179 صفحة. وطبع في بيروت، دار الآفاق الجديدة 1978م.
[22] طبع في مصر 1345-1348هـ، وقد عُني بتصحيحه العلامة أحمد محمد شاكر، وهو في ثمانية أجزاء، وقد صورته دار الآفاق الجديدة في بيروت سنة 1980م، وقدَّم له: الدكتور إحسان عباس. وطبعته دار الكتب العلمية في بيروت طبعة تجارية سيئة. وبلغني أن الأخ الشيخ مشهور حسن ءال سلمان؛ قد انتهى من تحقيقه.
[
--------------------------------------------------------------------------------
23] قاله الحميدي في: ((الجذوة))؛ والزيادة منه.
[24] هو ضمن كتابه: ((الفصل)) 1/116-2/91.
[25] طبع قديماً في القاهرة: 1317-1321هـ/1903-1907م، في خمسة أجزاء. وحققه: محمد إبراهيم نصر، وعبد الرحمن عميرة، جدة: مكتبة عكاظ 1402هـ.
[26] قال الحميدي: ((سلك في بيانه وإزالة سوء الظنِّ عنه، وتكذيب المُمَخرقين به؛ طريقةً لم يسلكها أحد قبله؛ فيما علمناه)). وقد طبع بتحقيق: إحسان عبَّاس، مكتبة دار الحياة، بيروت: 1959م. 237 صفحة. ثم طبعه في المجلد الرابع من: ((رسائل ابن حزم)).
[27] في تواريخ الخلفاء، أو: في نوادر الأخبار، نشره سيبولد، مجلة مركز الدراسات التاريخية، غَرناطة، 1911م. وحققه: شوقي ضيف، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، م13/ع2/1951م، وجدَّد تحقيقها الدكتور إحسان عباس في: ((رسائل ابن حزم)) 2/43-116.
[28] لعلها: ((النُّبَذ في أصول الفقه الظاهري)) طبعت في القاهرة، مطبعة الأنوار، 1940م، بتحقيق: محمد زاهد الكوثري. وحققها الشيخ محمد صبحي حلاق (دار ابن حزم، بيروت: 1420هـ) عن مخطوطة المكتبة الراشدية في باكستان، ويظهر أنَّه لم يطَّلع على المطبوع.
[29] وهو: ((ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل))، تحقيق: الأستاذ سعيد الأفغاني ـ رحمه الله ـ، دمشق 1960م، وط: 2/بيروت 1969م.
[30] أو: ((الأخلاق والسير)) طبعت مراراً، وءاخرها: بتحقيق الأستاذة الدكتورة إيفا رياض، وبتقديمي وتعليقي، دار ابن حزم، بيروت 1421هـ.
[31]وقد ذكر الذهبي جملة كبيرة منها، واكتفيت بذكر أهمها وأشهرها، ومما لم يذكره الدهبيُّ ـ رحمه الله ـ من كتبه المشهورة:
((جمهرة أنساب العرب)) تحقيق: عبد السلام هارون، القاهرة: 1977م.
((
--------------------------------------------------------------------------------
جوامع السيرة)) ـ وذكره الذَّهبي في: ((تذكرة الحفاظ)) وسمَّاه: ((السيرة النبوية)) ـ، طبع بدار المعارف بمصر بتحقيق: إحسان عباس، وناصر الدين الأسد، ومراجعة العلامة أحمد محمد شاكر، وبذيله خمس رسائل لابن حزم.
ونشر الدكتور إحسان عباس أربعة أجزاء من: ((رسائل ابن حزم الأندلسي)) (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت: 1983)، تضم رسائل متنوعة في فنون الأدب، والتاريخ، والدين، والمنطق، وغيرها.
--------------------------------------------------------------------------------