بسم الله الرحمن الرحيم
قمت بجمع بعض مناقب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله و أحببت أن أضعها هنا بين أيديكم لكى نعرف قدر هذا الرجل ولكى نستفيد من سيرته فقصص العلماء والصالحين مهمة يجب أن نعرفها لكى نقتدى بهم و نعرف قدرهم
وقال الإمام أبو حنيفة : الحكايات عن العلماء ومحاسنهم
أحب إلي من كثير من الفقه
لأنها آداب القوم.
قال تعالى { لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب )
يوسف: 111
ولد الإمام أحمد ببغداد ونشأ بها وأقام بها إلى أن توفي ، ودخل مكة والمدينة والشام واليمن والكوفة والبصرة والجزيرة
وسمع سفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد ويحيى القطان وهشيم و وكيع وابن علية وابن مهدي وعبد الرزاق وغيرهم كثير
قال فيه الإمام الشافعي رضي الله عنهما : خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدا أورع ولا أتقى ولا أفقه ولاأعلم من أحمد بن حنبل .
وقال أبو زرعة لولد الإمام عبد الله : كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث ، فقال له عبد الله وما يدريك
فقال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب .
وذكر غير واحد من الحفاظ منهم ابن حجر العسقلاني
أنه لم يحط أحد بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم غير الإمام أحمد بن حنبل .
وقال إبراهيم الحربي : قد رأيت رجالات الدنيا لم أر مثل ثلاثة أحمد بن حنبل
وتعجز النساء أن تلد مثله .
وقال عبد الوهاب الوراق : ما رأيت مثل أحمد بن حنبل .
قالوا له : وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت ؟ قال : رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا .
وقال علي بن المديني - رحمه الله : إن الله - عز وجل - أعز هذا الدين برجلين
أبو بكر الصديق يوم الردة ، وأحمد بن حنبل يوم المحنة .
وقال أبو زرعة الرازي : ما رأت عيناي مثل أحمد بن حنبل في العلم والزهد والفقه والمعرفة وكل خير ، ما رأت عيناي مثله .
وقال أبو داود السجستاني : رأيت مائتي شيخ من مشايخ العلم فما رأيت مثل أحمد بن حنبل ، لم يخض في شيء مما يخوض فيه الناس ، فإذا ذكر العلم تكلم .
صنف المسند ثلاثين ألف حديث غير المكرر
والتفسير مائة ألف وعشرين ألفا
والناسخ والمنسوخ ، والتاريخ ، وحديث شعبة ، والزهد
والمقدم والمؤخر في القرآن ، وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر .
وكان رحمه الله شيخا وقورا كثير التواضع يحب الفقراء ،
لم ير الفقير نفسه أعز منه في مجلس الإمام أحمد بن حنبل
قال يزيد المنادي : كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل من أحيا الناس وأكرمهم نفسا ،
وأحسنهم عشرة وأدبا ، كثير الإطراق والغض ، معرضا عن القبيح واللغو ، لا يسمع منه
إلا المذاكرة بالحديث والرجال والطرق وذكر الصالحين والزهاد ، في وقار وسكون ولفظ حسن .
وإذا لقيه إنسان سر به وأقبل عليه ، وكان يتواضع تواضعا شديدا ،
وكانوا يكرمونه ويعظمونه ويحبونه .
وقال الخلال : حدثنا المروذي قال قال لي أحمد :
ما كتبت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم
إلا وقد عملت به حتى مر بي في الحديث { أن النبي صلى الله عليه وسلم
احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا } ، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت .
وقال الحسين بن إسماعيل : سمعت أبي يقول : كان يجتمع في مجلس أحمد بن حنبل
زهاء على خمسة آلاف ، ويزيدون أقل من خمسمائة يكتبون ، والباقي يتعلمون منه
حسن الأدب وحسن السمت .
توفي رحمه الله ببغداد يوم الجمعة لنحو من ساعتين من النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين .
يروى أنه لم تر جنازة مثل جنازة الإمام أحمد بن حنبل من كثرة الحضور رحمه الله
وكان رحمه الله : يقول قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز .