كيف يقول سيد قطب هذا والله يقول لنبيه وللناس جميعاً : ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً ) .
كيف سمحت بطبع ونشر هذا الكتاب وفيه اعتداء عظيم على رسول الله وصفيه وكليمه موسى وسخرية به وتصويره في أقبح الصور فجعله نموذجاً لعصبي المزاج وكرر ذلك بأشنع العبارات والأساليب.
ومنها قوله : " فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات فلعله قد هدأ و صار رجلاً هاديء الطبع حليم النفس كلا" فلقد بلغ اليأس أقصاه من سيد قطب من أن يهدأ موسى ويصير رجلاً هادئ الطبع حليم النفس فيقول معقباً ( كلا ) أي لن يكون ذلك من موسى ، فأي استهتار وسخرية تفوق هذه السخرية التي ارتكبها هذا الرجل .
انظر هذه الإساءات في كتاب التصوير الفني (ص 200-203) .
انظر إلى محمد قطب الذي يقر كل ما في هذا الكتاب من ضلال وإفك ماذا يقول في أخيه الذي أهان أصحاب محمد بأقذع الأساليب وأهان نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام .
قال … كان أخي سيد قطب رحمه الله رحيماً لا يغضب إلا للحق وما رأيته مرة واحدة غاضباً عفَّ اللسان حتى عند ذكر أسماء أعداء الله ، لطيف المجلس حلو المعشر ، لا تفارقه الابتسامة الوقور ذو دعابة مؤدبة ، رقيق المشاعر مرهف الحس … إذا سألت أو ناقشت يستمع إليك حتى تنتهي من كلامك تماماً فلا يقاطعك ولا يعرض برأيك ، ولو خالفته الرأي ولا يرفع صوته حتى لو رفعت صوتك ولا ينفعل حتى لو انفعلت … )
(كتاب سيد قطب الأديب الناقد … ص 7 ) .
أيا محمد قطب تقول هذا في أخيك وكتبه طافحة بالرعونات وبذاءة اللسان ومن ذلك طعنه في الصحابة وبهته لهم وطعنه وبذاءته على نبي الله موسى .
فعلى وصفك هذا الذي حليت به أخاك يكون البون شاسعاً جداً بينه وبين نبي الله موسى .
وإذا كان أخوك قد أوصى بعدم قراءة الكتب التي ألفها قبل الظلال فلماذا لم تحذر الناس من قراءة كتاب التصوير الفني ؟
ولماذا لم تعترض على الخالدي وهو يشيد بكتب سيد قطب ومنها التصوير الفني ؟ لماذا لم تعترض على هذه الإشادة التي تغرر بالناس وتغريهم بقراءة هذه الكتب بل وتدفعهم إلى الثقة بها والغلو فيها وفي مؤلفها .
بل لماذا سمحت لك نفسك بمناقشة " رسالة " سيد قطب ونظرية التصوير الفني في القرآن الكريم " تلك الرسالة التي قدمها الخالدي عام 1400هـ لنيل درجة الماجستير "
والتي أكد بها غلوه في سيد قطب وأيد نظريته الباطلة فيما يتقوله على الله وعلى كتابه من وجود التصوير الفني والأساليب والفنون الموسيقية وفنون وأساليب السينما والمسارح وحلقاتها وأدوارها التي اخترعها شياطين الإنس والجن من اليهود والنصارى ؟.
فهل أنت تشهد لله وعلى الله بأن هذه الألاعيب موجودة في كتابه ؟. فإن قلت نعم اشهد بذلك .
قلنا لك أين شهادتك على أخيك أنه قد أوصى بعدم قراءة الكتب التي ألفها قبل الظلال .
أنت والناس يعرفون أنه ألف "التصوير الفني" قبل الظلال فهلا أعلنت هذه الشهادة على الملأ واعترضت على الخالدي وسعيت في إلغاء رسالته الباطلة بدل مناقشتك لها وإعطائه درجة الماجستير تلك الشهادة المزيفة في علوم القرآن بل مدحت وأطريت هذا الرجل وأطريت رسالته كما سجل ذلك الخالدي في كتابه " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " ص 11 ؟ . وإذا كـان سيد قطب قد نقح كتابه الظلال ولا سيما الإجزاء الإثنا عشر الأولى من الظلال . فلماذا سمحت بطبعه كاملاً وفيه القول بعقيدة الحلول ، ووحدة الوجود ، ووحدة الفاعلية ، وفيه تعطيل صفات الله ، وفيه من التحريف لمعنى لا إله إلا الله ما يعلمه الإ الله العزيز الكريم ، ثم ما قد علمه أهل السنة والتوحيد المناهضين للباطل وخاصة وحدة الوجود والحول ووحدة الفاعلية ؟.
فلماذا قدمت له كاملاً ولم تقتصر على التقديم في القسم المنقح ، فقلت :
تقديم بسم الله الرحمن الرحيم ‘‘ في ظلال القرآن ‘‘ الكتاب الذي عاشه صاحبه بروحه وفكره وشعوره وكيانه كله .. وعاشه لحظة لحظة ، وفكرة وفكرة ، ولفظة لفظة .. وأودعه خلاصة تجربته الحية في عالم الإيمان .. لقد آن له أن يأخذ وضعه الطبيعي في يد ناشر أمين .. يقدر أنه ناشر فكر قبل أن يكون جامع مال .. وأن نشر الفكر رسالة علياً وليس انتهازية طامعة .. فلتكن هذه الطبعة المشروعة الصادرة عن دار الشروق .. بعد طول التطواف في طبعات غير مشروعة .. فلتكن في ثوبها الجديد هذا .. تحية منا في رحلتنا العابرة على الأرض .. إلى المؤلف الشهيد .. محمد قطب
المجلد الأول قبيل مقدمة المؤلف
فماذا يفهم القارئ من هذا التقديم الذي قلت فيه " ظلال القرآن " الكتاب الذي عاشه صاحبه بروحه وفكره وشعوره وكيانه كله وعاشه لحظة لحظة ، ولفظة لفظة … الخ .
فهذه شهادة عامة شاملة لكل لفظ من ألفاظ الظلال وكل فكرة من أفكار صاحبه أودعها فيه ألا ترى أن ذلك يشمل كل الضلالات التي أودعها سيد قطب كتابه هذا بما في ذلك
وحدة الوجود والحلول وتعطيل صفات الله
والغمز لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام .
لماذا سمحت نفسك المراقبة لله المؤدية للشهادة خوفاً من لقاء الله بطبع هذا الكتاب عشرات الطبعات وترجمته إلى كثير من اللغات ونشر ذلك في العالم الشرقي والغربي يبذر هو وسائر كتب سيد قطب بذور الفتن والضلال في شباب الأمة وشيبها ؟.
ومن فتنته الطعن في نبي كريم وفي خير صحب لأفضل الأنبياء وتؤكد هذه الكتب بشهادتك لأخيك بأنه لم يخالف كتاب الله وأنه عف اللسان وأنه …وأنه …
أيا محمد قطب : " حنانيك قدجاوزت سبعين حجة ******** ودوم في عينيك - ولو تبصر- القبر "
فاتق الله واصدع بتوبتك النصوح وأعلنها صريحة مدوية .
وأخيراً نقول : على كل حال فسواء أوصي سيد قطب قبل وفاته بعدم قراءة ما ألفه من كتب قبل كتابه ( في ظلال القرآن ) أولم يوص .
فإن هذا اعتراف من الأستاذ / محمد قطب بعدم صلاحيتها للقراءة لضررها على الإسلام والأمة وهذا الاعتراف يشمل ما بعد الجزء الثاني عشر من الظلال .
وهذه خطوة كبيرة من محمد قطب بل قفزة هائلة منه نرجوا أن يكون فيها شيء من الانتصار على النفس والهوى .
فنأمل منه أن يخطو خطوة أخرى شجاعة فيصرح مرة أخرى بعدم صلاحية كتب سيد قطب كلها للقراءة لأن منبعها جميعاً الجهل والضلال ونأمل منه النصح بعدم طبعها ونشرها ، فإن في ذلك خيراً كبيراً له ولأخيه وللإسلام والمسلمين وإبراء للذمة وأداء للشهادة لله بحق. ونأمل منه إعلان توبته وندمه ليكون أسوة حسنة لإتباع سيد قطب في الاعتراف بالحق والرجوع عن الباطل وعدم التمادي فيه .
ونأمل من كل من دافع عن سيد قطب أن يتقوا الله في أنفسهم وفي الإسلام والأمة فيغيروا مواقفهم علانية ويعلنوا توبتهم وندمهم على ما ارتكبوا في حق الإسلام والأمة .
وأن لا ينتظروا من محمد قطب الخطوة الأخرى بل نأمل منهم أن يسبقوه إليها فإن في ذلك خيراً كثيراً لهم وللإسلام والمسلمين ونقول لهم إن باب التوبة مفتوح لا يستطيع بشر أن يغلقه في وجوهكم وقد فتحه الله لكم ، قال تعالى : ] قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [ .))
http://rabee.net/cgi-bin/rd/rd.cgi?id=80