قال الشيخ ربيع بن هادي في كتابه الانتصار لكتاب العزيز الجبار ص(413):ـ
أم إبراهيم بن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الجم الغفير من العلماء.
منهم الإمام مسلم-رحمه الله- في صحيحه (كتاب التوبة -حديث 2771):
من طريق: حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس:"أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّيَتَبَرَّدُ فِيهَافَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اخْرُجْفَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌفَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُذَكَرٌ".
ومنهم الإمام الطحاوي روى بإسناده إلى محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه - عن أبيه عن جده قال: كان الناس قد تجرؤوا على مارية في قبطيّ كان يختلف إليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انطلق"، فإن وجدته عندها فاقتله، فقلت: يارسول الله أكون في أمرك كالسكة المحماة وأمضي لما أمرتني لا يثنيني شيء أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال:"الشاهد يرى ما لا يرى الغائب"، فتوشحت سيفي، ثم انطلقت فوجدته خارجاً من عندها على عنقه جرة، فلما رأيته اخترطت سيفي، فلما رآني إياه أريد ألقى الجرة وانطلق هارباً فرقى في نخلة، فلما كان في نصفها وقع مستلقياً على قفاه، وانكشف ثوبه عنه، فإذا أنا به أجبُّ أمسح ليس له شيء مما خلق الله للرجال، فغمدت سيفي، وقلت مه؟ قال: خيراً رجل من القبط، وهي امرأة من القبط، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم احتطب لها واستعذب لها، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال: الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت. شرح مشكل الآثار (12/473-474) ورواه أبو نعيم في الحلية (7/92-93) والبزار في مجمع البحار (2/237) وفيه بهذا الإسناد: قال علي -رضي الله عنه-: أُكثِر على مارية أم إبراهيم في قبطي ابن عم لها كان يزورها ويختلف إليها، وفيه: فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما رآني أقبلت نحوه تخوف أنني أريده، فأتى نخلة فرقى فيها ثم رمى نفسه على قفاه ثم شغر برجله، فإذا هو أجب أمسح ماله قليل ولا كثير، إلى قوله الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت.
ماذا في هذه الروايات:
1- في رواية مسلم عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله.
2- وفي رواية الطحاوي عن علي قال: كان الناس قد تجرؤوا على مارية في قبطي كان يختلف إليها.
3- وفي رواية البزار عن علي -رضي الله عنه- أُكثر على مارية أم إبراهيم في ابن عم لها كان يزورها ويختلف إليها.
فمن هم هؤلاء المتهمون لمارية؟
فهل قال أنس أو علي: إنها عائشة؟!! حاشاها وحاشاهما مما يأفكه الزنادقة المستهترون بعرض أفضل الرسل والبشر جميعاً، ثم إن ألفاظهما عامة ومن قول علي كان الناس قد تجرؤوا على مارية.
لقد كانت مارية تسكن بالعالية من المدينة بعيدة عن عائشة وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهن في الحجاب.
والذي نعتقده أن المنافقين هم الذين كانوا يشيعون الأخبار الكاذبة عن مارية برأها الله.
يقول المنافقون ذلك طعنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل رأس النفاق عبد الله بن أبي بعائشة قبلها وقد برأها الله، والذي يؤمن برسول الله ويحترمه لا يجعل زوجاته بين قاذفة ومقذوفة لا سيما بعد ما نزلت براءة عائشة في قرآن يتلى في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة، ويؤمن ببراءتها وفضلها ومكانتها وما أنزل في شأنها من قرآن كل مؤمن، ولا يقدح فيها إلا كل زنديق حاقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أسرته وأصحابه.
ولا أجد ما أحكم به على هذا الصنف أولى من قول الله:(إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدلهم عذابا مهينا) ولقد أجمعت الأمة على كفر قاذف عائشة -رضي الله عنها-.
اللهم إنا نشهدك أننا نحب رسولك محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وزوجاته الشريفات وأهل بيته الكرام فنسألك اللهم التوفيق لطاعة هذا الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم في كل أمورنا وإتباعه في عقائدنا ومناهجنا وأخلاقنا.