من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة (الحلقة1)
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين هدانا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .
ونسأله سبحانه أن يثبتنا عليه إلى الوفاة كما قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا .
وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله الذي بعثه رحمة للعالمين ورضي الله عن أصحابه البررة الأطهار المهاجرين منهم والأنصار . ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار ، وبعد :
فهذه كلمات مختصرة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة دعا إلى كتابتها ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من تفرق واختلاف يتمثلان في كثرة الفرق المعاصرة والجماعات المختلفة ، كل يدعو إلى نحلته ويزكي جماعته ، حتى أصبح المسلم الجاهل في حيرة من أمره من يتبع ؟ وبمن يقتدي ؟ وأصبح الكافر الذي يريد أن يسلم لا يدري ما هو الإسلام الصحيح الذي قرأ وسمع عنه . الإسلام الذي هدى إليه القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام الذي مثلته حياة الصحابة الكرام وانتهجته القرون المفضلة . وإنما يرى الإسلام الغالب بدون مسمى - كما قال أحد المستشرقين : الإسلام محجوب يعني : المنتسبين إليه بدون اتصاف بحقيقته - لا نقول الإسلام بالكلية ؛ لأن الله سبحانه ضمن بقاءه : ببقاء كتابه كما قال تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . وببقاء جماعة من المسلمين تقوم على تطبيقه وحفظه والدفاع عنه . قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ . وقال تعالى : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .
نعم هي الجماعة التي قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك .
ومن هنا يجب علينا التعرف على هذه الجماعة المباركة التي تمثل الإسلام الصحيح - جعلنا الله منها - ليعرفها من يريد التعرف على الإسلام الصحيح وعلى أهله الحقيقيين ليقتدي بهم ويسير في ركابهم ولينضم إليها من يريد الدخول في الإسلام من الكفار .