قال ابن قيم الجوزية: - رحمه الله- في كتابه مدارجُ السالكين:
"فبين العمل والقلب مسافة، في تلك المسافة قطاعٌ تمنع وصول العمل إلى القلب، فيكون الرجل كثير العمل، وما وصل منه إلى قلبه محبّة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة، ولا نور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه، فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل".
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
(لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به
ومن مأثور الحكمة: " ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر"
قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه ؟ قالوا: بلى, قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله "
يقول الأمام سفيان الثوري: " إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد ".
___________________
إن النفس إذا أطمعت طمعت، وإذا فوضت إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت، فاحذر نفسك، واتهمها على دينك، وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها، ولا بد له منها، وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق،وإن الأحمق يخيِّر نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب، وما كرهت منها كره.
ولا شك أن النفس تكره مشقة الطاعة، وإن كانت تعقب لذة دائمة، وتحب لذة الراحة، وإن كانت تعقب حسرة وندامة، فهي تكره قيام الليل وصيام النهار، وتكره التبكير في الذهاب إلى المسجد، كما قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ} [البقرة : 216].
وما من طاعة إلا وللنفس منها موقف الممانع المعارض، فإن أنت أطعتها أهلكتك وخسرتها، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر : 15]، إن أنت أطعتها؛ فقد ظلمتها، حيث عرضتها لسخط الله وعقابه، وأهنتها وأنت تظن أنك قد أكرمتها حيث أعطيتها ما تشتهي وأرحتها من عناء العمل ومشقته فحرمتها من الثواب.
للشيخ: صالح الفوزان-حفظه الله
________________
الحسن البصري في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمسا: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود.
والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون.