تعريف أهل السنة والجماعة
السُّنة في اللغة :
السنَة في اللغة مشتقة من : سَن يَسِن ، ويَسُن سَنّا ، فهو مَسْنُون . وسَن الأمرَ : بَينَه .
والسَنَة : الطريقةُ والسِّيرة ، محمودة كانت أَم مذمومة .
ومنه قول النَّبِي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم :
« لَتَتَبِعُنّ لسَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرا بِشِبرْ وذِراعا بِذِراع » أَي : طريقتهم في الدِّين والدنيا .
وقوله : « مَنْ سنّ في الإسلاَمِ سنَةَ حَسَنه فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بهَا منْ بَعْدِه ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْءٌ ، ومَنْ سنَّ في الإِسلام سُنَّة سيئة » - أَي : " سيرة . . . الحديث "
السنة في الاصطلاح
الهديُ الذي كان عليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه ، علما ، واعتقادا ، وقولا ، وعملا ، وتقريرا . وتُطلق السّنَة أَيضا على سُنَنِ العبادات والاعتقادات ، ويقابل السنَّةَ : البدعة .
قال النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيرى اخْتلافا كَثيرا ؛ فَعَلَيْكُمْ بِسنّتي وسُنّةِ الخلَفَاءِ المَهْدِيينَ الرَّاشِدين » الجماعة في اللغة :
المحيط : مادة « سنن ».
صحيح سنن أبي داود : للألباني .
(مأخوذةٌ من الجمعِ ، وهو ضمُ الشيءِ، بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ ، يُقال جَمعتُهُ ، فاجْتَمَعَ) .
ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفَرُّق ، وضد الفرْقَة .
والجماعة : العدد الكثير من النَّاس ، وهي أَيضا طائفة من الناس يجمعها غرض واحد .
والجماعة : هم القوم الذين اجتمعوا على أَمرٍ ما .
الجماعة في الاصطلاح :
جماعة المسلمين ، وهم سَلَفُ هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تَبعهُم بإِحسان إِلى يوم الدِّين ؛ الذين اجتمعُوا على الكتاب والسَنَة ، وساروا على ما كان عليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ظاهرا وباطنا .
وقد أَمرَ اللّهُ تعالى عباده المؤمنين وحَثَّهم على الجماعة والائتلاف والتعاون ونهاهم عن الفرقة والاختلافِ والتَناحر ، فقال :
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } وقال : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } وقال النَبِي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم :
« وَإِن هَذهِ الملة سَتفْتَرقُ عَلَى ثَلاث وَسَبعين ، ثِنْتانِ وَسَبعونَ في النَّار ، وَوَاحِدة في الجنة ، وَهي : " الجماعَة » (1) وقال : « عَلَيْكُمْ بالجَماعَة ، وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ مَعَ الوَاحِدِ ، وَهُوَ مِن الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، وَمَنْ أَرَاد بُحْبُوحَةَ الجنة ، فَلْيَلْزَم الجَمَاعَة » (2) وقال الصحابي الجليل عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه : (الجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ الَحَقّ ، وَإِن كُنْتَ وَحْدَكَ) (3)
فَأهلُ السُّنَّةِ والجماعة :
هم المتمسكون بسُنٌة النَّبِيِّ- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه ومَن تبعهم وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل ، والذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة فاتَباعُهم هُدى ، وخِلافهم ضَلال .
جزى الله خيرا لمن عمل عليه