الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية
الخاتمة
تلخص مما قدمته في هذه الرسالة :
· أن التفاخر بالأنساب من أمر الجاهلية ، فخالفهم النبي r في ذلك وقضي علي جميع صور العصبية الجاهلية ، حتى تكون النفس منقادة لله تعالى ، لا تثيرها أي عصبية سوى عصبية الإسلام والحمية لدين الله عز وجل .
· وأنه لا يجوز احتقار انساب الناس ، أو الطعن فيها .
· وان انتساب بعض الناس إلى قبيلة ليس منها كفر بالله عز وجل العظيم ، وإن كان لا يخرج من ملة الإسلام بيد أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ثم هو ضعف وخور في هذا المنتسب ، وقلة تسليم لأمر الله عز وجل وقدره وحكمته .
· وأن الإسلام لم يقض بإهدار القبلية ، ولا نهى عن الانتساب إلى القبيلة والحرص على ضبط أصولها وحماية كيانها بل حث على تعلم الأنساب وحفظها وفضل بعض القبائل على بعض ، فجاء في الشرع بيان فضل قريش وغيرها ، إنما جاء الإسلام بإهدار العصبية الجاهلية لهذه القبائل ، كأن تعل هي عنوان الفضل ، أو ينتصر أفرادها للشخص منهم بالفعل أو بالقول بعيداً عن معايير الشريعة الإسلامية ، ونحو ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية من تقديم عادات القبيلة على كل شيء ، فهي حاكمة لا يحكم عليها .
· كما أن ذكر فضائل القبائل الوارد في الشرع يجب أن يعتبر فيه التسليم المطلق للشارع ، وأن يفهم كما أراد الشرع الشريف لا أن يؤخذ على جهة التفاخر والتعاظم وازدراء الآخرين ، فمن فعل ذلك فقد خرج عن مقصد الشرع على حال الجاهلية الأولي وكان كمن استدل بقوله تعالى ) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ( (الماعون:4) على المنع من الصلاة !! جعلنا الله في عافية من ذلك ، وأخذ بأيدينا غلي تحكيم شرع الله عز وجل في كل أمورنا ، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها .
وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .