كيفية التغلب على عوائق التفوق في الدراسة
أ. أروى الغلاييني
السؤال:
أنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - في الصف الخامس العلمي، وطوال السنين السابقة كنت من المتفوِّقات، بل من الأوائل، لكن هذه السنة لا أعلم ماذا أصابني؛ بحيث لا أتم واجبي المدرسي على أتم وجه، كلما التجأت إلى الدراسة، يذهب فكري وأسهو، ولا أستطيع المواظبة على الدراسة، وأحيانًا أقرأ ولا أفهم، وعندما امتحنا امتحانَ الشهر الأول، جاءت درجاتي بالسَّبعينيات والستينيات على غير العادة، فماذا أفعل؟ أريد حلاًّ.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حياك الله، أختي السائلة الفاضلة في موقع الألوكة، حياكِ الله من بلاد الرافدين، بغداد الرَّشيد والنعمان، وسامراء المعتصم.
نسألُ الله أن يُفرِّج عن أهلنا في العراق عاجلاً غَيْرَ آجل، ويَجعل معاناتِهم في ميزان حسناتِهم، وتكفيرًا وتطهيرًا لهم.
نأتي لسؤالك: تقولين: إنَّك بالخامس العلمي: إذًا أفترضُ أنَّك بالثالث الثانوي؛ أي: عمرك بين السابعة عشرة والثامنة عشرة، وهذا العمر يُمثل - نوعًا ما - مرحلة انتقالية للشابة، أدعوك للقراءة عن خصائصها المتعددة أكثر؛ حتى تعرفي المزيد عنها، ومن ثَمَّ تعرفين كيف تتعامَلين مع نفسِك بوعي وإدراك.
ومن الكتب الجيدة التي تنفع في تَحصيل النَّجاح: كتاب للدكتور (أكرم رضا): "إدارة الذَّات دليل الشباب إلى النجاح"، كتب بأسلوب سهل ومُشوِّق، ولعلي ألخِّص لك الخُطُوات العشر، التي رتَّبها للوصول إلى إدارة الذات وقيادتها نحو النَّجاح:
1 - وضوح الهدف: كل الأضواء على هدفك.
2 - التفكير الجاد في الهدف: هدفك حقيقة، وليس خيالاً.
3 - التفكير الإيجابي المنطقي: إبداع ومنطقية أم أحلام؟
4 - التخطيط: عليك بمفتاح العملية الإرادية.
5 - الثقة بالنفس: حافظي على مصادر الطَّاقة التي تشحذ رغبتَك للوصول للهدف.
6 - اتَّخذي قدوة مناسبة.
7 - التعلُّم طريقك للاحتراف.
8 - الصبر والثبات.
9 - المثابرة.
10 - القدرة على الاستمتاع بالوقت: اجعلي حياتك مُمتعة.
وتعليقًا على النقطة الأخيرة أقول لك: إنَّك تستحقين فعلاً الثناء والإعجاب، إنَّه في خِضَمِّ العُنف والإرهاب الأمريكي للعراق، أجدُك تفكرين في الدَّرجات، وكيف تَحصلين على أعلاها، كما تعودتِ.
بارك الله بك وبجهودك، وكلَّلها بالنجاح.
كل ما سبق ذكره لك مفيد، بإذن الله.
لكن يبقى أنَّك أنت ماذا تظُنِّين سبب شرودك وانشغالك؟ هل هي قصةُ حب، أو قلق على المستقبل وغموضه، أو صحبة جديدة غير مبالية، فتأثرت بها وقلَّدتِها، أو قلق على الوضع بالعراق بشكل عام، وفقدان الرغبة في الإنجاز؛ لكثرة المبهمات فيما يدور هناك؟
أعطي نفسَك فُرَصًا (ليست فرصة واحدة) للتفكير بصفاء وتَجرُّد.
أنت بنفسك ستعرفين السببَ، وعندها إنْ عرفت علاجَه وَحْدَك، فأكرم بك وأنعم، وإنْ لم تعلمي، فإنَّا نُرحب بك على الموقع لبثِّ هُمومك وشكواك، لكن أُطمئنُك أنَّ هذا التقهقُر الدِّراسي مؤقتٌ وطارئٌ بإذن الله؛ لسببين: أولهما: أنَّ الأصلَ في كل سنوات الدراسة - كما ذكرتِ - تفوُّقُك في الدراسة، ثانيهما: شعورك بالمشكلة، ورغبتك في التخلُّص منها.
إلى حينه أُذكِّرك بفضل الدُّعاء واللجوء إلى الله، خاصَّة في وقت السَّحَر، وبين الأذان والإقامة، وبعد عصر الجمعة، وفي السجود.
والله قريبٌ مُجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته