مراسلات نادرة بين الشيخ عبدالله السعدي والشيخ وربيع المدخلي
من خلال جمعي لكتاب يحتوي على جهود وسيرة شيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوبالشيخ الداعية المعمر عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي رحمه الله تعالى(1318 _ 1425 هـ ) ، وقعت بين يدي بعض المراسلات القديمةالنادرة . وهي بين شيخنا وبعض العلماء والدعاة والأعيان ممن لهم غيرة على التوحيد ، ومن بين تلك المراسلات ماكان بين شيخنا عبدالله بن سعدي الغامدي وشيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي .
وهذه الرسائل تتعلق بالتوحيد والدعوة إليه .
هذا ومن بين تلك الرسائل التي أرسلها شيخنا ربيع المدخلي لشيخنا عبدالله السعدي ما يلي :
( بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة المكرم الداعي إلى الله والمجاهد في سبيله الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي حفظه الله ووفقه وسدد خطاه .
وبعد :
فأخبركم عن رحلتي إلى اليمن هي في الواقع صعبة جداً حيث أني لم أجد غير أسبوع ذهاباً وإياباً ولكن بحمد الله تمكنا من أداء بعض الواجب لأن هدفي الاتصال ببعض العلماء وفعلاً اتصلت بهم أولهم الفقيه قاسم اتصلت به وعنده عدة من التلاميذ فافتتحنا المذاكرة معه أولاً في توحيد الأسماء والصفات في الصواعق المرسلة شرعنا فيه من الساعة الثانية ليلاً إلى الساعة الثامنة نتتبع المواضع المهمة حتى تجلى لهم أنا على السنة ولم يقفوا فيه على أي مغمز بل وجدوه صواعقاً تردي كل معارض ولم يجدوا شيئاً من الأمور التي بهت بها شيح الإسلام ابن تيمية وأتباعه رغم توقعهم على أن يعثروا على شيء من التشبيه والتجسيم بل أطلقت لهم العنان في مطالعة كل ماتقع عليه أعينهم من كتب الشيخ وأتباعه وأنهم مهما حاولوا فلن يجدوا شيئاً من تلك الافتراءات التي يلصقها الدجالون بالشيخ وأتباعه فارتضوا تلك الطريقة وأعلنوا لي كل سرور واغتباط وحلفوا لي أن هذا ما ندين الله به وأن هذا هوالحق وطريقة السلف الصالح وأن ما يذهب إليه الأشعرية وغيرهم من تأويل الاستواء بالاستيلاء بل التأويل في كل الصفات باطل وأنهم يؤمنون بالاستواء والنزول والمجيء كما أخبر الله عن نفسه وأخبر عنه رسوله عليه السلام وقالوا لي والله لانقول هذا تملقاً ولا خوفاً ولا رياءً وفي اليوم الثاني قرأنا في فتح المجيد وكانت قد سبقت لهم فيه مطالعة واعترفوا أن هذا حق وأن الناس الذين يتعلقون بالأولياء والمعابد ضالون وأن الأشياء التي يتعاطونها عند تلك المعابد شرك غير أنهم لايصرحون بخروجهم من الملة فلم أشدد عليهم عند هذا الموقف بل رأيت هذا منهم حسناً بالنسبة لهم لأنهم لم يسبق لنا بهم اتصال قبل هذه المرة وشجعناهم على المطالعة وعلى تدبر الأدلة من الكتاب والسنة وإنا لنطمع أن يتجلى لهم كل الحق ومهما كان فإنا نعتبر هذا منهم خطوة جيدة وبعد هذا توجهنا إلى الجبيرية بعد أن حرضناهم على التدريس في كتاب التوحيد وغيره من كتب التوحيد فلبوا هذا الطلب غير أنهم يخشون أن يلاحظ عليهم من الناحية السياسية متأثرين بمنع مدارس الشيخ عبد الله أيام أن فتح بعض المدارس هناك وقامت تلك المعارضة ضدهم إلا إن حصلت لهم استطاعة وأمنوا المعارضة فسيفعلون ذلك إلا أن الطالب النبيل علي بن محمد وهان قد صرح بأنه سيدرس وسيدعو الناس إلى التوحيد بكل صراحة في منطقة الحشابرة فسرنا موقفه جداً نعم وصلنا الجبيرية لدى أولاد الفقيه يوسف فقهاء تلك القرية وجرت المناقشة بالطريقة الأولى أعني تتبع المواطن المهمة من الصواعق والحموية بعد أن جزعوا من الإقدام عليها لتأثرهم بكتب الدجالين الذين ينسبون إلى الشيخ وأتباعه التجسيم والتشبيه فأكدت لهم أنهم مهما حاولوا فلن يجدوا غير الحق من الكتاب والسنة وتفنيد الشبه الباطلة بكل مناقشة وكل حجة عقلية ونقلية وأنهم أشد الناس على المشبهة والمعطلة وأقدموا على المطالعة فيهما فلم يجدوا شيئاً مما نسبه أولائك الدجالون وأظهروا الدهش كيف ينسب إليهم هذه الأشياء مثل ابن بطوطة وأضرابه ممن كانوا يحسنون بهم الظن فتأكدوا أنا على الحق ولم يبدوا أي معارضة وتناولوا عقيدة الغزالي لأنقدها فتكلمت بما بدا لي من النقد ومن جملتها إنكار كون الله يتكلم بحرف وصوت فقلت بل يتكلم بحرف وصوت وذكرت لهم الأدلة على ذلك فتحيروا قليلاً ثم قال أحدهم أما كون الله يتكلم بصوت فهو حديث موجود في البخاري فانقطعوا عند ذلك وأفادوا أنهم لم يزيدوا يصفو الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وعندهم كتب كثيرة من كتب أهل السنة لاسيما ابن تيمية وابن القيم كانت محبوسة عندهم في زاوية الإهمال كما وأفادوا الآن أنهم سيدرسونها ليستثمروها كما أظهروا أنا على الحق في توحيد العبادة والتزموا بأن يدرسوا في التوحيد هذا ما ظهر لي من الجميع فقبلت منهم ووكلت سرائرهم إلى الله مرجحاً فيهم جانب الصدق أما العوام فاتصلت بحوالي ثلاث قرى من قراهم وأنصحهم شفاهاً كما أقرأ عليهم نصيحة المسلمين فيظهروا البشرى والموافقة وفي الواقع لوحصلت موافقة من الحكومة في نشر مدارس التوحيد لوجدنا من الناس كل إقبال ونرجو الله أن يحقق لنا هذا الأمل ولابد إن شاء الله من التسبب عند الإمام وادعو الله معنا أن يوفقه لتحقيق وتنفيذ رغبتنا
ملوحظة الأخ علي محمد وهان السابق ذكره قد كتب إليكم كتاباً لأجل التعرف بكم ويطلب كتباً صالحة للدعوة والتدريس كما أني حينما رأيت تصميمه على التدريس والدعوة ونشاطه أخبرته أنه لابد من أن يتسبب لك الشيخ في مكافئة تستعين بها على أداء هذه المهمة نسأل الله لنا ولكم كل توفيق ونجاح في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأبلغوا سلامنا جميع الأصدقاء والمحبين
الطالب ربيع هادي عمير
1379 هــ )
وهذه رسالة أخرى من الشيخ ربيع إلى الشيخ عبدالله السعدي :
( من ربيع بن هادي عمير وقادري بن أحمد الأهدل إلى فضيلة شيخنا العلامة الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة فضيلة الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي حفظكم الله تعالى آمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد :
فنحمد إليك الله الذي لاإله إلا هو ونسأله أن يوفقنا وإياك لما فيه الخير والصلاح وأن يجعل لنا ولك ولجميع عباده المخلصين النصرة والعز والغلبة على أعداء الدين آمين .
بعد التحية يافضيلة الشيخ : قد سبق إليك التنويه أم لا وعلى كل حال فالتفصيل إليك في هذا الكتاب بناء على أنك قد عرفت حالة اليمن الدينية وكيف الأمر عندهم .
لذلك اتفقنا على أن نلتمس لنا أسباباً توصلنا إلى مقصدنا وهو إنقاذ الناس من ضلالهم فما رأينا أحسن من أن نتأهب للوصول إلى الإمام ابن حميد الدين ونؤدي أمامه ما نستطيع من النصيحة والتذكرة بحق الله ثم بحق الرعية ونطلب منه المناصرة والمعاونة على هدم القباب المعبودة وأن يقرر بعض نسخ التوحيد التي لابن الأمير والشوكاني والمقبلي في جميع المدارس ونخبره بجميع المشاكل الشركية الموجودة وصرف جميع أنواع العبادة لغير الله نرجو الله عز وجل أن يوفقه لتنفيذ ذلك والقيام بواجب التوحيد إن ربنا على كل شيء قدير .
هذا ما اتفقنا عليه فشجعونا وأكثروا لنا من الدعوات الصالحة .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
1379هــ )
وهذه رسالة أخرى من الشيخ ربيع المدخلي للشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي وهي إكمالاً للرسائل السابقة ومرتبطة بها .
( فضيلة المكرم الداعي إلى الله والمجاهد في سبيله الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي حفظه الله ولطف به في دينه ودنياه وآخرته وغفر له وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
قد كتبت إليكم كتابين سابقين أحدهما وأنتم بالقنفذة وثانيهما وأنتم بالرياض ولم أيأس من الجواب إلى الآن ولا أعرف أسباب التأخر واعتقد أن الكتب لم تصل لهذا ما زلت اكتب .
وحاصل ما ذكرته لكم أن العلماء يتأثرون بالمناقشة والدعوة ستمشي وبعض من اتصلنا بهم مستعد للنشر والتدريس ويرغبون في كتب وفي طليعتهم علي بن محمد وهان وقد كتب إليكم يطلب كتباً وأخبرناكم بأنا وعدناه مساعدة عن طريقكم .
وكثير من أهل اليمن سيهتم بهذا الهدف إن وجه الدعاة أكثر اهتمامهم نحوه وأن الفرصة سانحة في اليمن لإنتشار التوحيد أكثر من جميع العالم فيما اعتقد فواصلوا جهودكم .
والكتب قد أرسلت عن طريق عامل حرض أكرر هذه الحقائق لإحتمال عدم وصول الكتب وإن كان المانع غير هذا فلو كان لعيب يتصل بي فإني والله أشهى لنصيحتكم من العطشان إلى الماء البارد كتب هذا على عجل وهذا كالحاصل والمجمل لأول كتاب .
هذا وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للقيام بجميع ما يجب علينا نحوه ونحو عباده إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب ربيع هادي عمير
5 / 10 / 1379 )
وهذه الرسائل تدل على حرص شيحنا عبدالله السعدي رحمه الله وشيخنا ربيع المدخلي على الدعوة للتوحيد والسنة .