| كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي الجمعة أغسطس 21, 2009 9:21 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم قضية الإرهاب وآثاره على الأفراد والأمم مما لا شك فيه، ولا ريب يعتريه أن قضية الإرهاب أصبحت في عصرنا هذا من أهم القضايا التي دوخت الأوساط الدولية، وأشغلت المجتمعات الإنسانية على اختلاف مللها وشتى اتجاهاتِها وتنوع نظمها، والدول الإسلامية كغيرها نالها نصيب من الإرهاب على تفاوت بينها. فما معنى الإرهاب يا ترى؟ وما هي البواعث التي تدعو إلى ممارسته؟ وما حجم الأضرار التي تنتج عن تلكم الممارسة الإرهابية الظالم أهلها؟. وأقول: الإرهاب كلمة مبنى لها معنى ذو صور متعددة يجمعها الإخافة والترويع للآمنين، وقد تجاوز الإخافة والترويع إلى إزهاق الأنفس البريئة، وإتلاف الأموال المعصومة أو نَهبها، وهتك الأعراض المصونة، وشق عصا الجماعة ومن ثَمَّ تغيير النعم لتحل محلها الفتن والنقم ويظهر الفساد في الأرض وتَهب على الخلق ريحه المنتنة وينتصب شبحه المخيف، وإذ كان الأمر كذلك: 1- فما الاختطاف للبشر في المراكب الجوية أو المراكب الأرضية أو المشاة في الشوارع أو اغتيال الزعماء أو التفجير في منشآت الدول ومنشآت رعاياهم لتدمير مصالحهم إلا صورة من صور الإرهاب المنتنة الفاتنة. 2- وما التخطيط الرهيب للانقلابات على رؤساء الدول وملوك الأمة وقتل شرطهم ونوابِهم في مرافق الدولة من غير طريق شرعي بل بأسلوب فوضوي بدعي -إلا صورة منكرة من صور الإرهاب التي تمليها شياطين الإنس والجن على الإرهابيين وتزيينها في قلوبِهم فيسقطوا في الجريمة الآثمة المروعة "جريمة الإرهاب" بدون وازع من دين أو وجل من سلطان أو استحياء من خالق الكون أو رحمة لمخلوق آمن في سربه لأنَّهم قد باعوا نفوسهم من الشيطان صاحب العداوة للمكلفين من عالم الإنس والجن طوعًا واختيارًا فبئس الصفقة صفقتهم وساء الصنيع صنيعهم لقد اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، وكل جريمة لها جزاء عند الله %جَزَاءً وِفَاقًا$، %وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا$. 3- وما السطو والهجوم على محلات التجارة ومخازن الأموال أو سرقتها أو نَهبها جهارًا نَهارًا إلا صورة من صور الإرهاب الإجرامي الذي لا يصدر إلا من فاقدي الإيْمان غالبًا أو شذاذ الأرض الصائلين على عباد الله ليحققوا مطالب نفسية ومطامع قلبية حتى ولو كانت العقوبة المرتبة على ذلك الإهانة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة. 4- وما عمل الجماعات المسلحة في بعض الأقطار التي تصول وتجول باسم الجهاد والدعوة إلى العودة إلى الشريعة الإسلامية -زعموا- فتقتل هذا، وتأخذ مال هذا، وتروع أُسَرًا ومجتمعات وتنسف مصالح ومنشآت كمطار ومدرسة ونحوهما -إلا صورة من صور الإرهاب الرهيب المغلف والإجرام البغيض العصيب المكثف. ويا ليت هذا الصنف ممن أطلقوا على أنفسهم جماعة كذا، وادعوا العلم وأصدروا الفتاوى والأحكام التي تبيح دماء الحكام بل ودماء الساكتين عن مثالب الحكام والكافِّين أيديهم عن مصاولتهم في أوطانِهم. أقول: يا ليت هؤلاء بذلوا جهودهم في نشر تعاليم الإسلام بين محتاجيه -عقيدة وعبادة ومعاملة وخلقًا وسلوكًا وأدبًا- بقدر ما يستطيعون -متخذين من القرآن الكريم منهجًا، ومن السنة الصحيحة مدخلاً ومخرجًا- قبل أن يشهروا على الناس أسلحتهم ويخيفوا سبلهم ويزلزلوا أمنهم واستقرارهم بغيًا وظلمًا وعدوانًا، غير أنه باسم الغيرة على شريعة الإسلام وصلاح أمة الإسلام، وهم بِهذا الصنيع يشوهون سمعة أمة الإسلام الحقيقي، ويفتحون نوافذ الذم بل أبوابَها على مصراعيها لأعداء الإسلام والمسلمين من الغربيين والشرقيين ليدخلوا منها بل ويطلقوا على إسلامنا المجيد لقب القسوة والجور والتطرف والإرهاب كما يطلقون على أهله إطلاقًا عامًّا بأنَّهم إرهابيون ومتطرفون بل ولا يحترمون حقًّا من حقوق الإنسانية، وذلك كله بسبب سوء التصرف في دعوة الخلق التي يجب أن تكون بالأسلوب الشرعي الصحيح والسير على منهاج الرسل والأنبياء الواضح الصريح. إنَّنِي أقول -وبدون شك-: إنَّ هذا النوع من الناس -هداهم الله- قد تنكبوا جادة الحق والصواب في معاملتهم للناس على اختلاف طبقاتِهم، ولَم يسلم من شرهم أحد من الناس في أوطانِهم -في الجملة- إلا من كان متقيدًا بخطط التنظيم الحزبي الحركي الذي يهدم ولا يبني ويفسد كثيرًا ولا يصلح. وكم من عالم سلفي نحرير وعاقل من عقلاء المسلمين بصير قد ناداهم بِما تحمل كلمة النداء من معنى وحذرهم من سوء التصرف باسم تبليغ الدعوة إلى الله، وذلك كعمليات القتل والسلب والنهب والاعتداء على الحرمات، ولو كانوا من النصارى المستأمنين، والتغرير بالشباب السذج ليثوروا فيمسوا في غياهب السجون بدون أن يحققوا لدعوة الحق فتيلاً ولا قطميرًا لدخولهم من غير بابِها الشرعي الصحيح. وربما أقبلوا إلى ذلك المنادي الناصح الأمين العارف بأسلوب الدعوة إلى الله رب العالمين فقالوا في حقه: إنه عميل أو مداهن أو جبان أو لا يعرف الواقع ولا يحمل شيئًا من هم الإسلام والمسلمين. فمن مثل هؤلاء لا يسمع النداء وفيهم لا تجدي النصائح على حد قول القائل: لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولو نارًا نفخت بِها أضاءت
ولكن لا حياة لمن تنادي ولكن أنت تنفخ في رماد
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:44 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: تتمة الجمعة أغسطس 21, 2009 9:23 pm | |
| وعلى مثل مواقفهم من العلماء الفقهاء الناصحين، والحكماء الصادقين المخلصين ينطبق قول القائل: فمنْزلة السفيه من الفقيه فهذا زاهد في حق هذا كمنْزلة الفقيه من السفيه وهذا فيه أزهد منه فيه
إنَّنِي أقول -وأعوذ بالله من سوء القول-: لو أن كل من قام يدعو إلى الله سلك مسلك علماء السلف الذين ترسموا خطى الأنبياء والرسل في دعوتِهم؛ لشرح الله لها صدور كثير من العالمين ولأصغوا إليها طوعًا واختيارًا %فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا$ [الروم:30]. ولكن أولئك الذين رسموا لأنفسهم مناهج غير منهج علماء السلف، ومن سار على نَهجهم في الدعوة إلى الله -وسيلة وغاية- لَم يظفروا بشيء من تحقيق الغايات التي حطموا فيها قواهم، وأضاعوا فيها جهودهم، والله يعلم بكنه تلك الغايات ومكنون السرائر والنيات. ولَم يبعد النجعة ولَم يقل جنفًا من خاطبهم بقول القائل: ترجو النجاة ولَم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
5- وما الاعتداء الإرهابي الظلوم على الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- إلا صورة من صور الإرهاب الظالمة المظلمة. ذلك أنه كان يطوف بالبيت صباح يوم الجمعة سنة 1353هـ طواف الإفاضة، فبينما هو في الشوط الرابع من طوافه ومعه ابنه الأكبر سعود بن عبد العزيز ومعهما ثلة قليلة من رجال الأمن والحرس، فإذا برجل غادر فاجر يخرج من الفجوة الشامية من حجر إسماعيل، وقد استل خنجرًا وصاح صيحات منكرة واندفع نحو الملك، فتصدى له الشرطي أحمد بن موسى العسيري إلا أن، الغادر عاجله فطعنه فقتله، ثُمَّ تصدى للغادر الملحد جندي آخر فقتله، وتصدى له أحد رجال الحرس الملكي فأطلق عليه رصاصة فأرداه قتيلاً، ثُمَّ خرج مجرم ثاني فتصدى له جندي من الحرس فقتله فخرج ثالث فرأى ذعرًا فولى هاربًا وأدركته رصاصة أحد رجال الأمن فخر صريعًا. وأمر الملك بقفل الأبواب حتى أكمل طوافه، وحرصوا على كتم ما حصل لئلا يلحق الحجاج شيء من الخوف والقلق فيؤثر في حجهم. وكان الإرهابيون الثلاثة ممن امتلأت قلوبُهم غلاًّ وحقدًا وحسدًا لهذا الإمام الذي أحيا الله بإمامته السنن، فارتفع علمها مرفرفًا على الجزيرة وانتشرت دعوة الهدى والنور حتى بلغت الآفاق البعيدة في أرض الله المديدة، شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا، فرحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه، والنار لأعداء دين الله الذين يحرصون دائمًا على نشر الفساد في أرض الله. 6- وما الحركة الإرهابية المشئومة التي قامت بِها عصابة شر، غالية متطرفة، أصحاب منامات سخيفات وأماني كاذبات -إلا صورة واضحة من صور الإرهاب الذي حاق بأهله سوء العذاب. وكان من خبر هذه الزمرة أنَّهم دخلوا البيت الحرام يوم الثلاثاء أول يوم من شهر الله المحرم عام 1400 هـ ومعهم مهديهم المدعو/ محمد بن عبد الله القحطاني، يرافقه ويشجعه وينطق بلسانه جهيمان بن سيف العتيبِي، ومعهم أسلحة وذخيرة، فطالبوا المسلمين بمبايعة المهدي المزعوم تحت وطأة الضغط والقتل والترويع للمسلمين عمومًا ولأهل الحرم خصوصًا. ويالله كم سفكوا من الدماء ظلمًا وعدوانًا وناداهم العلماء لينْزلوا على حكم شريعة الله فيهم، فأبوا إلا مواصلة السير في الشر والفساد والفسوق والعصيان والعناد فتصدت لهم جنود الله البواسل، رجال الشجاعة والتوحيد من الجيش السعودي، فأرغموهم على الاستسلام وقبض على مائة وسبعين، منهم أحياء لاستجوابِهم ثُمَّ تنفيذ شرع الله فيهم. وَتَمَّ تنفيذ حكم القتل في ثلاثة وستين فردًا، والباقي استحقوا عقوبات التعزير بالسجن والأسواط، وطهر الله الحرم الشريف من تلك الزمرة الباغية الإرهابية. ومن المؤسف حقًّا أنَّهم أطلقوا على أنفسهم جماعة الحديث. قلت: وإن كانوا يحفظون شيئًا من ألفاظ الحديث إلا أنَّهم حرموا من معرفة معانيه وعلى الباغي تدور الدوائر( ). 7- وأما المعركة الشيطانية الإرهابية التي قام بِها الرافضة المجوس التابعون لحكومة إيران في ولاية الخميني في حج عام 1407هـ وفي اليوم السادس من ذي الحجة، وهو يوم الجمعة بالذات -إلا صورة من صور الإرهاب المنكرة والمستنكرة. وكان من خبر هذا الحادث الجلل: هو أن مسيرة صاخبة قام بِها وخطط لها أتباع خميني أمام المسجد الحرام وتفاعلوا مع المسيرة وقاموا بتوزيع منشورات مهيجة للشر وموقدة لنار الفتنة ليتم لهم ما أرادوا من ترويع الآمنين وتحويل الحج البهيج إلى عمل صراع عاصف وانتشار فوضى سيئة العواقب، حيث أخذوا يكسرون أبواب المتاجر ويحطمون السيارات ويوقدون النار فيها وفي أهلها حتى نتج عن هذا الفساد الكبير خسائر في الأموال والأرواح شيء كثير، فقد قتل في ذلك اليوم (402) شخصًا، منهم خمسة وثمانون من رجال الأمن البواسل والمواطنين السعوديين وخرج عدد من المتظاهرين وهدفهم من وراء ذلك كله ضرب وحدة المسلمين وانتهاك أعراضهم وانتهاك حرمة بيت الله الحرام، فحق عليهم غضب من الله ونزل بِهم سخطه ومقته، وانقضت عليهم جنود الله كالريح العاصف فمزقتهم كل ممزق، ولعائن الله تترى على كل أفاك أثيم ومعتد ظالم لئيم.
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:44 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: هامش التتمة السابقة الجمعة أغسطس 21, 2009 9:24 pm | |
| (1) نشرت في جريدة الرياض قصيدة رائعة للأديب/ عبد الله بن إدريس صور فيها حادثة الحرم المذكورة تصويرًا واضحًا بداية ونِهاية، انظرها في ديوانه (ص21-29) وكان لها أكبر الأثر على نفوس ذوي الغيرة الإسلامية والمحبة الإيْمانية، والأسى على إزهاق الأرواح البريئة المعصومة استجابة للنَّزعات الشيطانية. | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: تتمة الموضوع الجمعة أغسطس 21, 2009 9:27 pm | |
| 8- وما صنيع تلك الشرذمة الظالمة والعصابة الملحدة الذين استهدفوا حرم الله الآمن وقاموا فيه بزرع متفجرات مدمرة في حج عام 1409هـ -إلا صورة من صور الإرهاب التي خطط لها من مكان بعيد، ونقلت جاهزة مهداة من اللئام إلى بيت الله الحرام الذي قال الله في حقه: %وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ$ [الحج:25]. وإن شئت أيها القارئ المستفيد نبذة جلية عن هؤلاء الإرهابيين فاقرأها في السطور التالية: "هم عصابة سوء ملحدة فاسدة ساذجة ينتمون إلى حزب خط السير على خط خميني، معظمهم روافض، تمكنوا من إدخال متفجرات إلى مكة -حرسها الله- في حج العام السالف الذكر، وكان الأغمار الإرهابيون قد تدربوا على كيفية تفجيرها عند اللزوم. وَتَمَّ التفجير بالفعل حول المسجد الحرام مساء يوم السابع من شهر ذي الحجة من العام المذكور وقد نتج عن حادث التفجير خسائر مادية وقتل رجل باكستاني وإصابة ستة عشر شخصًا بجروح، وقد أمكن الله منهم إثر الانفجار بزمن يسير حيث قبضت عليهم السلطات السعودية بعون من الله الذي يغار إذا انتهكت محارمه. وقد سئلوا عن مقصودهم من هذا العمل الإرهابي فأفادوا بأنَّهم يقصدون إثارة الرعب في الحجاج وزعزعة الأمن في الديار المقدسة بالإضافة إلى طمعهم في الجائزة المغرية التي قد وعدهم بِها سادتُهم، قادة الإرهاب في هذا العصر الحديث، ألا وهم الروافض، فجاءتْهم -والحمد لله- جائزة من جنس عملهم الخبيث حيث قدموا إلى المحكمة الشرعية الكبرى في أم القرى فلم يحكموا فيهم بقانون وضعي وإنما حكموا فيهم بشريعة الله العادلة، وقد أيد الحكم من الجهات المختصة وكان مفاده قتل ستة عشر شخصًا مكلفًا عاقلاً نفذ فيهم حكم القتل في (21/2/1410هـ) وتعزير الباقين بالسجن والجلد المناسبين لقدر المشاركة في جريمة التفجير %وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ$ [فاطر:43]. %وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا$ [الأنعام:164]. 9- وما المظاهرات الصاخبة والمسيرات المنكرة والهتافات الجاهلية التي تنظمها فرق الروافض في موسم حج كل عام منذ أن ولدت الثورة الإيرانية الخمينية -إلا صورة من صور الإرهاب الذي يجب على القادرين من المسلمين محاربته ودحضه والوقوف في وجوه من يخطط له وينفذه بدون هوادة؛ لأن أهل الفساد في الأرض إذا لَم يؤخذ على أيديهم ويوقفوا عند حدهم ويقفوا عن إجرامهم وإرهابِهم لأكثروا في الأرض الفساد الذي يعم بفتنته وبلائه البلاد والعباد. 10- وما غزو صدام حسين -تلميذ ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث الملحد- للكويت عام 1411هـ وحشده ألوية من جنود الشيطان مسلحة بأحدث الأسلحة من جيشه الغادر الفاشل على حدود المملكة العربية السعودية، بل ودخوله في جزء من أراضيها بل وإرساله صواريخ سكود إلى قلب الرياض المتميزة بعقيدة الإسلام والمعتزة بشريعته والمبارزة لحزب البعث العراقي بالعداوة، إلا صورة غريبة من صور الإرهاب الذي أدهش العالم بأسره وبالأخص دول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية. فَرَدَّ الله الأبعد خائبًا خاسرًا تحت ضربات من سخر الله أهلها وسلطهم على ذلك المصدوم وجنده، فمزقوهم كل ممزق وساموهم سوء العذاب بعد أن أظهروا في الأرض الفساد. ويالله كم من عرض عفيف انتهكوه ،وكم من مال وفير لصاحبه نَهبوه، وكم من دم معصوم استحلوه وأهدروه بدون خوف من الله ولا رحمة بالضعفاء من عباد الله ولا مراعاة لما هو معروف بين الدول من العهود والمواثيق التي تنص على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بِما يضر في شئون الآخرين، وإنه لينطبق عليه قول الله : %وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ$ [الرعد:25]. ومع هذا فكم من مناسبة يذكر فيها صدام مؤسس حزبه وباني مجده -كما زعم- ميشيل عفلق، ولَم يذكر في ساعة من ليل أو نَهار المدد العريض الذي كانت الأمة الإسلامية تمده به إبان حربه مع إيران والتي انتهت بأخسر صفقة لشعب العراق تسبب فيها رئيسه صدام حسين، فقد تنازل عن مناطق النِّزاع وعن مطالبه الَّتِي قامت من أجلها المعارك وهذا الصنيع هو صنيع اللؤماء الذين ينطبق عليهم قول الشاعر: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تَمردا
11- وما التفجير العشوائي الذي جرى من طغمة باغية فاسدة في مدينة الرياض في العُلَيَّا، يوم الإثنين الموافق للعشرين من الشهر السادس عام 1416هـ -إلا صورة من صور الإرهاب الذي أخاف البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وتفتت قلوب أهلها أسى وكمدًا حينما اتضح أن الجناة من جنسية سعودية تتلمذوا على أشرطة ألهبت مشاعرهم وأوغرت صدورهم ضد الحكام المسلمين والعلماء الربانيين، فخططوا لتلك الجريمة النكراء التي ما كان أحد من الناس يتوقعها بتلك الصورة المروعة. فقد ذهب ضحيتها أنفس بريئة لها حق الأمان في الدولة المسلمة كما ذهب ضحيتها أموال محترمة معصومة ولكن الجناة لا يعقلون، وقد أمكن الله منهم ونفذ فيهم حكم الشرع الشريف بقتلهم وتطهير الأرض من فسادهم وأفضوا إلى ربِّهم يحملون أوزارهم على ظهورهم، ونعوذ بالله من سوء الخاتمة. 12- وما التفجير الأخير الذي جرى يوم الثلاثاء التاسع من شهر صفر 1417هـ في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية -إلا صورة مخيفة من صور الإرهاب الظالم أهله. والحقيقة: لقد كان هذا التفجير الأخير أشد ضررًا من سابقه الذي كان في مدينة الرياض وذلك لكثرة ما نتج عنه من قتل وجروح في المسلمين والمستأمنين ولكثرة ما نتج عنه من إخافة وترويع للآمنين في هذه البلاد من أهلها ومن الوافدين إليها بطريق النظام، بالإضافة إلى الخسائر المادية الَّتِي فاقت خسائر التفجير الذي تَمَّ قبله ببضعة أشهر، ونسأل الله أن يجعل العثور على الجناة الإرهابيين سهلاً كي يحكم فيهم شرع الله الكريم وليكونوا عبرة لغيرهم ممن لا يردعهم إلا سيف الحق الذي ينتضيه من ولاه الله أمر أمة من الأمم واسترعاه إياهم حقبة من الزمان. هذه صور من صور الإرهاب الذي ابتليت به بعض البلدان الإسلامية ومنها بلادنا العزيزة ونالها نصيبها منه وذلك منذ أن تولى الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود عليها ووحدها -بفضل من الله وعون- على كلمة التوحيد والاستسلام لشرع الله المطهر، ورفع عنها الظلم بكافة أنواعه ونشر العدل بجميع صوره، وأعتبر ذلك من أفضل أعماله بعد توحيد الله وإقامة فرائضه التي يرجو بِها رحمة الله وجزيل ثوابه. ولقد روت لنا وثائق التأريخ قوله -وهو يطمئن العالم الإسلامي-: لقد آلت مقاليد الحرمين الشريفين إلى أيد أمينة، لقد قضينا على الظلم ونشرنا العدل في ربوع البلاد، وليس أشهى إلى قلوبنا من إقبال المسلمين على الحج من جميع أنحاء العالم الإسلامي، الطرق مفتوحة ولن يتعرض أحد لكم بسوء فاطمئنوا كل الاطمئنان ونحن أنفسنا سنذهب إلى مكة لنجتمع بالوفود الإسلامية، ونرحب بِها، ولقد ألقينا على أنفسنا أن نعيد للحج ازدهاره ومجده القديْم.... إلى أن قال -رحمه الله-: "إنَّنِي أنا وأسرتي وشعبي وجندي جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين، ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام"( ). قلت: يالله إنه لوعد صادق، وفَّى به ذلكم الإمام الذي يعتبر من المجددين للإسلام في زمانه، يشهد له بذلك كل عدل صادق ومنصف وإن جحده كل مشاق لله ورسوله ومسرف. إن هذه الكلمات الدرر التي حفظتها لنا وثائق التأريخ لتطمئن قلوبًا تحب الخير وأهله وتبارك مسيرتَهم وفي نفس الوقت هي صواريخ رجم بِها ذلكم الإمام المؤمن الشجاع أصحاب القلوب القاسية والمريضة وأهل النفوس الظالمة البليدة التِي تَهوى الشر والغي والفساد ولو رأت فيه حتفها في الدنيا وشقاءها يوم الميعاد. وإذا كان الأمر كما رأيت فلا غرابة أن يسود في هذه الجزيرة الأمن والأمان، وينعم أهلها بنعمة الإسلام والإيمان والإحسان، ورغد العيش من ذاك الزمان إلى ما يشاء الله الملك الديان من مستقبل الزمان، وحقًّا إننا لنشهد اليوم الراكب يسير من شمال الجزيرة إلى جنوبِها ومن شرقها إلى غربِها لا يخاف أحدًا إلا الله، فله الحمد والمنة ونسأله تَمَام النعمة وكشف الغمة. ثُمَّ للإمام عبد العزيز من كل فرد من أفراد هذه المملكة جزيل الشكر وخالص الدعاء من يوم أن توحدت على يديه، وواصل مسيرة الخير والعطاء من بعده أبناؤه الكرام إلى يومنا هذا وإلى ما يشاء الله من مستقبل الأعمار والزمان. وأقول أيضًا: بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أباه فما ظلم
فقد قال إمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، أطال الله بقاءه على طاعته ورضاه وجعل حياته وحياة جميع ولاة أمرنا وعلمائنا حياة طيبة
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:45 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: هامش الننمة السابقة الجمعة أغسطس 21, 2009 9:29 pm | |
| 1) الحرس الوطني، ذو الحجة 1404 هـ نص الخطاب لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود (ص8) بواسطة كتاب الاعتداءات على الحرمين الشريفين. | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: تتمة الموضوع الجمعة أغسطس 21, 2009 9:31 pm | |
| مباركة، فيها عز الإسلام وصلاح المسلمين، قال: "الحمد لله الذي وهبنا من لدنه نعمة الحياة والجوار في كنف البلد الآمن، والحرم الآمن، وجعل خدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والعمار والزوار أعظم مسئوليتنا وأسماها وأشرفها". أعود فأقول: إن الإرهاب بمعنييه اللغوي والاصطلاحي داء عضال وخلق ذميم ومصيبة عظمى عمت العالم بأسره، وهو في كل بلد له صوره ودوافعه وآثاره وعلاجه بحسب ما في تلك البلدان من قوانين ونظم وعادات وتقاليد، أو إسلام وأخلاق وقيم. وحسبِي هنا أن أتحدث عن علاج الإرهاب وبيان من يجب عليهم التصدي لتقديْم ذلك العلاج. غير أني قبل أن أدخل في هذا الموضوع أحب أن أُذَكِّرَ بشيء عرفه القاصي والداني من الناس -ألا وهو أن هذه البلاد المملكة العربية السعودية بقيادة الملوك من آل سعود -وفقهم الله لنيل رضاه- من عهد إمامة الملك عبد العزيز -رحمه الله- إلى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- لا يقع فيها شيء يسمى إرهابًا على يد هواة الباطل وشذاذ الخلق إلا كتب الله للدولة وشعبها على مرتكبيه النصر المؤزر وينْزل بالإرهابيين سوء العقاب، والوقائع الإرهابية الَّتِي تحدثت عن شيء منها فيما مضى خير شاهد على ما أقول. علاج الإرهاب وأطباؤه في نظر الإسلام: إن علاج هذا المرض بل الوقاية منه هو التوعية الإسلامية الرشيدة التي لا يحسنها إلا العلماء السلفيون الربانيون الذين ينطلقون في توعيتهم للخلق ووعظهم وإرشادهم من منطلق الرسل الكرام والأنبياء العظام الذين بعثهم الله دعاة ومعلمين للأنام. ذلكم المنطلق هو الوحي الإلهي الذي به تحيا القلوب من أمراضها وتطمئن النفوس من حيرتِها واضطرابِها، إلا من غلبت عليه الشقوة وكان في اللوح المحفوظ من الضالين فإنه ينطبق عليه: %إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ$ [القصص:56]. ومتى لَم تنفع المواعظ والكتب فسوف ينفع الله بسيف الحق الذي وضعه الله في يد السلطان المسلم في الأرض كما في الحديث الطويل الذي منه قول النبي S: ((ولتأخذن على يد المسيء ولتأطرنه على الحق أطرًا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، أو ليلعنكم كما لعنهم)) الحديث. هذا ولا يغيب عن البال أن للمجتمع دورًا مهمًّا في تقديْم الوقاية والعلاج لداء الإرهاب، غير أنه لا يكون للمجتمع تأثير صالح إلا إذا كان يتمتع بفطرة سليمة وثقافة إسلامية قويْمة، أما إذا كان بعكس ذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه. وقصارى القول يا محبي الخير للغير: فإن العلاج لداء الإرهاب في البلدان الإسلامية، أصحاب العقيدة الصحيحة السليمة، هو الوحي الإلهي الذي يحمله ويبلغه من يعقل معناه ويحسن تبليغه وإن الأطباء هم ولاة الأمر من العلماء الربانيين والحكام الصالحين ثُمَّ المجتمع بنوعيه الصغير والكبير الداخلي والخارجي الموصوف بِمَا ذكر آنفًا: %مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا$ [الكهف:من الآية17]. وأما علاج الإرهاب في الدول الكافرة، فمصدره الذي ارتضوه لأنفسهم هو القوانين الوضعية التي إن حققت شيئًا من دفع الضرر فلابد أن يكون ذا عوج، ومن ثَمَّ يزداد الإرهاب في بلادهم كثرة وانتشارًا ويتوارثونه جهارًا نَهارًا لأنَّهم لا يرجون لله وقارًا وقد خلقهم أطوارًا. ومن المؤسف أشد الأسف: أن معظم الدول الإسلامية قد قلدت دول الكفر في ممارسة الحكم بالقوانين الوضعية في حل القضايا التي لا يجوز أن يحكم فيها قانون وضعي، بل يجب ويتعين أن يحكم فيها شرع الله الكامل المطهر؛ لأن الدول الإسلامية تنتمي إلى الإسلام وتفاخر به في إعلامها وشعاراتِها، بيد أن بعض الدول الإسلامية نحت أحكامه عن جل قضاياها تقليدًا منها لمن لا خلاق لهم من أئمة الكفر ومردة الملحدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون. الإرهاب الفكري الخلفي: اعلم يا طالب العلم المحب لنصر الحق والسنة والساعي لرفع علمها المحبوب لدى أهل الإيْمان، أن الحديث الذي أسلفت عن قضية الإرهاب الحسي المعاصر وذكرت له أمثلة إرهابية، حفظتها لنا وثائق التاريخ -يجرُّ إلى الحديث عن نوع من الإرهاب هو أشد خطرًا وأسوأ أثرًا من الإرهاب الحسي، ألا وهو الإرهاب الفكري الذي تجلى ويتجلى بين حين وآخر في مكيدات أهل الأهواء والبدع والأفكار المنحرفة عن سنن الحق وخط السير اللذين دعا إليهما خير من دعا إلى الله وعمل صالحا وكان أول المسلمين، ألا وهو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. والمصيبة العظمى التي تقصم الظهر وتنشر الشر: أن أهل الضلالات والأهواء والبدع والكيد لنهج الحق لَم يقتصروا في اختيار ذلك على أنفسهم، بل خططوا لنشره وبالغوا في التخطيط حتى عم شرهم الإرهابي الأرض طولها والعرض، فكان فتنة للقلوب وتلفًا للنفوس وفتحًا لأبواب الفتن ما ظهر منها وما بطن، إلا من رحمه الله منها ممن هدى إلى التفقه في الدين على منهج السلف الصالحين الذين ورثوا علم أشرف الأنبياء وسيد المرسلين الصادق المصدوق الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم. نعم لقد برز فكر أولئك الغلاة في الضلال والإرهاب الفكري في كتبهم المضللة وإصداراتِهم الثائرة على منهج السلف وأهله، المروجة والمزينة لطرائق الباطل بشتى صوره. وحيث أن التأصيل للكتابة في هذا النوع من الإرهاب يحتم علينا أن نبدأ -ولو على طريق الاختصار- بالحديث عن أول عمل إرهابي جمع أهله فيه بين الإرهاب الحسي والفكري في ديننا القويم. فإنَّنِي أقول: 1- لَمَّا توفي رسول الله S وتولى أبو بكر وارتد من ارتد من العرب عن الإسلام ممن زاغت قلوبُهم عن الحق وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل، فسلكوا طريق الإرهاب الفكري والحسي معًا، حيث تمردوا على الحق وخرجوا عن الجماعة وشقوا عصا الطاعة واختلفت كلماتُهم في صنوف الإرهاب الفكري وأشاعوا وأذاعوا سوء القول وأبشع الإرهاب، إذ قال بعضهم في حق النبي S: "لو كان نبيًّا ما مات، وقال آخرون: انقضت النبوة بموته فلا نطيع أحدًا بعده أبدًا. وفي ذلك قال قائلهم: أطعنا رسول الله ما كان بيننا أيورثها بكر إذا مات بعده فيا لعباد الله ما لأبي بكر فتلك لعمر الله قاصمة الظهر
وقالت فرقة: نؤمن بالله فقط، وقالت أخرى: نشهد أن مُحمَّدًا رسول الله ولكن لا نعطيكم أموالنا". إلى غير ذلك من صنوف الإرهاب الفكري الذي تصدى لحسم مادته أبو بكر وجنود الله من المهاجرين والأنصار الذين يحب كل واحد منهم أن يموت قبل الآخر. وذلك بعد أن قال أبو بكر: "والله لو منعوني عقالاً لرأيت أن أجاهدهم عليه حتى آخذه". وفي رواية: "والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونَها إلى رسول الله S لقاتلتهم على منعها". وعند ذلك قال عمر -وقد كان يرى خلاف رأي أبي بكر في قتال المرتدين-: "فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ثُمَّ قال: والله لرجح إيْمان أبي بكر بإيْمان هذه الأمة جميعًا في قتال أهل الردة". واحتدمت المعارك وابتلي المؤمنون وطالت المدة في قتال أولئك الإرهابيين فكريًّا وحسيًّا، حتى طهر الله الأرض من رجسهم ونصر جنده الغالبين على حزب الشيطان الخاسرين وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. 2- وما قتل أبي لؤلؤة الْمَجوسي للفاروق عمر بن الخطاب وسبعة معه إلا صورة بغيضة من صور الإرهاب الحسي الذي تم بإيعاز من أصحاب الإرهاب الفكري الذين مازال أذنابُهم وفروخهم من الروافض يعتبرون يوم قتله يوم فرح وسرور وبَهجة وحبور، كما صرح بذلك العدو اللدود منهم صاحب "عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر" حيث قال -وعليه ما يستحق-: "فهذه نبذة من غرائب الأخبار وعجائب الآثار في وفاة العتل الزنيم والأفاك الأثيم عمر بن الخطاب". وأقول: إني لأستغفر الله من تدوين هذا القول، وما دونته إلا ليعرف المغرورون الذين يصرحون بأن الروافض إخوتُهم في الملة والدين، وليحذر الفتنة أتباع أولئك الزعماء والناشرون لأفكارهم بدون خوف من الله رب العالمين ولا استحياء من هذا الضلال المبين( )!!. 3- ولما استخلف عثمان بن عفان -ذو النورين- في السنة الرابعة والعشرين بإجماع أصحاب رسول الله S كافة، وفتح الله في خلافته الفتوحات، فكثر المال. قال الحسن البصري: شهدت منادي عثمان ينادي: يأيها الناس، اغدو على
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:46 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: هامش التتمة الجمعة أغسطس 21, 2009 9:33 pm | |
| (1) انظر مقدمة كتاب "صب العذاب على من سب الأصحاب" للألوسي -رحمه الله- (ص44). | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: تتمة الموضوع الجمعة أغسطس 21, 2009 10:06 pm | |
| أعطياتكم، فيغدون فيأخذونَها وافية، يأيها الناس اغدو على أرزاقكم فيغدون فيأخذونَها وافية، حتى والله سمعته أذناي يقول: اغدو على كسوتكم فيأخذون الحلل، واغدو على الحلل، على السمن والعسل. قال الحسن: أرزاق دارَّة وخير كثير وذات بين حسن، ما على وجه الأرض مؤمن يخاف مؤمنًا إلا يوده وينصره ويألفه". قلت: وهذا يسر أهل القلوب الصافية والأخلاق الزاكية، ويسوء أهل الأحقاد والضغائن والإرهاب الفكري والحسي معًا. وجاء دور الفتنة والبلوى التي قال فيها النبي S لأبي موسى الأشعري حينما جاء عثمان بن عفان يستأذن ليدخل على النبي S وهو في الحائط: ((ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه)). وبدأت الفتنة والإرهاب الفكري، الذي كان منبعه من عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام ليخفي به حقده وكفره به، من زمن عثمان بن عفان، وكان يتنقل في بلدان المسلمين وهو جاد في السعي في تضليلهم حتى استقر به المقام في مصر فقاد الفتنة وأشعل نارها محادة لله ولرسوله S، واقتنعت بإرهابه الفكري عصابات سوء وشر، من أن عثمان ارتكب أفعالاً منكرة ومظالم ظاهرة عدوًا، منها ثمان عشرة مظلمة فندها ابن العربي تفنيدًا مفصلاً في كتابه "العواصم من القواصم" وكان عثمان منها بريء كبراءة الذئب من دم يوسف . ثُمَّ في شهر شوال أعد الخوارج السبئيون عدتُهم وزحفوا من مصر إلى المدينة مظهرين قصد الحج منقسمين إلى أربع فرق، كل فرقة عليها أمير ودخلوا على عثمان فوصل إليه كنانة بن بشر التجيبِي فأشعره مشقصًا فانتضح الدم على آية: %فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه$. وقطع يد زوجته نائلة، واتكأ بالسيف على صدر عثمان فقتله. فأنت ترى يا أخي المسلم هذه المصيبة الكبرى التي أعقبتها مصائب تترى إلى يومنا هذا، أن السبب الأول فيها هو الإرهاب الفكري الذي تجلى في نشر الكذب وتزوير القول الذي زوره الإرهابيون ليكسبوا أوباش الناس ورعاعهم إلى صفوفهم، ومن ثَمَّ المشاركة في الفتنة بالإرهاب الحسي كما رأيت وعلمت، وعند الله تجتمع الخصوم. 4- [rوتمتد فتنة الإرهاب الفكري والإرهاب الحسي جنبًا إلى جنب ويرثهما اللاحقون عن السابقين[/ فما أن انتهى الخوارج السبئيون من الجريمة الكبرى والزور المصطنع، وذلك بقتل الخليفة الراشد عثمان ، إلا وأعقبتها فتنة الحرورية التي جمعت بين الإرهاب الفكري والإرهاب الحسي. وذلك أن عليًّا لما انتهى من وقعة الجمل المشهورة ودخلت السنة السابعة والثلاثون من الهجرة سار علي حتى التقى أهل الشام بـ"صفين" لسبع بقين من المحرم -وصفين اسم موضع بين الشام والعراق فكانت به الواقعة المشهورة- فلما اشْتَدَّ البلاء على الفريقين وطالت المدة وكثر القتل بينهم رفع أهل الشام المصحف على رؤوس الرماح فنادوا: ندعوكم إلى كتاب الله. فَسُرَّ الناس وأنابوا إلى الحكومة فحكم أهل الشام عمرو بن العاص وحكم علي بن أبي طالب أبا موسى الأشعري ، وكتبوا بينهم العهود بالرضا فيما يحكم به الحكمان. فلما حل الموعد في رمضان توافوا بأذرح بدومة الجندل، فلم يتفق الحكمان على شيء وانصرف علي إلى العراق، وانصرف معاوية بن أبي سفيان إلى الشام. فلما وصل علي إلى الكوفة جاء دور الإرهاب الفكري حيث خرجت الخوارج وكفروه بحجة أنه حكم الرجال، ولا حكم إلا لله، واجتمعت فرقة الخوارج بحروراء( ) يخططون لإشعال الفتنة فأرسل إليهم علي بن أبي طالب حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس على خوف عليه منهم ليفند شبههم الواهية ويبطل حجتهم الإرهابية المضللة وكم فيهم ومنهم من مخدوع مضلل ومغرر به باسم الغيرة على الدين. فلما وصل إليهم ابن عباس قال: "فلم أرى قومًا أشد اجتهادًا منهم ولا أكثر عبادة. فقال لهم: ما تنقمون. قالوا: ثلاث. إحداهن: أن عليًّا حكم الرجال في أمر الله وقد قال تعالى: %إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ$ [الأنعام: من الآية57]. والثانية: أنه قاتل ولَم يسب ولَم يغنم فإن كانوا مؤمنين فما حل لنا قتالهم، وإن كانوا كافرين فقد حلت لنا أموالهم وسبيهم. والثالثة: أنه محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لَم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين. فقال لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من آيات الله الحكم، وحدثتكم عن سنة نبيكم ما لا تنكرون أترجعون؟. قالوا: نعم. فقلت: أما قولكم: إنه حكم الرجال في دين الله فإن الله تعالى يقول: %يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ$ [المائدة:من الآية95]. وقال تعالى: %وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا$ [النساء: من الآية35]. أنشدكم الله أفتحكيم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم وأموالهم أحق أم أرنب ثمنها ربع درهم أو بضع امرأة؟!. فقالوا: اللهم بل حقن دمائهم وإصلاح ذات البين بينهم. فقلت: أخرجت من هذه؟. فقالوا: اللهم نعم. قال: وأما قولكم: إنه قاتل ولَم يسب ولَم يغنم، أفتسبون أمكم وتستحلون منها ما تستحلونه من غيرها، فإن قلتم: نعم، فقد كفرتم، وإن زعمتم أنَّها ليست لكم بأم فقد كفرتم لأن الله يقول: %وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ$. فإن كنتم ترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم، أخرجت من هذه؟. قالوا: اللهم نعم. قال: وأما قولكم: إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فإن النبي S يوم الحديبية أراد أن يكتب بينه وبين قريش في الصلح فقال لعلي: ((هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فقالوا: لو نعلم أنك رسول لله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال: امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. فقال: والله لا أمحوك أبدًا قال: فأرني موضعه. فأراه ذلك فمحاه رسول الله S بيده)). فوالله لرسول الله S أفضل من علي أخرجت من هذه؟. قالوا: اللهم نعم". فرجع منهم أربعة آلاف وخرج عليه باقيهم فقاتلوه فقتل منهم مقتلة عظيمة وأمر بالتماس المخدج ذي الثدية فلما وجده سجد لله شكرًا، ذلك لأنه سمع من النبي S الترغيب في قتل الخوارج الذين منهم ذو الثدية وذلك دليلاً على أن عليًّا محق في تصرفه في قتل أولئك البغاة الخارجين على دولة الإسلام والمارقين من الإسلام كما سماهم رسول الله S وَبَيَّن ثواب من قاتلهم وقتلهم. ولله الحكمة البالغة والمشيئة النافذة يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو العزيز الحكيم والولي الحميد.
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:47 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: التتمة الجمعة أغسطس 21, 2009 10:08 pm | |
| ويالله كم من إفساد عثاه الخوارج الإرهابيون في الأرض من تضليل للناس وخداع لهم، وهو الإرهاب الفكري الذي انتقلوا من بثه ونشره إلى إحداث الإرهاب الحسي الذي كان من كبرى مصائبه وأليم أحداثه بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان هو قتل علي ، قتله عدو الله ابن ملجم رجل من شرار الخوارج قتله وهو خارج لصلاة الصبح لثلاث عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة ثمان وثلاثين للهجرة النبوية. وحيث إنَّ الإرهاب الفكري يأتي بأساليب قددًا، وأشكال مختلفة وصور متباينة كصور الإرهاب الحسي في كل زمان ومكان وكثيرًا ما يجتمع الشقيقان -كما هو معروف- في تأريخ أهل الأهواء والضلالات والبدع المرهبين للناس وفاتنيهم عن منهجهم السلفي السليم. 5- فإنه قد ظهرت فرقة إرهابية بعد أولئك الخوارج بفكرها المنحرف اللئيم هي القدرية "نفاة القدر" ظهرت هذه الفرقة في آخر عهد الصحابة بزعامة الضال المضل: معبد الجهنِي، الذي مات مقتولاً سنة ثمانين من الهجرة بسبب فكره الإرهابي الخبيث الذي يتجلى في قوله: ( أ ) بنفي علم الله السابق، وأن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها. (ب) وأن العباد يخلقون أفعال أنفسهم ويعملونَها بدون علم من الله بتلك الأعمال. (ج) كما نفى هو وأتباعه عن الله الكتابة في اللوح المحفوظ والمشيئة النافذة المرادفة للإرادة العامة وله أتباعه على ذلك، %يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ$ [التوبة: من الآية30]، ومعبد هذا قد ورث هذا الفكر المعوج من رجل نصراني من أهل العراق يقال له: سوسن، كان قد أسلم ثُمَّ تنصر مرة أخرى، غير أن معبدًا هو الذي نشر هذه البدعة الشنيعة والإرهاب المضل ونادى به في البصرة وانتشر كغيره من كل فكر منحرف وبدعة ضلالة. والدليل على ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه بسنده حيث قال: "كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني ثُمَّ ذكر يحيى بن يعمر أنه لقي عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنَّهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف. فقال ابن عمر منكرًا عليهم ذلك: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنَّهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه ما قبل الله حَتَّى يؤمن بالقدر"( ). وسنة الله الجارية أن لكل إرث من وارث ومورث، فقد ورث هذا الفكر الإرهابي عن معبد الجهني غيلان الدمشقي، وتفاصيل القول عن هذه الفرقة ونحوها قد بسطت في مواضعها من كتب العقائد والملل والنحل فلتطلب من هناك. 6- هذا وقد جاءت بعد هذه الفرقة ذات التأريخ المظلم المؤلم فرقة إرهابية -بِمَا تحمل كلمة الإرهاب من معنى- ألا وهي المعتزلة أتباع زعيمها واصل بن عطاء الذي كان في زمن الإمام الحسن البصري ومن جلسائه ثُمَّ إنه زاغ قلبه فاختلف مع الإمام الحسن في مسائل تتعلق بالاعتقاد فاعتزل مجلسه في المسجد الذي يدرس فيه الحسن، غير أنه لَم يذهب عنه بعيدًا ثُمَّ إنه أطلق عليه وعلى أتباعه أنَّهم معتزلة، ومن أشهر مخالفاتِهم لأهل السنة والجماعة، أهل الحديث، ما يلي: ( أ ) إثبات أسماء الله مع نفي صفاته وهذا تعطيل لله من صفاته. (ب) القول بخلق القرآن، وهذا تكذيب لنصوص الكتاب والسنة المصرحة بأن القرآن منَزل من عند الله غير مخلوق.
عدل سابقا من قبل الفارس في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:47 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفارس إداري
عدد الرسائل : 1160 السٌّمعَة : 13 نقاط : 2574 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: هامش التتمة السابقة الجمعة أغسطس 21, 2009 10:11 pm | |
| (1) كتاب الإيْمان، باب الإسلام والإيْمان، حديث رقم (1). | |
|
| |
| كتاب الارهاب واثاره في الافراد والامم الجزء 3لسماحة الشيخ العلامة زيد المدخلي | |
|