(الطالب يقرأ) "و هكذا أثبتوا رضي الله عنهم ما أطلقه على نفسه الكريمة من الوجه و اليد و نحو ذلك مع نفي مماثلة المخلوقين"
الشيخ: فهي صفات ذاتية، نعم أثبتوها كما أثبتوا السمع و البصر و غير ذلك مع اعتقاد عدم المشابهة بينها و بين الخلوقين، نعم مع اعتقاد؟
الطالب: "مع نفي مماثلة المخلوقين"
الشيخ: نعم، يعني على حد قول الله عز و جل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) يعني أثبت السمع و البصر و نفى المشابهة، أي له سمع لا كالأسماع و له بصر لا كالأبصار.
الطالب: "مع نفي مماثلة المخلوقين فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه و نزهوه من غير تعطيل"
الشيخ: فأثبتوا بلا تعطيل هذه طريقة السلف، أثبتوا و مع إثباتهم لم يشبهوا و نزّهوا و مع تنزيههم لم يعطّلوا، فهم مثبتة منزّهة، ليسوا معطّلة و لا مشبّهة لأنّ المعطلة نفوا الصفات، و المشبّهة أثبتوا الصفات لكن جعلوها مثل صفات المخلوقين، فالممثلة أثبتوا و شبّهوا و المعطّلة أرادوا التنزيه فعطّلوا و جعلوا صفات الله عزّ و جل منفية و أنّ الله ليس متصف بالصّفات، و من المعلوم أنّ أهل السنة و الجماعة وسط بين المشبّهة و المعطّلة، فالمشبّهة أثبتوا و شبّهوا، لم يثبتوا بل عطّلوا، فهم مثبتة ليسوا معطّلة لأنّ المثبتة ليسوا معطّلة، لأنّ المثبت غير معطّل، و مع كونهم مثبتة فهم غير مشبّهة بل هم منزّهة، مثبتة منزهة على حدّ قوله عزّ وجل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)، (ليس كمثله شيء) إثبات (و هو السميع البصير) تنزيه.أثبتوا مع التنزيه و لم يثبنوا مع التشبيه و لم يعطّلوا بحجة أنهم يريدون تنزيه الله عزّ و جل عن مشابهة المخلوقين لأنّه لا تلازم بين الإثبات و التشبيه لأن هناك إثبات مع تشبيه و هناك إثبات مع تنزيه و الحق في الإثبات مع التنزيه و الباطل في الإثبات مع التشبيه و الباطل في الجانب الآخر التعطيل بزعم التنزيه و ذلك أنّ الذين عطّلوا تصوّروا أنه لا تثبت الصفات إلاّ على وجه يشابه المخلوقات لأنّهم ما تصوّرا الإثبات إلا مع التشبيه ففروا من التشبيه فصاروا إلى التعطيل و التأويل و التحريف و لكن النتيجة ما هي؟ أنهم فرّوا من تشبيه سيّء إلى تشبيه أسوأ، فرّوا من تشبيه في الموجودات الذي تصوّروه و صاروا إلى أن شبّهوه بالمعدومات، صاروا إلى أن شبّهوه بالمعدومات، لأنه إذا كانت الذات نفي عنها الصفات فإنه لا يعقل وجود ذات مجرّدة من جميع الصفات، لا يعقل وجود ذات مجرّدة من جميع الصفات، ذات مجردة من جميع الصفات لا وجود لها، و لهذا يقول بعض أهل العلم : "إنّ المعطل يعبد عدما"، لا وجود لمعبوده، المعطل يعبد عدماً لأنه ما دام أنه ينفي الصفات عن الله عزّ و جل، إذا نُفيت الصفات لا يبق وجود للذات لأنّ الذات إنّما تكون بصفاتها متصفة الصفات و لا يوجد ذات مجردة من جميع الصفات و لهذا ذكر ابن عبد البر في كتابه "التمهيد" أنّ المعطلة يصفون المثبتة بأنّهم مشبهة لأنّهم ما تصوّروا الإثبات إلاّ مع التشبيه ثمّ قال رحمة الله عليه "و هم عندما ما أقرّوا بالصفات نافون للمعبود" الذين يثبتون الصفات يعتبرون المعطلة نافين للمعبود، ثمّ إنّ الذهبي رحمه الله تقل هذا الكلام من "التمهيد" في كتابه "العلو" و علّق عليه بقوله "قلت صدق و الله ابن عبد البر" "صدق و الله" يعني لكونهم نافون للمعبود صدق و الله، ثمّ قال، ثمّ أتى بمثال يوضّح ذلك فقال : "فإنّ الجهمية مثلهم كما قال حماد بن زيد" حماد بن زيد من علماء القرن الثاني هجري من طبقات شيوخ شيوخ البخاري ما أدركه البخاري، مرتبة شيوخ شيوخه بينه وبينه واسطة و كذلك أصحاب الكتب لم يدركوه و البخاري هو أولهم، أول أصحاب الكتب الستة لم يدركوا حماد بن زيد، ماذا قال حمّاد بن زيد في وصف الجهمية؟ قال : "مثلهم كجماعة قالوا في دارنا نخلة، قالوا: إنّ في دارنا نخلة" فقيل: ألها خوص؟ قال: لا، ألها عسب؟ قال: لا، ألها ساق؟ قالوا: لا. و كل صفة من صفات النخل يسألون عنها يقولون لا هذه ما توجد في نخلتنا. قيل لهم إذا ما في داركم نخلة، إذاً ما في داركم نخلة ما دام ليس لها ساق، ليس لها خوص، و ليس لها عسب، و ليس لها ليف، و ليس لها كذا و ليس لها كذا و كل صفات النخل معدوم فيها إذأ لا وجود لهذه النخلة، و كذلك الذين ينفون عن الله الصفات النتيجة أنهم ينفون المعبود، و لهذا قال بعض أهل العلم "المعطلة يعبدون عدماً" يعني لا وجود لمعبودهم، لا وجود لمعبودهم، هذا مثال من أوضح الواضحات في بيان فساد هذا المعتقد و كما ذكرت، المعطلة تصوّروا أنه لا إثبات إلاّ مع التشبيه، لا إثبات إلاّ مع التشبيه، ففروا من تشبيه الله بالموجودات الذي تصوّروه و صاروا إلى تشبيه أسوأ و هو التشبيه بالمعدومات، فرّوا من التشبيه بالموجودات إلى التشبيه بالمعدومات، و أهل السنة و الجماعة عندهم إثبات) من دون تشبيه، إثبات مع تنزيه، و لا تلازم بين الإثبات و التشبيه، فهناك إثبات مع تشبيه و هو باطل من أبطل الباطل، و هناك إثبات مع تنزيه و هو الحق لا ريب فيه الذي اشتمل عليه قول الله عزّ وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت السمع و البصر و نفى المشابهة فهذه الآية أصل في بيان عقيدة أهل السنة و الجماعة و هو أنهم يثبتون و لا يشبّهون بل هم مثبتون منزّهون، ليسوا مثبتون مشبّهون و إنّما هم مثبتون منزّهون و ليسوا معطلين غير مثبتين للصفات و مع إثباتهم ليسوا مشبّهين و هم وسط بين المعطلة و المشبّهة و هم مثبتة ليسوا معطّلة و مع إثباتهم ليسوا مشبّهة بل هم منزّهة و لهذا يقول المقريزي رحمه الله في هذا الكلام، إيش قال؟
الطالب: "فأثبتوا رضي الله عنهم من غير تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل" .............يتبع إن شاء الله