والآية الأولى من سورة الممتحنة %يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ... الآية $ [الممتحنة: من الآية1].
وأتبعها بحديث: ((من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب)). برواياته، وهذه النصوص تحت عنوان مكبر هكذا: "من يوالون ومن يعادون".
ثُمَّ قال -معلقًا على الحديث القدسي- ما نصه: "قلت: توعد الله -جل وعلا- من آذى له وليًّا واحدًا بالمحاربة، ومن حارب الله فقد تعرض لهلاكه.. فكيف بمن آذى جمهور أولياء الله من العلماء والدعاة والجماعات الإسلامية؟! وكيف بمن وضع هؤلاء العلماء المصلحين الذين جاهدوا ويجاهدون من أجل أن يكون الدين كله لله في مرتبة اليهود والنصارى؟! وكيف بمن يعتقد بأنَّهم أضر على الإسلام من الكفار؟! وكيف بمن والى الظالمين، وانحاز إليهم في اعتداءاتِهم المستمرة على أولياء الله وحملة راية الهدى والصلاح!".
ثُمَّ أراد أن يلهب مشاعر القراء ويملأ نفوسهم غضباً على الشيخ/ ربيع المدخلي -فِي زعمه- حيث قال: "أحسب أن هناك أكثر من قارئ سوف يتساءل، وهل هناك من طلاب العلم من يفعل ذلك؟!". ثُمَّ زاد في الشطط وأوغل في المكر ورشح الشيخ/ ربيع المدخلي إمام حزب الولاة.
أقول: وبعد هذا فإنني ألتمس من القراء الكرام ومن العقلاء من الأنام أن يقارنوا بين كلام محمد سرور في حق أولياء الله -من العلماء الربانيين والحكام الصالحين- الذي سبق تدوينه قريبًا ووصف العلماء بالنفاق والجاسوسية والتعاون على الإثم والعدوان ضد أهل البر والتقوى، كما وصفهم بأنَّهم يطيعون ولاة الأمور في تحليل الحرام وتحريم الحلال إلى غير ذلك مما لا يليق بشخص يدعي تقوى الله واحترام المسلمين أن يتفوه بذلك- وبين تحذير الشيخ/ ربيع من أهل الأهواء والبدع من الحزبيين الحركيين وبيان ما يلحق الفرد والجماعة من أضرار البدعة ودعوة المبتدعين إليها.
وإنني لأجزم أن المطلع المنصف على ما قاله محمد سرور في حق حكام الدولة السعودية وفي حق علمائها عمومًا وما قاله في حق الشيخ/ ربيع بن هادي عمير المدخلي خصوصًا سيذكره بقوله تعالى: %يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ$ [الصف:2-3].
وبقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
س
وبالمثل السائر: "رمتني بدائها وانسلت".
هذا وقد ختم محمد سرور مقاله الجديد: "نحو كيان جديد" بأسوأ ما تختم به كتب التضليل، فقال -وهو يتعقب الشيخ/ ربيع- ما نصه: "واكتشف أيضًا أن الجماعات الإسلامية أخطر على الإسلام من الجماعات التي حاربَها الإمام الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب، كما اكتشف أنَّهم أضر على الإسلام من الكفار الواضحين، وأثنى المدخلي على سيد قطب في كتابه منهج الأنبياء، ثُمَّ اكتشف ضلالات كثيرة له... إلى أن قال: هذه الاكتشافات الخطيرة التي انفرد بِها المدخلي وأعضاء حزبه والَّتِي كانت موضع استنكار العلماء الكبار الذين نحترمهم ونجلهم -ويجلهم المدخلي أيضًا- لا نستطيع فصلها عن موقف حكومة بلدة من هذه الجماعات كما لا نستطيع فصلها عن موالاة هذا الحزب لمن تواليه هذه الحكومة، وعداوتِهم لمن تعاديه، وهم لا يتسترون من اتخاذهم لهذا الموقف ولا يخشون بالمشي بالنميمة ضد إخوانِهم الدعاة، ولَم تعد هناك أية حاجة إلى تجميع أدلة تثبت قيامهم بدور الجاسوسية لمصلحة ولاة أمرهم فكتبهم وأشرطة محاضراتِهم أصبحت تقارير علنية دون خجل، أو حياء"( ) ا هـ.
أقول: أولاً: أعتذر من إزعاج القراء بِهذا الكلام الظالم صاحبه والذي لا يسطره إلا من فقد مراقبة الله حينما كان يسطره ويطبعه وينشره فرحًا مسرورًا بنشره.
ثانيًا: أقول لمحمد سرور: ما وجه اللوم للشيخ/ ربيع المدخلي على اكتشافه خطر دعوة جماعة انحرفت في منهج دعوتِها عن منهج السلف في دعوتِهم فحذر منها وأنذر وأعلن ما في دعوتِها من خطر على البشر وقد قلت أنت عن الجماعة التي اكتشف أخطاءها الفاحشة الشيخ/ ربيع المدخلي وحذر منها وعظَّم من شأن خطرها، قلت ما نصه: "لقد سئمت من سياسة وتخطيط هذا الخليط من الخلائق، وإن زعموا أنَّهم من النصر قاب قوسين أو أدنى، ومللت من ترداد مَنْ حولي: ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه".
كيف يعذر بعضنا بعضًا فِي اختلاف التضاد؟! وهذا الإعذار يعني أنه لا فرق يستحق الذكر بين السلفيين وأهل الاعتزال وغيرهم من أهل البدع والخرافات، إن الغوغائية هي التي تجعل هؤلاء الناس( ) يرددون هذه المقولة وعندما يتحررون من الغوغائية سوف يشعرون بخطر هذا الشعار".
ثُمَّ واصلت الحديث عن سلبيات الجماعات الإسلامية وسوء انحرافاتِها فقلت ما نصه: "فبعض هذه الجماعات تعتقد أنَّها جماعة المسلمين وترى لقيادتِها الحقوق نفسها التي تتمتع بِها قيادة جماعة المسلمين وهذه المفاهيم المعوجة وغيرها تجعل من الرجل الأول دكتاتوريًا مستبدًّا يعزل من يشاء ويعين من يشاء ويؤدب من يشاء وتراه يرسخ هذه المعاني في نفوس أتباعه، فالشورى عنده معلمة وليست ملزمة،